أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - العروبة في بلاد الأمازيغ إيديولوجية إستعمارية و ليس بإنتماء مشترك















المزيد.....

العروبة في بلاد الأمازيغ إيديولوجية إستعمارية و ليس بإنتماء مشترك


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد تصريح المغني نعمان لحلو" المغاربة لا علاقة لهم بالمشرق", تلقى وابلا من السب و الشتم و " الإنتقاد". لإنه تجرأ على قول الحقيقة برفضه ما هو متخيل و وهمي, و نطق بما هو واقعي و منطقي و هو الإنتماء المحلي للموركيين, و أنه ضد العروبة ببعدها القهري الإستعماري.
رفض الأطروحة الإستعمارية عن أكذوبة الإمتداد العربي, و ترك عبادة الحجر الأسود (النيزك) لإهله و لبيت اللاتى و العزى, و الإنخراط العقلاني في إعتناق مبادئ حقوق الإنسان و الإعتراف بحقوق الشعوب بالتحرر و تصفية الإستعمار, التفكير العقلاني و التقدمي الذي يهدف الى إعادة الإنسان الأصلي الى إنسانية الطبيعية, فمنطقيا يهدد الأطروحة الإستعمارية, و لهذا يعمل العقل العروبي بالأساليب القذرة بمنع هذا التحول الحتمي, و يلجأ بخطابه النمطي الى محاربة كل صغيرة و كبيرة تفوح منهما راحة الحرية و الإستقلالية. الثالوث المحرم ( العروبة و الإسلام و اللغة العربية), "الثوابت" الممنوعة و المحرمة على الشعب في الإبداء الرأي فيها أو نقدها و مقاومتها, فهي محروسة بجهنم آلة القمع الفكري و المادي, لا تترك الحرية للناس بنقدها و معارضتها و رفضها, و ما الهجمة التضليلية الشوفينية التي إستهدفت لحلو, كما إستهدفت من قبله الآلاف من معارضي إيديولوجية العروبة, بالمقاومة الشرسة و بكل الوسائل الترهيبية, و هذا يدل على التعبير عن الهوس المخيف بإقتراب حفر قبر العروبة الإسلامية.
الإستعمار كيفما كانت هويته و ديانته, له هدف واحد, هو الإحتلال و النهب و الإستقرار (الإستطان), و من أجل هذا الهدف يسعى الى إستقطاب المتعاونين و الخونة و التابعين, عبر وسائل الإغراء و التدجين, و أهم وسائل الإستقطاب, هو الإستلاب الثقافي و اللغوي المؤدي الى الإغتراب الذاتي و هذا الفعل قد نجح في إنتاج العقل المرتزق. سياسة و إيديولوجية النظام الكولونيالي أفلحت في تدجين نخبة من البرابرة ( الأمازيغوفونيين), الأشد عداوة للذات الأمازيغية و أشد تزمتا و تعصبا للهوية الثقافية و اللغوية للإستعمار, من أمثال مرضى الدونية, خاصة خريج مدرسة العروبة و منها شعبة الأدب العربي, و شعبة الدراسات الإسلامية.
يقول أحد مرضى الدونية ( خريج التخصص, اللغة العربية), المروج للأطروحة الإستعمارية في التهجم على لحلو:" ... لقطع المغرب عن عمقه العربي الإسلامي واعتقاله في حدوده المكانية مع ما يفرضه ذلك من ضرورة بناء أسطورة الذات المتميزة والمزايلة، وإسقاط المتخيل الجماعي على الفضاء والمكان. فمنذ أن رُفِع شعار "تازة قبل غزة" للدلالة على الاهتمام بالجماعة القُطرية دون القضايا القومية، والآلة الدعائية والأكاديمية تشتغل من أجل إثبات الخصوصية الثقافية والفكرية والاجتماعية، وحتى العقدية، للجماعة المغربية".
سيكولوجية إنفصام الشخصية تخلق عند بعض المرضى, السيد المطلق العابر لزمكان, المالك للكون و المتمثل هنا لوهمية "خير أمة أخرجت للناس", المنبسطة في الأراضي السبع, تحوم حول مركزها المكي المقدس. السذاجة التي ورثت لمرضى الإنفصام, الإيمان بأن شعوب الأرض أصلها عربي و مركزها مكة و على هذا تحارب الأفكار المتمحورة حول جغرافية الوطن و الموروث المحلي, بدعوى أنها تطالب بقطع المورك عن عمقه العربي و عن القضايا القومية. قول "قطع المورك عن عمقه العربي", يستوجب أن يكون لمورك أصلا قطر من أقطار العروبة, ليس بالإنتماء الإحتلالي المفروض كما أرادت الدعاية العروبية الإستعمارية تفعيله, و إنما بالإنتماء المكاني و الآثنوثقافي و اللغوي و التاريخي و الحضاري, الإنتماء الصحيح المؤرخ للشعب المحلي, منذ أزمنة تشكل هويات الشعوب و الأمم. شمال افريقيا عامة و المورك خاصة لهما خصوصية محلية, بكونهما أرض لشعب يختلف عن المستعمر العروبي بخصائصه الآثنية و الثقافية و اللغوية و الإجتماعية و النفسية و التاريخية و الحضارية.
كل الأنظمة التي إحتلت بلاد الأمازيغ من رومان و ترك و لفرانسيس, قد تدعي بهذا العمق الوهمي, و تطالب بأحقيتها بتمازغا (بلاد الأمازيغ), كما يدعى الإستعمار العروبي. إذا سلمنا بهذه الأطروحة الإستعمارية فيعني إختفاء هويات الشعوب الخاضعة حاليا أو سابقا للأنظمة الإستعمارية, لتتحول الى هويات ضمن العمق الإستعماري.
يقول الكاتب, الهرماسي:"الهوية (العادات، والتقاليد، والذوق العام ...) حيث إن للمغرب خصوصية إقليمية تميزه من المشرق وخصوصية قطرية خاصة بكل قطر من اقطاره. فالخصوصية المغاربية (الإقليمية) جزء لا يتجزأ من الهوية العربية الإسلامية", و يضيف:"ما يطمح إليه بعض القوميين العلمانيين ولا يخفونه، من رغبة في عزل المغرب عن امتداده العربي، وسلخه عن عمقه الإسلامي، وسجنه داخل حدوده الجغرافية والسياسية، لفائدة انتماءات تاريخية غابرة، أو امتدادات وهمية مصطنعة، وذلك بالسعي إلى تحجيم حضور المكونين الإسلامي والعربي في الهوية المغربية، ومحاولة اختزالها في مكوناتها التاريخية المحلية".
الأطروجة المغلوطة التي بني عليها الخطاب الدعائي لمؤدلجي العروبة في الشرق الأوسط و في بلاد الامازيغ المحتلة, المدعية بأن هذه البلاد عربية الهوية, و لها خصوصيتها القطرية ( العادات و التقاليد...) ضمن الإطار العربي العام, هي أطروحة ميتافزيقية لا علاقة لها بالمعطيات الطبيعية و العلمية لمحددات الهوية. رواد المتخيل القصصي, أبدعت لهم فرنسا رواية "المغرب العربي" و صدقوها, حتى أن البرابرة بقناع عربي في لمورك يرفضون حتى هذا الإنفصال "القطري" عن المكون الجمعي الوهمي "الوطن العربي", التي صنعها أوروبيون لتوظيفها في محاربة الخلافة الإسلامية التركية و الإستحواذ على إرث هذه الأخيرة.
هوية أي شعب لا تنحصر في العادات و التقاليد ( النسبية), الهوية أشمل عن اللباس و المطبخ و الرقص, فهي الذات الملموسة في ماديتها و أفكارها, بما يضفي عليها الواقع من مميزات ثقافية و لغوية و إجتماعية و حضارية في مجالها الجغرافية المحدد تاريخيا, بالمجال الهوياتي, و هنا المقصود المجال الأمازيغي, و الذي هو المجال الترابي لتمازغا (بلاد الأمازيغ). القضية ليست قطرية عروبية و لا تقاليد بالية و لا رقص و ردح, فهذا مفهوم إستعماري ساذج, فالعروبة إيديولوجية إستعمارية و إستلاب ثقافي و لغوي و ليست إنتماء هوياتي لشعب تمازغا.
" دولة" العروبة في لمورك صناعة فرنسية, ولدت في ظروف الكفاح ضد الإستعمار الأوروبي و في خضم الصراع ضد الإستطان الأجنبي. الهدف من صناعة العروبة تكمن في منع قيام الدولة الوطنية الأمازيغية المناهضة للمصالح الإمبريالية في المنطقة.
هوية الأرض و الشعب لا تتكون في ظرف 70 سنة أو 100 سنة, و لا تتشكل على الخلفية الميثولوجية, بل تشكلها يرجع الى آلاف من الزمن التطوري لإعطاء خصائص التميز الهوياتي في مكانه الثابت. و هذه هي هوية الأرض الأمازيغية, التي قال عنها بن خلدون, أنها لا يعرف أولها, ما يدل عن قدم الهوية الأمازيغية لتمازغا (بلاد الأمازيغ), بقدم الشعب الأمازيغي الموجود فوق أرضه و جغرافيته التاريخية, قبل آلاف السنين من تجميع القبائل الحجازية و تشكل العروبة. الهويات المزيفة الإصطناعية بعقول إستعمارية, سوف تنقرض, لأنها قائمة على الأوهام و الخرافات, و لا يبقى إلا الأصل و الأصيل في بلاد الأمازيغ. التاريخ حافل بالعبر عن زوال " الدول" الإصطناعية و زوال إمبراطويات الإحتلالية, و سيسجل التاريخ المستقبلي نهاية أسطورة هوية "الدولة" العروبية في بلاد الأمازيغ.
الأطروحة الإستعمارية يغذيها الإعلام الأصفر التابع للسلطة و للزوايا الدينية و السياسية, بمشروعهم السياسي و الإيديولوجي في صناعة القومية العربية الإستعمارية. و لم تستثني من تروجها الأقلام المأجورة القاتمة بسواد البترودولار. المال الإجرامي يحركها بحرية داخل بنية الإغتراب لإنتاج الأوهام المؤسسة لخرافة " القومية العربية العابرة للقارات و البحار". أطروحة القهر و الإستغلال و الآبادة, تتمتع بالحرية المطلقة في ظل الإستبداد الإستعماري العروبي, في تغريب العقل المحلي و آبادة الهوية المحلية, و الترويج للأفكار العرقية لميشيل عفلق و زكي الأرسوزي و ساطع الحصري, و تمجيد الدكتاتورية الناصرية و البعثية حماة "القومية العربية" العنصرية الفاشستية.
العروبة الإستعمارية, تظل مادة للإستهلاك و للإستلاب في حضيرة القطيع البربري, و هي حاليا تستغل أكثر القضية الفلسطينية في توظيفها بشكل خبيث في جلب أتباع لفاشية القومية العربية, الوجه الوحشي لإيديولوجية التمييز العنصري للنظام الإستعماري العروبي. لا تشارك بين الإستعمار العروبي القاهر و بين الشعب المستعمر ( فتح الميم) الامازيغي المقهور.



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا هو صراع طبقي و لا طائفي, هو صراع المستعمر (فتح الميم) ضد ...
- مجرم حرب مطلوب لمحكمة العدل الإنسانية
- بلاد أريف بين الإقصاء و المصادرة
- دلالة زيارة تبون لبلاد لقبايل
- إحتجاج ضحايا زلزال الأطلس أمام مجلس الأعيان (البرلمان)
- تحول موقف المنظمات -الحقوقية- العروبية من القضية الأمازيغية ...
- أضحوكة الدعوى القضائية ضد قيادة الماك
- مأساة اللاجئون في مخيمات تندوف
- رعاية فرنسا لإديولوجية العرو-إسلام في بلاد الأمازيغ
- الآمان في البيوت و ليس في المساجد
- ظاهرة قتل أريفيون في سجون النظام الكولونيالي
- هرطقة - العرب الوطنيون و البربر العنصريون-
- الإنتصار على النازية و أثارها على الشعوب
- الخلافة الإسلامية ترجع الى الواجهة بألمانيا
- فاتح ماي يوم النضال الأممي
- إسلام: إيديولوجية القتل و إستعباد الشعوب
- الربيع الأمازيغي مرجعية أساسية لمشروع الدولة المستقلة
- شرعية الإسترداد و بكاء العنصريون العرب على الفردوس المفقود
- صراع المرتزقة لمصادرة التراث الثقافي الأمازيغي
- التمييز العنصري في تقديم المساعدات الإنسانية


المزيد.....




- استلت مسدسها وأطلقت صوبهم.. مشهد صادم لسائقة سيارة تجادلت مع ...
- حرائق تشب في هضبة الجولان بعد وابل صواريخ من لبنان
- ارتفاع حصيلة قتلى انقلاب حافلة ركاب وسط إيران إلى 35 (فيديو) ...
- -بلومبيرغ-: بعض حلفاء كييف لا يفون بوعودهم من الأسلحة
- رسميا.. هاريس في مواجهة ترامب نحو كرسي الرئاسة
- هجوم أوكراني بالمسيّرات على موسكو وبوتين يتعهد بـ-عقاب المعت ...
- المؤتمر الوطني الديمقراطي.. دعم من أوباما وخطاب -السيد الثان ...
- من اعتدى على الآخر؟.. واقعة -سب وضرب- بين النجم محمد فؤاد وط ...
- -تعليق ناري- من ميشيل أوباما ضد ترامب وأسلوب تفاعل الجمهور ي ...
- الكشف عن أوضح صورة لمنفذ محاولة اغتيال ترامب بين الحشود قبل ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - العروبة في بلاد الأمازيغ إيديولوجية إستعمارية و ليس بإنتماء مشترك