هدى زوين
كاتبة
(Huda Zwayen)
الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 18:13
المحور:
الادب والفن
النغمات تختلف، والأحداث تتكرر. وقائع تنعكس في مرآة حياتنا. أيام مليئة بقناديل مضيئة. يراها الآخرون تحت أشعتها العاكسة. فتبتهج ألوانها بأبعادها السبعة مثل قوس قزح يلتف حول خيوطها السائلة مثل شعاع له نسمات هادئة ذات طبيعة ساحرة.
عدسات الروح ترى وجهها بعيون في طرفها سحر تجتذب القلوب المتحجرة مثل المغناطيس. روح بين كتفيها ينابيع الحياة، تهتزُّ، تعلو، تنخفضُ، تتعايشُ، تطمئنُ حينما تتمسكُ بها أيدي حنونة، رقيقة، ينبع الحنانُ كله من كفيّها إذ ترى الشغف يتناثر مثل الزهور فوق طيّات شعرها، هذه هي الحياة المحتملة التي تجعل أحداث الماضي ذكريات عابرة.
أحياناً نؤمن أنّ في القلب شمس صغيرة أصابع رغبتها ناعمة، شفافة. يراها الآخرون العميان عتمةً بنقاط بيضاء تدور حول نفسها. تتكرر الساعات والأيام لتصبح سنوات طويلة وثقيلة تجرُّ خطواتها من حريقٍ إلى حريقٍ، لتعيد دورتها مرّةً أخرى لكنّ هذه المرّة بأوراق بيض مزركشة بالآمال والأحلام.
من هنا يأتي السؤال
هل الماضي أقوال أم أفعال؟ وهل يراه الجميع أفقاً واحداً؟
بابه القديم، أقصد الماضي المتراكم، ترك لنا بابه مفتوحاً لنرى منه الجميل والقبيح حتى نستطيع أن نستنشق منه عطور أيام لن ننساها ونرى من خلاله كيف نشأنا وإلى أين وصلنا.
وتبقى الوجوه في أعماق المرايا تنتظرُ الذكريات التي غابت وطواها النسيان، تتمرأى لتنظر في مرآة أخرى فلم تجد إلا ذلك الوجه القديم الذي يراوغ الحياة بحثاً عن حقيقته الغائبة.
#هدى_زوين (هاشتاغ)
Huda_Zwayen#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟