فاطمة شاوتي
الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 10:26
المحور:
الادب والفن
قراءة فاطمة شاوتي /المغرب في نص الشاعرة التونسية فاطمة نصيبي
" تَعلَّمْ عَوْمْ"
كلما ضاقت الأقفاص صنعت العصافير من أجنحتها، عشا لتموت
في صمتها....
والشجر يخضركلما كان الحطاب بعيدا عن فأسه
وعن أعواد ثقاب، تجعل الغابة ترقص في ألسنة النار..
لم تعبث ريتا بقلب وطن كان يحمل حروفه الستة، ( ف/ل/س/ط/ي/ن/) على ظهره ويكتب بحجارته، إسم العلم بستة نجوم ضد قفل صدئ،
وأنصاف الأجساد...
عِنِّين على أرض اليباب لاخصوبة تروي ظمأ المروج...
كثيرة لغة الخواء تملأ الحقائب،
بمذكرات إيقاف السير دون ضوء...
تلك مكيدة الخوف من لغة
لامعنى للحب فيها سوى ماسطرته خيالات مريضة، تلتقط الرمل بعد أن نفق السمك في أذرع الصيادين الكبار.
أما انتحار عاشق فهو لايعني انتحار مثقف؛ قادته أحزان محمود إلى غرس أَرَزَةٍ في قلبه، ليسافر في قَطَّارَة دمه ليُقَسْطِرَ أحزانه ميلادا أخضر...
ماأكثر النقيق! والمستنقع عُلْجُومٌ عجوز يتكئ على موته،
ليسمع الصدى صديدا /صدِئاً!
ماأكثر الصراخ والصخر أجوف بالنباح!
ماأكثر الظلال لكنها تنام على شبح القادمين والسابقين!
كلهم يعيشون سباتهم وبياتهم في فرو الدِّبَبة، التي لايوقظها إلا كسل العسل؛ تلعقه أفواه الأرانب؛ تركض إلى جحورها لتستلم تذكرة الموت اللذيذ، في سياسة العصا والجَزَرة أيتها الشاعرة!
نص مفتوح الشرايين...
فمن يسعف مريضا ليخيط نبضه بأقل الخسارات... ؟
"تعلّم عوم "
يحدث ان تنتحر ..
كان تقع من علوّ الكلمة
على أرض يباب...
الابتسامة العريضة لصفصافة
قد تغري ببناء عشّ
يحدث ان تغويك الأأمواج
تعتصرك في لحظة عشق ...
" تعلّم عوم"
صدحت بها البلابل يوما...
"وقعت منك .... لم تلتقطها "
ككل السّابقين
وكثير من من القادمين على مهل
نحو الأسفل ...
قذفتك الحمّى بعيدا عن المعركة ...
حمّى " ريتا"
وانت لست بتجربة " الدرويش "
" تعلّم عوم"
أنشدتها العصافير حتى لا تنفق ...
الأقفاص كبيرة
وانت الصّغير جدّا
الممتلىء بالكلمة لم تتقن العوم .
فنفقت...
لست "خليل حاوي "
لتوجه لقلبك طلقة الكلمة...
لم يمت ..قتل العجز في أرض العرب
هكذا كان يظنّ
لا يعرف من خط ّصوته بدمه
إن على هذه الأرض من لا يتقن اللغة وهو عامر بها
من يراقص امرأة بنصف جسد
يلاعبها كفراشة
تقتلع الحروف من بين أسنانه حرفا حرفا ...
فيحترق ...
هي لم تغْوه...
هو من سقط قلبه من علوّ الكلمة ..
القفص الكبير يضيق ..
فكيف تخترق الجدار دون احمرار..
كيف تصعد الشجرة دون خدوش ..
أنت الرّبيع
فكيف تنزع اخضرارك قبل الخريف
وكيف تعبث بك الجاذبية !!
وانت الكلمة الشجرة ...
#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟