أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة النوم الآمن .














المزيد.....

مقامة النوم الآمن .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 14:52
المحور: الادب والفن
    


مقامة النوم الآمن :

أستشهد المندلاوي الجميل ببيت رائع للشاعر موفق محمد يقول فيه (( اتركوا لنا فرصة بناء عراق ينام الله امنا في سمائه )) , فأحببت ان أعلق عليه بالقول : للحروف تقاليدُها الفاجعهْ مرّةً , للحروفِ انبهاراتُنا , حينَ تصطفُّ في آيةٍ رائعهْ مرّةً , نَزْدَريها طريقًا يُؤدّي إلى فكرةٍ خانعهْ.

يقول سميح القاسم : ((بنصال أظافره الوَسخة حكّ البدويّ السّاخطُ غرّته السّائبةَ على مَدرَجة الرّيح , لم يأبه بضَراعة أرواح الموتى المُعترضين على حربِ الطبقات مَسّدَ عينيه الصّافيتين كقلب نبيّ وبخفّة وحش صحراويّ دَمْلقَ ساقيه الهائجتين بسُخْط (بلو جينز) السّمل الكالح وتأهّبَ لمطاوي الخسّة خلف زوايا الليل الفادح )) , وبعد هذا أينام الله آمنا بعدما نصحنا الحكماء ((بَنيّ , لا تعمروا مدنا في عصر من يهوى الخراب, لا تحلموا بالنوم في ظل السقوف ولا تفرشوا ارضا بثوب فقد ولّى أوان الثياب , لا تتبختروا في الشارع الرسمي مثل العاشقين , غطُّوا تآلفكم , خبّئوا القبلات في المنفى , فروائح التقبيل تغري خياشيم الذئاب , انتظروا مرور العسف تحت الأرض , وترقبوا المنفى , نعم ترقبوا المنفى , وستعمرون مدنا في عصر من يهوى الخراب )) .

هذا هو العصر بلادنا ساومته في السوق فلم تربح سوى خسارتها, غازلت قوة الأشياء فيه , فامتلأت صدور الحاكمين ضواء, ولعقنا سيفها كي نخفي عارها فذُبحنا مرتين , والعجيب ان الذين صاروا يدعون الآن انهم كانوا معارضين للنظام (وهم صادقون جداً جداً) , لم تكن تخلو قائمة التكريمات والرواتب الرئاسية من اسمائهم , ولو شئتم جئتكم بوثائق دامغة تتزين باسماء الكثيرين ممن اصبحوا الان مناضلين , كانت لا تخلو صحيفة يومية من قصائدهم ومقالاتهم في حب (القائد) ومديح عبقريته , كل هذا وتريده ألا ينام مندهشا ؟

البشر خلال القرن الأخير بعد أن تمكنوا من علوم العصر إنقسموا إلي جماعتين , أحدهما تنعم بالعلم والمعلومة و الوعي بالوجود , و الحياة التي لا ينتهي فيها دور البشر المتصاعد للفهم و الإكتشاف , وأخرى تعيش في ظلمات الأسطورة يتحكم فيها غيلان بشرية إفتقدوا العقل و الإنسانية , نحن من هؤلاء التعساء الذين يرفضون التعلم ,لان من يقودون القطيع ويتحكمون فيه بمهارة , يفضلونهم علي حالهم هذا , من السكون و الغفلة ,كي يناموا في سماوات الله , ويتأهبون لدخول جنته .

سامحك الله ياموفق , وكأنك لم تسمع المثل القائل ( إضرب المربوط يخاف السايب ) , لقد أصبح التقاضي يحتاج لثروات بحيث لا يقوم به إلا ألإغنياء , وصيغت القوانين لتحمي المليارديرات , و اقسام الشرطة , و أجهزة الأمن , وهي أماكن يعاقب فيها من يجروء و يخرج عن الناموس , خصوصا من يريد أن يؤمن مستقبله ضد إرادة الطاغوت , وانت تريد النوم آمنا ؟ أذن قل لي ماذا يفيد إضاءة الأنوار في منزل يسكنه عميان ؟ .

ملاحظة للعميان : أكد كتاب (الإسلام وأصول الحكم) للشيخ الأزهري علي عبد الرازق أنّ الإسلام دين روحي لا دخل له بالسياسة , أو بالأحرى لا تشريع له في مجال السياسة , فالسياسة أمرٌ دنيوي يعود للناس اختيار وسائله ومبادئه,كما يرى أنّ نظام الخلافة الذي نُسِب للإسلام ليس من الإسلام في شيء , إنّما هو من وضع المسلمين , وقد كان الشيخ علي عبد الرازق من بين اهم المسلمين المستنيرين ومن اوائل المثقفين الذين طرحوا بجرأة المطالبة بفصل الدين عن الدولة انسجاماً او توافقاً مع شعار ( الدين لله والوطن للجميع ).



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة البدو و الحضر .
- مقامة الشاعرية .
- مقامة تقاسيم الى ذلك الدرويش .
- مقامة الصندوق .
- مقامة الغضب .
- مقامة التحليل .
- مقامة السلمان .
- مقامة اللوحة الزيتية .
- مقامة الأكتراث .
- مقامة العبيد .
- مقامة نجيب محفوظ .
- مقامة البعث .
- مقامة فن الحكم .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الفردوسي ونصر بن سيار .
- مقامة الشوارد .
- مقامة الفساد .
- مقامة الحروب 2 .
- مقامة الذكريات .
- مقامة الشيطان يجكم .


المزيد.....




- وفاة النحات الروسي البارز زوراب تسيريتيلي
- المترجم سامر كروم: لماذا ينبض الأدب الروسي بحب العرب؟
- العمود الثامن: زعيم الثقافة
- التورنجي يتحدث عن تجربته الأدبية والحركة الأنصارية في جبال ك ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -المشروع X-.. ما قصته؟
- فلة الجزائرية: تزوجت كويتيا ثريا أهداني طائرة خاصة ومهري لحن ...
- الكشف عن الإعلان الترويجي لفيلم -المشروع X-.. ما قصته؟
- مصر.. جدل بسبب اللغة الثانية وقرار وزير التعليم أمام القضاء ...
- -معرض الكتاب- في الرباط يتذكر -السي بن عيسى- رمزا ومثالا يحت ...
- إسرائيل زيف الرواية: الجيش يحقق مع نفسه


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة النوم الآمن .