الحكومات تزرع بذرة سقوطها بيدها

حميد ابولول جبجاب

الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 23:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

من القصص اللطيفة التي استوقفتني في تاريخ الدولة العثمانية في عهد محمد الثاني المولود في١٤٣٢ والمعروف باسم محمد الفاتح أنه كان على أهل جزيرة (خيوس) دَيْن قدره أربعون ألف دوقة لتاجر من تجار (غلطة) يدعى (فرانسسكوا درا بيريو)، ولما عجز هذا الدائن عن استرداد دَينه من أهل الجزيرة ، رأى بأن السلطان العثماني (محمد الفاتح) أن يقوم هو بهذا الأمر بوصف أن هذا التاجر من رعاياه الذين يجب على الدولة العثمانية حمايتهم واستيفاء حقوقهم ، أرسل السلطان (الفاتح) إلى الجزيرة عدة سفن بقيادة (حمزة باشا) إلا أن أهالي جزيرة (خيوس) تصدوا للحملة العثمانية وقتلوا بعض الجنود ورفضوا الانقياد ودفع الحقوق، فقال (محمد الفاتح) للتاجر (درا بيريو) : أنا الذي سيتحمل دَينك من أهل الجزيرة وسأطالب به مضاعفاً ثمناً لدم الجنود الذين هلكوا).
وسير السلطان إلى هذه الجزيرة أسطولاً وقام هو بقيادة الجيوش بنفسه إلى الجزر القريبة منها وفتح جزيرة (أينوس) بغير حرب ولا قتال، وبادرت جزيرتا (أيمبروس) و (ساموتراس) إلى الاستسلام وفتحتا أبوابهما على مصاريعها للعثمانيين، فاضطرت جزيرة (خيوس) إلى دفع ما عليها من دين للتاجر الجنوي ودفعت للسلطان جزية سنوية قدرها ستة آلاف دوقة، ودفعت له فوق ذلك تعويضاً للسفن العثمانية التي غرقت .
إن حماية الرعية والحفاظ على حقوقهم من واجبات الحكومة في البلدان الإسلامية . وبما إن السيد (محمد شياع السوداني) يمثل الخط الإسلامي في العراق ومن عائلة جنوبية عليه أن يسترد الأموال من المتهم ( نور زهير) الذي يتبجح في الإعلام ويصدر اتهامات للساسة المشاركين معه في سرقة القرن كما أُطلق عليها ، وفي القناة التي استضافته والتي لها باع طويل بالابتزاز السياسي في العراق وضح فيها الكثير من الأمور المرتبطة بالقضية . وفي حال عدم مقدرته (حكومة السوداني ) على ذلك ، فليرجع إلى الأساطير الجميلة في تاريخ العراق الاجتماعي، التي تجلت بقدسية الماء ، التي كان القاضي يحكم ببراءة المتهم أو يدينه ، فالمجرم حسب شريعة (حمورابي) العظيمة يرمى في النهر ، فإن كان بريئا لفه النهر، وان كان مذنبا ابتلعه الشوك .
وبما إن الحكومة العراقية من بعد عام ٢٠٠٣ عاجزة عن محاكمة الفاسدين ، فلتعتمد على قدسية الماء ، عسى أن يكون الماء طاهر و لا ينتمي لجهة حزبية أو خارجية وتنتهي أساطير العراق الجديد وإن التاريخ لايذكر عظمة ومظلومية (زهير) بعد حين .

#حميد_ابولول_جبجاب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات