أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - أنا يوسف يا أبي.....قراءة مشهدية للواقع ...بحثا عن جيل ضاعت هويته















المزيد.....

أنا يوسف يا أبي.....قراءة مشهدية للواقع ...بحثا عن جيل ضاعت هويته


رشيد عبد الرحمن النجاب
كاتب وباحث

(Rasheed Alnajjab)


الحوار المتمدن-العدد: 8085 - 2024 / 8 / 30 - 02:48
المحور: الادب والفن
    


من أين أبدأ ؟ ....سؤال راودني كثيرا وأنا أهم بكتابة هذه السطور عن رواية "أنا يوسف يا أبي" للكاتب د.باسم الزعبي وهي روايته الأخيرة الصادرة عام 2024 عن دار "الآن ناشرون وموزعون" والحقيقة أن الإجابة عن هذا السؤال لم تكن من السهولة بمكان، حتى قبل الوصول للسرد والشروع باستطلاع تفاصيل هذه الرواية.لذلك فقد كتبت، و مسحت، ثم أعدت الكتابة مرارا وتكرارا قبل أن تبدأ معالم هذا المقال بالظهور.
ذلك أن "النصوص الموازية" ، تتميز بالنسبة لهذا العمل بالفرادة في ترابطها في ما بينها من ناحية، وصلتها مجتمعة ومنفردة بالسياق العام للسرد من ناحية أخرى، وللتوضيح؛ فلا بد من الإشارة إلى علاقة هذا العمل بقصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش بعنوان "أحد عشر كوكبا" والتي يتردد فيها قول "أنا يوسف يا أبي" أكثر من مرة. وسبق أن أثار هذا النص جدلا واسعا لعلاقته بالقرآن الكريم.
هذه الصلات والمعاني إذن مرتبطة ارتباطا وثيقا بعنوان الرواية "أنا يوسف يا أبي" ، بينما يشير اللون الأبيض الذي اختاره الكاتب للغلاف إلى البراءة ونقاء السريرة وهي الصفات التي ارتبطت بالنبي يوسف عليه السلام. ثم الصورة للرجل بالقميص الذي يشكل اللون الأحمر جزءا أساسيا من مكوناته وما لهذا اللون من قصة معروفة تتضمن تهمة ألصقها إخوان يوسف بالذئب. أما علاقة الرجل بالطفل في صلة الأب بابنه وسوف تتكشف تفاصيلها للقارىء في نهايات الرواية.
ثم الإهداء إلى " كل ضحايا الحروب الأبرياء" والتي أرى أن الكاتب تجاوز النص في معناه ليقصد الضحايا الأبرياء للحروب وغيرها. ثم هذا التصدير بأبيات من قصيدة محمود درويش وما تتضمنه من معان وثيقة الصلة بمجريات أحداث الرواية كما سيتضح للقارىء.
جاء في مضمون الرواية أن أحد خريجي الجامعات السوفياتية "عون" والمتزوج من سيدة روسية "غالينا"، يضطر عون للعودة إلى روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وبعد أن ترك عمله في الأردن مكرها، يعود مع الزوجة بعد ضغوط متكررة منها ومعهما ابنهما "محمد" الموشك على الالتحاق بالتعليم الجامعي، اما ابنتهما "ريمة" التي تحجبت والتحقت بزوجها في إحدى دول الخليج بعد خلاف أفقدها الصلة بوالدتها وتسبب ذلك بفتور الصلة مع الوالد. فأي مآلات ومصائر واجهت العائلة؟ وما علاقة هذا بمجمل الأحداث والظروف المتغيرة في المنطقة وفي أرجاء العالم؟
في نحو 250 صفحة من القطع المتوسط يتناول الكاتب من خلال حديثه عن أفراد العائلة والتغيرات التي طرأت على سلوكهم وحيواتهم وأمزجتهم، وما أدت إليه هذه التغيرات لمزيد من التطورات ربما غير المتوقعة، ففي أي اتجاه مضت مجريات الأحداث؟ وأي مصير للأشخاص افضى إليه السرد؟ أترك للقارىء استكشاف أمر هذه التفاصيل.
ولكن لابد من الإشارة أن الوصف اتخذ نمطا مشهديا شاملا تناول الأحداث في منطقة الشرق الأوسط بما فيها سوريا، والعراق، وأفغانستان، وتركيا، وحتى الحرب في أكرانيا. فهي رواية وثيقة الصلة بالواقع، وهي تتجاوز الحداثة من حيث تناول السرد لمسألة التواصل من خلال وسائل التواصل الاجتماعي في أكثر من مناسبة، وبعيدا عن الخوض في تفاصيل الأحداث عبر السرد رأيت أن أصاحب القارىء في ماتضمنته الرواية من أفكار وإشارات بشكل عام:
- تولى المؤلف من خلال ما يتبنى من عقيدة إيمانية إبراز الأثر الإيجابي للمسلك المرتبط بهذا التوجه مثل الإشارة إلى ما تمتع به عون من سكينة إثر الصلاة بعد وفاة والده، وإبراز ما كان للمشروبات من صورة أمعن في تصوير سلبياتها، في حين تناول مساعدة الآخرين على ترك المشروب بكثير من الإطراء، وكذلك ارتداء "ريمة" للحجاب وقرارها الارتباط بيحيى رغم عدم موافقة والدتها الأمر الذي أفضى إلى القطيعة بينهما.

- ولكنه في المقابل أدان الحرب القذرة التي تخوضها التنظيمات الإسلامية المتطرفة، كما أدان من خلال يوسف التصرفات الوحشية التي يقترفها منتسبوا هذه التنظيمات، مثل إعدام الرجل الأصم الذي نفذه أبو عكرمة، كما أدان نتائج هذه الحرب وأثرها على الأبرياء هو ذا يتسائل: " حرب من هذه؟ ما ذنب الذين قتلوا، وربما كانوا جالسين يتناولون عشاءهم، ترى هل تمكن ذاك الطفل الصغير من ابتلاع اللقمة التي وضعها للتو في فمه؟الأن مسلحين غرباء احتلوا القرية؟ سيأتي مسلحون آخرون ويطردون مسلحي الأمس، فتأتي طائرات أخرى لتقصف القرية ويموت الأبرياء، ما هذه القسوة ؟ من لهؤلاء الناس الأبرياء؟"(صفحة 203)
والمؤلف إذ يدين هذه الموقف ليعبر في الوقت نفسه عن حيرة وضياع محمد"يوسف" وكثيرون غيره وإخفاقهم في اختيار البوصلة المناسبة هروبا من مآزق تعددت أسبابها ليكتشفوا زيف ما سعوا إليه ويقعوا في خيبة أعمق وأشد أثرا .
رصد المؤلف التغييرات الثقافية والاجتماعية التي جرت حول العالم بعد انتهاء التجربة السوفياتية بما في ذلك تغير أنماط العيش سيما في البلدان التي كانت تتبع للإتحاد السوفياتي جريا وراء الأعمال الحرة التي خطف بريقها عيني "غالينا" زوجة عون فدفعت بالعائلة في أتون هذه التجربة العمياء غير أبهة بأي شيء سوى طموحات شرهة للكسب ليس لها حدود ، وما طاب لها من الملذات بغض النظر عن ما تشكله من مخالفات أخلاقية.
ملاحظة أخرى تمثلت في تغيير التسميات مع عدم الاكتفاء بالإسم الجديد أو استعادة الأسماء القديمة بل بالإمعان في الإشارة إلى الأسماء المستخدمة في العهد السوفياتي كأن يقال شارع سادوفايا "إنجلز سابقا" صفحة 126.

ولعل في الموقف التالي ما يلفت الإنتباه: ففي الصفحة 127 دار الحوار التالي بين "عون" وصديقه الروسي الجديد "فاديم":
- قال عون:أنا لا أفهمك اعتقدت أنك شيوعي.
- الشيوعية لم تعد فكرة مقبولة عند أكثر الناس في بلدنا، وفي الوقت ذاته نحن ليس مع الرأسمالية المنفلتة أو التابعة نحن نريد نظاما خاصا يؤمن لنا الاستقلال والازدهار.غورباتشوف ويليتسين باعا البلاد لأمريكا، أمريكا تعتقد أن بإمكانها تسخير موارد العالم أجمع لصالحها، ألم تعلن أنها قائدة العالم وشرطيه؟ نحن الروس لا يمكننا أن نقبل بذلك مهما كلف الأمر".
عودة إلى يوسف وعلاقته بمهرة زوجة أبي عكرمة ، والتي تشبه في بدايتها قصة زوجة العزيز مع يوسف ، والقميص الذي قد من قبل أو من دبر إلا إن مجرياتها مضت في اتجاه آخر ، فالقميص قُدّ بقصد تضميد الجرح والعلاقة انتهت بالزواج وإن كان ضمن ظروف ملتبسة، ولكن يبدو أن يوسف وقع في شرك استخدام اسم ابي عكرمة حتى يتمم زواجه بمهره ولجوئه إلى تركيا فبات ضائعا عاجزا عن العودة إلى اسمه "محمد" فرضي باسم يوسف.
فهل عاد محمد؟ وهل قبل عون بعودة محمد وقد اصبح اسمه يوسف؟!!



#رشيد_عبد_الرحمن_النجاب (هاشتاغ)       Rasheed_Alnajjab#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساعة الخامسة والعشرون - قراءة حديثة في رواية قديمة
- شغف
- الدم لا يتكلم
- الــمــولـــودة
- سوداد (هاوية الغزالة)
- قناع بِلَون السماء
- مذكرات القائد الشيوعي محمود الأطرش المغربي
- غالب هلسا: روح ناقدة بدأت بنقد الذات
- حمزة شحاتة: مِن أخلاق البيت إلى المدرسة إلى الزقاق.
- بندلي جــــوزي:رائد الاتجاه القومي الماركسي
- د.سيد القمني: من التقليد إلى التجديد في الفهم الديني
- صادق جلال العظم: المادية والتاريخ
- هادي العلوي: جدلية الفكر الديني
- طنطورية رضوى عاشور وهذا النداء للتوثيق
- أنا و الكتابة ، من ألف باء اللغة إلى بحر الكلمات
- فرح أنطون أحد رواد الفكر العلماني والديمقراطي
- شبــلي الشمــيل، رائـــد من أعــلام الفكـــر الــــعـــلمي ا ...
- أحــــــمــــد لــــــطــــفــــي الــــسيد – رائد الليبرالي ...
- سلامة موسى .... من رواد الفكر التنويري العربي
- أنت تشرق ....أنت تضيء


المزيد.....




- جواهر بنت عبدالله القاسمي: -الشارقة السينمائي- مساحة تعليمية ...
- لم تحضر ولم تعتذر.. منة شلبي تربك مهرجان الإسكندرية السينمائ ...
- بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع ...
- مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا ...
- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رشيد عبد الرحمن النجاب - أنا يوسف يا أبي.....قراءة مشهدية للواقع ...بحثا عن جيل ضاعت هويته