أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أرسلان علي - صراخ صامت من أطلال غزة















المزيد.....

صراخ صامت من أطلال غزة


محمد أرسلان علي

الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 21:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ أكثر من نصف السنة وما نزال نتابع المأساة التي تحل على الشعب الفلسطيني، والتي لم تكن جديدة عليهم رغم أنها تكرار لما هو معروف بالنسبة لهم. رغم الضجيج العربي الذي يملأ المكان صدىً ولكنه من دون أي جدوى.
بكل تأكيد همجية طرفي الصراع أعمت بصيرتهم ولم يعد تفكيرهم منصب على غير الانتقام من الطرف اﻵخر بأي شكل من اﻷشكال. كل طرف يتوعد الطرف اﻵخر بإنهائه والقضاء عليه ورميه بالبحر أو دفنه في أنفاقه. من حيث الوعيد ﻻ جديد عند الطرفين سوى استمرار آلة القتل حتى حين. طبعاً لذلك أسبابه التاريخية والذهنية المجتمعية المتشكلة عبر قرون وعقود من الزمن المنفكئ على ذاته والبعيد كل البعد عن اﻻبداع في إيجاد الحلول والخروج من بؤرة الانتقام. البحث في هذه اﻷسباب يعتبر بوابة الخروج من هذا المستنقع الذي يغوص فيه الكل، والتي لن تكون نتيجته سوى المزيد من تعبيد طريق جهنم بالجثث والجماجم من قبل كِلا الطرفين، وبنفس الذهنية الدينية المكررة منذ مئات السنين.
أساس الصراع يكمن في داخلهما والبحث في جوانية الموضوع يحل معظم القضايا، بدلاً من البحث أو انتظار الخارج ليأتي ويضع حلاً لهذه المعضلة. “كنتم خير أمةٍ…” و "شعب الله المختار”، ما بين هاتين الجملتين تستمر آلة القتل في عملها وتغذيتها بحماسية، مع وعود الرب والله لكل طرف بالنصر المؤزر والقريب. وما دام الحل لم يخرج من دائرة الكهنة (المتدينين والقومجيون) والمستفيدين من هذا الصراع، فلن تهدأ النفوس، وستستمر الدموع بالانهمار من العيون المنتظرة الفرج من عند الله.
صراخ الشعب الذي يبحث عن الأمان ضمن هذه المعمعة بات المتصدر على شاشات التلفزة من كل الأطراف التي تريد إنهاء الحرب والبحث عن الاستقرار وإعادة الإعمار. لكن لا زال هذا الصراخ لم يجد من يسمع أنينه جراء الصرخات الداعية للحرب والانتقام. طرف يريد الانتقام لما حلَّ به يوم السابع منن أكتوبر الماضي، والطرف الآخر يسعى للانتقام لما حصل للمهندس وسليماني وشكر وهنية. ولبنان ليس ببعيد عن هذه الحرب وفق التطورات الحاصلة على طرفي الشريط الحدودي، من إطلاق صواريخ واغتيالات تتم وفق لائحة معدة وكذلك اليمن الذي دخل معادلة الصراع مع الإسرائيليين من بوابة الصواريخ والمسيرات التي يُطلقها نصرة لشعب غزة، الذين تخلوا عنهم اشقائهم في العروبة (الأنظمة). الكل يتخوف من اتساع رقعة الحرب هذه لتشمل مناطق ودول عدة في المنطقة. الكل يتوعد الآخر عبر خطاباته الحماسية، وبعض الدول تدعوا للتهدئة.
منذ سبعة عقود ولم تخرج النظم اﻻقليمية من دائرة الشجب والتنديد اﻻعلامي، وﻻ زالت مستمرة بعملها هذا والذي اتقنته بكل معنى الكلمة، وبكل تأكيد يعرف الفلسطينيون هذا اﻷمر وأنهم يدركون أﻻ شيء ينتظرونه من أشقائهم، ﻷنهم ﻻ حول لهم وﻻ قوة، لكن اﻻستغاثة هي فقط لغسل العار الذي يعيشونه وتذكيرهم على اﻷقل بواجباتهم اﻻخلاقية ﻻ غير أو كما يُقال لغسل ماء الوجه ليس أكثر.
حينما يكون العدوان وآلة القتل تقوم بعملهما على أكمل وجه إن كان في روج آفا أو فلسطين، الكل سيلعب دور (القرود الثلاثة)، صمٌ، بكمٌ وعميٌ ﻻ يفقهون شيئا. وما تفعله آلة القتل الصهيونية هي نفسها تحوم في سماء روج آفا من طرف الطورانية الحفيد الشرعي للذهنية الصهيونية. ﻻ فرق كثيراً بين الذهنيتين سوى أنهما تنعشان وتغذيان بعضهما البعض. فلا الصهيونية قادرة على العيش من دون الطورانية والعكس صحيح. الذهنيتين تسعيان لمحو والقضاء على الشعبين، الذهنية الأولى تسعى للقضاء على الفلسطيني والأخرى على الشعب الكردي. الذهنيتان مكملتان لبعضهما البعض وتتشابهان في سلوكهما الفريد من نوعه في جرائم القتل والتشريد والتهجير وقلب الحقائق والكذب واستخدام القوة المفرطة من دون أخلاق لترهيب الطرف اﻵخر، وكل ذلك باسم الدين.
ما يعيشه الشعب الفلسطيني اﻵن يعيشه أشقائهم الكرد أيضاً من حيث الصمت العالمي واﻻقليمي. فلا أحد يفكر وﻻ حتى يحاول أن يغير من سلوكيات اللعبة. الكل صامت ﻷن مصالحه ومنافعه تقتضي ذلك، وأن صوت بكاء الشعب تحت اﻻنقاض لن يصل ﻵذانهم المشغولة بالاستماع ﻷناشيد المصالح التلمودية وكذلك التفاهمات الابراهيمية.
أخي وعزيزي الفلسطيني، لا جديد بالنسبة لنا. ﻷننا نعيش ما تعيشه اﻵن منذ القرن تقريباً وبالتحديد منذ تشكل الجمهورية التركية التي تراها أنت صديقة لكم، لكنها عدوة لنا. فالذي يقتل شعبه لن يتوانى عن قتل اﻵخر وذرف الدموع عليه، فلا تصدقون دموع اﻷتراك كثيراً، فنحن نعرف رياءهم ونفاقهم جيداً وليس لهم أي علاقة بالدين. ولن يقدموا لكم أي شيء تنتصرون من خلاله، فهم أول من اعترف بعدوكم الاسرائيلي وأول وظيفة يقومون بها، هي حماية هذا الكيان وليس انهائه. لتعودوا للتاريخ قليلاً واعرفوا عدوكم من صديقكم. فلا أردوغان صادق في توعده لليهود ونصرة غزة، ولا الإسرائيليون صادقون بدعمهم للكرد أينما كانوا.
الحل الوحيد يكمن في التنظيم المجتمعي والذي يعتبر أساس اﻻنتصار في أي معركة أو حرب يقوم بها اﻻنسان. وبدون التلاحم المجتمعي ما بين شعوب المنطقة من الصعب اﻻنتصار في هذه الحرب. فهي ليست معركة بين طرفين بقدر ما هي حرب بين ذهنيتين ونظام هيمنة يسعى لتوطيد أركانه في المنطقة ونظام يحاول الحفاظ على ما هو موجود بعقليته السلفية (إن كانت قومجية متزمتة أو دينية متطرفة)، وطرف ثالث يسعى لتغيير ما هو مألوف والتفكير خارج الصندوق عن حلول ناجعة تكون حلاً لمعظم القضايا التي تعاني منها المنطقة. الشعب الكردي اﻵن يحمل لواء فلسفة التعايش السلمي بين ثقافات وشعوب المنطقة على أساس أخوة الشعوب والتي أساسها نابع من فلسفة اﻷمة الديمقراطية. هذه الفلسفة المنبثقة من حقيقة المنطقة التاريخية والسوسيولوجية ستكون الدواء لكل الفواجع والبكائيات التي عاشتها المنطقة منذ مئات السنين وحتى اﻵن. التلاحم الشعبي بين الكرد والعرب واﻷرمن واﻻشوريون والترك والفرس، بعيداً عن الذهنية السلطوية، سيلعب دوره التاريخي في إعادة بناء المنطقة من جديد وفق فلسفة بعيدة عمّا يتم طرحه من قبل الأطراف المتصارعة على كعكة المشرق المتوسطي. حل يكون كذلك بعيد عما يطرحه الغرب من شرق أوسطي كبير/جديد يتصارع فيه الكل ضد الكل، ويكون الحل على أساس أن يكون الكل من أجل الكل وفق حقيقة المنطقة التاريخية والثقافية والسوسيولوجية الجامعة لثقافات المنطقة، بكل قومياتها وأثنياتها وأديانها ومعتقداتها.



#محمد_أرسلان_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- السعودية.. وزارة الداخلية تعدم فلبينيا قصاصا وتكشف كيف قتل ا ...
- بعد 20 يومًا فقط من ولادتها.. ريتا تواجه الحياة كنازحة بسبب ...
- ماذا حدث في إسرائيل يوم 6 أكتوبر 1973؟
- -العقيدة النووية الروسية- ـ متى قد تضغط موسكو على -الزر-؟
- ميونخ تختتم مهرجان -أكتوبرفيست- الشهير بألمانيا بيوم مشمس
- صحيفة أمريكية تتحدث عن سؤال غير متوقع لبوتين من جانب ترامب
- الجيش الإسرائيلي يعلن بدء عملية برية جديدة شمال قطاع غزة
- باحثون يحددون مكملا غذائيا يقلل من العدوانية بنسبة تصل إلى 2 ...
- فرنسا تخطط لتزويد جيشها بغواصات مسيرة تغوص لأعماق كبيرة
- علماء روس يبتكرون روبوتات لاستكشاف القمر


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أرسلان علي - صراخ صامت من أطلال غزة