أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مثنى إبراهيم الطالقاني - الكهرباء الإنسانية.. طاقة غير مألوفة














المزيد.....

الكهرباء الإنسانية.. طاقة غير مألوفة


مثنى إبراهيم الطالقاني

الحوار المتمدن-العدد: 8082 - 2024 / 8 / 27 - 20:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تُعد فكرة تحويل السلبيات إلى طاقة إيجابية واحدة من الأفكار الثورية التي قد تغير مستقبل العراق. ومع تزايد الحوارات والاتفاقيات حول تحسين الوضع الكهربائي، يتطلب أن ننظر في جميع الخيارات المتاحة، بما في ذلك تلك التي قد تبدو غير تقليدية في البداية.
إن التفكير الإبداعي والخروج عن المألوف قد يكونان أحد مفاتيح تحقيق الاستدامة والازدهار في البلاد.
العراق بلد غني بالموارد الطبيعية والتاريخ العريق، ولكنه يواجه تحدياً كبيراً يتمثل في انقطاع التيار الكهربائي المتكرر فضلاً عن التحديات الاقتصادية والسياسية. يتساءل بعض العراقيين: هل يمكننا تحويل الطاقة السلبية التي تملأ حياتنا إلى طاقة كهربائية تُضيء منازلنا وتُشغل أجهزتنا؟

في الشارع العراقي، يمكنك أن تلمس الطاقة السلبية في بعض الزوايا، من أصوات السيارات المزعجة، إلى مشاكل البيئة، إلى الاحتجاجات المستمرة، وصولاً إلى شكاوى المواطنين من الأوضاع المعيشية. ربما لو استطعنا جمع كل تلك الطاقة السلبية وتحويلها إلى كهرباء، لأصبح العراق المصدر الأول عالمياً للطاقة المتجددة !

لو تخيلنا أن جهازاً يعمل على تحويل الطاقة السلبية إلى كهرباء، جهاز يمكنه تحويل إحباط المواطن الذي يقف في طابور البنزين، أو استياء السائق العالق في زحمة المرور، إلى كيلوات من الكهرباء تُشغل المراوح والمكيفات. بالطبع، سيتطلب هذا الجهاز تقنية متقدمة ربما لم تُخترع بعد، ولكن الأحلام تبدأ بفكرة، أليس كذلك؟
ففي خضم حرارة الصيف الحارقة، ومعاناة العراقيين المستمرة من نقص الكهرباء، تتجلى في أذهاننا أفكار مبتكرة للحلول. لو تخيلنا تحويل مشاعر الكره والحقد والحسد والغيبة إلى طاقة كهربائية! سيكون ذلك مشروعاً لا يحل فقط أزمة الكهرباء، بل يغير وجه العراق الاقتصادي والاجتماعي.
تُعتبر هذه الفكرة بمثابة ثورة في مجال توليد الطاقة، إذ يمكننا من خلالها استغلال الموارد السلبية التي تفيض بها المجتمعات لتحويلها إلى طاقة نافعة.
فبدلاً من الاستمرار في الشكوى من انقطاعات الكهرباء المستمرة خلال فصول الصيف، يمكننا التفكير في كيفية تحويل تلك الطاقة السلبية الكامنة في الألسن إلى طاقة كهربائية مستدامة.
إذا تم تنفيذ هذا المشروع، سيصبح العراق مكتفياً ذاتياً في مجال الطاقة الكهربائية، بل وسنتمكن من تصدير الفائض إلى دول الجوار وحتى إلى أوروبا التي تعاني من نقص في مستويات الطاقة.
إن تحويل الطاقات السلبية إلى طاقة كهربائية سيعزز الاقتصاد العراقي بشكل كبير، ويخفف الاعتماد على النفط الذي طالما كان محور الاقتصاد العراقي.
إضافة إلى الفوائد الاقتصادية، فإن لهذا المشروع مخرجات اجتماعية جمة.. توجيه تلك المشاعر السلبية إلى إنتاج الكهرباء سيقلل من الأضرار النفسية والاجتماعية الناجمة عن انتشار الظواهر الدخيلة.
كما سيحسن من نوعية الحياة من خلال تقليل التوترات والنزاعات بين الأفراد.
ومن الميزات الفريدة لهذه الطاقة أنها لا تنضب، بل تزداد مع الوقت، خاصة في فصول الشتاء عندما تجتمع العائلات حول مصادر التدفئة وتكثر الأحاديث. لذا، فإن هذا المشروع يمثل حلاً مستدامًا وطويل الأمد لأزمة الكهرباء في العراق.
على الرغم من الطابع الفكاهي للفكرة، إلا أن العراق يمتلك مقومات حقيقية لتطوير قطاع الطاقة المتجددة. فالموارد الشمسية والرياح متوفرة بكثرة، ويمكن الاستثمار في هذه المجالات لتخفيف الضغط على الشبكة الكهربائية التقليدية.
إلى جانب استثمار الطاقة الشمسية والرياح، يمكن للعراق النظر في التقنيات الحديثة مثل تخزين الطاقة وتحسين كفاءة الشبكات الكهربائية. كما يمكن تحسين البنية التحتية الكهربائية لتقليل الفاقد من الطاقة وتحسين توزيعها.
ولعل تحويل الطاقة السلبية إلى كهرباء يبقى مجرد خيال في الوقت الراهن، لكن العراق يمكنه تحقيق تقدم حقيقي إذا استثمر بشكل صحيح في الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة. وبذلك، لن نحتاج إلى تحويل إحباطاتنا إلى كهرباء، لأننا سنعيش في بلد يعمّه الاستقرار والرفاهية.
رغم التحديات الكثيرة، يبقى الأمل بحد ذاته طاقة إيجابية يمكن أن تدفعنا نحو مستقبل باسم في وجه التحديات، لأن الابتسامة هي أول خطوة نحو الإيجابية.. فالبكهرباء الإنسانية نسمو بواقعٍ أفضل.



#مثنى_إبراهيم_الطالقاني (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا التناقض .. سياسة توغل وأزمات
- في بغداد .. البرزاني يطرق باب الأماني
- معسكر الهول.. ورقة أبتزاز أمريكي للضغط على العراق
- الصحافة العراقية مسيرة إنجاز وتحديات
- المجمعات السكنية في العراق .. أستغلال وبالجرم المشهود !
- تأسيس المجلس الوطني للإعلام والاتصال ضرورة تنظيمية
- أزمة المخدرات تستبيح العراق، فما دور الإعلام؟
- تحولات القيم الإعلامية في اعادة تشكيل الموازين
- ثروات العراق .. -قسمة ونصيب-
- صحفيات وصحفيين غزة بين المهمة والرصاص
- اين وصلت مساعي انظمام العراق الى -BRICS-
- الإعلام الجديد .. معرفة و تحديات
- ماذا ينتظر من الحكومات المحلية في العراق بعد التشكيل؟
- مستقبل العلاقة الدبلماسية بين العراق والولايات المتحدة الأمر ...
- طارق الهاشمي .. سيناريو الزعامة والنفي!
- ميناء الفاو وطريق التنمية الجديد : الفرص والتحديات
- اطفال الشارع .. اغتيال البراءة لمتاجرة غير شرعية !
- سياسة نقدية مرتقبة تشكل تحولاً في اقتصاد العراق
- غياب علنية الجلسات في المحاكم العراقية: بين الحاجة للشفافية ...
- تراجع الخطاب الرسمي العراقي تجاه حرب غزة في ظل تعاقس عربي .. ...


المزيد.....




- مَن هو الداعية نبيل العوضي الذي سُحبت جنسيّته الكويتية مرّتي ...
- مراهق يقتل والديه للحصول على أموال لاغتيال ترامب وإسقاط الحك ...
- الإمارات تؤكد دعمها لسوريا وفصيل سوري بارز يعلن خضوعه للدولة ...
- إحراق منزل حاكم ولاية بنسلفانيا الأمريكية
- إسقاط أربع مسيرات أوكرانية في أجواء ثلاث مقاطعات روسية
- -الدفاع الثوري- يتبنون التفجير الأخير في أثينا ويهدونه إلى - ...
- غارات أمريكية تستهدف مصنعا بمحافظة صنعاء اليمنية
- الأمن البحريني يقبض على أجنبي سرق ساعة ثمينة وحاول الهروب عب ...
- كاتس: مساحات واسعة بغزة أصبحت ضمن المناطق الأمنية وسيضطر الس ...
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الشهب إلى سمائنا في عرض مبهر يرى ...


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مثنى إبراهيم الطالقاني - الكهرباء الإنسانية.. طاقة غير مألوفة