أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مضر خليل عمر - التغييرات الاجتماعية والثقافية : العراق انموذحا















المزيد.....

التغييرات الاجتماعية والثقافية : العراق انموذحا


مضر خليل عمر

الحوار المتمدن-العدد: 8079 - 2024 / 8 / 24 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أ.د. مضر خليل عمر

التاريخ احداث جرت على المسرح الجغرافي ، بسببه ولاجله . فالمسرح الجغرافي هو من حدد الحدث من حيث نوعه وطبيعته واسبابه ونتائجه . فموضع العراق و موقعه خاصة ومنطقة المشرق العربي عامة مهم جدا دوليا عبر التاريخ ، لاسباب ذاتية (موضعه وما يحتويه من موارد مكتشفة وغير مكتشفة – طبيعية وبشرية ) ، ما تضم ارضه من كنوز الحضارة الانسانية – دينية وتاريخية وموضوعية . فنظرة سريعة على الصراع بين الشرق والغرب منذ بدء الحضارة الانسانية تشهد وتوثق طبيعة التنافس والصراع الدموي الحاد للسيطرة على هذه المنطقة ، صراع اقليمي و دولي .
ونظريات الجغرافيا السياسية اكدت على ذلك ، ولعل نظرية الارض القلب وما تبعها من نظريات مكملة في المنهج والمنظور ، و وعد بلفور واستحداث كيانات هزيلة في منطقة الشرق الاوسط بتدخل مباشر لدليل لا يقبل الشك على اهمية المنطقة عالميا ، والتخطيط للسيطرة عليها و للمدى البعيد . ونظرة سريعة على حدود (دولة العراق) وما جرى عليها من تعديلات مع دول الجوار (جميعا) كافية لتسليط الضوء على مدى الاطماع الاقليمية قبل الدولية . وفي الحقيقة ، يستوجب هذا الموضوع دراسة موضوعية معمقة من قبل الجامعات العراقية من النواحي القانونية و الاقتصادية و السياسية .
ولكل منافس في ساحة الصراع هذه له اسلوبه وطرقه الخاصة به للتغلغل والانتشار وايجاد موطئ قدم لتحقيق السيادة الكاملة على المنطقة . بعبارة اخرى ، حتى تنافس الوطنيين المحليين على السلطة لا يعكس فقط الاهداف والسبل التي يروها مناسبة لبناء وطن تتحقق فيه المبادئ ، بل قد ، يتضمن ذلك ويعكس مدى تغلغل الاطراف الخارجية وطول يدها في ادارة وتسيير الاحزاب والحركات والاحداث السياسية في المنطقة . وهنا تكمن الطامة الكبرى ، كيف يمكن فصل الزيت عن الماء ؟ الوطني عن الدعي الكذاب ؟ المؤمن من تاجر الدين ؟ من هذا المنطلق ، علينا تقليب صفحات التاريخ المعاصر بعقلية نقدية للاستدلال على اثارالاحداث السياسية اجتماعيا وثقافيا ، واقتصاديا . او ، على الاقل لنستوعب لماذا نحن الان في وضع لا نحسد عليه .
غالبا ما نناقش في لقاءاتنا الاجتماعية (وحتى الثقافية) ما آل اليه حال مجتمعنا ، ويعصرنا الالم عند مقارنة ما كان عليه وضع عوائلنا ومجتمعنا سابقا مع حال عوائلنا حاليا ، ناهيك عن حال المجتمع اجمالا ، والتعليم على وجه التحديد . وفي معظم الاحيان يترك تساؤل دون اجابة : الى اين المسير يا نور عيني .... (مع الاعتذار الى زهور حسين) ؟ علميا لتحليل الاوضاع لا يكتفى بالمقارنة بين فترتين زمنيتين ، في ما برز من ظواهر وسلوكيات وافكار ، بل تتبع مسارها الزمني وما رافق ذلك من ظروف وعوامل ، عسى ان يستشف نهاية المطاف ويؤشر .
لا يخفى على احد ان فترة الخمسينات والستينات من القرن الماضي ، و امتداد الظروف العامة (محليا واقليميا و دوليا) الى السبعينات قد تميزت بنشاط سياسي محموم ، فقد ظهر زعماء وقادة يبقى ذكرهم عبر التاريخ . ففي الوطن العربي كان جمال عبد الناصر و هواري بومدين ، و بورقيبة ونوري السعيد ، وعلى المستوى العالمي خروتشيف و كاسترو و تيتو و نهرو وماوتستونك وجون كنيدي . وفي الفكر القومي العربي ميشيل عفلق واكرم الحوراني ، و في النضال الماركسي فهد وبكداش وغيرهم .
وفي هذه المرحلة ايضا ، كانت الكتابات الفكرية والادبية في مستوى عال وبتدفق لا نظير له ، عالميا وعربيا . فكتابات نيتشه وارسكين كالدويل و هيكو و دستوفسكي والعقاد وخالد محمد خالد و شاكر مصطفى سليم والعديد غيرهم تملآ رفوف المكتبات ، التي كانت متخمة بدرر الفكر الانساني . وكان القارئ العربي متحفزا للقراءة بسبب الصراع الفكري – السياسي ، والنقاشات والحوارات قائمة في الشارع وفي المقهى وفي المؤسسات التعليمية والمنتديات الاجتماعية . واضافة الى الكتب (المؤلفة والمترجمة) كانت المجلات عديدة (اسبوعية وشهرية) والصحف منوعة الاتجاهات الفكرية والسياسية تذكي الفكر و تنير العقل وتشحذ الهمم . وقد كان هناك سياق الاشتراك شهريا في الصحف والمجلات لتصل الى ابواب بيوت المثقفين حال صدورها . وكانت مكتبة بعقوبة العامة (على سبيل المثال لا الحصر) مقرا لمنتدى شبابي ادبي ، وقد منعت التجمعات السياسية فيها . وكانت المقاهي مصنفة على اساس : سياسية ، لفرق رياضية ، و لعامة الناس . وكان المذياع يحرك الشارع يمينا ويسارا حسب ما ينقله من تصريحات قادة العالم و خطابات الزعماء و القادة السياسيين المحليين .
لقد كانت الاجواء مشحونة فكريا و نفسيا ، فالعقل (الفكر) و العاطفة (الحماس) متلازمان ومتصارعان في الوقت نفسه على الساحة العربية في هذه المرحلة . لقد كانت مرحلة ولادة وطفولة ، والى حد ما ، بداية نضج وتبلور فكري وسياسي في آن واحد . وينطبق هذا على الافراد والمجاميع المنخرطة في خضم الوضع السياسي المحلي والعربي والعالمي ، والكتل والاحزاب السياسية بدون استثناء . الكل يريد حرق المراحل ليوصف بالنضج بطريقة او باخرى . وقد كان (النضج) حينها يعني تملك زمام الامور وانقياد الاخرين صاغرين تحت قيادته لتحقيق مساعيه المعلنة وغير المعلنة .
في مثل هذه الاجواء الفكرية – العاطفية ، كان هناك من يصفق لكل من هب ودب ، ويسب ويشتم دون ان يعي لماذا . يضاف لهم المتصيدون من عملاء الاجهزة الامنية و المخابراتية الاجنبية الذين يحركون الشارع من خلف الستائر . فعفوية المواطن وتلقائيته كانت ميدان هذه الاجهزة لتديرها وتسخرها بما يحقق مصالح بلدانها واهدافها المرسومة مسبقا . وهنا اختلط الحابل بالنابل و ضاعت الكثير من الحقائق ، وتشوهت سمعة العديد من الوطنين و الشرفاء ، وتلطخت صورهم لا لسبب الا لانهم يقفون حجر عثرة امام تحقيق مصالح البعض وطموحاتهم غير المشروعة . ولعل عملية الانشقاقات في الاحزاب وظهور كتل وتنظيمات فرعية ، برزت حينها وما نشر عن اسباب ذلك (والتي في الغالب سحبت من المكتبات بوقت قياسي) خيردليل على ما ذكر آنفا .
بعبارة ادق ، في ظروف كهذه ، لم يعد بامكان المواطن الشريف ان يميز بين الحق والباطل ، بين الوطني حقا و ادعياء الوطنية . استكملت الحلقات تحكمها وسيطرتها بتدخل التيارات الدينية لتزيد من ضياع الحقيقة و سحب البساط من تحت اقدام الوطنيين الشرفاء باسم الطائفة و الدين . لقد حصر المواطن في دائرة التفتيش عن لقمة العيش و سد الرمق اليومي دون النظر الى من يعطيه كسرة الخبز هذه ولماذا يعطيه اياها مجانا وبمسميات منمقة منوعة . لقد جمد العقل عمدا واثيرت العاطفة بكل انواعها و مسمياتها واشكالها و مراميها (الشخصية والاجتماعية والسياسية) ، وهنا برزت (الطوطمية) بابشع صورها . لقد نظر لعامة الناس كقطيع يمكن تسييره بالاتجاه الذي يخدم الساسة (من الخارج قبل الداخل) و استغلاله للطعن وانهاء دور كل ما هو وطني ويخدم البلد ويبني مستقبله .
كيف تسنى لهم تحقيق ذلك ؟ الاجابة عنه يتطلب تسليط الضوء على التغيرات الاجتماعية – الثقافية – الحضارية خلال العقود الزمنية الماضية . ففي السياسة ليس هناك عشوائية ، ولكن هناك تخطيط دفين مسبق يعتمد استراتيجيات بعيدة المدى و تقنيات (تكتيكات – سياسات) مرحلية تصب في بعضها البعض لتحقيق الهدف النهائي و الرؤية المنشودة للمنطقة برمتها . وبالمقابل ، لم يكن للعراق (طيلة هذه الفترة) اية اطماع في اراض دول الجوار ، ولا نظرة مستقبلية لما سيكون عليه حال العراق خلال عقد او عقدين من الزمان (غياب كامل للاستراتيج السياسي و التخطيط التنموي البعيد المدى) . بل كانت هناك ردود افعال رسمية وشعبية و استجابات لضغوط خارجية لا اكثر .
خلال عقد خمسينيات القرن الماضي و اوائل الستينيات كان المجتمع العراقي مستقر اجتماعيا واقتصاديا ، وكانت المساكن منفتحة على نفسها (الحوش الداخلي) منغلقة على الخارج ، وكان الجيران يتبادلون الاحاديث و الماكل مع بعضهم البعض وكانهم عائلة ممتدة ، رغم الاختلاف المذهبي او الديني او القومي . كانت المحلة (الحي السكني) وحدة اجتماعية ، فيها الغني والفقير متعاونين وبتفاهم اخوي-انساني . كان الجيران حريصين على سمعة جارهم ومكانته الاجتماعية ، فالاعراض كانت محمية . وكان الخروج على القيم والاعراف الاجتماعية نادر و مرفوض ، ويطرد من السكن والحي السكني من يمارسه .
وبنشاط الاحزاب السياسية مع مطلع الستينات ، و التوجه الى بناء المنازل المنغلقة على نفسها (محاطة بحديقة او ممر) منفتحة على الخارج ، وبغياب دور الاب (العراق كهدف يوحد الاسرة – الاحزاب السياسية ) فقد تباعد ابناء الاسرة عن بعضهم البعض و ازدادت مساحة الفرقة بينهم . لقد اصبح لتحقيق اهداف الحزب اولوية مطلقة ، بعيدا عن الوطن والمواطنة ومستقبل العراق . وحلت العلاقات السياسية محل العلاقات الاجتماعية ، و توزعت الاراضي و بنيت الاحياء السكنية على اساس المهنة ، وبهذا ازداد التباين الاجتماعي – الاقتصادي . لقد اصبحت وحدة المجتمع واهدافه المشتركة في خبر كان ، ولعلها نذير شؤم وبداية للمرحلة الاولى في انهيار القيم الوطنية وتفتت المجتمع العراقي .
خلال عقد الخمسينيات كان للتعليم مكانة وهيبة ، دوام المدارس صباحي و مسائي (عدا يومي الاثنين والخميس) ، وكان للنشاط الكشفي و الرياضي و الفني دور مهم في تشكيل شخصية التلميذ والطالب . وكان للمعلم قيمة اجتماعية كبيرة ، وكان بامكان المعلم ان يقضي العطلة الصيفية في احدى دول الجوار او حتى اوربا . وكانت نقابة المعلمين تساعد في شراء سيارات معينة من خلال تكفلها المعلمين . وكانت جمعية نقابية المعلمين الاستهلاكية زاخرة بافضل السلع من مختلف المناشئ و ارقاها ، وتباع لاعضاء الجمعية باسعار معقولة جدا . كان التعليم والمعلم في ارقى ما وصل اليه . وكان خريجو كليات طب و هندسة بغداد يعتمد عليهم في دول العالم المختلفة ولا حاجة لايتم اختبارهم لغرض التعيين . وكانت نقابة المعلمين تنظم سفرات جماعية لمنتسبيها الى بريطانيا و فرنسا وبلغاريا و روسيا ومصر خلال عطلة نصف السنة الدراسية .
استمر حال التعليم على ما هو عليه خلال عقد السبعينات مع تداعي تدريجي بسبب زيادة اعداد الطلبة بحكم سياسة الزامية التعليم و عدم تناسب عدد مباني المدارس و سعاتها مع اعداد الطلبة ، فبدأت عملية دمج المدارس في مبنى واحد (ثنائي و ثلاثي في بعض الاحيان) ، وكان هذا على حساب الدروس التي عدت تكميلية (الرياضة والفنية) ، وعوضا عن الحركة الكشفية جاءت منظمة الطلائع . لقد اصبح عبئ التدريس ثقيلا على العديد من المدرسين ، واضحى التوجه الى الدروس الخصوصي متصاعدا اكثر بكثير مما كان عليه من قبل . وتفاقم الامر سوء خلال عقد الثمانيات بانشغال الاباء بالحرب وترك ادارة العائلة وتربية الابناء بيد الزوجات ، وكان لهذا اثر بين على الذكور من الابناء اكثر من الاناث .
وفي عقد التسعينات ، وقت الحصار الجائر ، نزلت القدرة الشرائية لراتب المعلم الى ادنى حد ، وتسارع العديد منهم لامتهان مهن اخرى مكملة للحفاظ على العائلة ومستواها المعيشي ، وقد باع العديد من المعلمين اثاث منزله الفائض عن الحاجة الاساسية ليسد رمق اسرته . واصبح مقبولا ان يقدم الطالب سيكارة لاستاذه ، وان يتجاذبا الحديث في شئون الحياة و مصاعبها ، وما يمكن الحديث عنه . وفي هذه الفترة عد مقبولا الانحراف القيمي بعد ان كان مرفوضا بالكامل سابقا . و اتسع الامر ليشمل الانحراف الاخلاقي العائلة باكملها ليصبح مهنة عائلية معترفا بها . فبهبوط قيمة المعلم سقط التعليم ، و بتردي التعليم تفشى الفساد ، وبانتشار الفساد انزوت القيم الاجتماعية جانبا لتترك الساحة للافاقين و صيادي الفرص من المضاربين وتجار السوق السوداء .
مهدت ظروف التسعينات الطريق لسقوط النظام عام 2003 ، وبسقوطه اصبح العراق ارضا خصبة متاحة لمن لديه نوايا سيئة (شخصية كانت ام رسمية) لينتقم و ليحقق طموحاته غير السوية والمرفوضة سابقا ، وهذا يشمل الافراد و الجماعات و الدول . وكانت الخطة محكمة حيث بدأت بحل الجيش والشرطة و استبدال القوانين بدستور غير سوي . وجاء على الدبابات الامريكية من يلبس (العمامة) ليتاجر ويتحكم باسم الطائفية ، بعد ان تم غسل الادمغة و تجميد العقول وانهاء كل ما يمكن ان يقف في طريق تسلطه ويحول دون قيامه بعمليات نهب وسلب و قتل ، وفوق ذلك كله ، تسهل له تنفيذ اجندة (التفليش) التي رسمت برامجها وخطواتها التتابعية في قاعات المخابرات الاجنبية والتي جند هو وغيره لتنفيذها طواعية .
اعتقد ان عملية التشبيه ضرورية لتوضيح وضع العراق (قبل 2003 و بعدها) ، فالعراق يمكن تشبيهه ببنت يافعة جميلة مات اهلها في حادث وتركوا لها مال قارون ، تسكن في حي شعبي ، جيرانها مطيرجية و عربنجية و بلطجية . جميعهم لهم اطماع في جسدها الترف و في ما تملكه من ثروة لا تقدر بثمن . كيف ستحمي شرفها و تصون ثروتها ؟ ثم هل المخطط انهاء العراق كدولة ؟ وهل بامكان دويلات الطوائف (الاقاليم) حماية نفسها ؟ و بناء دولة لها مكانتها وسمعتها بين جيرانها المشار اليهم انفا ؟

الخلاصة ،
اثمرت الظروف السابقة الى تغييرات جوهرية – جذرية في عقلية المجتمع وبنيته و ثقافته .
وللمقارنة ، وللتذكير ، اورد النقاط المبينة في ادناه ، وهي غيض من فيض :
- بعد ان كان الطالب يحترم المعلم ، اصبح المعلم يخاف من الطالب ، فلا يحاسبه (تجنبا للمشاكل العشائرية – الطائفية) ،
- بعد ان كان الطالب يعد راسبا في صفه اذا لم ينجح في ثلاث مواد فاكثر ويعيد السنة الدراسية ، الان يعيد الامتحان بثلاث محاولات حتى ولو كان راسبا بالمواد جميعا ، ويعفى من اجور الدراسة ،
- بعد ان كانت مساعدة الطالب محددة بخمس درجات تنقله من حالة الى اخرى وبالمواد غير الاختصاص حصريا ، اصبحت درجة النجاح طبقا للمساعدات تصل الى 30 درجة ، (يعني زحف دراسي – نجاح اجباري) ،
- بعد ان كان خريج المدرسة الابتدائية متمكن فعلا من قراءة الصحف اليومية و المجلات وكتابة الانشاء و النصوص الادبية ، طالب الجامعه الان عاجز عن كتابة الاسئلة التي ترد عليه في الامتحان ويطلبها مطبوعة ، اما ان الاملاء والقواعد فقد انتحر سيبوية بسببها منذ امد غير قصير ،
- بعد ان كانت المدرسة مركز اشعاع حضاري – قيمي اصبحت سوقا لترويج المخدرات ،
- بعد ان كان الجار قبل الدار تقربا والفة اصبح الجار مصدر خوف وقلق من الغدر والخيانة ،
- بعد ان كان تقديم الخدمات للمواطنين (البنى التحتية و المنافع العامة) اصبحت هذه الخدمات وغيرها حصرا على المناسبات الطائفية وعلى حساب عمل مؤسسات الدولة ومرافقها الخدمية ،
- بعد ان كانت اللياقة البدية للعسكر نموذجا يحتذى به ، اصبح العسكري في حال لا يدل عليه الا بدلته العسكرية ،
- بعد ان كان المدني يتجب الشجار مع العسكري ، تجاوزت حتى النساء على عسكريين برتب عالية ،
- بعد ان كان المدني يتجنب الشجار مع العسكري كي لا يتهم العسكري المدني بتمزيق قميصه ليتم سجنه و محاسبته ، اصبح العسكري وبرتب عالية يغسل ارجل من كان يحاربهم سابقا ،
- بعد ان كانت الاسرة تجتمع على الغداء و / او العشاء ، و تلتقي لمشاهدة المسلسلات والافلام اصبح الاكل انفرادي ، و(دليفري) في غالب الاحيان ، وكل واحد منهم ماسك بيده الهاتف النقال ليعيش في عالم اخر لا يعرفه اي من افراد اسرته ، فلا شيء يجمعهم الا سقف المنزل واسم العائلة ،
- بعد ان كانت المساكن لا تقل مساحتها عن 200 متر مربع ، تجزأ العديد منها لتضم مشتملات بمساحة 50 متر مربع ،
- بعد ان كانت الاسر تربي ابنائها في دارها وبرعايتها المباشرة لهم ، اصبحت تربي القطط والكلاب في بيتها وتترك ابنائها في الطرق والازقة ليربيهم تجار المخدرات ،
- بعد ان كانت الجرائم المخلة بالاسرة والابوة و الزنا بالمحارم نادرة و مرفوضة اصبحت منتشرة (نسبيا) ،
- بعد ان كانت المقاهي والنوادي الاجتماعية مكان لقاء اجتماعي – ثقافي ، اصبحت وكرا لتجار المخدرات و القمار و ممارسة البغاء ،
- بعد ان كان معيبا ان يتهم الشخص بالخيانة او السرقه او ممارسة الفجور ، اصبح الامر الان يذاع على الملآ (تلفاز و انترنيت) ، فالمبدأ السائد حاليا : ان لم تستحي فاعمل ما شئت ، وان لم تحاسب فاعمل ما اردت ،
- بعد ان كان هناك قانون واحد مطبق على الجميع اصبحت الان ثلاثة قوانين : الرسمي ، العشائري ، الطائفي (حيث ان بعض المسئولين يتجنب محاسبة من في معيته لانه تابع الى جهة اخرى) ،
- بعد ان كانت الاوامر الادارية تنفذ في يومها اصبح التمرد عليها معروفا عند بعض المسئولين في مواقع رئاسية ،
- بعد ان كان المواطن واثقا من نفسه مطمئنا من غده اصبح يشك في كل ما يقال ويكتب و يعلن من قبل المسئولين والصحافة والاعلام ،
- بعد ان كان العراق منتجا زراعيا وصناعيا ومصدرا لهما اصبح يستورد كل ما تنتجه دول الجوار ،
- بعد ان كان الدينار العراقي يساوي 3 -$- اصبح الدولار يساوي 1500 دينار عراقي ،

حسبنا الله ونعم الوكيل وهو ارحم الراحمين



#مضر_خليل_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييم نقدي لواقع التعليم الجامعي في العراق
- الجامعة والإبداع الفكري: أمراض تصيب الجامعة فتعيقها عن الإبد ...


المزيد.....




- البرهان بعد محادثات جنيف: سنحارب مئة عام
- أندرو تيت يواجه تهماً جديدة في بريطانيا، فماذا نعرف عنه؟
- استئناف محادثات غزة بالقاهرة مع تزايد المعاناة تحت وطأة الحم ...
- خبير أمريكي يتحدث عن عجز المجمع العسكري الغربي في دعم الأزما ...
- شولتس وزيلينسكي يبحثان مواصلة المفاوضات على أساس القمة في سو ...
- سعيّد: هناك جهات تتآمر ضد الدولة
- الرئيس البولندي: لا يزال -الناتو- يناقش إسقاط الصواريخ فوق أ ...
- بن غفير يصدر أمرا غير عادي ويمنح صلاحيات واسعة لقوات الأمن ف ...
- خبير موارد مائية: الماء يضغط على -سد النهضة- وإثيوبيا ستضطر ...
- محامي إحدى ضحايا -سفاح التجمع- يعلق على القضية ويوضح جزئية م ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مضر خليل عمر - التغييرات الاجتماعية والثقافية : العراق انموذحا