أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - مستقبل فكرة نوئيل - كرزون لإعلان دولة كوردستان الحاجزة بين العرب والأتراك














المزيد.....

مستقبل فكرة نوئيل - كرزون لإعلان دولة كوردستان الحاجزة بين العرب والأتراك


آزاد أحمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 8071 - 2024 / 8 / 16 - 02:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


101 سنة على معاهدة لوزان

آزاد أحمد علي
يعد اللورد جورج ناثانيال كرزون George Nathaniel Curzon (1859 -1925) السياسي البريطاني الأكثر فعالية في الربع الأول من القرن العشرين، شغل منصب الحاكم العام للهند البريطانية في الفترة ما بين 1899 و 1905 ووزير خارجة بريطانيا خلال أعوام 1919 حتى 1924. كان خبيرا في الشؤن الآسيوية وكذلك الكوردية. ويعد صاحب فكرة دولة كردستان الكبرى التي كانت ستغير التوازنات وجغرافية الشرق الأوسط مطلع القرن العشرين، بحيث تكون الدولة الحاجزة بين تركيا وايران من جهة وبلاد العرب من جهة أخرى. ساند فكرته عدد آخر من المسؤولين البريطانيين وخاصة الميجر نويل، وربما يكون نوئيل هو مبتكر تلك الفكرة الاستراتيجي، اذ كان يعد أبرز المتحمسين لفكرة كوردستان الكبرى، أو حتى لعدة دول كوردية عهدئذ، اذ "طرح نوئيل أول مشروع شامل لإقامة كردستان منفصلة تتمتع بحكم ذاتي. وطبقاً الى الخطوط العامة لهذا المشروع، ستكون هناك كونفدرالية كردية، تتألف من ثلاثة كيانات كردية خاضعة لإشراف بريطانيا وحمايتها، وتكون السليمانية مركزاً ادارياً لكردستان الجنوبية، في حين تكون الموصل ودياربكر مركزين اداريين لكردستان الغربية والمركزية بحسب الترتيب." (د. سعد بشير إسكندر، من التخطيط الى التجزئة... السليمانية، 2007، ص142).
لكن بريطانيا أرغمت على التخلي عن هذا المشروع تدريجياً نتيجة للانتصارات الكمالية التركية، وبسبب الدعم البلشفي لحكومة أنقرة الوليدة. قوضت النخب التركية القومية والكمالية بالتعاون مع بقايا الأعيان العثمانيين مشروع كوردستان المستقلة عبر صراع عسكري ودبلوماسي مرير، ودمجوا المجتمعات الكوردية ضمن تركيا (الحديثة ما بعد العثمانية) بالقمع العسكري وسلسلة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية والإقليمية. كانت أبرز محطاتها الدبلوماسية هي مؤتمرات: لندن وباريس، أنقرة والقاهرة وقارس، وتوجت جمعياً بالتوقيع على معاهدة لوزان في 24/7/ 1923، التي شطب منها قرارات مؤتمر الصلح في سيفر بصدد استقلال كوردستان العثمانية، وطويت مرحلة سيفر بحيث لم تدرج القضية الكوردية حتى على جدول أعمالها. وعلى الرغم من هذا الفشل لم تتخلى بريطانيا عن فكرة استقلال كوردستان على الرغم من محاربة الشيخ محمود الحفيد لها حيناً، ولا مبالاة القادة الكورد (العثمانيين) لمساعيها ابان انعقاد مؤتمر لوزان في النصف الأول من سنة 1923 حيناً آخر، حيث استمرت بريطانيا تحت قيادة دبلوماسية كرزون الذي مثل جبهة الحلفاء في المساومة على الدولة الكوردية، حتى رضخت أخيراً واستبدلت المشروع برمته بعملية ضم ولاية الموصل (كُردستان الجنوبية) إلى دولة العراق، وتقاسمت نفطها مع فرنسا.
أسهب العديد من المؤرخين والدارسين في الكتابة حول موضوع مشروع كوردستان المستقلة ونورد هنا على سبيل المثال لا الحصر ما كتبه المؤرخ والكردلوجي لازاريف: "ظلت (كردستان المستقلة) حتى بداية عام 1921 على راية الدبلوماسية البريطانية، وفي وقت متأخر تحدثت صحيفة (الحبل المتين) المعبرة عن آراء الأوساط الإسلامية في الهند على أنه اختفى وراءها – حسب رأيها – مشروع اللورد كيرزون حول استقلال كردستان تركيا وكردستان فارس الموحدة الذي يستند أيضاً على النزعة المشار إليها في الانقضاض على روسيا...
ويظن البعض أنه سوف يعطى لتركيا وفارس أراض ما بدلاً من كردستان بحيث يمكن الانطلاق منها مباشرة نحو روسيا والقيام بعمليات عسكرية ضده. وفي هذه الحالة الأخيرة سيتم رمي طلقة واحدة نحو عدة أهداف:
1) بعد فصل تركيا وفارس عن روسيا وكذلك عن بعضهما البعض سيغدو ممكناً تحديد كل دولة من هاتين (تركيا وفارس) وجعلهما دولة صغيرة وإرغامهما على الانصياع التام لإرادة بريطانيا.
2) للقيام بهجوم على روسيا فإن كردستان تعد أقصر الطرق." (لازاريف، المسألة الكردية 1917 -1923، ترجمة د. عبدي حاجي، بيروت 1991، ص263)
يمكن الافتراض بأن استراتيجية بريطانيا والحلفاء بعد الحرب العالمية الأولى كانت تهدف من حيث الجوهر إلى رسم مسار مستقبل الحوكمة في العالم الاسلامي عن طريق انهاء الامبراطوريات الإسلامية الكبيرة وخاصة العثمانية، ومن ثم الايرانية وتوظيف كوردستان كحاجز جغرافي وديمغرافي بينهما وبين البلدان العربية من جهة، وكذلك استخدامها كقاعدة محصنة عند اللزوم ضد روسيا من جهة أخرى.
يبدو أن هذه الفكرة السياسية شكلت مشروعاً عملياً جاداً، ورهاناً استراتيجياً حتى مرحلة ما قبل التوقيع على معاهدة لوزان. لكن جملة من العوامل عاكستها، سواء الداخلية الخاصة بتشتت النخب والزعامات الكوردية، أو الخارجية التي تجسدت في جبهة معارضة عريضة ساندت حكومة أنقرة وفي مقدمتهم السوفييت وألمانيا، فضلاً عن ضخامة مشروع دولة كوردستان الكبرى التي كانت ستنتج امبراطورية (اسلامية) جديدة في قلب الشرق الأوسط عهدئذ. وبعد مرور أكثر من مئة عام على معاهدة لوزان، وعلى ولادة مشروع استقلال كوردستان الكبرى في المحافل الدولية مازال هذا الحق في تقرير المصير السياسي لمجتمعات كوردستان حقاً مشروعاً قائماً ومستمراً، على الرغم من الصعوبات التي تواجهه، ويعمل لأجل تذليل هذه الصعوبات وتحقيقه طلائع النخب الكوردستانية وحلفاؤهم الموضوعيين.



#آزاد_أحمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترابط الاشتراكية والديمقراطية العضوي فوز اليسار الأوربي مؤشر ...
- مستقبل المدن العالية: دهوك نموذجاً
- الفارق الجوهري بين السياسية والانتقام حرب حماس وإسرائيل نموذ ...
- جانب من تطور الحكومات والإمارات الكوردية المستقلة* (2/2)
- تطور الحكومات والإمارات الكوردية المستقلة* (1/2)
- كارثة السلطوية الجديدة
- الجوهر الكولونيالي لمعاهدة لوزان
- بطولات سياسية متخيلة بين موجات الأثير
- ثقافة الاستبداد ذات الخلفية المغولية والعنصرية المنسوبة للعر ...
- درس من كارثة الزلزال
- ضرورة الخروج من الاطار الوظيفي للحركة الكوردية
- الانتقال الحاد من عمارة الممالك الآرامية الى الإمبراطورية ال ...
- فوبيا الموت خارج الكرسي: مهاتير محمد نموذجاً
- جوانب من المشترك العمراني والمعماري للممالك المحلية المتعاقب ...
- إيران: الحوار الداخلي أولاً
- ثمانية مليارات من البشر: المشكلة مازالت في الجشع وسوء التوزي ...
- ملعب بوتين الضيق وطموحاته الواسعة
- عمارة وعمران المملكة الحورية - الميتانية
- الحرب الأوكرانية بديلاً عن جبهة عالمية لمكافحة الفساد
- الدلالة العميقة لاحتفالية مئوية معاهدة سيفر


المزيد.....




- أوكرانيا ترد على مزاعم بشأن تورطها في تفجير خط أنابيب نورد س ...
- سيمرض قلبك إذا شربت القهوة بهذا الشكل!
- العثور على بقايا حيوانات -الفظ- من العصر الجليدي قبالة السوا ...
- منصة -X- تحصل على برمجيات جديدة لصناعة الصور
- روسيا.. العثور في قاع بحيرة لادوغا على باخرة تعود إلى القرن ...
- روسيا لم تبتلع الطعم الأوكراني في كورسك
- أوكرانيا تأمل في أن تدعمها بولندا في قصف بيلاروس
- ماذا يعني تدهور التصنيف الائتماني لأوكرانيا؟
- ألمانيا تتهم غواصين من كييف بتفجير أنابيب السيل الشمالي
- الخبراء يدعون إلى عدم تصديق خطاب ترامب بشأن روسيا


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - آزاد أحمد علي - مستقبل فكرة نوئيل - كرزون لإعلان دولة كوردستان الحاجزة بين العرب والأتراك