شاهر أحمد نصر
الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 13:20
المحور:
الادب والفن
لكم كان الأمر مخيفاً، ومؤلماً، ومهيناً. إليكم كيف بدت حال المهجرين قسراً: يتزاحمون على السفن المكتظة بالمهجرين، ويجلسون جنباً إلى جنب ، وتحتك أجسادهم كتفاً إلى كتف، وظهراً إلى ظهر، ووجهاً إلى وجه... يغادرون إلى المجهول على سفن مائلة الجوانب، متبضعين: زوجين "اثنين من القمصان والمناديل". كم هي مؤلمة ومهينة ومخيفة مثل هذه الحالة
هذا هو، تماماً، الشعور الذي ينتابكم حينما تقرؤون قصائد توروفيروف المذهلة:
"أتذكر مرارة الريح المالحة،
تلّف السفينة المحملة فوق طاقتها؛
وشريطاً من اللبّاد الأزرق،
والأرض تتوارى خلف الضباب.
لكنني لم أسمعْ: لا صراخ،
ولا تأوهات، ولا شكاوى،
ولم أرَ أيادي تمتد إلى الشاطئ،
بل صمت مهيب يلفّ الطوابق المزدحمة
المتوترة مثل قوس مشدود،
وتوترت أوتار أرواحنا،
وظلّت متوترة إلى الأبد؛
كأنّ هاوية سوداء سحيقة
تنظر إليّ من خلف مياه البحر الزرقاء،
وأصيح وداعا، يا وطني، إلى الأبد،
لقد فهمت تماماً،
وتذكرت هدوء الحشد على سطح السفينة،
وتلك الدموع المحبوسة
وراء تلك الجفون المرتجفة.
#شاهر_أحمد_نصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟