سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 8080 - 2024 / 8 / 25 - 12:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
واحدة من أهم الامور التي تشغل بال الملا خامنئي ونظامه، هي العبور بسلام من آثار وتداعيات مصرع السفاح ابراهيم رئيسي، والذي مهما قال وزعم خامنئي وقادة النظام، فإن مصرع رئيسي المفاجئ الذي باغت النظام على حين غرة قد جعله في وضع مقلق.
الضجة المفتعلة على مسعود بزشکيان وتعويل البعض عليه من خلال تحليلات وتخمينات سطحية لا تستند الى أي بعد واقعي، منح خامنئي والنظام شئ من الامل کي يقومون بإستغلال ذلك وتوظيفه لصالح النظام ولکن الذي حدث هو إن الامور لم تجري کما يشتهي ويتمنى النظام بل إنها سارت على العکس من ذلك، ولاسيما بعد أن برزت حالة التناقض والتخبط داخل النظام وصارت الحقيقة واضحة بخصوص اللعبة المشبوهة التي أراد النظام القيام بها من أجل التغطية على أوضاعه.
الملفت للنظر إن بزشکيان و خلال کلمته في البرلمان يوم الأربعاء 21 آب/أغسطس، إعترف بصورة لفتت الانظار کثيرا بأن قائمة حكومته بأكملها قد تم فحصها والموافقة عليها من قبل خامنئي. "أعطيت القائمة بأكملها للقائد. جاء الجميع إلى هنا بالتنسيق والاتفاق"، كاشفا حقيقة أن دور البرلمان في عملية الموافقة كان مجرد دور صوري. ولم يرق هذا الاعتراف للكثيرين داخل النظام. سارع حسين شريعتمداري، رئيس تحرير صحيفة كيهان، إلى إدانة تصريحات بزشكيان، واصفا إياها بأنها "ادعاءات غير واقعية” استغلها بشغف "أعداء النظام اللدودون" لتشويه سمعة فكرة الديمقراطية في إيران. وطالب شريعتمداري بزشكيان بالتراجع عن تصريحاته، محذرا من أنها قدمت "ذريعة” للمنتقدين "لتقويض ديمقراطية الجمهورية، وسلطة البرلمان، وحتى سلطات الرئيس”. كما انتقد بزشكيان لما وصفه بأنه "سوء تفسير" أو "تحريف" لدور الولي الفقيه في عملية اختيار مجلس الوزراء.
الحقيقة إن هذا التناقض والتخبط الصارخ ناجم أساسا عن إن النظام لازال يعيش حالة مابعد الصدمة من جراء مصرع رئيسي، والانکى من ذلك إن العديد من أقطاب النظام لازالوا في حالة شك وتوجس من إمکانية بزشکيان من القيام بدور الربان الذي يمکنه العبور بسفينة النظام الى بر الامان، ولاسيما وإن الاحتجاجات الشعبية في تزايد مستمر ونشاطات وحدات المقاومة باتت تتخذ طابعا هجوميا من خلال التعرض لمقرات وأماکن قوات الحرس والتعبئة ناهيك عن حالة القلق والتخبط التي باتت تهيمن على النظام بعد إغتيال اسماعيل هنية في طهران.
والحقيقة الاهم التي يجب علينا الانتباه لها مليا هي أن التناقض والتخبط يدل على عمق وتجذر أزمة نظام الملالي وعدم إمکانية ومقدرة هکذا سيناريوهات وحلول سطحية تافهة من إخراجه منها!
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟