بارباروسا آكيم
الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 18:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تحية طيبة أَيها الأَحبة
أحببت أَن أعلق في هذه المقالة على الزميل د. لبيب سلطان و مقالته الموسومة :
بحث حول تراجع العلمانية في العالم العربي
و كما جرت العادة فأنني لا أحب الإستغراق في القضايا الفرعية و اود الدخول مباشرة الى صلب الموضوع أي مناقشة المقال ذاته لكونه يستحق المناقشة و البحث
يقول د. لبيب :
ولعل اشد مظاهر التخلف ايلاما في عالمنا العربي، عدا قمع النظم العربية الاستبدادية ، والفقر والتخلف الاقتصادي ،هو ذلك التحول الملفت حتى لشباب الجامعات ، وهم امل المستقبل، عن الفكر العلماني العقلاني لبناء المستقبل على اسس عقلية وعقلانية الى الافكار السلفية الدينية والخرافية.
و رغم أَن الدكتور لبيب يتحدث عن الظاهرة اعلاه و كأنها حدث جديد يسترعي الإنتباه لكنها بطبيعة الحال ليست ظاهرة أي حالة تظهر و تختفي بل هو الواقع المعاش
و لكن فيما يخص علاقة الأفكار الدينية و الإيمان بالخرافات و مدى ملائمة ذلك مع النظام العلماني الذي يقر فصل الدين عن الدولة
فتدين الأفراد و حتى المجتمعات لم يكن في يوم من الأيام مشكلة للدولة ذاتها أَو لطبيعة نظامها العلماني
بدليل أَن د. لبيب سلطان يستشهد و يثني على النموذج العلماني الأمريكي علما إن المجتمع الأمريكي هو المجتمع الأكثر تدينا بين المجتمعات الغربية قاطبة حتى ان هذا التدين في الولايات المتحدة كان مثار اهتمام الكثير من الفلاسفة و المفكرين في تلك الحقبة
اي الفترة التي بدأت شمس بريطانيا العظمى تأفل ويشرق العالم الجديد بقيادة امريكا
فمثلا تجد شخص مثل كارل ماركس حين مناقشته للمسألة اليهودية
تحدث عن النموذج العلماني الأمريكي
و كيف إن هذا النموذج استطاع حل مشكلة الإنتماء عند الفرد اليهودي التي لطالما عانى منها في الوسط الأوربي
يقول كارل ماركس :
Erst in den nordamerikanischen Freistaaten - wenigstens in einem Teil derselben - verliert die Judenfrage ihre theologische Bedeutung und wird zu einer wirklich weltlichen Frage. Nur wo der politische Staat in seiner vollständigen Ausbildung existiert, kann das Verhältnis des Juden, überhaupt des religiösen Menschen, zum politischen Staat, also das Verhältnis der Religion zum Staat, in seiner Eigentümlichkeit, in seiner Reinheit heraustreten. Die Kritik dieses Verhältnisses hört auf, theologische Kritik zu sein, sobald der Staat aufhört, auf theologische Weise sich zur Religion zu verhalten, sobald er sich als Staat, d.h. politisch, zur Religion verhält. Die Kritik wird dann zur Kritik des politischen Staats. An diesem Punkt, wo die Frage aufhört, theologisch zu sein, hört Bauers Kritik auf, kritisch zu sein."Il n existe aux Etats-Unis ni religion de l état, ni religion déclarée celle de la majorité ni prééminence d un culte sur un autre. L état est étranger à tous les cultes." (Marie ou l esclavage aux Etats-Unis etc., par G. de Beaumont. Paris 1835, p. 214.)
:Ja es gibt einige nordamerikanische Staaten, wo "la constitution n impose pas les croyances religieuses et la pratique d un culte comme condition des privilège politiques" (l. c. p. 225). Dennoch "on ne croit pas aux Etats-Unis qu un homme sans religion puisse être un honnête homme" (l. c. p.224)."In den Vereinigten Staaten gibt es weder eine Staatsreligion, noch eine offizielle Religion der Mehrheit, noch den Vorrang eines Kults über den anderen. Der Staat befaßt sich mit keinem der Kulte." ("Marie oder die Sklaverei in den Vereinigten Staaten etc." von G. de Beaumont, Paris 1835, S.214.) Ja es gibt einige nordamerikanische Staaten, wo "die Verfassung keinerlei religiösen Glauben oder die Ausübung eines bestimmten Kults zur Bedingung politischer Privilegien
Seitenzahlen verweisen auf: Karl Marx/ Friedrich Engels - Werke. (Karl) Dietz Verlag, Berlin. Band 1. Berlin/DDR. 1976. S. 347-377.
1,5. Korrektur
Erstellt am 30.08.1999
Karl Marx
Zur Judenfrage
Geschrieben August bis Dezember 1843.
»Deutsch Französische Jahrbücher«, 1. Doppellieferung, Februar 1844.
|347| 1. Bruno Bauer: »Die Judenfrage«. Braunschweig 1843.
2. Bruno Bauer: »Die Fähigkeit der heutigen Juden und Christen, frei zu werden«. »Einundzwanzig Bogen aus der Schweiz«. Herausgegeben von Georg Herwegh. Zürich und Winterthur, 1843, 5.56-71.
I
Bruno Bauer: »Die Judenfrage«. Braunschweig 1843
أولاً في الولايات المتحدة الأمريكية - على الأقل في جزء منها - تفقد المسألة اليهودية أهميتها اللاهوتية وتصبح قضية علمانية حقيقية.
فقط حيث توجد الدولة السياسية المتكاملة،
يمكن أن تكون هناك علاقة اليهودي، أو حتى الإنسان المتدين بشكل عام، بالدولة السياسية، أي علاقة الدين بالدولة، متميزة، نقية .
النقد لهذه العلاقة يتوقف عن أن يكون نقدًا لاهوتيًا بمجرد أن تتوقف الدولة عن التصرف تجاه الدين بطرق لاهوتية، وتبدأ في التصرف كدولة، أي تتصرف
سياسيًا، تجاه الدين.
يصبح النقد عندها نقدًا للدولة السياسية.
في هذه النقطة، حيث تتوقف المسألة عن أن تكون لاهوتية، يتوقف نقد باوِر عن أن يكون نقدًا.
لا يوجد في الولايات المتحدة لا دين للدولة، ولا دين ظاهر للأغلبية، ولا تفوق لطائفة على أخرى. حيث الدولة حيادية تجاه كل الطوائف.
(ماري أو العبودية في الولايات المتحدة إلخ، بواسطة ج. دي بومونت، باريس 1835، ص. 214).صفحة 21
:نعم، هناك بعض الولايات الشمالية الأمريكية حيث "الدستور لا يفرض المعتقدات الدينية وممارسة طائفة معينة كشرط للامتيازات السياسية"
(المرجع نفسه، ص. 225).
ومع ذلك، "لا يُعتقد في الولايات المتحدة أن إنسانًا بلا دين يمكن أن يكون رجلًا شريفًا"
(المرجع نفسه، ص. 224)."
في الولايات المتحدة لا يوجد دين للدولة، ولا دين رسمي للأغلبية، ولا تفوق لطائفة على أخرى. الدولة لا تتعامل مع أي من الطوائف."
(ماري أو العبودية في الولايات المتحدة إلخ، بواسطة ج. دي بومونت، باريس 1835، ص. 214).
نعم، هناك بعض الولايات الشمالية الأمريكية حيث "الدستور لا يفرض المعتقدات الدينية أو ممارسة طائفة معينة كشرط للامتيازات السياسية" (المرجع نفسه، ص. 225).
اذا الدولة في الولايات المتحدة علمانية صرفة تقف على مسافة واحدة من كل العقائد
الدولة لا تعطي معاملة تفضيلية لأي عقيدة على عقيدة ثانية
هذا بالرغم من كون المجتمع الأمريكي بشكل عام مجتمع متدين
وحتى نشرح مسألة إنتماء اليهودي في ذلك الزمان الذي تحدث فيه كارل ماركس فلا بد ان نشير الى ان الإنتماء من وجهة نظر اليهودي جاء من خلال الدين و على الرغم من ذلك فقد نجح في ايجاد انتمائه في الولايات المتحدة التي صارت ملاذا له بعد حين
لماذا ؟ ببساطة لأن اليهودي استطاع الإندماج في النموذج الأمريكي لأنه تجاوز عقدة الإضطهاد .
بالرغم من الإضطهاد هو ما شكل هويته الثقافية على مر العصور
يقول ميكافيلي : (( وهكذا كان من الضروري لموسى أن يجد بني إسرائيل عبيدا في مصر و أن يضطهدهم المصريون ، و ذلك حتى يكونوا مستعدين للسير خلفه ليتخلصوا من العبودية .))
كتاب الأمير
ميكافيلي
صفحة ٣٩
ترجمة : اكرم مؤمن
مكتبة ابن سينا للطباعة و النشر و التوزيع _ القاهرة
اذا لماذا تنجح العلمانية في الولايات المتحدة على الرغم من تدين المجتمع و تفشل في العالم العربي ؟
ببساطة لأنها اسباب متعلقة بذات الدين الإسلامي
حيث ان الحكم بأي قانون وضعي من وجهة نظر السواد الأعظم من المسلمين هو ردة صريحة عن العقيدة الإسلامية و على هذا إجماع كل المسلمين من المحيط الى المحيط و بلا خلاف
و الجواب نأخذه عن علماء هذه الأمة
قول العلامة ابن حزم الأندلسي:
((لا خلاف بين اثنين من المسلمين.... وأن من حكم بحكم الإنجيل مما لم يأتِ بالنص عليه وحي في شريعة الإسلام فإنه كافر مشرك خارج عن الإسلام))
قول شيخ الإسلام ابن تيمية :
((نُسَخُ هذه التوراة مبدلة لا يجوز العمل بما فيها، ومن عمل اليوم بشرائعها المبدلة والمنسوخة فهو كافر))
قول الحافظ ابن القيم:
((قالوا: وقد جاء القرآن وصحَّ الإجماع بأنَّ دين الإسلام نَسَخَ كل دين كان قبله، وأنَّ من التزم ما جاءت به التوراة والإنجيل ولم يتبع القرآن فإنَّه كافر، وقد أبطل الله كلَّ شريعة كانت في التوراة والإنجيل وسائر الملل، وافترض على الجن والإنس شرائع الإسلام؛ فلا حرام إلا ما حرمه الإسلام، ولا فرض إلا ما أوجبه الإسلام))
قول الحافظ ابن كثير
((من ترك الشرع المحكم المنزل على محمد خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام، وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة؛ كفر. فكيف بمن تحاكم إلى الياسق وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين))
وقال في تفسير سورة المائدة (الآية: ٥٠) : ((ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير، الناهي عن كل شر، وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات التي وضعها الرجال (٥) بلا مستند من شريعة الله.. ومن فعل ذلك منهم فهو كافر يجب قتاله حتى يرجع إلى حكم الله ورسوله فلا يحكم سواه في قليل ولا كثير)) .
قال صاحب الهامش :
قلت: إذا كان من اتبع التوراة أو الإنجيل عند ابن حزم وابن تيمية وابن القيم كافرًا؛ فكيف بمن اتبع القوانين الوضعية التي هي من صنع البشر وحثالة عقولهم؟!
الكتاب: شرح العقيدة الواسطية، ويليه ملحق الواسطية
صفحة ٢٣٨
أقوال العلماء في التشريع العام
المؤلف: محمد بن خليل حسن هرّاس (ت ١٣٩٥هـ)
ضبط نصه وخرَّج أحاديثه ووضع الملحق: علوي بن عبد القادر السقاف
الناشر: دار الهجرة للنشر والتوزيع - الخبر
الطبعة: الثالثة، ١٤١٥ هـ
هذا فيما يخص وجهة نظري في عدم إمكانية قيام نظام علماني في العالم العربي
علما ان الأستاذ العزيز الدكتور لبيب يستشهد بآثار الفيلسوف العظيم جون لوك فيقول :
والواقع انه الرجوع فعلا لاطروحة جون لوك عام 1691 بالتزام الدولة بعدم التمييز بين عقائد مواطنيها وفق مفهوم الحقوق الطبيعية للفرد التي وضعها ومنها الحق في العقيدة
و هو قول مصيب ل لوك وهو يعتبر ابو مذهب الليبرالية الحديثة و على افكاره قامت الولايات المتحدة الأمريكية
و لكني يا دكتورنا العزيز اقول لك إن ما أَوردته هاهنا بخصوص جون لوك هو يثبت ما اقوله أَنا
من ان الديانة المسيحية تختلف في تركيبتها عن الديانة الإسلامية
و لذلك تنجح العلمانية في الوسط المسيحي و تفشل في الوسط الإسلامي
أنظر ماذا يقول جون لوك على سبيل المثال حول ضرورة التسامح الديني و الفصل بين صلاحيات الكنيسة و الدولة :
and that the occafion for which they are thus treated, does not at all belong to the jurifdiftion of the magiftrate, but intirely to the confcience of every particular man, for the conduft of which he is accountable to God only what elfe can be expeaed, but that thefe men, growing weary of the evils under which they labour, fliould in the end think it lawful for them to refift force with force, and to defend their natural rights, which are not forfeitable upon account of religion, with arms as well as they can? That this has been hitherto the ordinary courfe of things, is abundantly evident in hiftory : and that it will continue to be fo hereafter, is but too apparent in reafon. It cannot indeed be otherwife, fo long as the principle of perfecution for religion fhall prevail, as it has done hitherto, with magiftrate and people and fo long as thofe that ought to be the preachers of peace and concord, ihall continue, with all their art and ftrength, to excite men to arms, and found the trumpet of war. But that magiftrates ftiould thus fuffer thefe incendiaries, and difturbers of the public peace, might juftly be wondered at, if it did not appear that they have been invited by them unto a participation pf the fpoil, and have therefore thought fit to make ufe of their covetoufnefs and pride, as means whereby to encreafe their own power. For who doeS-not fee that thefe good men are indeed more minifters of the government, than minifters of the Gofpel and that by flattering the ambition, and favouring the dominion of princes and men in authority, they endeavour with all their might to promote that tyranny in the commonwealth, which otherwife they fhould not be able to eftabli(h in the church ? This is the unhappy agreement that we fee between the church and ftate. Whereas if each of them would contain itfelf within its own bounds, the one attending to the worldly welfareof the commonwealth, the other to the falvation of fouls, it is impoflible that any difcord flaould ever have happened between them. Sed pudet haec opprobria, etc. God Almighty grant, I befeech him, that the Gofpel of peace may at length be preached, and that civil magiftrates, growing more careful to conform their own confciences to the law of God, and lefs folicitaus about the binding of other mens confciences, by human laws, may, like ifathers of .their country, dii edl all their counfels and endeavours to promote univerfally the civil welfare of all their children except only of fuch as are arrogant, ungovernable, and injurious to their brethren j and that all ecclefiaftical men, who boaft themfelves to be the fuccelTors of the Apoftles, walking peaceably and modeftly in the Apoftles fteps, without intermeddling with ftate-afFairs, may apply themfelves wholly to promote the falvation of fouls. Farewel.
Perhaps it may not be amife to add a few things concerning herefyzxidfchifm^ A Turk is not, nor can be either heretic´-or-fchiTmatic, to a Chrijiian : and if any man fall off" from the Chriftian faith to Mahumetifm, he does not thereby become a heretic´-or-fchifmatic, but an apoftate and an infidel. This no body doubts of. And by this it appears that men of different religions cannot be heretics´-or-fchifmatics to one another.
LETTERS CONCERNING TOLERATION
by Locke, John, 1632-1704 White, Andrew Dickson, 1832-1918.
pp.64
Publication date 1765
Publisher London : -print-ed for A. Millar
Collection cornell americana
Contributor Cornell University Library
فرؤية جون لوك الليبرالية تنبع أساسا من خلفيته الثقافية المسيحية و رؤيته الفلسفية لحرية الإرادة في الإيمان الشحصي و الضمير
و هو مايردده هنا في رسالة التسامح
● ملاحظة اللغة هنا قديمة نوعا ما و صعبة و لكن هناك نص إنكليزي قياسي مبسط
#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟