أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محفوظ فرج - في البناء الأسطوري / محمود جنداري مثالاً














المزيد.....


في البناء الأسطوري / محمود جنداري مثالاً


محفوظ فرج

الحوار المتمدن-العدد: 1772 - 2006 / 12 / 22 - 06:56
المحور: الادب والفن
    


لم يكن توظيف القاص محمود جنداري للرمز الأسطوري في قصصه القصيرة في مجموعته القصصية ( عصر المدن ) مثل غيره ممن نحى هذا المنحى في القصة القصيرة ؛ إنه يفترق عنهم باختياره أسلوبا سرديا خاصا به؛ فهو لا يرتكز على الأسطورة ليحدث بينها وبين شخوصه، وأحداثه مقابلة تستوعب قصصه ، وإنما يمر لديه الرمز الأسطوري سريعا شأنه شأن الرموز التاريخية الأخرى أحداثا وأماكن وشخصيات منذ أول بصيص لتاريخ العراق حتى الحاضر ؛ ويبدو أن توجه القاص للتاريخ بدأ منذ وقت مبكر كما يقول هو إذ أشّر بداياته منذ قصة (حدث في عام الفيل) المنشورة في الموقف الأدبي عام 1973م. وفي مجموعتيه القصصيتين ( أعوام الضمأ ) و ( الحصار)

يذكر أن توظيفه للتاريخ كان مجرد مناطق إضاءة تساعد على استكمال البانوراما التي أراد التعبير عنها وفي مجموعته القصصية ( عصر المدن ) أي قصصه ( القلعة ، مصاطب الآلهة ، زو العصفور الصاعقة ، العصور الأخيرة ، عصر المدن ) أصبح التاريخ هو مادة الكتابة ، والجدل ، والمحاورة الجادة العميقة ، وعلى الرغم من ذلك فالملاحم والأساطير له عناية خاصة بها إذ يراها خامات شديدة الخصوبة تمنح الكاتب طاقة غير منظورة وغير محددة بزمن ولا بمكان ومن خلالها يحاول إعادة عالمه الخاص بترتيب الأحداث ، والرموز والأزقة وفق ما يراه 1

لقد سنحت لي الفرصة أن أقرأ له من مجموع هذه القصص قصة العصور الأخيرة، وعصر المدن وكان فيهما لا يولي اهتماما بتوظيف الأسطورة ولكن بنية السرد تنحو منحى ملحميا ، وميثولوجيا واضحا ولكن دونما تفريط بالإطار الواقعي والحسي للسرد2، إنه من خلال تكرار لازمة يختارها يجري انتقالا إلى زمن آخر، ومكان آخر ، وشخصيات تاريخية أخرى ففي قصة العصور الأخيرة يكون الفعل الأمر ( علمني ) منطلق السرد وكلما انتهى من زمان ، ومكان ، وحدث عاد إليه لينطلق ثانية إلى أزمنة ، وأمكنة ، وأحداث ليس لها رابط بالتي سبقتها ولا هي تالية لها؛ وهكذا بطريقة يفكك فيها الوقائع ليجعل منها شذرات غير مترابطة تتداعى في أذهان الرواة الذين يشغلهم أمر استحضارها كأنها منشط خفي لإيقاظ الوعي ؛ إن عدم الترابط الآنف الذكر ينثال قي ذاكرة الرواة دفعة واحدة كأنها تقع في زمن واحد وعلى الرغم من التشضية تبدو نسيجا موحدا وموحيا .

إن قصة (عصر المدن ) التي يتكرر في مفاصلها ( طويس ) وتنتقل الأزمنة والأمكنة كلما أخرج (طويس ) الدف ونقر بثلاثة أصابع عليه انتقلت أجواء السرد إلى مناخات ملحمية ، أسطورية البناء، ولا بأس إذا كان في خضم هذه الأجواء توظيف أسطوري كما يبدأ القصة ( أشرقت الشمس على بابل وصار في أرضها دهس ، وقشعريرة وانتشرت في براريها روائح الآس ، والياسمين ، وفاحت رائحة البخور الراكدة في ظلمات معبدها حيث يجلس مردوخ الكبير على منصة من حجر )

لقد اقتربت قصص محمود جنداري كثيرا من قصيدة النثر وإن الأمكنة ، والأزمنة ، والأحداث هي ليست إلا رموزا وصورا لقصيدة شعرية طويلة وابتعدت كثيرا عن ملامح القصة القصيرة التقليدية التي يجري فيها تنامي الأحداث والتعاقب الزمني .

إن لغة القاص حافلة بالمجاز، والرموز لتجسيد الجانب التكويني في الأسطورة ، وهناك إيقاع خاص ينظم السرد من خلال تكرار صياغات لغوية معينة، واتخاذ هذه الصياغات منطلق لاستئناف السرد بقوة أكبر3

* حقوق النشر محفوظة للكاتب في كتابه ( الأسطورة في القصة العراقية ) المطبوع 1996م

وقد قرأت الكتاب ضمن نشاطاتنا الأدبية سنة1994

1ـ آفاق عربية مقابلة مع القاص أجراه هاتف الثلج العدد/ 11/ 1989 ص 126

2ـ الأديب المعاصر العدد/ 1 / 19993 ص 44 توظيف الموروث البابلي الدكتور عبد الله إبراهيم

3ـ الأقلام العدد/4 / 1989 ص136 تعقيب لباقر جاسم محمد



#محفوظ_فرج (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة النثر بياضات الشاعر خزعل الماجدي
- الدوامّة


المزيد.....




- سوريا.. انتفاضة طلابية و-جلسة سرية- في المعهد العالي للفنون ...
- العراق.. نقابة الفنانين تتخذ عدة إجراءات ضد فنانة شهيرة بينه ...
- إعلان القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2025 ...
- بينالي الفنون الإسلامية : مخطوطات نادرة في منتدى المدار
- ذكريات عمّان على الجدران.. أكثر من ألف -آرمة- تؤرخ نشأة مجتم ...
- سباق سيارات بين صخور العلا بالسعودية؟ فنانة تتخيل كيف سيبدو ...
- معرض 1-54 في مراكش: منصة عالمية للفنانين الأفارقة
- الكويتية نجمة إدريس تفوز بجائزة الملتقى للقصة القصيرة العربي ...
- -نيويورك تايمز-: تغير موقف الولايات المتحدة تجاه أوروبا يشبه ...
- رحيل أنتونين ماييه.. الروائية الكندية التي رفعت صوت الأكادية ...


المزيد.....

- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محفوظ فرج - في البناء الأسطوري / محمود جنداري مثالاً