أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - مئةُ عامٍ منَ الدُّخانِ














المزيد.....


مئةُ عامٍ منَ الدُّخانِ


علي الجنابي
كاتب

(Ali . El-ganabi)


الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 03:15
المحور: كتابات ساخرة
    


( من وحي خبرٍ قرأتُه عن عجوزٍ غربيةٍ تحتفل بعيد ميلادها المائة)
مائةُ عامٍ ، وكَفُّ هِذِي الخالة بِتمرّدٍ يشعلُ السيجار في كلِّ حينٍ وحالْ..
ألهِبي السِّيجارَ ياخالة، وأسْهِبي يا ذاتَ خَدٍّ مُتَوَرِّدٍ ولا تُبالي بقيلٍ وقالْ..
دَخَّنَي، فيا ليتَ لي مثل ما أوتيتِ من حلاوةِ الأقوالٍ ومن طراوةٍ في أفعالْ..
أنا يا خويلةَ، وكلمّا أشعلتُ سيجاراً لأُكنسَ ما ارتكسَ من الغمِّ في البالْ...
إحتبسَ شعب العراق عن بكرةِ أبيهِ، موبِّخاً لي أو ناصحاً بتَنطُّعٍ أو بتَعالْ..

ويكأنَّ بني قومي لا يشهقونَ إلّا مما في سُويسرا من"أوكسجينَ" الجبالْ..

ويكأنَّهمُ لا يُطعَمونَ إلا سُعراتٍ مُقَدَّرةً بمقاديرَ طبيةٍ موزونةً بمكيالْ..
ويحهم! ما بالُهم حاشدينَ وراشدينَ لي بنصحٍ كأنِّي مجرمٌ بينهم أو محتالْ..
ومن قبلُ كان النصحُ منهمراً من الأقربين من جيرانٍ ومن أعمام وأخوالْ..
ويكأنَّهمُ الهداةُ المَهديونَ على ظهرها، والمنقذونَ من نتانةِ التبغِ باستئصالْ..
فتراهمُ يرمقونيَ كلمّا رأوني وكأنّني لهم نذيرُ شؤمٍ، أو غرابٌ عليهمُ قد نطَّ ومَالْ..
ثمَّ تراهمُ يسلقوني بلسانِ لقمانِ الحكيم، أو بيبانِ العليم الفهيمِ الدالْ :
"أرمِ من يدك يا هيكلاً ذا خبالْ، لفافةَ سَرطانٍ ذاتَ أعلالٍ وإعطالْ .
لا ريبَ أنَّكَ ستموتُ ناقصَ عمر كأسدٍ عُتيٍّ منفيٍّ بإضمحلالْ.
وحمداً للهِ، وبهِ نعوذُ مما إبتلاكَ به من أهوالٍ باختلالْ".

ويح أذني وما سَمعت من قيلٍ قد صالَ في صيوانِها وجالْ...
إنَّهم يقولونَ؛ "نعوذُ باللهِ مما إبتلاكَ به من أهوالٍ باختلالْ"!
أفحقَّاً يعوذونَ بالله منّي وأنا أخوهم صبوحُ الوجهِ طيِّبُ الإستقبالْ..
لعلَّ مصافحتي لأيديهم هي "جُنابةٌ" يُهرَعونَ من فورهم بعدَها لأغتسالْ؟
لعلَّهم يظنُّونَ بيَ أنيَ أنا الذي مَحقتُ "هيروشيما" و"وناكازاكي" باحتلالْ..
يا لسخريةِ الدهرِ وما آلَ إليهِ من مآل!
إنَّ (غثوانَ إكزوز) و (علوانَ القهوجي) وإخوانهما في الصنعةِ والمثالْ..
يستنكفونَ من مجالستي لأجلِ سيجارتي ذي النَّعناعِ والتفاحِ والبرتقالْ..
أدخَّانُ سيجارتي الصَّامتِ خيرُ يا"غثوانَ" أم دخانُ"إكزوزكَ" ذو الموَّالْ ؟
أم تظنُّ يا"علوانَ" أنيَ إبليسُ المُفسِدُ للبيئةِ في البرِّ والبحرِ القابعُ في التلالْ!
أم أنا يا غثوانَ ويا علوانَ دون ذلك من أشكالٍ وإشكالْ؟
لعلَّكَ يا "غثوانَ إكزوز" ظننتَ نفسَكَ أنّكَ موسيقارُ الأجيالْ!
"محمدُ عبد الوهاب"المهووسُ بالنّظافةِ، ذي الطَّربوشِ والبنطالْ!
لا أخالكم ترتضونَ ذلكَ من (غثوانَ إكزوز)، ألا يا أيُّها المُدَخنونَ الأبطالْ؟

(وإنَّما غَثوانُ؛ هو فنِّيٌ يقومُ فجراً وحتى المغيب بلحامِ الثقوبِ في أنابيبِ العادم "الإكزوز Exhaust system" للآلياتِ الثقيلةِ والخفيفة، ورُغمَ أنَّهُ يعبسُ من سيجارتي ولو كنتُ بعيداً عنهُ بأميالْ، لكنّي أشهدُ إنهُ رجلٌ طيّبٌ مُتقنٌ لصنعتهِ وغيرُ حَيَّالْ، في ذا دهرٍ يستوفي على النَّاسِ إن اكتالْ، ولاصبغةَ لهُ إلّا الغشُّ والفذلكةُ والإحتيالْ).

[التدخينُ مضر بالصحة ننصحكَ بالإمتناع عنه].



#علي_الجنابي (هاشتاغ)       Ali_._El-ganabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَكَذا كَانَ أبي يَتَكَلَّمُ
- عَنِ د. مُصطَفَى مَحمُود
- طَيْشُ الكَلَامِ
- أَيْنَ اخْتَفَتِ الكَلبَةُ الهَارِبَة؟!
- تَحريفُ الحَياةِ بِتَخريف
- إي وَرَبِّي؛ مَكةُ لَيسَ كَمثلِها دَار
- بَغْلُ الدِّيرَة
- شُعاعٌ حَذوَ مِحرَابِ الإيمان
- لا تَثريبَ على حَيوانِ -الكَسول-
- مِن حِوَاري مع صَديقتيَ النَّملةِ
- قَرفَصَةُ الهِّرَّةِ الحَامِل
- عِلمُ مِيكانيكا المِسْبَحَة
- وإنَّما زينَةُ الحَواجبِ العَوَجُ
- بَقيةٌ مِن سِيجار
- همسةٌ في رمضانَ معَ -أبي عدنانَ-
- اسبينوزا الحَنين
- الصحافة بظرافة
- [ إنتخاباتٌ بينَ الشَّاةِ والفتاتِ ]
- بَغداديات؛ تَحْتَ مَوْسِ -عَادِلَ- الحَلاق
- النبي الأمين وغزة فلسطين


المزيد.....




- فيديو تحرش -بترجمة فورية-.. سائحة صينية توثق تعرضها للتحرش ف ...
- خلفيات سياسية وراء اعتراضات السيخ على فيلم -الطوارئ-
- *محمد الشرقي يشهد حفل توزيع جوائز النسخة السادسة من مسابقة ا ...
- -كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد ...
- أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون ...
- بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
- بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر ...
- دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
- -الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي الجنابي - مئةُ عامٍ منَ الدُّخانِ