سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 10:21
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لم تشفع الزيارة التي قام بها مسعود بزشکيان مصطحبا حکومته معه لقبر الخميني ولاسيما إنه أراد من خلال ذلك التأکيد مجددا على إظهار ولائه للولي الفقیة علي خامنئي، إذ لم يستمر الصراع الداخلي على السلطة في داخل نظام الملالي وإنما تصاعد بصورة ملفتة للنظر مما أثبت مرة أخرى عمق الازمة التي تعصف بالنظام وکون الاختلافات والانقسامات داخل النظام أعمق بکثير مما يمکن تصوره.
بزشکيان الذي طبل له البعض معتقدين بأنه ولکونه معتدل فإنه سيحدث ثمة تغيير غير عادي في النظام، لکن يبدو إن بزشکيان وکما أعلن منذ البداية عن ولائه لخامنئي وإصطفافه خلفه مع التابعين له، لا يزال يکيل الصفعات لمن أشاروا الى کونه معتدلا، ذلك إنه وخلال الزيارة أعلاه حذر الفصائل المتنافسة من اللعب في "ملعب الأعداء"، قائلا: "يحاول العدو خلق الانقسام في المجتمع، وكل جهودهم تهدف إلى منعنا من التوحد… يجب أن نتحرك لتجنب الوقوع في حيل العدو والحفاظ على الوحدة والتماسك".
لکن تصريحات ومواقف بزشکيان هذه التي يريد من خلالها إثبات کونه خلف وفي ومناسب لسلفه رئيسي، لم تکن کافية لإقناع الفصائل المتنازعـة على السلطة بکونه قادرا على الامساك بدفة سفينة النظام وقيادتها الى بر الامان، مع إنه من المفيد جدا هنا الإشارة بأن رئيسي نفسه لم يکن بمقدوره أن يقود سفية النظام الى بر الامان بدليل أنه ليس إن مشاعر الرفض والکراهية ضد النظام قد تزايدت بل وحتى إندلعت أقوى إنتفاضة ضد النظام کما إن نشاطات وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق قد وصلت الى درجة بحيث أحرجت ليس رئيس لوحده وإنما خامنئي والنظام برمته أمام العالم.
الحقيقة المرة جدا والتي تتغابى عنها الفصائل المتنازعة، هي إن هناك أزمة متوارثة عميقة جدا يعاني منها النظام وإن معظم التغييرات الشکلية ومسرحيات الانتخابات ولعبة الاصلاح والاعتدال لم تتمکن من أن تٶثر عليها إيجابا لصالح النظام بل إن الظاهر إن کل رئيس وحکومة جديدة يقومون من جانبهم بإضافة مشاکل وأزمات جديدة تزيد من عمق وتجذر الازمة العامة وتجعل مسألة علها في حکم المستحيل.
أزمة نظام الملالي ليست مجرد أزمة سياسية أو إقتصادية أو فکرية أو إجتماعية، بل إنها أزمة النظام ذاته وعدم إمکان تقبله وإستيعابه من قبل الشعب الايراني، إنها أزمة نظام يريد أن يعيد الشعب الايراني من عصر الانترنت والتقدم العلمي الى عصر البغال والحمير وهذا هو الامر الذي لا ولن يتقبله الشعب الايراني إطلاقا!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟