احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 8074 - 2024 / 8 / 19 - 14:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
النخب العربية أسوأ من الغوغاء، فالغوغاء هي من تقود النخب العربية، لا تذهبوا بعيدًا، شاهدوا المنظرون والمفكرون والمثقفون، بدلاً من وسام الطليعة الذي يفترض أن يتوّج هاماتهم مهما كانت رياح وبراكين وعواصف الغوغاء، هم من يواجهون التيار الظلامي ويحصدون جوائز التغيير برغم ما قد يتعرضون له من أذى قد يصل للموت، بدلاً منذ ذلك يندفعون كالسيل يبررون ويتذرعون بل ويتوددون للغوغاء لتصفق في النهاية لهم وهذه هي أقصى أحلامهم بالجوائز، تصفيق الغوغاء.
وقفة تأمُّل إن وجد ثمّة عقل في وسطنا خارج القطيع، يفهم المغزى، إلى متى سنظلّ شعوب وحكام ودول نائمة بينما العالم لا ينام ولا يتوقّف عن التغيير؟ هل نحن أموات يتحركون ويثرثرون فقط كما في "زونبي"؟ هذا ما يدل عليه سلوكنا الذي نسابق به للوراء حتى كدنا نبلغ متحف الشمع. رغم العالم منذ نيوتن اكتشف الكرة الأرضية تدور ونحن مكانك قف! منذ العالم اكتشف النظرية النسبية التي وراء التغييرات والثورات العلمية ونحن للخلف در! منذ أن حلت الألفية الثالثة ونحن ما زلنا بالسنة الهجرية الأولى! العالم يزرع ويأكل ونحن نزرع ونلهث، العالم يصنع ويصدر ويكافح الأمراض، ونحن نحرق وندمر ونتسول العلاج! حتى أزمة كغزة وحماس وحزب الله لم نتفق على رأي كيف نواجهها؟ ميلشيا تدير رؤوسنا وطغمة معمعة دمرت واحتلت دولنا ولعبت بعقول شعوبنا وثروات تفوق العالم نلعب بها حتى أفقدتنا رشدنا، فصرنا نغني ونرقص ونبكي ونولول وبين أيدينا كنور الأرض.
هل بعد ذلك نشكّ في وجود نخبة طليعيّة؟ أم صفوة غوغاء تقودهم قاعدة غوغاء؟ هذا الواقع عرّتهُ مواقفنا المتواطئة مع حماس وإيران وحزب الله وصرنا أسرى لهؤلاء، فبعد أن مضى سبعون عامًا على حلم تحرير فلسطين من النهر للبحر!! عدنا بكابوس أسوأ من سابقه والفضل للقيادات والنخب التي حلقت رؤوسها وسملت أعناقها للجهل والظلامية والتخلُّف وعجزت عن الوقوف بوجه منظمة ومليشيا وحزب صاروا يقودون 23 دولة و23 شعب و23 حاكم و23 نخبة وفوقها عالم إسلامي مكوَّن من عشرات الدول وملايين الشعوب الاسلامية النائمة، كلها صارت متحف "زونبي"
لن يتحرّر شبر واحد بعد أنوار السادات، مادام لم يتحرّر عقل عربي واحد ممن يقودون العالم مع هذا القطيع من الدول والشعوب التي رهنت أعناقها للجهل وقبِلت بتغييب مخدر الجهل والنوم في عسل اللاهوت والأيدولوجيا الظلامية.
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟