|
الانتظار المفتوح زمنا في الرد على جرائم اسرائيل.. يخدم اسرائيل عمليا
مزهر جبر الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 8077 - 2024 / 8 / 22 - 00:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
(الانتظار المفتوح زمنيا؛ في الرد على جرائم اسرائيل.. يخدم اسرائيل عمليا) تستمر زيارات وزبر خارجية امريكا الى كل من تل ابيب والقاهرة والدوحة في محاولة من الولايات المتحدة الامريكية، كما تقول زورا وبهتنا؛ لوقف اطلاق النار في غزة. وفي الوقت عينه تقوم امريكا بتوفير كل ما تحتاجه له آلة الحرب الاسرائيلية لموصلة ذبح الشعب الفلسطيني ليس في غزة فقط، بل في كل الارض الفلسطينية المحتلة. انها حقا هي اكبر عملية مخادعة في التاريخ الامريكي وفي تأريخ الدول العربية التي هي في اشتراك بطريقة او بأخرى مع امريكا و اسرائيل؛ والأخيرة تواصل مجازرها في فلسطين المحتلة من قبلها. والا كيف يمكن لأي عاقل ان يتصور ان المقاومة الفلسطينية سوف تقبل بكل ما تقترحه مؤخرا امريكا، في جولة المفاوضات الجديدة؛ الا اذا ارادت المقاومة ان تستسلم وهذا امر بعيد المنال او هو بعيد كليا عن اي تصور سليم ودقيق وموضوعي؛ للعقلية التي تقود المقاومة الفلسطينية. تصر المقاومة على انها قد قبلت بمقترحات بايدن في الثاني من ايار يوليو ولا يمكنها ان تقبل بكل الاضافات التي اضافتها دولة الاحتلال الاسرائيلي. من بين او من بين اهم هذه الاضافات هي اولا السيطرة الاسرائيلية على المعابر وثانيا التواجد الاسرائيلي في غزة والتحكم بانتقال الناس من الشمال الى الجنوب وبالعكس، بالإضافة الى ان يتم تأجيل الاعمار الى ما بعد المرحلة الاولى، وترحيل بعض القيادات سواء في دخل غزة، اوفي السجون الاسرائيلية التي سوف يطلق سراحهم في الصفقة. السؤال المهم هنا كيف يمكن للمقاومة ان تقبل بهذه الشروط التي قد تبنتها امريكا وهي شروط نتنياهو الذي يصر على عدم الانسحاب من المعابر. ان قبول المقاومة بهذه الشروط هو صك استسلام ومنح نتنياهو وزمرته العنصرية المجرمة؛ مكاسب عجزت في حربهم من تحقيق اي منها. كما ان دولة الاحتلال الاسرائيلي تفرض شرطا؛ من انها لسوف تعتقل اي مطلق سراحه في صفقة التبادل ان رأت ان لذلك ضرورة امنية؛ فقد وضعت هذا شرطا لوقف اطلاق النار او انه احد الشروط برفضها التعهد بعدم اعتقال اي من المطلق سراحهم في صفقة توقف المذابح الاسرائيلية؛ بحق الشعب الفلسطيني. اسامة حمدان قال او انه اكد في كل مقابلاته من ان المقاومة قبلت بكل المقترحات التي قدمها بايدن في الثاني من ايار، يوليو، وتم على ضوئها الاتفاق عليها من قبل المتفاوضين غير ان دولة الاحتلال الاسرائيلي ونتن ياهو بالذات رفضها وقدم مقترحات جديدة او اضافات جديدة. وقال ايضا ان امريكا في تبديل مقترحاتها او اضافة مقترحات جديدة، في كل مرة انها يؤكد؛ ان امريكا لا تريد ان تتوقف حرب اسرائيل في غزة واعطاء الوقت اللازم لإسرائيل لاستمرار مخططها في الذبح والتهجير. وزير خارجية امريكا وفي اخر تصريح له؛ قال انها الفرصة الاخيرة امام الجميع قبل ان تنحدر المنطقة او يتسع الصراع فيها. قال قوله هذا وهو يعلم علم اليقين من ان المقاومة هي من تريد وتسعى الى وقف الابادة الجماعية في غزة وايضا بدرجة ما في بقية الارض الفلسطينية المحتلة والا كيف لأي عاقل ان يقبل بمقولة؛ بان المقاومة لا تريد ايقاف حرب الابادة والجريمة، ولكن ليس على حساب الارض والانسان والحاضر والمستقبل اي بتمكين دولة الاحتلال الاسرائيلي من اهدافها التي لم تحققها في الحرب وتريد تحقيقها من خلال المفاوضات؛ وهي لن تحققها ابدا. كل الاطراف سواء المقاومة واقصد هنا كل المقاومة سواء في غزة او في عموم ارض فلسطين المحتلة او في كل ارض العرب حيث يكون فيها مقاومة ساندة للشعب الفلسطيني او مقاومة مشاريع امريكا واسرائيل فيها؛ والتي هي ايضا في النهاية؛ دعم واسناد للمقاومة الفلسطينية؛ تترقب نتائج مفاوضات صفقة ايقاف اطلاق النار في غزة. في القناعة الشخصية ان المفاوضات المرتقبة في اليومين المقبلين أو اكثر قليلا؛ ربما وربما كبيرة لن يتوصل فيها المفاوضون الى صيغة لوقف حرب الجريمة الاسرائيلية في غزة. احد مسؤولو الحرس الثوري الايراني قال مؤخرا من ان الرد الايراني على اغتيال هنية في العاصمة الايرانية طهران ربما يكون طويلا. ان هذا الانتظار والترقب مفهوم لبعض المراقبين وغير مفهوم لأخرين. ان المفاوضات على الرغم من ان بادين متفائلا بها، وهو تفاءل كاذب ومخادع؛ فأنها باحتمال كبير جدا جدا؛ لن تنجح على الاقل في هذه الايام اي الايام التي تجري المفاوضات الآن فيها بشكل محموم. احد مسؤولو المقاومة الفلسطينية في غزة قال مؤخرا ان بادين يقوم بالتضليل حين يقول ان مفاوضات الهدنة تسير بصورة ايجابية ولم يبق الا الاتفاق على آليات التنفيذ. في النهاية ان الاوضاع في غزة وفي عموم فلسطين؛ باحتمال قوي سوف تظل المفاوضات تراوح في محلها، وايضا كل اجراءات المقاومة سواء اجراء دولة او فصائل مقاومة لسوف هي الاخرى تظل تتحرك في حدود المساحة من الحركة المتاحة؛ فلا هي تتأخر ولا هي تتقدم؛ في انتظار ما سوف تخرج به مفاوضات صفقة وقف اطلاق النار في غزة. بينما المفاوضات التي تجري بجدية للبحث عن مخارج او نتائج تتحول الى واقع يتم فيه وقف المجزرة الاسرائيلية في غزة وكل فلسطين. إنما الحقيقة والواقع الذي لا يمكن ان يتم حجبها بغربال؛ ان امريكا تريد من المفاوضات كما يقول عنها اسامة حمدان؛ هو منح الزمن لدولة الاحتلال الاسرائيلي؛ لذبح الناس في غزة من الاطفال النساء وكبار السن الى حرق الارض وما عليها؛ ولكل ما يشير الان ان هنا كانت يوما حياة. وزير الدفاع الامريكي قال مؤخرا ان الحشد الامريكي في البحر الاحمر وفي المتوسط وعلى مقربة من سواحل لبنان هو للدفاع عن القوات الامريكية في المنطقة وايضا للدفاع عن اسرائيل ولمواجهة اي حالة طارئة. ان امريكا ليس هي في وارد مهاجمة ايران حتى بالطائرات او بالصواريخ في الظرف الدولي والاقليمي الحالي وحتى في المستقبل.. لأن هذا التوجه لا يخدم الاستراتيجية الامريكية، وهذا له حديث اخر مختلف كليا عن هذه السطور المتواضعة. ان القول من احد قادة الحرس الثوري الايراني؛ من ان الرد الايراني قد يكون طويلا؛ لا يخدم المقاومة سواء في غزة اوفي الارض المحتلة من قبل دولة الاحتلال الاسرائيلي، بل قد يخدم اسرائيل من حيث لا يقصد من قال هذا القول. صحيح ان ايران والمقاومة تتعرض وتعرضت الى ضغوط قوية جدا وتهديدات ضاغطة وتخويف فحواه ان الرد الامريكي والاسرائيلي ان تعرضت اسرائيل الى ضربة ايرانية او ضربة من حركة المقاومة اللبنانية؛ سوف يواجه برد قوي امريكي واسرائيلي. وان امريكا واسرائيل يقفان في الوقت الحاضر على الحافة تماما في انتظار الرد الايراني او المقاومة اللبنانية. ان هذا القول او التهديد ما هو الا النفخ في القرب المثقوبة؛ لأن اي توسع في الحرب سوف يضر تماما بالأجندة الامريكية في المنطقة العربية وفي جوارها وفي العالم حيث تواجه امريكا تهديدا جديا في حرب اوكرانيا مع روسيا. لذا، من وجهة النظر المتواضعة لكاتب هذه السطور المتواضعة؛ التهديد الجدي والفاعل بالضربة اي ضربة الثأر سواء لهنية او لفؤاد شكر هو الطريق الامثل؛ لإجبار كل من امريكا ودولة الاحتلال الاسرائيلي على القبول بما قاله بايدن في الثاني من ايار يوليو و تم الاتفاق علي بنوده في مفاوضات الدوحة او القاهرة لو اعد اتذكر في اي العاصمتين العربيتين تم الاتفاق المذكور، وقد قبلت بها المقاومة الفلسطينية. ان ارسال رسائل مفادها ان المقاومة او ايران هما في انتظار المفتوح بلا تحديد زمني لهذا الانتظار؛ ما سوف تسفر عنه مفاوضات ايقاف اطلاق النار في غزة. أن الانتظار المفتوح بلا حدود زمنية يخدم كل من امريكا ودولة الاحتلال الاسرائيلي في مواصلة المجازر في غزة وفي غيرها من ارض فلسطين المحتلة من قبل اسرائيل. التكتيك العسكري او السياسي حين لا يكون في خدمة مسارات بعيدة الامد، او لا يقع سيره على طريق المسارات بعيدة المسار؛ ينقلب هذا التكتيك على خط سير المسارات؛ ليحفر فيها الخنادق التي تخدم المسارات الاخرى، اي مسارات الخصم الذي يمارس العدوان والمجازر الابادة. يجب ان يكون التكتيك في خدمة مسارات المقاومة؛ وكي يكون هكذا؛ يكون هنا لازما على المقاومة ان كانت جادة في المقاومة وهي حتما كذلك؛ ان تضع الرد على العدوان الاسرائيلي المتكرر يوميا موضع تنفيذ حتى وان لم تنفذ فوريا إنما وضعها على الحافة جديا وحقيقيا بالطريقة التي بها يدرك ويعرف كل من يصنع السياسية وما تصل بها من مواقف سواء عسكرية او غير العسكرية؛ ان التهديد فعلي وهو يقترب من التنفيذ او من حافة التنفيذ. عندها يتم الضغط من قبل امريكا على دولة الاحتلال الاسرائيلي؛ باتجاه الحلول الحقيقية لوقف المجازر في غزة وفي غيرها. ان هذا هو ما يفسر كيف ان بادين تخلى عن طروحاته حين تأكد من ضعف الضغط في الميدان على امريكا وما اقصده في الميدان ليس ما هو حادث في غزة، بل في تراخي خطاب الرد على جرائم اسرائيل في ايران او في لبنان او في غيرهما.
#مزهر_جبر_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في رواية احدب نوتر دام..سرديات التنوير
-
دولة الاحتلال الاسرائيلي تواصل اشعال الحرائق وتستمر بذبح الف
...
-
العراق: شعب واحد في وطن واحد
-
سياسة الاغتيالات الاسرائيلية لقادة المقاومة: تعكس العجز واله
...
-
قراءة في اللوبي الاسرائيلي في السياسة الخارجية الامريكية/3
-
امريكا شريكو لكل سياسة الاغتيالات الاسرائيلية
-
في ذكرى ثورة 14تموز المجيدة ولو متأخرا
-
خطاب نتنياهو امام مجلسي الكونجرس، النواب والشيوخ: اكاذيب واو
...
-
خطاب نتنياهو اماما الكونجرس الامريكي بمجلسيه النواب الشيوخ:
...
-
فلسطين- الاوطان العربية: هناك محوران مصارعان فيهما
-
مفاوضات وقف اطلاق النار في غزة: لعبة تكتيكية امريكية اسرائيل
...
-
قراءة في اللوبي الاسرائيلي والسياسة الخارجية الامريكية
-
انبوب البصرة- العقبة: مشروع امريكي؛ لن يكت حظا له، ابدا، من
...
-
العلاقات الامريكية الاسرائيلية السعودية.. متى بدأت والى اين
...
-
الحرب بين اسرائيل والمقاومة اللبنانية قادمة في المقبل من الز
...
-
من يكون الرئيس الايراني المقبل؟ استقراء استباقي
-
لبنان- فلسطين- اسرائيل: الى اين؟
-
المساواة بين الضحية الجلاد: جريمة
-
الاتفاق الامني الامريكي السعودي المرتقب
-
الهجوم الايراني على اسرائيل..تحول من الصبر الاستراتيجي الى ا
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|