أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - قراءة في الفلم الهندي (حياة الماعز).. عن العمال الهنود، والأجانب عموما، في السعودية ونظام الكفيل















المزيد.....

قراءة في الفلم الهندي (حياة الماعز).. عن العمال الهنود، والأجانب عموما، في السعودية ونظام الكفيل


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 8078 - 2024 / 8 / 23 - 18:47
المحور: الادب والفن
    


حياة الماعز عنوان لفلم هندي يطرح قضية الكثير من العمال الاجانب في السعودية الذين وجدوا انفسهم في الجحيم الذي هو الكفيل..الكفيل الذي يحول العامل الى عبد ..يحرمه من كل ٱماله ويقضي على حياته،ويجعل منه راعيا لانعامه ماعزا ونعاجا وجمالا..بل يجعل منه ماعزا هو الاخر..
نجيب شاب هندي يتزوج..تحمل زوجته ويتفقان على ان يسميا وليدهما نبيل ان كان ذكرا وصفية أن كان انثى..يبيع نجيب كل ما يملك من أجل الحصول على تأشيرة دخول للسعودية والعمل فيها..كان حلمه كبيرا كبيرا..سيعود بعد شهور أو سنوات عمل باموال كثيرة ويغير حياة اسرته الفقيرة..يرافقه في سفره شاب ٱخر اسمه حكيم ،لا شك أن احلامه لا تختلف عن احلام نجيب..
في السعودية..في احدى مطاراتها لا يجدان كفيلهما..ولانهما لا يعرفان غير لغتهما يضيعان..لا يعرفان ماذا يفعلان..في لحظة انتظارهما ظهورَ كفيلهما يظهر شخص ٱخر يوهمهما بانه كفيلهما..وفي الصحراء بعيدا يجدان نفسيهما ومبعدين عن بعضهما..حكيم في زريبة حيوانات ونجيب في زريبة اخرى..
تبدا لا حياة نجيب هنا..لاشك أن لا حياة حكيم لا تختلف عنها في شيء..عبدا يصير نجيب..يرعى..يحلب..يحرس..ويأكل الخبز الحاف ويشرب الماء بالتقتير..وينام في الزريبة مع انعامها..يتعرض للضرب..للاهانة..يموت الهندي الٱخر الذي وجده في الزريبة ويأخذ مكانه..يحاول الهروب ويفشل ويكون ثمن تلك المحاولة ضربا مبرحا يجعله يمشي بصعوبة..يحاول جمع الماعز ليعود به من المرعى الى الزريبة..ويعجز..جدية تقرب منه..تنظر إليه..تحس به وبٱلامه..تصيح فيأتيها الماعز ويعود به الى الزريبة..يحتضن نجيب الراعي الجدية..تقول القصة هنا لقد صار الحيوان انسانا فيما توحش الانسان..
تتواصل الأيام..و ..
فجأة يلتقي نجيب بحكيم وتبدا حكاية أخرى..يظهر شخص ثالث مستعبد مثلهما..يظهر ابراهيم الافريقي..وتبدا قصة الهروب..يودع نجيب تلك الحيوانات التي الفها وصار منها..يبكي بحرقة وهو يودعها..عطشا لافحا مالحا وجوعا شديدا ورمالا حامية الوطيس وسماء ملتهبة تكون الطريق..في الهروب ذاك يموت حكيم عطشا..يختفي ابراهيم بعده..ويبقى نجيب وحده وزجاجة ماء تركها له ابراهيم الذي اختفى وقدمين مجروحتين ومنتفختين يسيل قيحهما..ابراهيم كان مسلما يصلي ويرفع يديه بالدعاء ..وكان انسانا حقيقيا..كان يحمل على ظهره حكيما وهو المتعب مثله..مثله كان نجيب وحكيم يرفعان ايديهما الى السماء ..لكن نجيب في لحظة ياس يسأل: هل يوجد اله فعلا.؟..ويجيب: لو كان موجودا حقا ما كان كل هذا الذي حدث..
يصل أخيرا الى الطريق..تمر سياراتها وشاحناتها ولا تتوقف له..سيارة ما تتوقف أخيرا وتحمله ويروي عطشَه صاحبُها..يصل الى المدينة..يمشي شبه مجنون..بعض الناس كانوا يتعاملون معه كمجنون فعلا..امام المسجد يعرف بعض الهنود أنه منهم..يعرفون حكايته..يعرفون أيضا أنه بلا هوية..بلا جواز سفر..في المحشر حيث وضع مع الكثير من الذين مثله يظهر كفيله الخاطف لحياته..قبل ذلك يرى كفيلا ٱخر يتعرف على عبده الهارب ويسحبه ويشبعه ضربا ويعيده إلى عبوديته..يرتجف..يحاول الاختفاء خلف شخص ٱخر هو مثله..لكن الكفيل الخاطف يتعرف عليه..يقترب منه ويقول له فيما معناه: لو كنت كفيلك لاعدتك الى زريبة حيواناتي..لكن..ويغادره..
أخيرا نراه في المطار..لا شيء يحمل..الٱخرون يحملون الكثير الكثير من الحقائب..وتتوقف قصة الفلم هنا..تتوقف والهاتف في يد نجيب وصوتها الدافئ الحزين ياتيه من هناك..من هندهِ..و ..
ما ابشع الانسان وهو يستعبد أخاه الانسان..
حين انتهى الفلم قلت لي: هل يمكن أن يكون هناك اضطهاد للانسان واحتقار له هكذا ؟يستحيل أن يكون ماجاء في الفلم حقيقة..الفلم يبالغ كثيرا..يتعمد الاساءة إلى السعودية،ليس إلا..
لكنني تذكرت فلسطين فبكيت وقلت لي مرة اخرى: ما ابشع الانسان وهو يستعبد اخاه الإنسان..ما أردأه وهو يقتله..
وكانت التعليقات امامي..ورحت اقرأها.. فوجئت..الكثير منها تقول: ليس الامر غريبا..هناك الكثير من العمال الذين عاشوا مثلما عاش نجيب..هناك من عاشوا لا حياة أكثر واشد ألما من لا حياة نجيب تلك..
ملاحظة1:
يبدو لي أن العنوان حياة الماعز يريد أن يقول بأن ثلاث سنوات من الحياة مع الماعز وبعيدا عن البشر تقريبا،باستثناء الكفيل الخاطف ،جعلت من نجيب،وحتى حكيم حيوانين..وعلى أساس ذلك كان توديع نجيب للحيوانات التي صار جزء منها مؤلما كثيرا له،وكان من ثمة جريه وحكيم نحو الماء ونسيانهما ابراهيم وما فعله معهما فعلا يتناسب تماما وحيونتهما..
ملاحظة 2
المنقذ كان ابراهيم..ابراهيم هو من حرضهما على الهروب..هو من كان دليلهما..وهو من بث فيهما روح مقاومة التعب والعطش..
المنقذ كان مسلما..يرفع يديه الى السماء بالدعاء..ومثله كانا يرفعان ايديهما الى السماء..
المنقذ كان منقذا حتى النهاية..حين اقترب ونجيب من الطريق اختفى وترك لنجيب زجاجة الماء وحبة التمر الوحيدة..وبفضل ذلك وصل نجيب الى الطريق..
لماذا اسم ابراهيم بالذات ؟..بماذا يذكرنا أساسا؟..
احداث القصة جرت في بلد الإسلام..في بلد رسول الإسلام..والمسلمون يقولون بأن الإسلام دين العالمين..دين السلام والرحمة.. وفي الواقع،ماتعرض له الهنديان من استعباد واحتقار وذل من قبل اناس مسلمين لا رحمة في قلوبهم ولا سلام..لا رحمة ولا سلام في قلبي سائقي الشاحنتين...
الرحمة في تلك الصحراء وذلك العطش كانت الماء..بالماء نحيا..الٱية تقول: وجعلنا من الماء كل شيئ حيا..
نعرف جيدا قصة هاجر وبحثها عن الماء..هاجر وابنها اسماعيل وماء زمزم..
ابراهيم ابو الأنبياء..ابو الدينات السماوية كلها..
عندما نربط مكانة ابراهيم تلك بهاجر واسماعيل والماء ندرك المغزى..
الدين الحق هو هذا..هو الانسانية قبل كل شيء..هو حياة الانسان..كرامته..
لقد بين ابراهيم ذلك..ثم اختفى..انتهت مهمته..انتم،ايها البشر، من عليكم بمواصلة تلك المهمة الانسانية..كلنا بشر..كلنا اخوة..فلماذا يستعبد بعضنا بعضاً..الهنود كجالية متواجدون بكثرة في دول الخليج..نظام الكفيل جعل الكثير منهم مستعبدين..على هذا النظام أن يزول..ربما هذا ما أراده الفيلم..
ربما نجد الكثير من المبالغة في تصوير معاملة الكفيلين للهنود العاملين عندهم وفي معاملة الكثير من غير الهنود..وربما تكون تلك المبالغة ردة فعل غاضبة على تلك المعاملة واصحابها..و..
ترى،هل انتهى زمن نظام الكفيل؟..
إن لم يكن قد انتهى،فإنه حتما سينتهي..حياة الماعز وجَّه كل انظار العالم إليه، أعني نظام الكفيل..



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأديب الطيب طهوري لـ”المؤشر”: “مأساة غزة ألهمتني قصصًا ومسر ...
- نقاش هادئ مع الصديق القاص والمسرحي الجزائري طارق لحمادي حول ...
- ما فعله الإسلام السياسي لشعوبنا العربية
- بين اليابانيين ونحن العرب.. سر تقدمهم وأسباب تخلفنا
- في الرد على مغالطات ( الشيخ) عبدالله رشدي في حديثه عن مؤسسة ...
- حوار مع الشاعر والقاص الجزائري الطيب صالح طهوري
- عن علاقة الفكر الديني الإسلامي السائد اليوم بأخلاق المسلمين ...
- فتاة عين الفوارة..نحن..الصهاينة..والديمقراطية هناك وهنا
- حدث في رمضان هذا
- الفنون التشكيلية..ماهيتها وعلاقتها بالواقع
- عن تراثنا والعولمة..أين نحن منهما؟
- عن العقلية العربية
- لماذا نحن هكذا؟
- كيف تكون كاتبا مؤثرا؟
- عن مثقفينا وكرة القدم
- تمدين ودمقرطة المجتمعات المخرج الوحيد لمواجهة الأزمات
- عن الجزائر الجديدة
- أنظمة الحكم العربية خطر على شعوبها
- كورونا..بين الرأسمالية والتعداد البشري المهول
- عن حرية الإبداع ..عن مشاعر صائمي رمضان


المزيد.....




- نتيجة ملاحق الدبلومات الفنية 2024 الدور الثاني ” تجارة – صنا ...
- تردد قناة CN نتورك بالعربية لمتابعة أفضل أفلام الكرتون على ا ...
- لقاء في موسكو مع الموسيقي اللبناني عبد الله المصري: -أنا قاد ...
- الخطاط الليبي الشارف قريرة الزناتي يروي للجزيرة نت قصته في ك ...
- تابع الصياد وبن 10.. تردد قناة سبيستون على قمر النايل سات وا ...
- مهرجان لوكارنو السينمائي:  مُخْرِجات مُبْتدِئات يفزن بالجوائ ...
- موسكو تستضيف المهرجان الكردي السينمائي الرابع
- معبر فيلادلفيا جزء من مسرحية أميركية إسرائيلية + فيديو
- الجغرافيا -الصعبة- والمهمة -المستحيلة-.. ماجد الزير وتجربة ا ...
- الصالون الأدبي.. من ولّادة إلى مي زيادة


المزيد.....

- آليات التجريب في رواية "لو لم أعشقها" عند السيد حافظ / الربيع سعدون - حسان بن الصيد
- رنين المعول رؤى نقدية لافاق متنوعة ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - الطيب طهوري - قراءة في الفلم الهندي (حياة الماعز).. عن العمال الهنود، والأجانب عموما، في السعودية ونظام الكفيل