أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد إبراهيم - ردا على مقال ( صراع العصابات ) للأستاذ صلاح بدرالدين














المزيد.....

ردا على مقال ( صراع العصابات ) للأستاذ صلاح بدرالدين


خالد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 8073 - 2024 / 8 / 18 - 00:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


*رد على مقال "صراع عصابات" - صلاح بدرالدين**

في مقاله "صراع عصابات"، يحاول الكاتب صلاح بدرالدين أن يصور الواقع المعقد في شمال وشرق سوريا على أنه مجرد نزاع بين "عصابات" متناحرة، متجاهلًا بذلك السياقات السياسية والاجتماعية والتاريخية التي تشكلت عبرها هذه الصراعات. إن هذا التبسيط المخل لا يعكس حقيقة ما يجري على الأرض، بل يضلل القارئ ويشوه فهمه للواقع.

**أولًا: تبسيط مخل للصراع السياسي والعسكري**

من الواضح أن الكاتب يتبنى نهجًا يختزل التعقيد السياسي والعسكري في سوريا إلى مستوى "صراع عصابات". إن استخدام هذا المصطلح يحمل في طياته استخفافًا بالصراع الذي يخوضه الأكراد ضد الإرهاب، والنضال من أجل حقوقهم السياسية والثقافية. لقد شهدت هذه المنطقة صراعات دامية بين "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) وتنظيمات إرهابية مثل "داعش"، فضلًا عن مواجهات مع النظام السوري الذي لم يتوان عن استخدام كل وسائل القمع لاستعادة السيطرة على هذه المناطق. إن تصوير هذه الصراعات على أنها مجرد نزاع بين مجموعات إجرامية ينطوي على تقليل غير مبرر من شأن هذه القضايا الحيوية.

**ثانيًا: تجاهل السياق التاريخي والديناميات المعقدة**

في حديثه عن العلاقة بين "الجماعة" والنظام السوري، يتجاهل الكاتب الديناميات المتغيرة والتاريخ المعقد للعلاقة بين الأكراد والنظام. إن التحالفات السياسية في المنطقة ليست ثابتة، بل تخضع لتغيرات مستمرة بناءً على المصالح والأوضاع الميدانية. فالعلاقة بين "ب ي د" والنظام السوري مرت بمراحل من التعاون والصراع، ويعزى ذلك إلى الحاجة إلى إدارة الصراع ضد خصوم مشتركين، وكذلك إلى تجنب الانخراط في مواجهات مباشرة قد تكون كارثية لكلا الطرفين. لكن اختزال هذه العلاقة إلى مجرد "تعاون عصابي" يُهمل هذه التحولات ويعكس نظرة سطحية وغير دقيقة.

**ثالثًا: تشويه للجهود الدبلوماسية والوساطة**

ينتقد الكاتب الوساطة الروسية بين "قسد" والنظام السوري، متجاهلًا أن الوساطة هي جزء من الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات المعقدة. صحيح أن روسيا تمثل قوة احتلال وفق منظور العديد من السوريين، لكن دورها كوسيط في هذا الصراع يأتي في إطار البحث عن حلول ممكنة للوضع المعقد في سوريا. فالعملية السياسية لا تكون دائمًا مثالية، بل تعتمد على مصالح الأطراف المختلفة، وتدخلات الوسيط تهدف في بعض الأحيان إلى تقليل العنف وتحقيق استقرار نسبي. إن رفض هذه الوساطة دون تقديم بدائل عملية يعكس عجزًا عن التعامل مع الواقع الميداني والسياسي.

**رابعًا: تجاهل القضية الكردية والحقوق المشروعة**

أحد أهم جوانب المقال التي تستحق النقد هو التجاهل شبه الكامل للقضية الكردية في سوريا كقضية قومية وحقوقية. لم يتناول الكاتب بشكل كافٍ حقوق الأكراد كسكان أصليين في تلك المنطقة، ولا التضحيات التي قدموها في محاربة الإرهاب وبناء إدارة ذاتية تسعى لتقديم نموذج ديمقراطي في ظل الفوضى السورية. القضية الكردية ليست مجرد ورقة في لعبة الصراع بين القوى، بل هي قضية شعب يسعى إلى تحقيق حقوقه القومية ضمن إطار سوريا موحدة وديمقراطية. ومن المهم الإشارة إلى أن تجاهل هذه الجوانب يضعف من مصداقية المقال ويظهره كأداة للدعاية أكثر من كونه تحليلًا سياسيًا موضوعيًا.

**خامسًا: النظرة السلبية المطلقة تجاه الأطراف المتورطة**

يسيطر على المقال طابع النظرة السلبية المطلقة تجاه جميع الأطراف المتورطة في النزاع، بما في ذلك النظام السوري و"قسد" وروسيا. هذا التوجه يقود إلى استنتاجات مسبقة وغير متوازنة، حيث يصف الكاتب هذه الأطراف على أنها مجرد "عصابات" تتصارع على السلطة، دون النظر إلى دوافعها المعقدة أو الأهداف التي تسعى لتحقيقها. في الواقع، يُعد النزاع في سوريا أحد أكثر النزاعات تعقيدًا في العصر الحديث، ولا يمكن اختزاله بهذه السهولة. فلكل طرف أجندته الخاصة، ولكل طرف مبرراته التي تستحق التحليل الموضوعي بعيدًا عن الشيطنة.

**سادسًا: غياب البدائل والحلول المقترحة**

يلاحظ في المقال غياب أي مقترحات لحلول بديلة أو رؤية للخروج من هذا النزاع المعقد. إن الاقتصار على الانتقاد دون تقديم رؤى مستقبلية أو استراتيجيات ممكنة للوصول إلى حل، يجعل من الصعب اعتبار المقال تحليلًا بناءً. في الواقع، يحتاج الوضع في شمال وشرق سوريا إلى تحليلات تضع في الاعتبار مصلحة السكان المحليين وحاجتهم إلى الأمن والاستقرار، وكذلك حقوقهم السياسية والثقافية. من السهل إدانة الأطراف المتنازعة، ولكن من الأصعب تقديم حلول عملية وقابلة للتنفيذ.

**سابعًا: تجاهل المجتمع المدني وتأثيراته**

أخيرًا، يتجاهل المقال تمامًا دور المجتمع المدني في مناطق النزاع. فعلى الرغم من الصعوبات الكبيرة، هناك جهود مستمرة من قبل منظمات المجتمع المدني المحلية والدولية لتعزيز الحوار وبناء السلام في المنطقة. هذه الجهود، على الرغم من تحدياتها، تلعب دورًا حيويًا في دعم المجتمعات المحلية ومساعدتها على تجاوز آثار الحرب والصراع. تجاهل هذه الجهود يسلط الضوء على نقص في فهم الكاتب لتفاعلات الواقع المحلي وتأثيرها على مسار الأحداث.

**الخاتمة:**

في النهاية، يمكن القول إن مقال "صراع عصابات" يعاني من نقص في التحليل الموضوعي والتفكير الاستراتيجي. إن التحديات التي تواجهها مناطق شمال وشرق سوريا، والواقع السياسي والعسكري المعقد هناك، لا يمكن تبسيطه إلى مجرد صراع بين "عصابات". فالأمر يتطلب فهمًا أعمق للسياقات التاريخية والسياسية، وتحليلًا أوسع للجهود الدبلوماسية والحلول الممكنة، مع الاعتراف بحقوق جميع الأطراف والسعي لتحقيق حل سلمي ومستدام للصراع. إن الانتقاد دون تقديم بدائل لا يخدم سوى تعميق الانقسام وتعزيز سوء الفهم، في وقت تحتاج فيه المنطقة إلى مزيد من الحوار والتفاهم للوصول إلى مستقبل أكثر استقرارًا وأمانًا.

خالد إبراهيم روائي سوري



#خالد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جهاتٌ مصلوبةٌ في العدم
- لو أن الحياة عادلة
- تساقط الأقنعة


المزيد.....




- بطلا للسوبر بـ10 لاعبين.. ليفركوزن يواصل حصد الألقاب
- -شهداء الأقصى- تستهدف مقرا لقيادة الجيش الإسرائيلي في نتساري ...
- آثار دمار خلفه قصف إسرائيلي على معمل في بلدة الكفور جنوب لبن ...
- آلاف الإسرائيليين يطالبون بعقد صفقة تبادل وإقالة حكومة نتنيا ...
- الجزائر.. سيول جارفة وانهيار جدران مبانٍ وإخراج سيارات عالقة ...
- القوات الجوية الروسية تستهدف 4 مواقع للمسلحين في سوريا
- تحذير للنباتيين.. عناصر غذائية هامة قد تفقدها أجسامهم
- روسيا تكشف عن شاحنة مدرعة صغيرة مع مدفع أوتوماتيكي في منتدى ...
- كيف يؤثر العسل في الصحة النفسية؟
- وزارة الطوارئ الروسية: لا مخاوف من تسونامي بعد زلزال كامشاتك ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد إبراهيم - ردا على مقال ( صراع العصابات ) للأستاذ صلاح بدرالدين