أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الشاعرية .














المزيد.....


مقامة الشاعرية .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


مقامة الشاعرية :

أحب النواب مظفر , وسبق أن كتبت أني التقيته مرتين , ألأولى عام 1969 في مدينة الثورة في حفلة عرس لصديق مشترك , وألأخرى عام 1995 في نيويورك والفضل فيها للسفير نزار حمدون , مايهمنا شاعرية النواب , لقد وصف تايلور الثقافة على النحو التالي : (( تُعنى الثقافة أو الحضارة , بالكل المتداخل الذي يشمل المعرفة والإيمان والفن والأخلاق والقانون , والعرف , وأية قدرات وعادات أخرى قد يكتسبها الإنسان بوصفه عضوا في المجتمع )) , والذي يعنينا هنا تعريف الشعر الشعبي العراقي المثقف اٍذ أنه ( الشعر الشعبي الذي اٍستوعب وبشكل متداخل حضارة وأعراف وفنون وأخلاق وقوانين المجتمع العراقي) , لقد سألتُ نفسي مراتٍ ومرات ما الذي يجعل شعر مظفر النواب الشعبي مختلفاً عن كل الشعر الشعبي التراثي والحالي وربما ما سيكتب في المستقبل؟ وما الذي يجعل المستمع والقارئ يتمتع بأشعاره بشكل يختلف تماماً عن الآخرين؟ ولماذا غدت تعابير مظفر وأشعاره أمثالاً يرددها العراقيون كلما تطابق واقعهم مع كتابات مظفر وهذا التطابق واقع لامحالة كلَّ يوم , ولماذا أصبح الغزل المفضوح الممنوع خصوصاً عن لسان النساء أمراً مقبولاً بل ومستحباً تقرأه المرأة ويقرأه الرجل علانية بلا غضاضة أو تردد , ولماذا يبقى الشعراء الشعبيون يلهثون وراء ما كتب مظفر وكلما اٍرتفع أداء أي منهم يبدو تقليداً لما كتب مظفر وكأن شعر مظفر النواب هو الكتاب المقدس وهو ما يقاس عليه كل ما يُكتب ؟

يقول شعر مظفر الفصيح :
((هامَ لم يدرِ متى أطفأه الشوقُ وأينَ احترقا ..سِنةٌ ما بين كأسين غفا ثمّ صحا واٍغتبقا
سقطت زهرةُ لوزٍ عفةً في كأسه ..أجمرتْ عيناهُ شوقاً وتلظى شبقاَ
عرف الدنيا طريقاً بين كأسين ....فشقَّ الدمعُ في خدّيه منها طُرُقا
يا مويلايَ على الصمتِ نداماها ثقالاً غادروا...مِزَقٌ تسحبُ منهم مزقا
لا تمتْ ياصاح مما خلت الحانةُ منهمْ ..طارت الزهرةُ في الريح وظلّت عبقا
اٍن يكن تابَ السكارى أنا بالسكر أناجيكَ ..فما جرحيَ بالريشِ ولا ياربُّ بالريش التقا
ليس بي فاحشةٌ اٍلا بأني لذتي أكثرُ مني خُلُقا )) .

هذه شاعرية عربية مكتملة مزهوة منطلقة تمتطي صهوة حصان اللغة بل تعلو عليها وتسمو بها الى عوالم صوفية نؤاسية عذرية عراقية عربية عالمية , ثقافة مظفر ثقافة عراقية عربية كونية , ثقافة مظفر ثقافة فريدة حين وظفها لكتابة الشعر الشعبي ,ولأن أدواته مثقفة ثقافة اٍمتزج فيها الشعبي بالفصيح رفع مظفر النواب مستوى الشعر الشعبي العراقي وسما به الى مستوى رفيع ونقله من مصاف الكلام العامي الموزون المقفى الى شيء مختلف تماماً وفعل ذلك بذكاء وشفافية وأرضى أيضاً أغراضه الفكرية التقدمية المعروفة .

مظفر ينفعل داخلياً بمشاعر شعبية أصيلة وقبل أن يخرج شعره الى النور تنصهر داخله في بوتقة واحدة الفكرة والخزين الفصيح الهائل وتخرج دفعة واحدة شعراً غير مصنع فيه من الفصاحة والثقافة والموروث الكثير والأهم من كل ذلك يخرج ندياً عبقاً مبللاً بعراقية جنوبية زاهية عطرة :
(( ترافة وليل ودگ ريحان يااسمر لا تواخذنه
يلن كل دﮔﺔ من حسنك شتل ريحان للجنّة
تحفّة ودوس فوگ الروح وحسبها علي منّة
أطﮕﻥ ورد من تجزي وألف نمام يتحنه )) , ومن خصائص شعر مظفر الواضحة التي تحسب له وتندرج في اٍستلهامه الاٍرث العراقي الغني وما يوجد على أرض العراق ومزجه بمضامين شعره بطريقة تثير الدهشة , والشعر يحكي بنفسه جزالة وعلو كعب مظفر وتفرده الذي لا يجارى .
تقدست روحه , عاش ومات وطنيا صرفا , لم تلوثه دولارات الغزاة .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة تقاسيم الى ذلك الدرويش .
- مقامة الصندوق .
- مقامة الغضب .
- مقامة التحليل .
- مقامة السلمان .
- مقامة اللوحة الزيتية .
- مقامة الأكتراث .
- مقامة العبيد .
- مقامة نجيب محفوظ .
- مقامة البعث .
- مقامة فن الحكم .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الفردوسي ونصر بن سيار .
- مقامة الشوارد .
- مقامة الفساد .
- مقامة الحروب 2 .
- مقامة الذكريات .
- مقامة الشيطان يجكم .
- مقامة البومبيلي .
- مقامة العرافة كوماي .


المزيد.....




- شباب كوبا يحتشدون في هافانا للاحتفال بثقافة الغرب المتوحش
- لندن تحتفي برأس السنة القمرية بعروض راقصة وموسيقية حاشدة
- وفاة بطلة مسلسل -لعبة الحبار- Squid Game بعد معاناة مع المرض ...
- الفلسفة في خدمة الدراما.. استلهام أسطورة سيزيف بين كامو والس ...
- رابطة المؤلفين الأميركية تطلق مبادرة لحماية الأصالة الأدبية ...
- توجه حكومي لإطلاق مشروع المدينة الثقافية في عكركوف التاريخية ...
- السينما والأدب.. فضاءات العلاقة والتأثير والتلقي
- ملك بريطانيا يتعاون مع -أمازون- لإنتاج فيلم وثائقي
- مسقط.. برنامج المواسم الثقافية الروسية
- الملك تشارلز يخرج عن التقاليد بفيلم وثائقي جديد ينقل رسالته ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الشاعرية .