|
وردة القاهرة الارجوانية 1985(وودي ألن):السينما مثل المخدر....كالأفيون تماما
بلال سمير الصدّر
الحوار المتمدن-العدد: 8083 - 2024 / 8 / 28 - 00:13
المحور:
الادب والفن
هي أحد الأفلام التي جمعت وودي ألن وميا فارو...تلك المسيرة التي توجت أجمل أفلام وودي ألن متوسطة المستوى الفني. سيسيليا(ميا فارو) تحب السينما،وتعمل كنادلة في مطعم ومتزوجة من مونك العاطل عن العمل،والتي قصتها معه تقليدية بالنسبة لفتاة مثل سيسيليا تعاني من سذاجة طبيعية.... سيسيليا دائما ما تذهب الى السينما لمشاهدة نفس العرض:وردة القاهرة الارجوانية الذي هو اصلا استعراض من صناعة وودي ألن ايضا،ولاحقا تطرد من عملها في زمن الكساد الاقتصادي في الولايات المتحدة...وهي حتى في أسوأ لحظات حياتها تعود لمشاهدة نفس العرض:وردة القاهرة الارجونية ولكن الانقلاب في الفيلم يحدث عندما يقوم توم باكستر-جيف دانييلز-بالحديث مع سيسيليا والذي يخرج من الشاشة الى العالم الحقيقي ليقول لها كلمة واحدة:أحبك توم:فكري في الأمر من منظور آخر،كم رجل يفتن بأمرأة الى حد جعله يخرج من شاشة السينما لأجلها
بينما شخصيات الفيلم-المقصود الاستعراض داخل الفيلم نفسه،اي وردة القاهرة الارجوانية-تتحدث مع بعضها داخل الشاشة السينمائية،وكان الاستعراض انقلب الى حقيقة واقعة: توم غادر الفيلم...تخلى عنا ذلك الصعلوك...اصبحنا عالقين بعد رحيل تلك الشخصية الثانوية التافهة الاضطراب الذي حدث لشخصيات الفيلم بمغادرة توم باكستر الى عالم الحقيقة جعلهم هم انفسهم يتحدثون بلسان الحقيقة،وهو الأمر الذي اغضب الجمهور...الجمهور قادم لمشاهدة قصة هي من عالم الخيال وليس لمسايرة الاتجاه الواقعي في السينما.... بالأعم،الشخص الجالس على الكرسي وهو ينظر الى الشاشة هدفه تحقيق البهجة،السعادة القادمة من افلام تافهة،وهو يعلم أشد العلم أنه هذه كلها من محض الخيال...السينما هنا مثل المخدر...مثل الأفيون تماما. تقول احداهن من الجمهور:اريد ان يحدث في هذا الفيلم ما حدث في الاسبوع الماضي وإلا فلا معنى للحياة... من الممكن القول،ولكن على مضض،أن جزئية الجمهور وعلاقته بالسينما نفسها هي احد معطيات هذا الفيلم... إذا توم باكستر قادم من عالم سينمائي جعله وودي ألن طوباوي،ولكن هل السينما،او الحبكة السينمائية تسير مسار مثالي على الدوام... يقول توم:في العالم الذي جئت منه لايخيب الناس آمال بعضهم البعض،أفعالهم متسقة ويعتمد عليهم دائما. هذا بالتأكيد ليس منطقيا....فماذا لو قدم باكستر من احد حبكات هيتشكوك...؟! أو احد افلام ستيفن كينج التي عولجت على الشاشة...؟! يقول احد منتجين الفيلم:ان كانت هذه بداية صيحة جديدة فستهلك صناعة السينما لا محالة... يظهر فجأة غيل ريتشارد مبتدع شخصية توم باكستر الذي يريد ان يعيد شخصيته الى عالمها السينمائي خوفا من ملاحقات قانونية فيقع في غرام سيسيليا...تقول سيسيليا: لم يكن يحبني أحد الأسبوع الماضي والآن يحبني رجلان هما الشخص ذاته من الجدير بالذكر ان شخصية غيل ريتشارد قام بلعبها الممثل نفسه:جيف دانييلز احد شخصيات الشاشة الفيلمية:إذهبي مع الحقيقي يا عزيزتي فحياتنا محدودة هنا واخرى تقول:بل اذهبي مع توم...انه رجل مثالي تختار سيسيليا عالم الواقع وتعهجر زوجها وتستعد للسفر ال هوليوود،لكنها سرعان ما تتلقى صفعة من العالم الحقيقي،لأن ريتشارد غيل كان مخادعا خداعا بات مفهوما.... هل من الأفضل لها ان ظلت تعيش في عالم الأوهام...الخيال...السينما؟! ستبقى الحياة هي هي...على حقيقتها هذه النهايات البائسة ليست من عادة وودي ألن أبدا... بلال سمير الصدّر 2/3/2024 وردة القاهرة الارجوانية 1985(وودي ألن):السينما مثل المخدر....كالأفيون تماما هي أحد الأفلام التي جمعت وودي ألن وميا فارو...تلك المسيرة التي توجت أجمل أفلام وودي ألن متوسطة المستوى الفني. سيسيليا(ميا فارو) تحب السينما،وتعمل كنادلة في مطعم ومتزوجة من مونك العاطل عن العمل،والتي قصتها معه تقليدية بالنسبة لفتاة مثل سيسيليا تعاني من سذاجة طبيعية.... سيسيليا دائما ما تذهب الى السينما لمشاهدة نفس العرض:وردة القاهرة الارجوانية الذي هو اصلا استعراض من صناعة وودي ألن ايضا،ولاحقا تطرد من عملها في زمن الكساد الاقتصادي في الولايات المتحدة...وهي حتى في أسوأ لحظات حياتها تعود لمشاهدة نفس العرض:وردة القاهرة الارجونية ولكن الانقلاب في الفيلم يحدث عندما يقوم توم باكستر-جيف دانييلز-بالحديث مع سيسيليا والذي يخرج من الشاشة الى العالم الحقيقي ليقول لها كلمة واحدة:أحبك توم:فكري في الأمر من منظور آخر،كم رجل يفتن بأمرأة الى حد جعله يخرج من شاشة السينما لأجلها
بينما شخصيات الفيلم-المقصود الاستعراض داخل الفيلم نفسه،اي وردة القاهرة الارجوانية-تتحدث مع بعضها داخل الشاشة السينمائية،وكان الاستعراض انقلب الى حقيقة واقعة: توم غادر الفيلم...تخلى عنا ذلك الصعلوك...اصبحنا عالقين بعد رحيل تلك الشخصية الثانوية التافهة الاضطراب الذي حدث لشخصيات الفيلم بمغادرة توم باكستر الى عالم الحقيقة جعلهم هم انفسهم يتحدثون بلسان الحقيقة،وهو الأمر الذي اغضب الجمهور...الجمهور قادم لمشاهدة قصة هي من عالم الخيال وليس لمسايرة الاتجاه الواقعي في السينما.... بالأعم،الشخص الجالس على الكرسي وهو ينظر الى الشاشة هدفه تحقيق البهجة،السعادة القادمة من افلام تافهة،وهو يعلم أشد العلم أنه هذه كلها من محض الخيال...السينما هنا مثل المخدر...مثل الأفيون تماما. تقول احداهن من الجمهور:اريد ان يحدث في هذا الفيلم ما حدث في الاسبوع الماضي وإلا فلا معنى للحياة... من الممكن القول،ولكن على مضض،أن جزئية الجمهور وعلاقته بالسينما نفسها هي احد معطيات هذا الفيلم... إذا توم باكستر قادم من عالم سينمائي جعله وودي ألن طوباوي،ولكن هل السينما،او الحبكة السينمائية تسير مسار مثالي على الدوام... يقول توم:في العالم الذي جئت منه لايخيب الناس آمال بعضهم البعض،أفعالهم متسقة ويعتمد عليهم دائما. هذا بالتأكيد ليس منطقيا....فماذا لو قدم باكستر من احد حبكات هيتشكوك...؟! أو احد افلام ستيفن كينج التي عولجت على الشاشة...؟! يقول احد منتجين الفيلم:ان كانت هذه بداية صيحة جديدة فستهلك صناعة السينما لا محالة... يظهر فجأة غيل ريتشارد مبتدع شخصية توم باكستر الذي يريد ان يعيد شخصيته الى عالمها السينمائي خوفا من ملاحقات قانونية فيقع في غرام سيسيليا...تقول سيسيليا: لم يكن يحبني أحد الأسبوع الماضي والآن يحبني رجلان هما الشخص ذاته من الجدير بالذكر ان شخصية غيل ريتشارد قام بلعبها الممثل نفسه:جيف دانييلز احد شخصيات الشاشة الفيلمية:إذهبي مع الحقيقي يا عزيزتي فحياتنا محدودة هنا واخرى تقول:بل اذهبي مع توم...انه رجل مثالي تختار سيسيليا عالم الواقع وتعهجر زوجها وتستعد للسفر ال هوليوود،لكنها سرعان ما تتلقى صفعة من العالم الحقيقي،لأن ريتشارد غيل كان مخادعا خداعا بات مفهوما.... هل من الأفضل لها ان ظلت تعيش في عالم الأوهام...الخيال...السينما؟! ستبقى الحياة هي هي...على حقيقتها هذه النهايات البائسة ليست من عادة وودي ألن أبدا... 2/3/2024
#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدخان المقدس 1999(جين كامبيون):على نمط شذرات أميل سيوران ول
...
-
رومانسية الكهولة-تأصيل حلم
-
مأساة رجل سخيف 1981(برناردو برتولوتشي): في عالم الخواء لايمك
...
-
السماء اللواقية1990(برناردو برتولوتشي):محظية الشرق
-
داني روز مسارح برودواي 1984:هناك شيء مطمئن داخل وودي ألن هذه
...
-
أشياء مسكينة: البزوغ الأنثوي الأول لجيل قادم سيغلب منطق العا
...
-
ليالي منتصف الصيف 1982(كوميديا جنسية): بلزاك مبالغ جدا في تق
...
-
نرسيس وغولدمند 2020:غولدمند الذي ظل طوال حياته أسيرا لصورته
...
-
ذكريات غبار النجوم 1980(وودي ألن): المخرج الذي لازال يبحث عن
...
-
مهرجان ريفكيني(وودي ألن):أحاديث الوقت الضائع
-
ذئب البراري 1974: وحدة الوجود
-
الحب الموت 1975(وودي ألن):أصل الأخلاق
-
ظلال وضباب 1991(وودي ألن): كافكا وكاليجاري وعاهرة لليلة واحد
...
-
مثل شخص واقع بالحب(عباس كيارومستاني): التقاء براءة الكبر مع
...
-
أزواج وزوجات 1992(وودي ألن): الأزمة
-
نسخة مصدقة 2010:العمل الفني والفعل الانساني والاصالة والزمن
...
-
سر جريمة مانهاتن 1993: اراد وودي ألن أن يقول أن كل شيء سينته
...
-
ناب الكلب 2009: فئة من حمقى تابعين للبشر وليس من البشر انفسه
...
-
العبها مرة أخرى سام 1972(وودي ألن): انه وودي ألن...ذلك الرجل
...
-
الرصاص فوق مسارح برودواي 1994(وودي ألن): صدفة اغرب من قدرية
...
المزيد.....
-
*محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا
...
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|