أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 315 – العالم بانتظار الإنتقام المزدوج – إيران وروسيا ليستا في عجلة من أمرهما














المزيد.....

طوفان الأقصى 315 – العالم بانتظار الإنتقام المزدوج – إيران وروسيا ليستا في عجلة من أمرهما


زياد الزبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 8072 - 2024 / 8 / 17 - 09:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نافذة على الصحافة الروسية
نطل منها على أهم الأحداث في العالمين الروسي والعربي والعالم أجمع
كيف يقرأ الشارع الروسي ما يحدث في بلادنا

*اعداد وتعريب د. زياد الزبيدي بتصرف*

بيتر أكوبوف
كاتب صحفي روسي
وكالة ريا نوفوستي للأنباء
صحيفة بوليت إنفورم الالكترونية

15 أغسطس 2024

إن العالم كله، وخاصة الغرب، ينتظر الانتقام: أولاً الإيراني – ضد اسرائيل، والآن الروسي – ضد أوكرانيا. الأول تم الإعلان عنه بالفعل على أعلى مستوى إيراني – بعد مقتل زعيم حركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في هجوم صاروخي في طهران قبل أسبوعين. وتسبب غزو القوات الأوكرانية لمنطقة كورسك الأسبوع الماضي في تكهنات واسعة النطاق حول رد موسكو، على الرغم من أن فلاديمير بوتين لم يهدد بأي انتقام خاص منفصل ضد نظام كييف بسبب الهجوم. ومع ذلك، فإن الجميع يخمنون – على سبيل المثال، كتبت مجلة نيوزويك: "ستشعر روسيا بالحاجة إلى القيام برد صارم للغاية، شيء عظيم، لتظهر للعالم قوتها وأن أفعال مثل كورسك لن تمر دون عقاب".

علاوة على ذلك، يتم إيراد هذه الكلمات كتصريح من "مصدر رفيع المستوى في وزارة الدفاع الأوكرانية" لم يذكر اسمه. وبعد ذلك يبدأ الخبراء في التخمين - مئات الصواريخ التي تستهدف البنية التحتية الأوكرانية أكثر احتمالا من الهجوم على مقاطعة سومي الاوكرانية. ويتم التأكيد على الفور على أن موسكو كانت تواجه "خيارًا صعبًا للغاية" - كيفية الرد بطريقة تجعل الإشارة مفهومة جيدًا من قبل الغرب، الذي يزود كييف بالأسلحة. لا تقول هذه المقالة، ولكنها تشير ضمنًا، إلى أنه بدون مثل هذا الرد، ستفقد موسكو ماء وجهها، وفي تحليلات أخرى يتم وصف هذه الفكرة بشكل مباشر.

لكن هذا شيء مألوف بالفعل... بالطبع، يتحدثون عن الانتقام الإيراني القادم بنفس الطريقة تمامًا: لم يحدث لفترة طويلة، ولكن هل سيحدث على الإطلاق، وإذا كان ضعيفًا، فهذا سيكون ذلك خسارة لماء الوجه لآية الله خامنئي والقيادة الإيرانية بشكل عام. مثل هذه الدعاية – وهذا هو بالضبط – ليست عرضية، بل تؤكد فقط ما هو واضح بالفعل: في كلتا الحالتين نحن نتعامل مع استفزازات واسعة النطاق. إن القتل الاستعراضي لهنية في طهران بعد تنصيب الرئيس الإيراني الجديد لم يكن يهدف فقط إلى إزاحة أحد القادة الفلسطينيين، بل أيضاً إلى استفزاز إيران ودفعها إلى مهاجمة إسرائيل، وتوجيه ضربة قوية جداً لها.

ولا يهدف غزو منطقة كورسك إلى توسيع خط المواجهة وإبطاء تقدم القوات الروسية في دونباس فحسب، بل يهدف أيضًا إلى استفزاز روسيا لاتخاذ خطوات غير عادية ردًا على ذلك. ما هي؟ على سبيل المثال، هجمات عشوائية على كييف تؤدي إلى سقوط الكثير من الضحايا بين المدنيين. أو الاستخدام العلني للأسلحة النووية التكتيكية.

لكن لماذا ومن يقوم بالاستفزاز؟ إسرائيل تستفز إيران من أجل جر الولايات المتحدة إلى الحرب – لطالما حلم القادة الإسرائيليون بتوجيه ضربة أمريكية واسعة النطاق لإيران. لكن أوكرانيا تستفز روسيا أيضاً من أجل تعزيز الدعم الأميركي ــ على الأقل لمنعه من الضعف خلال فترة الانتخابات في الولايات المتحدة. إذن هناك دميتان أمريكيتان تلعبان مع سيدهما؟ هل الذيل يهز الكلب؟ ليس بالضبط.

لا يمكن وصف إسرائيل بأنها دمية أمريكية. ربما تكون هذه حالة فريدة من نوعها في التاريخ الحديث للتعايش بين الدولتين بسبب تكافل النخب: النخبة الأمريكية، كجزء من النخبة المالية العالمية فوق الوطنية، لا يمكنها ببساطة رفض الحد الأقصى من الدعم لإسرائيل في أي من أعمالها تقريبًا، بما في ذلك الإبادة الجماعية للفلسطينيين. باستثناء، بالطبع، محاولة إطلاق العنان لحرب إقليمية واسعة النطاق، والتي تهدد بالتصعيد إلى حرب عالمية بين الغرب والعالم الإسلامي، وهذا هو بالضبط ما يلعب به نتنياهو باستفزاز إيران.

إن أوكرانيا أكثر اعتماداً على الولايات المتحدة، ولكنها أيضاً دمية ليس في يد النخب الأميركية البحتة، بل في يد ذلك الجزء من المؤسسة الأنجلوسكسونية العالمية التي تراهن على ضرب روسيا وعزلها. وهنا تكون المخاطر مرتفعة للغاية، بما في ذلك حقيقة أن روسيا لا تزال قوة عظمى نووية. إن استفزاز روسيا هو لعب بالنار، لذا فإن الغرب ككل لا يزال يحاول السيطرة على تابعه الأوكراني.

وفي حالة إيران، التي لا تمتلك أسلحة نووية، فإن عتبة الاستفزاز أعلى - ومقتل هنية يؤكد ذلك. ويُقال لإيران بنص واضح إن الرد القوي المفرط على إسرائيل قد يكون محفوفاً بالكارثة بالنسبة لها، أي توجيه ضربة نووية إسرائيلية أو الاصطدام المباشر بالآلة العسكرية الأميركية (التي نصبت بالفعل لحماية إسرائيل من الصواريخ الإيرانية). ويدرك القادة الإيرانيون ذلك جيدًا ولن يخاطروا بتعريض بلادهم للخطر، على الرغم من أنه من الواضح أيضًا أن توجيه ضربة نووية إسرائيلية أو هجوم أمريكي مباشر على إيران سيكون له عواقب وخيمة للغاية، ليس فقط على إيران، بل أيضًا على المعتدين أنفسهم. ولا أحد ــ باستثناء جزء صغير، ولو أنه مؤثر من النخب الأنجلوسكسونية ــ يرغب في تجاوز الحدود. ومع ذلك، فإن المشكلة في كلا الوضعين – ليس فقط في الشرق الأوسط، بل أيضا في أوكرانيا - هي أن إفلات المحرضين من العقاب قد يؤدي عاجلا أم آجلا إلى خروج الأحداث عن سيطرة رفاقهم الكبار (الذين لديهم أيضا مشاكل داخلية خطيرة تتراكم ).

وبعد ذلك سيكون الطريق سالكا نحو الكارثة؟ نعم، ولكن الحمد لله، حيث ان كل شيء لا يعتمد فقط على النخب الأنجلوسكسونية العالمية، الذين يقابلهم زعماء مسؤولون يفهمون ماذا ومع من يلعبون، وبالتالي لا يمكن استفزاز بوتين أو آية الله خامنئي للقيام بأفعال متهورة. وهذا لا يعني أن روسيا وإيران سترفضان الرد، لكنه في كلتا الحالتين لن يكون انتقاماً إستعراضيا لاستفزاز معين، بل تكثيفاً للنضال من أجل تحقيق أهدافهما.
وفي حالتنا، كل شيء واضح للغاية: سوف تنتزع روسيا أوكرانيا من أيدي الغرب وتستعيد وحدة أراضيها.



#زياد_الزبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طوفان الأقصى 314 – حرب جديدة في الشرق الأوسط - متى ولمن الغل ...
- مقابلة مع المؤرخ سيرغي بيريسليغين* - حول معركة كورسك
- ألكسندر دوغين – الحرب وحدها هي التي تحدد من يكون ومن لا يكون
- طوفان الأقصى 313 – مع اقتراب شبح الحرب في الشرق الأوسط، تجدد ...
- كورسك – إحتمالات، إحتمالات، إحتمالات...
- طوفان الأقصى 312 – إسرائيل وحزب الله وتعدد الأصوات اللبنانية ...
- طوفان الأقصى 311 – لماذا يريد الجميع التخلص من نتنياهو؟
- روسيا - أزمة كورسك العملياتية – يجب العمل على معالجة الأخطاء ...
- طوفان الأقصى 310 – هل تصمد إيران في وجه حرب الإعلام المفتوحة ...
- ألكسندر دوغين – يكرر مقولة ابن المقفع – -من أمن العقوبة أساء ...
- طوفان الأقصى 309 – الحرب الكبرى في الشرق الأوسط مفتوحة على ك ...
- بصراحة حول الهجوم الأوكراني على الأراضي الروسية - قوات النخب ...
- طوفان الأقصى 308 – كيتلين جونستون – أين تكمن العقدة في الصرا ...
- ألكسندر دوغين – قواعد الحرب
- الجيش الاوكراني يخترق الحدود الروسية – كيف ومتى ولماذا؟
- طوفان الأقصى 307 - في الولايات المتحدة أصوات تحث إسرائيل على ...
- طوفان الأقصى 306 - لماذا طار مبعوث بوتين بالفعل إلى إيران؟
- طوفان الأقصى 305 – من يخلف هنية في زعامة حماس؟
- طوفان الأقصى 304 – إغتيال هنية وشكر في الصحافة الروسية - ملف ...
- طوفان الأقصى 303 – إغتيال هنية وشكر في الصحافة الروسية - ملف ...


المزيد.....




- من بينها أغاني لحنها لعمرو دياب.. عمرو مصطفى يعتزم تجديد ألح ...
- فلسطيني بعد أوامر الجيش الإسرائيلي بالإخلاء في -بضع ساعات-: ...
- مصر.. شابة تنتحر بعد رسوبها في امتحانات الثانوية العامة
- تشققات غامضة وأدخنة تنبعث من باطن الأرض في المغرب.. فيديو
- صندوق -إعادة إعمار ليبيا- يوقع عقودا مع شركة مصرية لإنشاء مش ...
- الرئاسة العراقية تنفي اعتزامها إعداد مشروع لتعديل القانون ال ...
- ماسك: الولايات المتحدة ستواجه مجاعة جماعية بسبب خطة هاريس لم ...
- تسلا بمدفع رشاش وجهتها أوكرانيا.. آخر أفكار قديروف فما رأي إ ...
- أهداف بايدن من اتفاق حول غزة و-الوعود- للسنوار ورد إيران و-ح ...
- مركز بحوث أمراض الرئة الروسي يشير إلى احتمال انتقال -جدري ال ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زياد الزبيدي - طوفان الأقصى 315 – العالم بانتظار الإنتقام المزدوج – إيران وروسيا ليستا في عجلة من أمرهما