عمر حمش
الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 21:05
المحور:
الادب والفن
يمرّون بي ببضائعهم القليلة .. رجالا، ونساءً، وصبيةَ وبنات .. يمرّون عابسين؛ لكنهم نشطون، يقطرون حزنا؛ لكنهم يصرّون، يضربون في رمال الشاطئ، ويغرسون أقدامهم، وهم يصرخون، ويتركون لي رسوم خطوهم:
شيبسي .. ترمس .. كعك .. وأسماءٌ كثيرة غيرها، وكلّها معتادة، لكن [ لقيمات] هذا النداء أثار جنوني.
هذا الاسم كيف استحضره مطلقه الأوّل، وكيف انتشر، ودخل قاموس الباعة الجوالة على شواطئ مواصي خان يونس؟
بل وكيف تقبله المهاجرون، وابتلعوه؟
وصار الولد ينادي: أمي عاوز لقيمات.
وأخرى تقول: أشتري لك لقيمات؟
لقيمات؟
يا لهول المفردة، وكأنها جاءت تستجيب، وأرى الاسم الغريب؛ أتى من عصر سحيق، ربما عباسي، وربما فاطمي، هو هكذا غريبٌ، وليس من عصرنا.
لقيمات ..
ويدفعني الفضول؛، وأزاحم إلى طبق التوتياء السائر، وأسرق نظرةً لتلك العجيبة؛ لأجدها قطع عجينٍ استدارت، وسُيّخت على عيدان، ثمّ خبزت، حتى احمّرت قليلا، وبدت كالكباب الذي كنا نشمّه على أبواب المطاعم، أيام كنا أحياء.
#عمر_حمش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟