أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - فيندلي وبعبع معاداة السامية(1-2)














المزيد.....

فيندلي وبعبع معاداة السامية(1-2)


رضي السماك

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 20:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء صمود وإصرار الطلبة الأميركيين على رفع الأعلام الفلسطينية والهتاف بالحرية لفلسطين في احتجاجاتهم اليومية في ربيع العام الجاري على حرب الإبادة التي تشنها قوات الأحتلال الإسرائيلية على أهالي غزة،ليقوّض أسطورة "معاداة السامية" التي تدمغ بها إسرائيل كل من تسول له نفسه إدانة جرائم الحرب والمجازر اليومية التي يرتكبها جيشها المحتل في القطاع، علاوةً على انتقاد السياسات العنصرية التي تطبقها تجاه العرب داخل "إسرائيل" وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة. على أن موقف الطلبة المبدئي الذي أبدوه في تضامنهم الإنساني الشجاع مع الشعب الفلسطيني،لا سيما اليهود منهم، و الذي لم تستطع خرافة "معاداة السامية" التشويش على وعيهم السليم عليه، هذا الوعي لم ينبثق بينهم بين عشية وضحاها، بل يملك جذوراً تاريخية واجهت فيها الصهيونية وحلفاؤها في الولايات المتحدة نفس التحدي، وذلك على خلفية الجدل العارم الذي تفجر خلال الثمانينيات في الإعلام الأميركي، جراء ما أرتكبه جيش الأحتلال الإسرائيلي نفسه من انتهاكات فظة وجرائم إبان اجتياحه للبنان 1982. على أن الصهيونية حققت نجاحاً جزئياً- من خلال اخطبوطها في الإعلام الأميركي وفي الإدارة الأميركية- في سد أبواب النقاش الحر؛ لكي لا يزعزع إيمان المؤمنين بالأسطورة من أميركيين ويهود داخل الولايات المتحدة.وللأسف لم يهتم أحد من وسائل الإعلام العالمية بإجراء حوارات متأنية مع نشطاء الطلبة للتعرف عما إذا توجد لديهم جذور لذلك الوعي الإنساني. وفي جدل الثمانينيات جرى تجريم كل من يتمادى في الإصرار على الإستمرار في النقاش بمعاداة السامية، ومن أبرز هؤلاء بول فيندلي،السيناتور وممثل ولاية ألينوي في الكونجرس عن الحزب الجمهوري( طوال 22 عاما)،ما حدا به أن يفضح بأدق التفاصيل المعززة بالبراهين ضغوط اللوبي الصهيوني الإدارة الأمريكية، وذلك في كتابه المزلزل الذي اشتهر به عالمياً" من يجرؤ على الكلام" وقد تمت ترجمته إلى العربية وصدر عن "شركة المطبوعات للنشر والتوزيع"، ولأهميته فقد أُعيدت طباعته مرات عديدة،والطبعة التي بين أيدينا هي الثامنة، 1988، وقد رحل مؤلفه عن عالمنا 2018. ومن الرائع في هذا الكتاب أن استعانت به المترجمة والإعلامية الفلسطينية سحر الهنيدي في ترجمتها للمقال الموسع فائق الأهمية" معاداة السامية ومعناها المتغير" الذي نشره آلان براونفلد في مجلة الدراسات الفلسطينية في خريف 1987 الصادرة بالإنجليزية،ثم نشرته الهنيدي مترجماً في مجلة الثقافة العالمية الكويتية في العام نفسه. كما استعانت المترجمة في مقدمة المقال في تعريفها العلمي لمعنى "معاداة السامية" بموسوعة الدكتور عبد الوهاب المسيري الخاصة بالمفاهيم والمصطلحات الصهيونية، وفي هذا التعريف يتبين لنا بجلاء كيف حرّفت الصهيونية المعنى ليقتصر على معاداة اليهود حصراً،بينما المفهوم يشمل كل الأجناس السامية لا اليهود فحسب، علماً أن الساميين- كما حددهم المستشرقون الغربيون- يشملون الأقوام التي سكنت جزيرتنا العربية، وفي مقدمتهم العرب الذين هاجروا منها إلى الأقطار العربية مع الفتوحات الإسلامية. وبهذا المعنى فإن معاداة السامية تشمل معاداة العرب،أما اليهود الذين حرضتهم الصهيونية على الهجرة إلى فلسطين والذين معظمهم قدِموا من أوروبا الشرقية فتنحدر جذورهم من أُصول خرزية.ومع انتشار المفاهيم القومية في أوروبا أثناء القرن التاسع عشر، صنّف اليهود أنفسهم كأمة سامية، وفيما نادى العقلاء منهم بأن حل مشكلة معاداة السامية تكمن في إندماج اليهود في المجتمعات الأوروبية التي استوطنوها، عارض الصهاينة هذه الفكرة، بذريعة أن هذه " المعاداة" ظاهرة ميتافيزيقية أبدية تتخطى حدود الزمان والمكان، حتى وصل بهم الأمر إلى حد التعاون مع الجستابو النازي للوشاية ببني جلدتهم بهدف تكريس فكرة استحالة عيش اليهود في أوروبا، وأن لا خلاص لهم من اضطهادهم فيها إلا بالهجرة إلى فلسطين! ولم تكن المعركة التي دار أوارها على صفحات الصحف الأميركية في ثمانينيات القرن المنصرم إلا امتداداً للنقاش الذي خاضه بول فيندلي في تصديه لمحاولات فرض المفهوم الجديد لمعاداة السامية، ومن ثم كشفه في كتابه"من يجرؤ على الكلام" لفضيحة الأرهاب الفكري حيث كان عتاة العنصرية يزمعون فرض ذلك المفهوم وترهيب من لا يتبناه بملاحقته كمعاد للسامية.



#رضي_السماك (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غسان كنفاني في عيني نوتو هارا
- ثلاث رسائل وراء التصعيد الإسرائيلي
- القوى الوطنية العربية والخطاب الطائفي
- عبد الناصر ما قبل النكسة.. وما بعدها
- مكاسب سياسية في ذكرى النكبة
- عراقة الحركة الطلابية بجامعة كولومبيا
- طه حسين وحرية الصحافة العربية
- محمود درويش وميلاد الكلمات
- فيلم -إبادة غزة- الحائز على الأوسكار
- غزة والنكبة المستمرة
- ثلاث حالات غضب مُهدرة
- محمود درويش وغسان كنفاني
- الفلسطينيون بين قنبلتين
- المراسلون الفلسطينيون.. رسالة وصمود
- الصهيونية والإرهاب الفكري الأمريكي
- سيناريو اليوم التالي منذ حرب النكبة
- قصة أغنية فلسطينية تحولت إلى عالمية
- البروباغندا الإسرائيلية في عصر السوشيال ميديا
- لا ليست هذه الهند التي عرفناها
- السياسة والأسماء والهويات الطائفية


المزيد.....




- وزير دفاع السعودية يوصل رسالة من الملك سلمان لخامنئي.. وهذا ...
- نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى عقب إطلاق نار في جامع ...
- لص بريطاني منحوس حاول سرقة ساعة فاخرة
- إغلاق المدارس في المغرب تنديدا بمقتل معلمة على يد طالبها
- بوتين وأمير قطر في موسكو: توافق على دعم سيادة سوريا ووحدة أر ...
- غزة البعيدة عن كندا بآلاف الأميال في قلب مناظرة انتخابية بين ...
- عراقجي يكشف أبرز مضامين رسالة خامنئي لبوتين
- بعد عقدين- روسيا تزيل طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
- روسيا تطلب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن -هدنة الطاق ...
- اختتام تدريبات بحرية مصرية روسية في البحر المتوسط (صور)


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضي السماك - فيندلي وبعبع معاداة السامية(1-2)