أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع هاشم - شعوب وجلة حائرة














المزيد.....

شعوب وجلة حائرة


ساطع هاشم

الحوار المتمدن-العدد: 8081 - 2024 / 8 / 26 - 09:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل شعوبنا اليوم مستفزة وجلة وحائرة في كيفية وقف هذا الزحف وصد هذا العدوان القادم من أمريكا والغرب، الذي شأنه شأن كل غزو يتصف بالشر وبالوحشية، ويحدث بالتدريج وعلى مراحل امامنا منذ حروب الخليج العدوانية والعادلة قبل أربعين سنة والى الان، بنقل حي مباشر على شاشات التلفزة في عالمنا المظلم الوحشي الرأسمالي الامبريالي الذي لم يصدّر الى الشرق في الخمسين سنة الأخيرة سوى قتلته وعملائه وجواسيسه والأسلحة ونياشين المتحاربين.
أما بالنسبة لما فكرنا فيه بالفعل حتى الان وهو كيف يمكن انهاء إراقة الدماء والدمار المتفشي في الشرق الأوسط الى الأبد, وازاحة كل هؤلاء المجرمين قتلة ومستعمرين شعوبنا, فالشيء الوحيد المرئي الواضح من مستقبل الايام، يقع في طريقنا كنذير شؤم لا سبيل الى تجاهله, لان القوى التقدمية أصحاب النظرة الأممية بالمجتمع منهكة وضعيفة وتعمل اليوم ضمن تناسب قوى سلبي عالمي وداخلي وفي ظروف غير ثورية, ولا أحدا يدري متى تنتهي حالة عدم التناسب هذه والحروب، واللهب، والنار، والنهب.
هناك مجتمع جديد على وشك الولادة واخر على وشك الانهيار, وجميعنا في حالة ترقب وفزع, ليس في الشرق الاوسط فحسب وانما على نطاق عالمي ايضا, وفي هذا المخاض الشامل العنيف لم يبقى لنا سوى ان نسأل:
ما نوعية هذا الوليد الجديد المرتقب؟
وفي أي جانب يقف؟
ونحن لا ندري مصير الحكومات في المستقبل، فالرأي العام في أوروبا اذا قيست ميوله المقبلة بميوله في العشر سنوات الأخيرة، رأيته يتجه نحو اليمين والفاشية لا نحو حكومات الديمقراطية، وهكذا يجر معه بقية العالم أيضا، فالعالم الغربي يشهد حاليا موت الديمقراطية البطيء واحياء الفاشية السريع.
فاليوم لا توجد طريقة للتمييز بين الحق والباطل، والعادل من الظالم، التقدمي من الرجعي، لا توجد بعد الان سوى قسوة وعنصرية لا يقابلها سوى المزيد من القسوة، وبطش وعنف وبغض وكراهية ووحشية تثير الهلع والفزع وكأن هولاكو قد عاد، ولكن من الغرب هذه المرة وليس من الشرق.
نحن ندري اننا موجودون، ولهذا نتعقل في سلوكنا فلدينا امس وغد (كما يقول العارفين), ولكن ربما لهذا السبب ايضا فالغربيون يقومون بالجنون والحيوانية, وانهم سائرون بالعقل والتعقل إلى البهيمية وهذا ما تحس وتحدس به عقولنا في هذا النظام العالمي المجرم وكيف تتحول وتتغير الانواع بشكل دائم من سيء الى اسوء, وهذا ما تدفعنا اليه الراسمالية وايديولوجيتها الرجعية الفتاكة, الساعية الى تكريس وتعميم الايمان بالخرافة والاسطورة والاصول الدينية, فلا يبدو ان مستقبلنا هو زيادة التطور في العقل والبصيرة وانما الانحدار باصلنا الحيواني الى ما هو اسوء من الحيوانية, فبعد ان كانت نظرية التطور هي نظرية الرجاء نحو الرقي لانها فتحت لنا مغاليق الماضي المبهم وساعدت العلماء على رسم صورة لمصير الانسان منذ بداية الحياة على الارض وحتى الان
فانها اليوم تقول لنا بان
الساسة الغربيون والعلم والعلماء الغربيين الآن هم السلطة التي لا جدال فيها بالعالم، يمتلكون اكبر دعم مالي من الحكومات وأفضل الأدوات العلمية لشرح تصوراتهم واختراع آلاتهم الحربية الجهنمية، حتى يبدو أنه مسموح لهم أن يفعلوا ما يحلو لهم بصورة العالم وبنا، وخاصة في شرقنا المنكوب بعملائهم من حكام بلداننا, وكل اولئك وهؤلاء لديهم كل الأموال والبنادق والإعلام والاذاعات والذهب لشراء ولرشوة من يريدون من الناس والعلماء والمهندسين والفنيين ومن كافة انحاء العالم ليكونوا في خدمتهم دوماً.
إن الحضارة المعاصرة (إذا كنا سنطلق عليها كلمة حضارة) تتخلف عن الركب بسبب قيدين هائلين يقيدان التقدم ــ الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج والدولة القومية.

والعالم كله اليوم (وليس شعوب الشرق وحدها) يفكر بعقلية الدولة القومية، واسوء بعقلية القرون الوسطى بل اسوء بعقلية ما قبل الميلاد, ويعيش بتكنلوجيا ما بعد العصر الصناعي، فلا يبدو ان افكار التفوق العرقي والأفكار الدينية والعنصرية او العقائدية او القومية الشوفينية التافهة المنتشرة بالعالم بشكل مخيف, تصاب بالتأكل او التقادم والانهيار, لكنها اثبتت قدرتها على مقاومة كل عقلية وروح اممية وكل تقلبات الزمن وکل انجازات العلوم الصرفة من علوم الاحياء والفيزياء والكيمياء والمعارف المستقاة منها وتطويعها لصالحها وتصمد، وتستعمل كل براعة العلماء والمهندسين في استعادة قواها وبأسها, وفي مقدمتهم براعة اولئك العلماء -التافهين المخدوعين بالماضوية والروح القومية والدينية الشاذة- الذين يذهبون الى الكنائس والمساجد ویقیمون الصلوات ويتبرعون للمناسك المختلفة ويزوّرون انجازات العلم لصالح اللاهوت.
في شرقنا المنكوب بهذه الكائنات الشيطانية الحديثة الدينية والعسكرية، الأجنبية والمحلية، واعدائهم المفترضين او الحقيقين، ربما تنبأنا جرائمهم ضد شعوبنا اليوم عن صورة الوليد الذي ننتظر ولادته. فدولنا وشعوبنا الان ليسوا الا تجارب أسلحة وتمارين رماية او بروڤا تحضيرية لحروب واستعمار غربي عنصري قادم اشد إذلالًا وفتكاً من كل ما عرفناه حتى الان، بسبب هذه القوى السياسية الرجعية والامبريالية ومن يستخدمون من العلماء الشياطين للقضاء علينا وعلى مستقبل البشرية عامة قريباً.
فكيف تقرر مصيرنا وصرنا الى ما نحن فيه اليوم من هزائم ومحن؟
هل نحن فعلا شعوباً تحب الحروب ولا تهمنا خسارتها او الفوز بها، ام تناضل في سبيل حرياتها وكرامتها المهدورة؟
وماذا سيحدث إذا سُمح للأنظمة الرأسمالية وليبراليتها الجديدة بمواصلة الحروب والقتال (العالمي) واستعمار وتفتيت شعوب الشرق ودوله حتى النهاية بلا حساب؟



#ساطع_هاشم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صور الحرب الفوتغرافية
- الحرب ضد الحرب
- منجّمات باللون الاسود
- ام كلثوم بين اغاني العرب
- خبر من عاشوراء العراق
- الزجاج والماء
- جنائز المغدورين
- التأقلم او الزوال
- اشباح الخراب
- امرأة
- پورتريه
- مسيرة جبلية
- صورة قرية بالفحم
- العقيق الاحمر
- صورة جبل
- صَقر مُطارَد
- رسائل الليل واجوبة النهار
- حاسة السمع وانفجارات العراق
- ماهي الفوضى الخلاقة؟
- الغرق


المزيد.....




- العثور على 5 من ضحايا حادث يخت صقلية في مكان واحد.. ماذا يعن ...
- الصحة السودانية تعلن حصيلة ثقيلة لضحايا انهيار سد بشكل فجائي ...
- | هل تفضل حياة الصباح أم ليالي السهر؟
- بافل دوروف.. ما خلفيات احتجاز مؤسس منصة تلغرام في فرنسا؟
- بعد هجوم زولينغن.. تدابير أمنية مشددة بمهرجان -أكتوبر فيست- ...
- فيروس شائع قد يكون السبب في بعض حالات العقم بين الرجال!
- خبير يوضح صعوبة إثبات استخدام قوات كييف للأسلحة الكيميائية
- مقتل مسؤول مصري خلال تفقده أحد الحوادث المروعة
- رئيس وزراء قطر يصل إلى طهران
- أول مكالمة.. وزير الخارجية الجزائري يؤكد تطلعه للعمل بشكل وث ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع هاشم - شعوب وجلة حائرة