احمد جمعة
روائي
(A.juma)
الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 16:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سواء وقعت الحرب اليوم أو غدًا أم بعد عام، لا محالة من مواجهة حتميّة بين الجاهليّة والتقدم، بين الظلامية والضوء وقد يضيع الحق كما هو حق الشعب الفلسطيني لأشد الأسف والأسى لأنه اختار الرهان على خط الجاهلية ونبذ خط التقدم الذي كان من شأنه منذ عشرات السنين لو انحاز لهذا الخيار لأسّس اليوم دولة مجاورة للدولة اليهودية تتمتع برفاهية وسلام وتقدم. لقد كانت تملك مقومات دولة بحجم سنغافورة وبرفاهية كوريا الجنوبية لو وُظفت العقول التي حفرت الأنفاق وأهدرت المليارات، وأكل الفساد في الجهة المقابلة من السلطة الفلسطينية منذ عقود مليارات المساعدات والمنح التي تنام اليوم في بنوك سويسرا وفرنسا، لو لم يقع ذلك كله بينما الشعب يموت جوعًا وتشردًا وقاد هذا الشعب رجال ملائكة! بدل من شياطين فاسدين لما شهدنا اليوم حربًا بين إيران وإسرائيل لتحرير فلسطين.
عندما زار الجنرال الفيتنامي جياب نغوين جياب الأرض العربية والتقى بقادة فلسطين وعلى رأسهم عرفات ورأى البذخ والفخامة في الاستقبال والوجاهة، همس لهم ويغادر المطار- لا تستوي الثروة والثورة- منذ ذلك الحين وحتى الساعة التي حمل لواء تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، كل من حزب الله وحركة حماس والأخوان وإيران على رأسهم، عليه أن يدرك دون مراوغة أو تخفي أو تهرُب من الحقيقة، ضاعت سنغافورة الحلم الفلسطيني وضاعت الحقوق تحت شعار من النهر إلى البحر بقيادة على خامنئي.
ألم تجدوا بالعالم العربي كله من دول وشعوب وحكام من يستيقظ وينبه ويكسر القاعدة الجاهلية والظلامية ويعلن مواجه الواقع والحقيقة، لا ثورة ولا حلم ولا حقوق يقودها تيار ظلامي إرهابي وتطرف يسير بعكس التيار في العالم، مهما سطعت هذه الحقوق وبانت مع كل شروق شمس لا فائدة من كل هذه الحروب حتى لو استمرت مئة عام هجرية وميلادية قادمتين أن يتغيّر شيء سواء مزيد من الدماء والضياع ورهانات التيارات المستفيدة من هذا الكنز.
ما أراه اليوم لا السلطة الفلسطينية الفاسدة والمترهلة منذ عقود ولا جناح الاخوان المسلمين الحماسي ولا كل العرب والمسلمين والعالم سوف يحقق شيئًا للقضية مادام من يقود هذه القضية الحقة إيران تحت شعار من النهر للبحر.
اخرجوا ولو مرّة من تحت عباءة الجاهلية وراهنوا على التقدم وسترون كيف اضعتم فلسطين وكيف تستردونها دولة جارة لإسرائيل!!
#احمد_جمعة (هاشتاغ)
A.juma#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟