أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية أدبية 275















المزيد.....

هواجس ثقافية أدبية 275


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8084 - 2024 / 8 / 29 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


الوعي هو محاولة استجلاب الكون إلى الذات، محاولة تفكيكه، الدخول في ذاته، وفهمه.
هناك غربة بين الوعي والكون، أحدهما يعاني اغترابًا عن فهم الآخر.
لا يمكن تفكيك الوعي إلا بعد تفكيك مفهوم الكون ومعرفته.

سهرت إلى حين زقزق العصفور، وقفنا معًا على شرفتي، يدي بيده، بدأنا نسحب الفجر، ليجلس معنا، ليشرب قهوته بصحبتنا.
فلولا زقزقة العصفور لبقى الفجر نائمًا في أحضان الكون.

الضوء بالرغم من جماله، ورقته، ورقيه، وفرحه وسعادته إلا أنه يصل متأخرًا.
مرات كثيرة كنت أسابقه، أحرضه أن يعيش في المستقبل، بيد أنه يتباطئ، يضحك من لهفتي الزائدة، يكمل طريقه، ويسير الهوينا ولا يلتفت إلي إلا ليبستم ابتسامة خفيفة محببة.
قال لي:
ـ أنا أعيش في الحاضر، بيد أن ضوئي يصلكم في الماضي. أنا ثابت الخطوات، سعيد، لا أغير مساري.
مساري هو مسار الزمن الآمن. أنت على عجلة من أمرك. أنت قلق، ومضطرب تريد قطف الزمن من فمه قبل أن ينضج.
أنتم البشر تستعجلون كثيرًا للوصول إلى النهاية، هل سألتم أنفسكم، وماذا بعد هذه النهاية؟
ولماذا هذه العجلة؟
قلت له:
ـ لأننا ولدنا في غفلة من الزمن، لأننا لسنا أصلاء، والزمن وجنوحه أصيل، أب عن جد.
ولدي سؤال أخر، وماذا عن الظلمة؟ قال:
حاولت الظلمة الإمساك بتلابيبي، بيد أني اخترقتها، وتابعت طريقي صاعدًا نحو الحرية، في محاولة اكتشاف الأكوان المترامية الأطراف في هذا الفضاء الصاعد.
وأنا، الضوء، كان وما زال حنيني هو القبض على الظلمة متلبسًا، قبل أن يهرب ويتركني وحدي.

أنا لا أبكي على أي شيء مهما كان، الخراب هو هو، والإنسان هو هو، الغربة ما زالت في بيتها الأبدي، ويحاصرنا الاغتراب في كل مكان.
إذا قطعوا جسدي أو مزقوه لن أبكي، وإذا حرمت من الضوء والحرية لن أبكي، تعودت على الهزائم والمرارة.
أبكي بحرقة شديدة إذا غادرتني امرأة، أضفت علي الكثير من ذاتها، وأخذت جزء من ذاتي معها، ورحلت

يقول بعض الأصدقاء أنني لا اتناول الدين المسيحي بالنقد إلا نادرًا.
هذا الكلام دقيق إلى حد كبير، أنا لا اتناوله ليس لاختلال المعايير لدي أو لأنني أريد أن أداريه او أخفيه عن النقد أو العين.
الدين المسيحي في البلدان العربية والإسلامية ليس فاعلًا سياسيًا أو اجتماعيًا في الدولة والمجتمع أو له أحزاب تعبر عنه أو له شخصيات لها مكانته تدافع عنه.
تناولي لأي دين يتعلق بطرحه، وموقفه وقوته وتنظيمه وفاعله السياسي، وقدرته على الحشد وطرح نفسه رقمًا سياسيًا له حضوره ومكانته.
لهذا اعتبر الدين المسيحي مجرد كائن جالس في الصالة الخلفية المظلمة لا قيمة سياسية أو معنوية له.
استطاعت السلطنة العثمانية أن تجعله تابعًا معنويًا لها أو ذيل أو ذنب، أي لا قيمة سياسية له منذ أن ولدت هذه السلطنة.
بمعنى أنه مجرد مصفق أو مطبل للحاكم، من مبدأ التقية، أي عل السلطان او أتباعه يرأف بالبطريرك أو المطارنة أو القساوسة أو بقية الملة.
وسارت أغلب الدول العربية والإسلامية على هذا المنوال، لأن القائد للدولة والمجتمع هو الدين الإسلامي، ومعها الحاكم المطلق.

لولا ذلك العصفور الذي دغدغ الفجر بمنقاره، ورفرفه بجناحيه، وزقزق، ما كان استيقظ من غفوته ونهض صعودًا إلى السماء

لقد تعبت المنطقة مدة سبعين سنة من المقاومات الكاذبة العابرة للأحلام والحدود والأوطان.
مقاومات مزيفة وتجارية، تعمل على الهروب من استحقاقات القيم المدنية والسياسية كالحريات السياسة والاجتماعية والإنسانية ومحاربة الفقر والتلوث والكراهية والانقسام الاجتماعي والسياسي العمودي والأفقي.
خلي حسن نصر الله ينظف المدن من أكياس الزبالة المتراكمة في الشوارع وبعدين يحكي في المقاومة.
وذلك النازل من عند الله كذبًا الذي اسمه خامئني، خليه يدفع استحقاق الديمقراطية في إيران بدلًا من أن يبقى فوق الدستور والدولة والمجتمع.
ملينا من النصب والكذب والشحاذة باسم المقاومة.
وكل يوم والثاني يأتينا واحد دجال يفرض نفسه علينا باسم المقاومة.

من المؤسف أن تاريخ البشرية لم ينتج مؤسسات إنسانية، ترفق بالإنسان وتدير شؤونه، تنقذه من ديايث السياسة، والاستبداد السياسي والثقافي في هذا العالم.
ومؤلم جدًا، أن حصيلة تطور العقل البشري، المنتج للاكتشافات العلمية والاختراعات المذهلة، يوضع في يد المجرمين وقطاع الطرق، وفي مؤسساتهم القذرة.
وعي الحرية، أن نعري هؤلاء، أن نفكك قوتهم عبر المعرفة والفكر. إن نوقف تسلطهم علينا. وننتقل إلى عالم أقل قسوة.
سيأتي ذلك اليوم، الذي يصل فيه البشر، إلى تطابق الوعي والحرية مع الواقع.


السؤال: لماذا يحترم التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية وروسيا قوات داعش، ويتم نقلهم إلى مكان آخر على نفقتهم الخاصة وحراستهم ورعايتهم، لمتابعة القتال.
على من تضحكون يا مهزلة، يا دول، يا مسخرة، يا مهازل.
هذا الدول ساقطة أخلاقيًا وسياسيًا.
" انطلقت، مساء البارحة الاثنين، حافلات تقل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، من جرود القلمون الغربي بريف دمشق السورية إلى البوكمال بريف دير الزور، في إطار اتفاق بين ميليشيا حزب الله ونظام الأسد مع تنظيم الدولة أو داعش يقضي بإجلاء مسلحي التنظيم المتبقّين على الحدود مع لبنان إلى شرقي سوريا"


الذي سقط أخلاقيًا في هذه الأيام هي الحكومات والأنظمة ورجال السياسة.
من المؤسف أن تاريخ البشرية لم ينتج مؤسسات إنسانية, تدير شؤونهم, تنقذهم من ديايث السياسة والاستبداد في هذا العالم.
مؤلم جدًا, أن حصيلة العقل البشري, المنتج للاكتشافات والعلوم الجديدة يضع بيد المجرمين وقطاع الطرق, وفي مؤسساتهم القذرة.
وعي الحرية, أن نعري هؤلاء, أن نفكك قوتهم عبر المعرفة والفكر. إن نوقف تسلطهم علينا. وننتقل إلى عالم أقل قسوة وتسلط.

بنية الفكر الديني قائم على الانقسام الاجتماعي والنفسي, بين المؤمن والكافر أو المشرك أو الملحد. وبإن معتنق هذا الدين أو ذاك يعتقد أنه الأميز والأفضل والأحسن, ولديه شعور بالتفوق, والاستعلاء. وينظر إلى الأخر بدونية واحتقار. وكل دين يعتقد أنه نخبة فضلها الله على غيره.
المجتمعات الدينية هي مجتمعات مستلبة, تكوينها قائم على التسليم بالقضاء والقدر, وإلغاء دور العقل والذات. وتسعى إلى زرع التمييز في عقل وذهن كل واحد. وهي مجتمعات غير مستقرة نفسيًا, مرتابة, تعيش حالة شك وخوف وقلق من الآخر.

تعرية داعش يقع في الجانب السياسي, علينا أن نحللها سياسيا قبل كل شيء. اما اتكائها على الدين فهو لتسويق نفسها.
أما الدين, سواء مسيحي أو اسلامي أو يهودي, يحتاج إلى قراءة النصوص عبر المستوى الفكري, المعرفي. تحليل زمن النص, كشفه. هذا يقع في جانب أخر. تحليل الدين عبر السياسة لن يفيد في تحليل النص الديني. النص الديني يحتاج الى بحث معرفي. بشان ما نضيع الأمور. كل جانب له مستوى, خلط الجانب السياسي, الأني والمتحرك, بالديني, الذي هو مستوى اخر يضيع الجميع, وندخل الحابل بالنابل.

مصيبتنا كبيرة, مع هؤلاء الذين لا يفرقون بين السياسة, السلطة, الدولة, الحكومة, والجندي العادي.
يا هؤلاء, مشكلتهم مع السياسية, مع الفاعلين فيها. الجندي بيدق, مجرد منفذ. حتى في الشطرنج, الحكومة تضحي بالكثير من القطع, الجنود, لاسقاط الخصم.
هل وصلت الفكرة أم ما زلتم في مكانكم.
تتركون الحمار الذي رمى الزاد وتضربون البردعة.
مشكلتكم مع السلطة, مع السلطة يا شاطرين, يا مكتفين, يا عاقلين, يا عقلاء, وليس مع الجنود الصغار, العاديين.

المنفصل عن التاريخ فكريا, لا يمكن أن يدخله مرة ثانية قبل إعادة مراجعة عدة الشغل, المفاهيم والمصطلاحات, ومدى قدرتهم على التأقلم مع العصر. دون فكر, المفاهيم التي تخدمنا, التي تعبد لنا الطريق, سنبقى في انزياح تام عن عالمنا. لا يوجد عالمان, إما عالم قائم على تراتبية شديدة, القوة, السلطة, المال والنفوذ, أو قلب هذه المعادلة, ودخول عالم الإنسانية الذي يحتاج إلى مفاهيم جديدة, وفكر جديد قائم على الحق المطلق للجميع.

استطاعت الولايات المتحدة أن تستفيد من تجربة سقوط روما بيد الهمج, البرابرة, الهون والوندال والقوط الغربيين في العام 476. وأرادت أن تعممه على العالم كله, عبر ترييف جميع مدن العالم وترييعه, بشحنه, بدفعات بشرية, همجية.
منذ العام 1950 والترييف والترييع يسير على قدم وساق.

بلوغ السعادة لا يكون بالبحث عنها. إما أن تكون جزء من التكوين النفسي للإنسان أو لا تكون.
الحيوان دائما سعيد.
المرحومة رغدة حسن ـ الروائية ـ المعتقلة سابقًاـ الغير محسوبة على أحد، توفيت بالسرطان، لم يذكروها إلا القلة.
أسكن في الطابق الثالث .. من مبنى تابع للسكن الاجتماعي
والسكن الاجتماعي في فرنسا يلم ما هب ودب من المشحرين والمعترين من كل الجنسيات (الشيشاني والاسباني والمغربي والأفارقة ................. والسوريين حديثا )
في فترة الصباح أجلس إلى مكتبي المجاور لنافذتي المفتوحة على مدى أخضر
أقضي ساعات أقرأ وأكتب وأتصفح الفيسبوك وتويتر وهلم ......
منذ فترة ليست ببعيدة انتبهت إلى تغيير جميل في مزاجي .. بعد أن أغادر طاولتي
أنهض " مزهزهة" على عكس حالتي المعتادة .. فأنا صامتة عادة وأميل للحياد في مشاعري .. لا لشئ .. لكن هربا من الحزن الذي يغرقني بببئره اذا استسلمت له
حاولت تفسير حالتي الطارئة .. وفشلت
لكن ابني الكبير كان لديه الحل والتفسير ..
قلي .. جيراننا في الطابق الثاني ( يعني تحتنا ) بيكونوا عم يدخنوا مارغوانا عالشباك ..
معقول ..!!

الدين عدو للإنسان، لماذا؟
أهم غريزة في الإنسان هي غريزة الجنس، كل شيء في حياته يتمحور حول هذه الغريزة، ومنها تنبع جميع الغرائز، القتل، الغيرة، حب التملك، الحسد، الجنون بكل أنواعه واشكاله، الحقد والكره، والحب الشكلاني.
سعى الدين جنبًا إلى جنب مع السلطة على تعطيل هذه الغريزة، كبتها، أزاحها من التداول المباشر، وضعها ضمن قانون الملكية، جعلها في مكان سري، وهذه السرية خلفت وراءها الكذب والنفاق وشهادة الزور.
إن مصدر الحرمان الأكبر الذي يعاني منه الإنسان هو الجنس، يدور ويدور حول نفسه كالبغل حول حجر الرحى، للقبض على ذاته الهاربة منه، هو يهرب وعالمه الجميل يهرب منه.
إن حرية الغريزة ستفتح الباب على التحولات العميقة في الحياة. بالطبع لا اقصد الجنس بالطريقة التي نقدم عليها، وانما أن تكون حرة نابعة من الأعماق، دون وصاية من قانون أو دين أو مؤسسات أو منحة من دولة
.

أغلب الذين جاءهم الوحي، جاء معهم السيف، وجنون الارتياب.

ابق حيث الغناء، فالأشرار لا يغنون
في عصر اليوم الثاني من نزولي في بيت نجيب، رأيت مجموعة من الشباب الصغار في فم الباب. لم يكن نجيب موجودًا، ولم يقل لي أي شيء عن أهله. ولم يكن قد مضى على وجودي في الأردن سوى أربعة وعشرين ساعة.
رأيت فتاة جميلة، أنيقة، وشابان في منتهى الوسامة والجمال، ومعهم امرأة مسنة ورجل وفتاة صغيرة.
استغربوا جميعهم بوجودي. القوا السلام علي في حيرة، قالت ليلى:
ـ أليس هذا بيت نجيب، إنه أخي؟
ـ إنه بيت نجيب على سن ورمح، ثم ابتسمت بخجل. ثم أضفت، أنا ضيف عنده.
كانوا ما زالوا في حالة حيرة واستغراب.
ـ أين نجيب؟ لقد قلنا له أننا قادمون إلى عمان.
ـ لا أعرف إلى أين ذهب. تفضلوا وأجلسوا.
تبادلنا النظرات والاندهاش والإعجاب. قلت في نفسي:
ـ إنها عائلة جميلة، رقيقة. يمتازون بالطول الفارع والجمال والرقة، وريعان الشباب.
اثناء شرب الشاي تحداثنا وتعارفنا، وعلموا أنني من سوريا، وسجين سياسي سابق. لم يستوعبوا وجود سجين سياسي سابق وضيف في الأن ذاته في بيت أخيهم.
قال رامي:
ـ ماذا يعني سجين سياسي؟
ـ آه، رامي الموضوع معقد وطويل. هذا يحتاج إلى وقت طويل للإجابة على سؤالك، ألم تلتق بسجين سياسي سابق؟
ـ لا. أنا لا أحب السياسة ولا اتعامل معها، أنها صعبة ومتعبة. وضد الدولة. أنا رجل عمل وإنتاج. نحن من عائلة حداد أب عن جد.
سأعرفك على أهلي، اختي ليلى تدرس الأدب الفرنسي في الجامعة في أربد، المدينة القريبة من مدينتنا، عجلون. وأخي طارق وأشار إليه، يدرس الأدب الأنكليزي في الجامعة ذاتها، وغدير في الحادية عشرة من العمر، في الصف الخامس، وكمال والدها وزوج أختي سناء ومن أقرباء والدي، وأنا أعمل مع والدي في الورشة، وهذه أمي. جئنا إلى عمان من أجل المشفى. إنها تحتاج إلى غسيل الكلية، وسنأتي كل شهر إلى هنا. وسنلتقي بك وبنجيب.
تذكرت أبي وأمي وأخي وأخواتي قبل السجن، وبعد خروجي منه لم أعد أرى أحدًا في البيت سوى الوالد والوالدة. تفرقوا جميعهم في اصقاع الأرض.
ووقتها شعرت بالفراغ والحسرة، أنني وحيد وأعزل من كل شيء. لا أحد بالقرب مني، لا صديق ولا رفيق ولا أهل باستثناء التواصل مع أخي هاكوب وأختي صونيا في السويد.
أصبحت نكرة في عيون المقربين والبعيدين عني. خسرت كل شيء. كل شيء. دون أي مقابل. لم نفهم هذا الوطن، وغامرنا سياسيًا في تغيير نظامه السياسي الديكتاتوري المنسجم مع ثقافة الاستبداد. وإنسان الاستبداد. والبدائل التي طرحناها تحتاج إلى زمن آخر وإنسان آخر.
كان الزمن ثقيلًا عجوزًا علي، وعلى الكثير من الذين من أمثالي.
كان السجن مملوءً بالمثقفين، الذين نذروا أنفسهم وأرواحهم من أجل قيم عليا. وتحملوا عذاباته وآلامه، وساروا في طريق الجلجلة إلى النهاية مملوءين بالأحلام الوردية، بوطن جميل، وطن قادم على ظهر الفراشات السابحة في السماء. لم نقل لانفسنا لماذا بقينا في السجن دون خروج الناس إلى الشارع لمساعدتنا في محنتنا وانعزالنا عن العالم الخارجي أو الحرية. بررنا لهم:
ـ إنهم مغلوبون على أمرهم، بيد أننا لم نسأل أنفسنا، هل يضحي هذا المغلوب على أمره بدقيقة واحدة من حياته من أجل القيم العليا كالحرية مثلًا. من أجل مصلحته، إن لا يكون هامشيًا؟
هل كان المجتمع ضعيفًا لا يقوى على مجابهة الدكتاتور؟ هل كان له مصلحة في تغييره؟ هل المواطن العادي جزء من ثقافة الديمقراطية؟ هل هو غشيم وغبي ولا يدرك مصالحه؟
أعلم أن الإنسان العادي ليس غشيمًا، وليس غبيًا. إنه ذكي جدًا، ويعرف مصلحته اكثر من أي مثقف وكاتب ومفكر وفيلسوف.
باختصار شديد، لا يريد أن يضحي بقشرة بصلة من أجل حقه في الحياة. إنه نكرة ولا حياة في حياته.
وهذا حقه إن لم يقاوم الظلم. إنه يريد حياة أمنة مستقرة، ولا يهمه من يحكم أو لا يحكم، المهم أن طعامه يكون موجودًا، ويحقق رغباته في إنشاء أسرة وبيت وأولاد. ولا يهمه من اعتقل أو قتل أو مات. وبتقديري ليس مهمًا لديه أن يتعاطف مع أي واحد يدخل السجن، مصلحته مع السجان وثقافة الاستبداد الذي تربى عليها.
مقابل النوم إلى جوار حبيبته أو زوجته ممكن أن يبيع هذا العالم كله، بالتالي هذا لا ينبع من غباء. هو راض بالتهميش والدونية. وهذه المسلمات تؤمنها له الثقافة الاستبدادية.
يعرف مصلحته بدقة كاملة شديدة، ولا يغامر بحياته ورغباته من أجل وطن أو مواطنة أو دولة مواطنة أو ديمقراطية.
أينما التفت يحاصرني الفراغ، بيد أن وجود نجيب وأهله اعطاني طاقة إيجابية كبيرة في مواصلة يومي في الأردن. يوم بيوم دون أمل في غد مشرق أو جميل.
لقد فات الشباب دون أي تعويض. وإن ما حدث معي هو مسؤوليتي الشخصية البحتة. وليس مطلوبًا من الأخرين مساندتي أو مساعدتي. كل واحد عليه أن يرمم جراحه. فالسجين السياسي في بلاد الشرق المريض سجينًا على مسؤوليته الخاصة. شأن خاص. ولا علاقة للعام به، وكل واحد في ميدان، وله ميدانه.
لم يطلب الناس من المناضلين أن يدافعون عنهم. وكنّا مجانين وأغبياء في نظرهم، وألف أم تبكي ولا أمي تبكي. ولم يطلبوا منهم أن يدافعوا عن قناعاتهم. ولم يطلبوا منهم أن يضحوا بأنفسهم من أجلهم. إنهم مقتنعون بظروفهم لهذا لم يطالبوا بتغيير النظام السياسي.
وهذا الفراغ والوجع الذي يعانيه السجين السابق هي مسؤوليته، هو الذي اختار طريق عمله السياسي بنفسه. وإذا وصل إلى الحكم سيغير هذا المجتمع ولاءه بسرعة البرق من القديم إلى الجديد.
وإذا تغير هذا النظام سنرى جميع الناس مناضلين ومتفانين أبًا عن جد.
المجتمع المريض مجتمع كاذب.
جاء نجيب، وعم الفرح في المكان. ورأيت مقدار الحب والاهتمام به. كان نجمًا متألقًا مملؤءً بالحب والفرح من ذاته ومن قبل أخويه وأمه وأخته وغدير الصغيرة. واحترام كمال الكبير له.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس فكرية وسياسية وأدبية ــ 274 ــ
- هواجس ثقافية ــ 273 ــ
- هواجس ثقافية ــ 272 ــ
- هواجس ثقافية أدب موسيقا ــ 271 ــ
- هواجس سياسية وفكرية وثقافية 270
- هواجس ثقافية سوياسية وأدبية ــ 269 ــ
- هواجس ثقافية وإنسانية 268
- هواجس ثقافية 267
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية وادبية ــ 266 ــ
- هواجس عامة ثقافة فكر أدب وفن 265
- هواجس الثقافة والحب ــ 264 ــ
- هواجس ثقافية أدبية فكرية 263
- هواجس ثقافية وسياسية وفكرية ــ 262 ــ
- هواجس ثقافية متنوعة 261
- هواجس ثقافية 260
- هواجس ثقافية ــ 259 ــ
- هواجس ثقافية ــ 258 ــ
- هواجس ثقافية وأدبية وسياسية ــ 257 ــ
- هواجس ثقافية 256
- هواجس سياسية وفكرية ــ 255 ــ


المزيد.....




- بقفزات على المسرح.. ماسك يظهر بتجمع انتخابي لترامب في -موقع ...
- مسرحان في موسكو يقدمان مسرحية وطنية عن العملية العسكرية الخا ...
- مصر.. النائب العام يكلف لجنة من الأزهر بفحص عبارات ديوان شعر ...
- عام من حرب إسرائيل على غزة.. المحتوى الرقمي الفلسطيني يكسر ا ...
- قصيدة عاميةمصرية (بلحة نخيلنا طرق)الشاعر مصطفى الطحان.مصر.
- بيت المدى ومعهد -غوته- يستذكران الفنان سامي نسيم
- وفاة الممثلة المغربية الشهيرة نعيمة المشرقي عن 81 عاما
- فنانون لبنانيون ردا على جرائم الاحتلال..‏إما أن نَنتَصر أو ن ...
- مخرج يعلن مقاضاة مصر للطيران بسبب فيلم سينمائي
- خبيرة صناعة الأرشيف الرقمي كارولين كارويل: أرشيف اليوتيوب و( ...


المزيد.....

- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري
- هندسة الشخصيات في رواية "وهمت به" للسيد حافظ / آيةسلي - نُسيبة بربيش لجنة المناقشة
- توظيف التراث في مسرحيات السيد حافظ / وحيدة بلقفصي - إيمان عبد لاوي
- مذكرات السيد حافظ الجزء الرابع بين عبقرية الإبداع وتهمي ... / د. ياسر جابر الجمال
- الحبكة الفنية و الدرامية في المسرحية العربية " الخادمة وال ... / إيـــمـــان جــبــــــارى
- ظروف استثنائية / عبد الباقي يوسف
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- سيمياء بناء الشخصية في رواية ليالي دبي "شاي بالياسمين" لل ... / رانيا سحنون - بسمة زريق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس ثقافية أدبية 275