محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)
الحوار المتمدن-العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 16:21
المحور:
الادب والفن
منطقة عسكرية
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف
في قلب الصراع،
حيث ترتجف الأرض تحت أحذية الجنود،
والهواء كثيف بثقل الواجب،
تجد روحان ملاذا للحب
في أكثر الأماكن غير المتوقعة
في منطقة عسكرية،
حيث الحب سر يُهمس به،
ورمز غير منطوق،
وزهرة هشة وسط الخراب.
هو جندي يرتدي زيا كاكيا،
ذراعاه مدربتان على الحماية،
ومع ذلك ينبض قلبه بعنف،
كطائر في قفص يتوق إلى الطيران.
وهي ممرضة بيدين لطيفتين،
وضحكتها بلسم
لجروح الحرب،
عيناها ملاذ آمن،
تتألقان مثل النجوم في الليل،
حتى وسط الفوضى.
يلتقيان على حافة الثكنات،
حيث تغرب الشمس،
تلقي بظلال طويلة،
ويبدو أن الوقت يتباطأ،
في كل لحظة تمتد،
وتشد الخيوط،
بينما يتبادلان النظرات المسروقة،
وكل نظرة وعد،
وعهد صامت ضد العاصفة.
تهدأ محادثاتهما،
وتتطاير الكلمات مثل الغبار،
وتنجذب إلى شعلة الاتصال.
يتحدث عن الواجب، والشرف،
ولكن في حضورها،
يتلاشى ثقل العالم،
ويحلم بمستقبل
حيث يصبح الزي العسكري مجرد ذكرى،
حيث تتلاشى أصداء إطلاق النار وسط الضحك.
تحكي له حكايات عن الوطن،
عن الحقول المطلية بالذهب،
عن غروب الشمس الذي يستمر،
وكيف تهمس النسمة اللطيفة
بالأسرار عبر الأشجار.
في قصصها، يجد العزاء،
لمحة عما يمكن أن يكون،
حياة غير مقيدة بالأوامر،
في رقصة الحرية تحت النجوم.
لكن صفارات الإنذار تصرخ،
دعوة إلى حمل السلاح،
تكسر التعويذة الهشة،
ويجب عليه أن يرتدي درعه،
وزن العالم يعود،
شبح الواجب يلوح في الأفق.
ومع ذلك، في أعماق صدره،
تشتعل النار بشكل أكثر إشراقا،
أشعلها الحب الذي وجده،
شعلة متوهجة
لا يمكن لأي معركة أن تطفئها.
يتشاركان عناقا أخيرا،
لحظة معلقة في الزمن،
يداها على وجهه،
أنفاسه تختلط بأنفاسها،
وفي تلك النبضة،
يعدان بالتذكر -
دفء ضحكهما،
ونعومة أحلامهما،
الحب الذي ازدهر
في أقسى التضاريس.
وبينما يبتعد،
يصبح قلبه ساحة معركة،
وحربا من الشوق والأمل،
وتبقى هي،
تبحر في تيارات عدم اليقين،
ويصبح قلبها بمثابة بوصلة،
تشير دائما إليه،
الجندي الذي تحبه،
الرجل المصنوع من الشجاعة،
ووعد الغد.
في الصمت الذي يلي ذلك،
يستمر حبهما - منارة في الظلام،
وشهادة على المرونة،
ففي عالم يتميز بالصراعات،
تكون اللحظات الهادئة،
والكلمات التي يتم الهمس بها،
والنظرات المشتركة،
هي التي تنحت ملاذا،
حتى في منطقة عسكرية.
وهكذا ينتظران،
يحسبان الأيام مثل الجنود،
كل شروق شمس خطوة أقرب،
وكل غروب شمس تذكير،
بأن الحب،
مثل أقوى الجيوش،
سوف يستمر،
لا يتزعزع،
ولا يخاف،
حتى يلتقوا مرة أخرى،
في عالم خال من الأعباء،
حيث يتم استبدال أصداء الحرب
بموسيقى الوطن.
المصدر:
https://www.poemhunter.com/member/AddNewPoem/?poemid=64025309/Military Zone
#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)
Mohammad_Abdul-karem_Yousef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟