أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - اغتيال المناضل اسماعيل هنية لماذا ؟














المزيد.....

اغتيال المناضل اسماعيل هنية لماذا ؟


حاتم استانبولي

الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا أُغتيل المناضل اسماعيل هنية ؟

السؤال الجوهري الذي يفرض نفسه ما الذي أرادته مجموعة التنسيق لأجهزة الأمن الامريكية والإسرائيلية والعربية المشرفة على الحرب على غزة من اغتيال المناضل اسماعيل هنية ؟
اغتيال هنية في الجوهر هو اغتيال سياسي لرئيس وزراء فلسطيني سابق شرعي منتخب لم ينهي مدته القانونية و يحظى باحترام شعبي فلسطيني واسع اكتسبه عبر مسيرته النضالية التي تميزت بتنوعها وشموليتها وخصوصيتها فهو المناضل اللاجئ ابن المخيم والأسير والمقاتل من أجل الحرية و القائد الحمساوي القسامي الذي يحظى بشرعية شعبية مكنته من تولي رئاسة الوزراء التي لو قدر لها الاستمرار لكانت مدخلا ديمقراطيا لتداول السلطة ومنهجا شعبيا لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية من خلال الإرادة الشعبية.
اغتيال هنية كان مصلحة مشتركة للعديد من الأطراف كونه القائد الفلسطيني الذي يحظى بإجماع وطني و ديني إسلامي ومسيحي وهو الذي كسر الحاجز المصطنع بين المذاهب الإسلامية على قاعدة أن القدس هي المعيار والناظم لموقف الدول والمذاهب الإسلامية .
واغتياله في إيران كان يراد منه اعادة هذا الحاجز واحياء الصراع ما بين المذاهب من خلال التشكيك الإعلامي الذي رافق عملية الاغتيال من تحميل إيران المسؤولية الأمنية عن عملية الاغتيال.
اغتياله كان يراد منه التلاعب في ميزان القوى الداخلي لإيران و حماس وإضعاف دورهِما ومكانتهما والضغط من أجل تمرير صفقة يعمل عليها لإخراج اسرائيل من مأزقها في رمال غزة.
الصفقة التي يراد منها تحرير الرهائن كمرحلة اولى ليعاد بعدها الاستمرار في حرب الإبادة الظالمة على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة لاخضاعه بالقبول في الامر الواقع والتخلي عن حقوقه التاريخية والسياسية والاجتماعية والقانونية والانسانية وإنهاء الملاحقات القانونية الدولية بحق قادة اسرائيل السياسيين والعسكريين ورعاتهم الأمريكيين والألمان والفرنسيين والبريطانيين والإيطاليين الذين دعموا عملية الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني.
اغتياله يراد منه توسيع نطاق الحرب كفرصة لتوجيه ضربة شاملة وقاصمة لجميع فصائل وقوى المقاومة المنتشرة لفرض هيمنة شاملة ومطلقة وحاسمة على المنطقة لإعطاء أريحية سياسية لدول معاهدة ابراهام للمضي في اتفاقياتها السياسية واجبار نظام المملكة السعودية للانضمام لها.
كل الحديث الذي يدور عن عدم توسيع نطاق الحرب هو ذر الرماد في العيون لاضفاء اجواء عامة أن الذي يريد توسيع دائرة الصراع هو محور المقاومة في حين أن الحرب هي قائمة منذ العدوان الصهيوني البربري على غزة واغتيال هنية وشكر هو حلقة في سياقها.
محور ابراهام بكل أطرافه وداعميه يريد انهاء حالة الاستنزاف التي يعاني منها سياسيا وعسكريا وامنيا وشعبيا وهو الذي يطالب الولايات المتحدة بضرورة انهاء المهمة عسكريا بعد الفشل الاسرائيلي المرير في غزة هذا الفشل الذي يقوض مساعي محور اتفاقية ابراهام ووضعه في مأزق سياسي وشعبي.
بايدن بعد ان تحرر من متطلبات ترشحه فانه يسعى الى تهيئة الاجواء والشروط من أجل نجاح مرشحته من خلال تغطية الأعمال الإسرائيلية الوسخة بل يعمل وبلا حرج لدعمها عسكريا من خلال الحزمة الجديدة التي أقرتها وزارة الخارجية الأمريكية ب ٢٠ مليار دولار ورافقتها بإلغاء العقوبات عن الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي تمارس الجرائم ضد الفلسطينيين بل اوغلت في رفع الحظر عن توريد الاسلحة الفتاكة من قنابل ٢٠٠٠ رطل التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي في إبادة أحياء كاملة بمن فيها من مدنيين في غزة ومرشح أن يستخدمها في كل من لبنان والعراق وسوريا وإيران.
حشد كل هذه القوة العسكرية الامريكية والغربية في المنطقة ليس للردع بل للهجوم والتصفية حتى لو تطلب الأمر استعمال اسلحة محرمة دوليا بعد ان كشفت عملية الإبادة في غزة تواطؤ المنظومات القانونية والانسانية والسياسية والشعبية التي وصلت الى مرحلة تغطية الإبادة الجماعية في غزة التي تشكل فرصة لتوسيع الابادة الجماعية عبر عمليات استئصال ممنهجة لتقويض كامل لمحور المقاومة.
استمرار الاستنزاف الشامل سياسيا وعسكريا وامنيا واقتصاديا لمحور ابراهام وتفويت الفرصة على بايدن لإعطاء مكسب عسكري لمصلحة مرشحته الانتخابية هو الموقف الأصح. كون المعركة القائمة هي معركة يتم احتسابها بالنقاط والولايات المتحدة وحلفائها وتابعيها يريدون انهائها بالضربة القاضية للخروج من المأزق الشامل.
أما الخصوصية الاسرائيلية لاغتيال المناضل اسماعيل هنية فهي تريد إنهاء القائد اللاجئ الذي تمسك بشعار عودته الذي هو جوهر قضية المخيم الفلسطيني الذي يسعى جيش الاحتلال الى انهاء الوجود المادي للمخيم وكل ما يرتبط فيه من قادة ومؤسسات تعليمية ودولية وصحية وحياتية لأنه يشكل الدليل المادي على عدم شرعية وقانونية وجوده و يقوض أسس استمراره وبما أن غزة هي تملك اكبر واوسع مخيم لجوء فإن هذا الكيان الإحلالي يرى فيها نقيضا وجوديا له فهو يريد أن ينهي الإنسان الفلسطيني الغزاوي وكل ما يتعلق بإمكانيات وجوده واستمراره.
هذه المواجهة القائمة منذ مائة عام لن تنتهي الا بزوال أسبابها وهو الاحتلال الصهيوني الإحلالي البغيض.
المقاومة يجب ان لا تستعجل وألا تخضع لابتزاز السفهاء بالضرورة يجب أن تخوض معاركها بمسؤولية عالية تحافظ فيها دائما على شروط استمرار قوتها وظروف حياة استمرار حاضنتها الشعبية والمطلوب اليقظة الدائمة من مخططات تقويض القلعة من الداخل كما حصل في تجربة حركة فتح.



#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغير المعادلات
- رسالة مفتوحة للرئيس بوتين والوزير لافروف
- جريمة النكبة الفلسطينية
- تداعيات السابع من اوكتوبر
- طلاب الجامعات الامريكية يطلقون الربيع الامريكي
- ٤٨ عاما على يوم الارض الفلسطيني
- النائب بين ثلاثية الشعب والوطن والسلطة ،
- ماذا يعني الخيار الامني صفر؟
- قراءة اولية في اعلان الخطة الصهيونية بحلتها الترامبية !
- صراع الافكار
- جولات بلينكن الى المنطقة
- قراءة في قرار محكمة العدل الدولية
- محكمة العدل الدولية : لماذا جنوب افريقيا وليس جولة عربية؟
- فلسطين بين سايكس بيكو وصفقة القرن ج٣
- فلسطين ما بين سايكس بيكو وصفقه القرن ج2
- فلسطين ما بين سايكس بيكو وصفقه القرن 1
- ياسمين بائعة الشاي
- يجب ان تسقط الأوهام
- المسألةاليهودية بين الفكرة الدينية والقومية
- الاديولوجية الصهيونية هي اديولوجية قادة رأس المال


المزيد.....




- من الملاعب إلى اللجوء.. رياضيون يستغلون أولمبياد باريس للهرو ...
- قصة شاب من غزة أصبح رمزا للعمل الخيري بعدما تحققت أمنيته بأن ...
- فيديو.. صاروخ -إسكندر- روسي يدمّر منصة -إيريس تي- ألمانية مض ...
- الخارجية الروسية: نظام كييف بدأ التحضير لهجوم على محطة كورسك ...
- دمشق: تصريحات واشنطن مضللة
- -روساتوم- تدعو رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية لزيارة محط ...
- عمان.. تظاهرات ضد حرب إسرائيل على غزة
- جيروزاليم بوست: شوارع تل أبيب يسودها هدوء مخيف
- الفلاحي: عملية القسام في تل الهوى مركبة ونوعية
- هل اقترب الجيش الإسرائيلي فعلا من تدمير حماس؟


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حاتم استانبولي - اغتيال المناضل اسماعيل هنية لماذا ؟