بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 18:13
المحور:
القضية الكردية
يوم أمس وأنا أتابع فيلماً وثائقياً عن ناميبيا على قناة DW الألمانية والناطقة بالعربية، أستوقفني مشهد إحدى المزارع العائدة ملكيتها لأحد المستوطنين الألمان والذي ورثه عن جده الذي خدم في الجيش الألماني داخل مستعمرتهم هذه حيث كانت ناميبيا تحت الاحتلال الألماني من عام 1884 ولغاية انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمتها أمام الحلفاء، وتصوروا أن هذا الحفيد لذاك الجندي الألماني ما زال يملك مزرعة في ناميبيا مساحتها 400كم مربع، تخيلوا حجم المزرعة، ويملك فيها 1400 رأس أبقار بالإضافة إلى 130 فرس وغيرها من الموارد!! طبعاً يلي دعاني لأن أتوقف ملياً عند هذا الملاك ومزرعته هو إنني أسقطت حالته على واقع أهلنا بعفرين وتصورت أن يكون أحد أحفاد الجنود الأتراك أو مرتزقتها بعد قرن يملك آلالاف الأشجار من الزيتون في عفرين ويدعي إنه ورثها عن جده الذي جاء محتلاً غازياً!!!
بالمناسبة أرتكب الألمان مجزرة بحق الناميبيين، قبيلتين منهما، وذلك بين عامي 1904 و 1908م حيث قتلت منهما ما يقارب 80 تمانين ألفاً! وبالرغم من استقلال البلد سياسياً، إلا أن مواردها الاقتصادية ما زالت بيد بعض هؤلاء الورثة الاستعماريين وبعض الشركات الغربية والصينية ومعهم طبقة حاكمة ناميبية فاسدة حيث تعتبر ناميبيا مصدر لكل من الألماس واليورانيوم وشعبها تعيش في أفقر حالة.. والأسوأ هو أن أبناء البلد يعملون لدى أبناء الذين جاؤوا واحتلوا بلادهم مثل ذاك الألماني مالك المزرعة وكل خوفنا أن يعمل أحفادنا في عفرين بمزارع أحفاد هؤلاء الغزاة المحتلين، طبعاً إن أبقت تركيا على كردياً واحداً فيها ولم تجعل منها شمال قبرص أخرى.
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟