أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزةـ مجرد شعارات














المزيد.....

الحرب على غزةـ مجرد شعارات


بديعة النعيمي

الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 20:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تتداعى الأكَلَة على قصعتها، فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال عليه الصلاة والسلام: بل أنتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت. صدق رسول الله الكريم.

ومنطق القصعة التي ذكرها رسولنا الكريم في الحديث الشريف ظهر منذ قرون. فهو ليس منطق اليوم فقط. وغزة ليست الأولى في هذا المنطق.
فهل ننسى الأندلس والقشتاليون ومحاكم التفتيش الكاثوليكية وطرق تعذيب المسلمين؟ هل ننسى طريقة"ناي المشاغبين" الوحشية والحلقات شديدة الحرارة التي تحرق رقبة المسلم وأصابعه حتى عظامه، ثم الموت.
وطريقة "الثور الحديدي" وشيّ المسلم بالنار حتى الموت؟ وهل ننسى طريقة "الحوض" والعذاب بالحشرات التي تتغذى بما يطلى به وجه المسلم بالعسل كغذاء لتلك الحشرات التي تقتله حتى الموت؟ إلى طريقة "كاسر الأصابع" وغيرها الكثير من طرق التعذيب. هل نستطيع أن ننسى هذا؟.
ومن يستطيع نسيان النكبة الفلسطينية وما رافقها من تدمير للقرى وطرد واغتصاب وارتكاب مجازر وتمثيل بالجثث وبقر بطون الحوامل وحز رأس الجنين؟

وكيف لنا أن ننسى مذابح البوسنة على يد الصرب الأرثوذكس في تسعينيات القرن الماضي؟ كيف ننسى معسكرات الاغتصاب الجماعي ورسم الصليب الأرثوذكسي على وجه المسلم وهو حي ثم قتله بدم بارد؟
وما فعلوه قبل ذلك وتحديدا في الأربعينيات في مدينة فوجا التي تقع شرق البوسنة وكانت إحدى نقاط الشعلة التعليمية والثقافية للمسلمين حين أحرق الصرب قرى كاملة بسكانها وامتلأ نهر ميلغينا بجثث الرجال والنساء والأطفال.
هل ننسى؟.
فكيف لكل ذلك أن يحدث لو لم تولّ شعوب الإسلام وجهها شطر الدنيا ونسيان الموت؟
غابت الأندلس بعد تنازل أمرائها عنها بعد أن أغرتهم الدنيا فتمسكوا بها.
وغابت النكبة ومجازرها وفلسطين ومقدساتها ونسوا او تناسوا أنها أرض المعركة الاخيرة الفاصلة بين الحق والباطل.
واليوم نسوا غزة ودماء أطفالها ما تزال تتقاطر فيها والأعداء من كل حدب وصوب بشربون منها حتى الثمالة ولا يكتفوا.
ونحن أين نحن وقد بتنا ظلالا لحكامنا وسفهائنا المصنعون على أعين الصهاينة وصليبيي الغرب.
صمتنا، غير أن صمتنا لا يعني رضانا بل هو ضعفنا أمام الدنيا ومغرياتها. اعتدنا المجازر التي تحدث هناك غير بعيدة عنا أكثر من عشرات الكيلومترات. تغافلنا عن السلاح وتمسكنا بالخطابات الرنانة العاجزة التي لا تغني ولا تسمن من جوع.
نشاهد ما ترتعد له الأجساد، نذرف الدموع ثم ننشغل بالدنيا وملذاتها وكيف نحمي ما نمتلك من عملات فيما لو اندلعت حرب إقليمية او حتى عالمية. وتلاعبت بنا أسواق البورصة ،نرقب ارتفاع مؤشراتها وانخفاضها ونحن نلتقط أنفاسنا بين هذا وذاك. أشغلنا سعر الذهب وبات شغلنا البحث عن عملات آمنة، ونسينا غزة، بل نسينا أن الحرب انتقلت إلى الضفة الغربية وباتت غزة مصغرة.
انشغلنا بالذهب والدولار وأغمضنا أعيننا عن خنازير المستوطنين وهم يقتحمون مقدساتنا تحت شعار" "هيكلنا" وليس لهم أقصى هنا".
كتبنا الشعارات وعبرنا عن حزننا وألمنا وصرخنا بوجه حكامنا صرخة صامتة أن يقفوا ولو مرة وقفة نخوة ورجولة بفتح الحدود وإعلان الجهاد المقدس ثم مع أول عملية قمع عدنا إلى قواعدنا تحت مكيفاتنا آمنين، ودواخلنا العاجزة تردد: فعلنا ما علينا لكن ما باليد حيلة فنحن شعب المقموعين.
نعم نحن المذلولين المقموعين المهدورة كرامتهم، المكتوفي الأيدي الضعيفي الإرادة.
فإلى متى وأهلنا يذبحون؟ وإلى متى ومساجدنا تهدم؟ وإلى متى ونحن في غفلتنا تائهون؟



#بديعة_النعيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على غزةـ على حساب الدم الفلسطيني
- الحرب على غزةـ من غزة بدأ التحرير
- الحرب على غزةـ وين الملايين؟
- الحرب على غزةـأبو لهب في القطاع
- الحرب على غزة_حذار من إيقاظ الأسد النائم
- الحرب على غزة_إذا غاب سيد قام سيد
- تجليات العنصرية الصهيونية في الحرب على غزة 2023-2024
- الحرب على غزة_عشق الشهادة فنالها.. الشهيد القائد إسماعيل هني ...
- الحرب على غزة_راحاب وأولادها
- الحرب على غزة_خبث الصهيونية الدينية
- الحرب على غزة_سلاح مميت يتكاثر في القطاع
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (٢)
- الحرب على غزة_على طريق الشيخ عز الدين القسام (١)
- الحرب على غزة_بالوراثة، من كاهانا إلى سموتريتش
- الحرب على غزة _وانهارت السردية الصهيونية اللاأخلاقية
- الحرب على غزة_أطلقوا الرصاص على رؤوسهم
- الحرب على غزة_غزة الشمس ونحن الظلام
- الحرب على غزة_المواصي ومخيم الشاطئ وذريعة محمد الضيف
- الحرب على غزة_لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها
- الحرب على غزة_نحن لا نستسلم،ننتصر أو نموت


المزيد.....




- إعصار إيرنستو.. كاميرا ترصد لحظة انهيار منزل في البحر بسبب ا ...
- مقتل 10 أشخاص بقصف إسرائيلي بوادي الكفور جنوب لبنان
- بنغلاديش: أكثر من 600 قتيل في احتجاجات الأسابيع الثلاثة التي ...
- ما هو الوضع الميداني في كورسك الروسية؟
- الدمى البابينكية.. فن وعراقة في قطعة من الخشب
- اندلاع حرائق في إسرائيل بعد إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ من ...
- الداخلية الروسية تصدر بيانا بشأن واقعة مسجد موسكو الجامع
- ما أسباب إنهاء جيش إسرائيل عملياته بغزة؟
- تقارير: الاقتراح الأمريكي لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة سيضع ج ...
- العراق.. مقتل ثلاثة أشخاص خلال -مشاجرة- في الكوفة والشرطة تب ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بديعة النعيمي - الحرب على غزةـ مجرد شعارات