أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية مروى بديدة -يَارُومْيُو-















المزيد.....

قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية مروى بديدة -يَارُومْيُو-


فاطمة شاوتي

الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 15:29
المحور: الادب والفن
    


قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية مروى بديدة

"ياروميو"




صدمة الكتابة / صدمة القراءة
كمدخل لهذا المتن اللغوي /الشعري، الذي أثار ضجة ليست مفتعلة ،بل ضجة تخلخل المنطقة الراكدة تحت الثلج بلغة فرويد...
فاللاشعور منطقة لايظهر منها سوى القليل وهو ما نشاهده، مالانشاهده شيء مرعب...
مقدمة ضرورية لنص بجرأة شاعرة، وبتشريح شاعرة مهووسة بالنقد للكتابات النسائية ،خاصة تلك التي تقتحم الممنوع...
والمحجوب مرغوب ،
فهل سأقيِّم النص لأنه فتح الباب لهذا الممنوع أم لأنه مثار نقاش لإشكالات حقيقية؛ تشكل صدمة الوعي لدى القارئ المتميز لاالعادي...؟
هل سأكتبه بعيني كاتبته أم بعيني قارئته... ؟
سأكتبه لأنه يستحق ضجة النقد المختلف بعيون نسائية ،ضد عنف نسائي مارسته شاعرة للأسف دون وعي بخصوصيته، ووضعت الشاعرة المرأة ،كاتبة الذات بحمولة المعاناة الجنسية في قفص الإتهام، لكنها تنسى أنها حاكمت نفسها في شخص الشاعرة مروى بديدة...
وأطرح السؤال/ البداية:
ماذا لوأن مَنْ كتب النص كان شاعرا لا شاعرة... ؟
إضاءة مهمة تسائلني :
هل نكتب لأننا نريد أم نكتب لأنهم يريدون... ؟
بهذا السؤال اللغز / المفتاح أبدأ بأن سلطة الكتابة تتحول إلى كتابة السلطة، وهو ماتبتعد عنه الذات التي تملك وعيها بكتابتها ؛خارج إملاءات "الجمهور عايز كده"...
بين كتابة السلطة وسلطة الكتابة يقف نص روميو صارخا :
أنا النص ضد النص
نص الشاعرة نص مغاير لحتميات الكتابة المألوفة ،يدخل في إطار الكتابة الإيروسية وهي جديدة في الساحة الثقافية اخترقت جدار الصمت، الذي هيمن رغم سقوط جدار برلين، وظاهرة البِّرْسْتَرْوِيكَا كلحظة قطيعة تاريخية إبستمولوجية بلغة باشلار،لتبدأ لحظة معرفية في بناء أنساق كتابة جديدة ،تتجاور مع أنساق متعارضة أومتقاربة دون أن تسرق إحداها بريق الأخرى، لأنها بنيات تتجاور تتصادم دون أن تلغي إحداها الأخرى...
فهل النص /موضوع قراءتي صادم ومُلْغٍ لأنساق سبقته تاريخيا... ؟
الصدمة لاتلغي ولاتمحو ماقبلها، بل تحتويه تنتقي منه مايستطيع الإستمرار داخل بنية جديدة ،تلغي وتحتفظ، تنفي وتثبت بمنهج ديالكتيكي أصرح
إنه النص القديم /الجديد
البنية اللغوية معاصرة، الموضوع مطروح في ثقافتنا السابقة، أدرج كتبا في هذا الصدد وفي مقدمتها "ألف ليلة وليلة ً
و" طوق الحمامة "لابن حزم،"
"وبدائع الزهور"لمحمد ابن إياس الحنفي القاهري المصري"،
وغيرها من الكتب التي تناولت قضية الجنس بأشكال متنوعة. والنواسيات دليل قاطع على أن تاريخ الأدب القديم كان أصدق وأزخر، وكذا الثقافة الشفهية مثل الأمثال والنكت تؤكد رواج هذا النوع من الموضوعات، التي يرفضها الفكر الأصولي ولاأقصد "الديني" بل الفكر الدوغمائي المغلق الذي ينطلق من بداهة؛ لاتقبل النقاش ليصل إلى نتائج لاتتناقض مع المقدمات،
من هذا المنطلق النظري،
تكون كتابة الأيروس كتابة عرفتها الذائقة الأدبية، لكنها تهمشها بمبررات أخلاقية زائفة، نمارسه سرا نكتبه سرا نسمر به جماعات مغلقة نساء/نساء ورجال /رجال ونتظاهر جهرا بالعفة والبراءة...
النص هذا جريء في طرحه؛ من شاعرة هدمت صنمية الطابوات، وهدم الأصنام مهمة الشاعرات أيضا. فقد أكد "نتشه" على ذلك معتنقا فلسفة النقد والهدم
"la philosophie est un coup de marteau"
فالشاعرات من يُقْصَيْنَ من المشهد بحكم قَبْلِي أخلاقي ،علما أن الخطاب الشعري خطاب القفز على الحواجز...
وتعرية المسكوت عنه، دون أن يعني ذلك أية إشارة أخلاقية إلى منطوق النص...
النص يجسد واقع الفصام الذي تعيشه البنيات المتخلفة العربية أكثر، لأنها تتسم بانشطار يراوح مكانه بين الرغبة وممارستها، بين المنْع والتَّمَنُّعِ... تضاد يكشف زيف الوعي لا شقاءه،
الشقاء وعي فعال جسدته مروى شعرا. من خلال النص...
خطاب مباشر ينطلق من رمز تاريخي افتداه الحب وفداه.. رمز تاريخي أهملت بوعيها أو دونه ممثلي هذا الموضوع، مثل:
" قيس بن الملوح وليلاه "
"عنثرة وعبلاه" ،
" كثير وعزته"،
مما يطرح تساؤلا :
هل عدم توظيفهالرموز عربية إحالة إلى ثقافتها، أم لأنها مجرد رموز مومياءات، تعكس ثقافة المنع والتحريم الإجتماعي ماقبل الدين... ؟
وبالتالي أقصت كتابة النص هؤلاء، لتفضح دلالة الحب العذري كحب مزيف، ملأ تراثنا...
وقد تناول" صادق جلال العظم" الموضوع في كتابه
"الحب والحب العذري"
وهي عملية مقصودة تؤكد رفضها ثقافة التقييد بالخطوط الحمراء، لتستمد من رمزية روميو، مايستجيب لموضوعها...
" روميو" البطل البداية والنهاية...
تشديد على أن الحب في نظرها، معاناة المقدمة فرديا والخاتمة
خلاص جَماعي...
معاناة تعادل ثنائية الأيروس والتناتوس،
كقوتين للحياة والتدمير...
معاناة تعادل الموت لإحياء المشاعر المتأججة وتوظيفه كمطلع في النص، هو مفتاح أساسي لكل النص...
هو المفصل المحوري الذي بنت باقي تمفصلاته، اعتمادا على رمزية شكسبيرية، لها وقعها في تاريخ الحب الإنساني...
روميودلالة قوية انفتح عليها النص :
" ياهيكله الثقيل بالموت"
وكأنها إشارة دالة على أن الحب "الأيروس" في التجربة الإنسانية دالة الموت ؛لايتحقق إلا بظاهرة التدمير "التيناتوس"...
نموت حبا من أجل الحب
نموت ليحيا الحب
هذه أول تجليات النص كمعطى وجداني خام مكثف الإحالات...
النص هيْكلتْه ثلاث لحظات هامة :
1 لحظة الموت :
من بداية مخاطبة جدث روميو
إلى:
" أنت وجبات شهية من الحرارة والصقيع"
2 لحظة التشريح والتجريح :
تعرية لواقع الحب العربي من خلال الشاعرة، دون بحث عن السؤال هل هي معاناة خاصة أم عامة... ؟
تبدأ من :
هذا الجندي "المجهول"
إلى :
و"ترتعش كثيرا بداخلي وتستفيق "
لتنتهي إلى:
3 اللحظة الحاسمة كقفلة للنص تؤشر على اليقظة يقظة الوعي بالحب :
تبدأ من:
أيها" الجندي الميت "
إلى :
" فقط سلم أمرك لي "
ثلاث لحظات /
ثلاث إمكانيات /
ثلاثة مفاتيح / في وعي الشاعرة
اللحظة الأولى :
تبدؤها بروميو دلالة رمزية ،تحاول عبرها الشاعرة، بعث الحياة في جثة الحب مقدمة لصراع نفسي...
فرضية موت الحب كفرضيات تعاطت معها، ثقافات غربية مثل موت الله مع نتشه؛ موت التاريخ مع فوكوياما؛ موت الانسان مع البنيويين؛ موت الكاتب مع رولان بارت، موت النص، موت العقل ،والآن موت الحب من خلال الكاتبة موت مؤقت...
فرضيات فلسفية تعكس معاناة ملتبسة؛ تخلخل الوجدان والعقل...
النص يقوم على توظيف مفاهيم جنسية تبدو شاذة انطلاقا من "اللاوعي الجمعي" و"اللامفكرفيه " بلغة فوكو "وعي القطيع" لكنها حقيقية..
"القضيب "مفهوم الفحولة المغتصب في ذهنية العقلية العربية والذكورية بالأساس، تحملها النساء والرجال سواسية... وهو دلالة يشتغل في الحقل الشعري متقاطعا مع الحقل السيكولوجي الفرويدي، إشارة من النص إلى ثقافة القضيب ليس بالمعنى المبتذل؛ بل كناية عن ثقافة الإخصاء الفكري لدى الرجل في تعامله مع القلب، رغم فحولة الجسد
وصف اتخذ معالم تعرية للمسكوت عنه، أراها هنا فرويد يتكلم لاشعوريا فأستعيد مقولة رائجة :
"يتمنَّعْن وهُنَّ الراغبات"
تؤكد في نهاية اللحظة أن الجنس محرك أساسي، وهو نقاش فكري أثاره فرويد ورايش، داعيا إلى ثورة جنسية أمر أشارت اليه
Alexandra kollontai
في كتابها
"marxisme & révolution sexuelle"
إذن محرك المجتمعات محرك جنسي عبرت عنه بالقضيب، كدلالة على تغيبب سياسي للثقافة الجنسية، نتجت عنها تشوهات في التربية الجنسية، ولهذا اعتبرت المفكرة المغربية فاطمة المرنيسي الجنس إنتاجا إجتماعيا في كتابها:
"الجنس هندسة اجتماعية"
هذا الجنس "مبتور نائم"
من خلال مفاهيم قوية مثل باردة _معلقتان _بعيد _رخام مفهوم يقابل الجماد والطلل حولته مادة صلبة، لكنها تنز في قلبها كوجبة شهية تشير إلى عطش جنسي داخل مؤسسة الشرعنة لممارسته أوخارج المؤسسات تحت مسميات عدة...
يمكن العودة إلى كتب كثيرة منها
"la religieuse" للكاتب didrot
فيه فضح للممارسات الجنسية داخل الأمكنة المقدسة في الثقافة الغربية أيضا، ورواية
"les oiseaux se cachent pour mourir"
Colleen Mc
cullough
تفضح طابو الجنس تحت سقف الكنيسة، مما يدل على أن إشكالية الجنس إشكالية كونية لاخاصة...
إلا أن الكاتبة مروى أشارت بدقة من خلال إحالات معينة، إلى غياب كينونة الحب...
توظيف ذكي لروميو من داخل ثقافته إلى بنية ثقافية، متناقضة السياقات والحمولات والمقاربات لظاهرة الجنس والحب بين الانفصال والاتصال...
هل يكون الحب دون جنس حبا،
أم يكون الجنس حبا... ؟
أيهما يعتمد الآخر...؟
وفي أي مستوى يحمل الجسد الحب جنسا؛ والجنس حبا... ؟
هل كوحدة أم كثنائية... ؟
لهذا اعتبرت توظيف النص لهذا الرمز الدلالي توظيفا ذكيا، بلعبة لغوية ماهرة وبنفَس شجاع، من امرأة شاعرة تحمل داخلها ثقافة الحرية والتحرر الجنساني ،وليس الجنس بمعناه البيولوجي، وإن استخدمت مفاهيمه المباشرة لاستفزاز الذائقة الإبداعية بجرأة الطرح...
تعرية الهو _منطقة الغرائز المنطقة الشبقية؛ منطقة اللذة..
الإنسان حيوان جنسي؛ بالمعنى العلمي؛ لاالأخلاقي، وهو مايجعلني أتعاطى مع النص كتصور مخالف لتصورات تخفي عكس ماتظهر ،
لتعيش ازدواجية الشخصية تحت إكراهات ثقافة مرضية، تعري اللاشعور الجمعي، من خلال لاشعورها الذاتي، رغبة يُقْبِرُها الأنا كوسيط يعمل على خلق توازن في الشخصية، تجعله متكيفا مع واقع الممنوعات بحجة الأخلاق؛ والقيم العقائدي؛ والموروثات التاريخية؛ والمكتسبات اللامرئية.
يتحول الأنا كمنطقة مراقبة ومنطقة تهذيب الهو، للحد من اندفاعاته يحكمه منطق الواقع فيسيطر على منطق اللذة، تتخذ شكلا تصعيديا يتمثل في الأنا الأعلى، كآلية لاشعورية تجعل المكبوت عالم قيم سامية وتحويلا أرقى لمنتجات الهو...
صراع ينتهي إلى التظاهر واقعيا، عكس مانحسه جنسيا تحت ضغط الواقع.
تذكرت الكاتب المغربي
"محمد شكري" في روايته
" الخبز الحافي"
منعت لأنها كسرت طابوات واعتبر منحرفا وشاذا عن المعتاد...
التَّقِِيَّةُ آلية دفاع نفسية لم تعتمدها الشاعرة، بوعي مسبق معلن عنه في ملفوظات النص...
اللحظة الثانية :
تبدو المفاهيم متقاطعة في وصف حالة الذات، الشاعرة تجاه الذات الموضوع روميو، تعارض الصفرة والخضرة دلالة تفاوت جنساني تختزنه الشاعرة في لاوعيها :
هذا الجندي الأخضر
تلك العروس الصفراء
تقابل إيحائي ينهزم بعملية (الكسر) المتبادل/المتساوي..
صراع وجود صراع كينونة خفي، تخوضه داخلها وعت أولم تَعِهِ..
لكنها لحظة مدوية ومنكسرة
" ولتنهض! "
عنف مضاد من أجل تحقيق هوية مفقودة هي الحب :
"أيعقل أن تتركني روحك"
"أرى عينيك ترمشان "
" ترتعد" "تضيء"
لتنهي الصراع داخلها توازيها دعوة الأمل ،والرغبة في النهوض
دعوة إلى الخروج من أزمة راهنة، أزمة الحب والفراغ والحشو العاطفي والخداع، والإزدواجية،
تعترف بأنها في قرارة نفسها وهي تقدم في تصوري نفسها، كدالة على ذات أنثوية تعيش مفارقة...
لحظة أسميها لحظة استنهاض أونفي، لإثبات أول محاولة يقظة من جثة منتهية الصلاحية، إلى محاولة البعث وكأنّ الحب فينيق ينهض من الرماد رماد الأزمنة الثقيلة الموروثة والمورّثة،
النص بذكاء مميز وكتابة مزعجة /منزعجة، ولغة عارية أخلاقيا، كما هومتداول موضوعيا وليس حكما قيميا مني،
لغة أكثر جرأة ؛لاإباحية فيها كما يتبادر للبعض، وربما يَسِمُها بتشبيه البورنو ،وهو خطأ الحكم اللاأخلاقي أيضا، هي ضد
"خلّي الطبق مستور"
تنتهي اللحظة إلى لحظة تنفي سابقتها ،وتؤكدها هي بلغة هيجل لحظة نفي النفي موت أول؛ وبعث لموت ثان؛ ثم موت الموت حياة ،
تنقلب المعادلة التناتوس يغدو أيروسا لايدمر الحياة بل يبعثها ،مستعملة تكرارا موضحة:
أن الحب جندي أخضر
الحب جندي ميت
هذا الإستعمال يعكس وعيها بأنها تمارس صراعا ضد الموت الرمزي، يعبرها من خلال موت البطل
هو البطل الرئيسي، تكررمرتين كما مفهوم الجندي...
والخضرة والصفرة في عالم الألوان، دالات مفهومية تحيل إلى قراءة الربيع والخريف! بإسقاط حالة الطبيعة على العلاقة بين الذات المؤنثة؛ والذات المذكرة ،لكنها أعلنت تَفوُّقَه الجنساني:
العروس صفراء/
الجندي أخضر/
حمولة تعكس الوعي الذكوري الذي يعشش في لاوعي المثقفات، مهما تحررن ،لأنها عقلية ضاغطة إجتماعيا سياسيا ثقافيا، نحملها نحن النساء أكثر؛ رغم محاربتنا لها..
وينكشف النص في لحظته العارية الأخيرة،
دعوة في المقطع الأخير إلى إحياء الميت فينا، وهو الحب على اعتبار أن الجنس درجة أقوى وأرقى، بل هوالحب في درجته الأقصى، حين يصل منتهاه؛ يتحول ذوبانا جسديا المشاعر /
النبض /
الخفقان /
الشوق /
تتحول كثلة الدفق العاطفي إلى عناق مادي؛ والتحام جسدي؛ وشعلة كيماوية؛ تشعر الجسدين بامتلاء حقيقي...
النص وصف شفاف للجسد في حالة الحب؛ دون مثالية أو وصفه حبا عذريا حبا بريئا ،وكأننا نمارس عملية الجلد، لقلوبنا فنحن السوط والجلاد والضحية...
لعبة غبية فضحتها الشاعرة، بحنكة لغوية مباشرة دون انزياحات ،
ولاصور خيالية،
نص واقعي يلامس مشكلة نفسية وإجتماعية وثقافية ،تصور الجسد عبر اللغة ،جسدا منصهرا في جسد الآخر،، وحدة لاتفصل بين الإحساسات والحركات المرافقة لها، تعبر عنها وتحفزها...
هذا الروميو حقل ناري ذو دلالة واعية، تؤكد أنها حاولت التعاطي مع ظاهرة الحب؛ كظاهرة ملتبسة في عالمنا العربي، تسود مفاهيم مغلوطة ترافقها أحكام جاهزة وقوانين، تشلُّ حركة الحب باسم جرائم الشرف؛ والختان؛ وزنا المحارم؛ والإغتصابات؛عقوبات، تكون النساء أكثر ضحاياها، والبكارة دليل على عنف الواقع ضد المرأة ،لهذا حين تكتب بهذا العري ستكون ضد النسق العام المتواضع عليه، خنقته وفضحت قضيبيته المتعفنة بإسم العفة والعذرية..
وكأن الجنس ينزع عن الحب براءته وقدسيته...
مفارقات مَرَضية ،وسْكِيزُوفْرِينْيَا ثقافية، علينا مواجهتها بعنف الكتابة بكل أنواعها...
جرأة وصلت حد وصف عارٍ واضحٍ لحظة الإنصهار الكُلّي :
" سأدقّه في أعماقي وأرفعك سأرفعك..."
تبدو عملية الرفع آلية جسدية لكنها آلية إجتماعية، ترفع قيمة المحبين معا قيمة الحب /الجنس
"وترتعش"و"تستفيق"
دعوة أكثر واقعية وأكثر رغبة في تحويل جثة الحب، جنة الجنس حبا
حياة لاثنائية فيها، دون أقنعة البراءة والطوباوية حياة واقعية،
" أيها الجندي الميت! "
وصف يشير إلى رغبة لاشعورية، لتحقيق مصالحة بيننا وبين الحب...
هذا الحب الحقيقي /الغائب الأول
فلاحب دون جنس ولاجنس دون حب...
الحب خارج الجنس لعبة خادعة للمثالية...
الجنس دون حب لعبة دعارة مُقَنَّعَة لامُقْنِعَة...
كذبة تاريخية على من يكذبون... ؟ وعلى من يكذبان... ؟
حزام العفة نبل العلاقة
تنتهي إلى حسم الموقف بأن المرأة هي الثورة الحقيقية، لإعطاء الحب معناه الإنساني
أقول عكسك أيتها الشاعرة :
الحب ثورة الجنسين على الممنوع لتحريره من الكبت..... وبنائه إنسانيا فاليد الواحدة لاتصفق،
ومع ذلك أفهم نرجسيتك كقفلة لنص حقيقي ،وإن خلا من انزياحات وصور تمكنه إبداعيا، أن يحقق طفرة نوعية على مستوى الشكل والمضمون، لكنه نص حقيقي نحتاجه في ثورتنا ضد الأصنام الثقافية...

نص مروى بديدة :

يا روميو ...
يا هيكله الثقيل بالموت
تحرك و دع شفاهك تبتسم..
غرفتك باردة...
و عيناك معلقتان في السقف تتلألآن...
قضيبك بعيد عنك ...
إنه مبتور ...نائم في ركن مضاء بالشموع...
لقد صار رخاما قضيبك ذاك الذي أحب !
دافئ.. ينز الدمع و الحليب...
يا للرائحة الملونة...الطازجة
أنت وجبات باكية
وجبات شهيه من الحرارة و الصقيع...

هذا الجندي الأخضر من المرمر...
تلك العروس الصفراء من السكر
سأجمعهما ....
فليكسر أحدهما الآخر...
و لتنهض !
أيعقل أن تتركني روحك
و تسكن الأشياء المزيفة
سأجفف الدمع بجلدي الظمآن...
سأشرب حليبك الفائض قبل أن يغرقنا...
أرى عينيك ترمشان يا روميو...
إنك ترتعد و تضيء ...
كلما امتلأ جوفي بحواسك السائلة...
حتى هذا الرخامي مبارك يا حبيبي...
بريء من الدم و العروق....
سأدقه في أعماقي و أرفعك ...
سأرفعك...
و ترتعش كثيرا...بداخلي و تستفيق
أيها الجندي الميت...
لا تترك عروسك الحسناء
هذا القمر لنا...
هذا الحب حقيقي
سنحيا ...
فقط سلم أمرك لي....



#فاطمة_شاوتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر التونسي صابر محمد
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية سماح البوسفي -إِعْت ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر المصري -عصام نصر الله -
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة المصرية أمينة عبدالله -أَكْر ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر المصري -رَجُلٌ أَرْبَعِينِي-
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي رجب الشيخ -أُنْثَى فِ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -كَانََ ...
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعر العراقي أسعد الجبوري -إِحْدَا ...
- قراءة. فاطمة شاوتي في نص الشاعرة السورية fawzia Ozdmir
- قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة السورية مريم مصطفى الأحمد -ا ...
- إنطباعات قِرائية في نص الشاعرة السورية fawzia ozdmir
- قراءة فاطمة شاوتي فِي نص الشاعر السوري نزيه بريك -لَمْ أَقُل ...
- قراءتي في نص غادة سعيد
- قراءتي في نص غادة سعيد -عَلَى حَافَّةِ اللَّذَّةِ-
- قراءة أحمد إسماعيل في شذرة ل فاطمة شاوتي
- قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل في نص فاطمة شاوتي - تَكَلَمْ لِأَ ...
- قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل في نص -حَانَةُ الصَّرَاصِيرٍ ل فا ...
- سجال تفاعلي بين الخطاب الشعري والخطاب النقدي في نص فاطمة شاو ...
- قراءة الأستاذ حسن بوسلام في نص فاطمة شاوتي -عُدْوَانٌ ثُلَاث ...
- قراءة الأستاذ أحمد إسماعيل فِي نص فاطمة شاوتي -آيَةُ الْكُرْ ...


المزيد.....




- القصّة التاريخية.. بين رواية المؤرخ ورؤية المخرِج
- معرض الكتاب العربي بإسطنبول نافذة للتواصل الثقافي بين الأترا ...
- فرنسا: ماكرون يدعو رؤساء الكتل النيابية والأحزاب الممثلة في ...
- بوريس أكونين يعرض من منفاه اللندني ثقافة روسية نابضة بالحياة ...
- ياسر جرادي… فنان زاده المحبّة
- تقاوم الاختفاء.. البطاقات البريدية خزانة السفر والخبرات
- -خدعة الصلح والسلام-.. رواية جديدة حول ملابسات طعن والد لامي ...
- لم تتطرق إلى محطة فيينا الملغاة.. تايلور سويفت تستأنف جولتها ...
- المغني الروسي شامان يقيم حفلات موسيقية في ماريوبول (فيديو)
- شيرين عبد الوهاب تفاجئ جمهورها على X (فيديو)


المزيد.....

- القناع في مسرحيتي الإعصار وكلكامش لطلال حسن -مقاربة في المكو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- في شعاب المصهرات شعر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- (مجوهرات روحية ) قصائد كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- كتاب نظرة للامام مذكرات ج1 / كاظم حسن سعيد
- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة شاوتي - قراءة فاطمة شاوتي في نص الشاعرة التونسية مروى بديدة -يَارُومْيُو-