جريدة اليسار العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 10:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدءاً، دعوة لكل من يعلن نفسه شيوعياً ويسارياً ومدنياً وطنياً عراقياً سواء كان حزباً ومنظمة أو شخصية : لقد حانت ساعة معركة العراق الوجودية الطبقية والوطنية والأممية المتمثلة بحسم المواجهة مع المنظومة العميلة التدميرية الإرهابية اللصوصية..فلنكن قوة واحدة فأما قوة يسارية ومدنية وطنية موحدة تنتصر على العملاء أو صدور موحدة في مواجهة رصاص الأعداء..حيث سيقول التاريخ كلمته في الحالتين..‼
تشير الخطوات الأمريكية - البريطانية وزيارات السفير البريطاني السرية الى الأنبار والتقارير المسربة عنها، إلى أن تمسك الغازي الأمريكي بوجود قواعده في العراق وخصوصاً في غربه يهدف إلى تنفيذ مخططات تتعدى الحفاظ على القواعد العسكرية، وإنما تهدف إلى إنشاء “وطن بديل” للاجئين الفلسطينيين في صحراء الأنبار ضمن “صفقة القرن”.
الأنبار المحافظة العراقية الأكبر من حيث المساحة، خصوصاً صحراءها الممتدة من الحدود السورية مروراً بالحدود الأردنية وصولاً إلى الحدود السعودية، والتي تمثل الجزء الغربي من البلاد.
وفق ما يسمى بصفقة القرن التي تقترح توطين الفلسطينيين في صحراء الأنبار غرب العراق، بالتزامن مع تسجيل زيارات سرية للسفير البريطاني لدى بغداد إلى المحافظة مؤخراً.
وقد تزامن الحديث عن المخطط الصهيوني لتهجير سكان قطاع غزة مع زيارات سرية قام بها السفير البريطاني في العراق إلى محافظة الأنبار، إذ تتكتم إدارة المحافظة عن نشر أي خبر عن زيارات السفيرين الأميركي والبريطاني للمحافظة.
وأن السفير ناقش خلال لقائه المحافظ إنشاء مجمعات سكنية منخفضة الكلفة تعتزم بريطانيا تمويل بنائها في المناطق الصحراوية غرب المحافظة، مع مشاريع لتحلية المياه، ولم يُعرف لماذا اختيرت مناطق غرب الرمادي لا شرقها او جنوبها.
هذا المخطط الذي كان الحديث عنه سابقاً يُصنف في خانة نظرية المؤامرة، غير أن إعلان قادة الكيان الصهيوني إثر عملية طوفان الأقصى في 7/10/2023 والعدوان الصهيوني الذي أعقبها على قطاع غزة، عن النية في تهجير الغزاويين لا داخل مناطقها تحت القصف والقتل الجماعي الفاشي كما هو جاري على مدى الشهور العشرة الماضية، وإنما وفقاً لوثيقة سربتها وسائل إعلام صهيونية صادرة عن وزارة الاستخبارات، تقترح تهجير 2.4 مليون فلسطيني من غزة إلى شبه جزيرة سيناء في مصر ومناطق أخرى، وهو ما رفضته القاهرة وعمان بشدة.
ومخطط تهجير الفلسطينيين إلى الأنبار جزءاً من مشروع أميركي لإعادة تشكيل منطقة غرب آسيا، بما يجعلها مجموعة دويلات طائفية صغيرة حيث تقسيم العراق الى أقاليم وكذلك المناطق السورية المحتلة لعرقلة مرور طريق وحزام الحرير الصيني -العالمي .
وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والمرشح القوي للرئاسة اليوم قد أعلن عام 2020 عن صفقة القرن والتي منح بموجبها القدس عاصمة للكيان الصهيوني والسيطرة التامة على جميع الأراضي الفلسطينية بل وحتى على مرتفعات الجولان السورية، وتتضمن صفقة القرن تهجير الفلسطينيين خاصة سكان غزة من أراضيهم، وتأسيس دويلة لهم في صحراء الأنبار .
وهو ما كرره النتن ياهو في خطابه الصهيوني العنصري الفاشي في الكونغرس الأمريكي تحت عنوان ( اتفاقيات أبراهام) وقال ( هذه هي حدود دولة إسرائيل )..أي من النيل الى الفرات …!!
ولذلك فأن تصريحات القادة الصهاينة الداعية الى تهجير سكان غزة الى مصر والأردن والعراق متوافقة مع مخطط صفقة القرن، وتلعب الأمارات دوراً علنياً رئيسياً في تنفيذ هذ المخطط .
أن الأطماع في العراق الذي يبدو وكأنه في حالة مشابهة لنهاية الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى ( حالة الرجل المريض ) الذي تتنازع الدول أجزاء جسده العليل .
فهذا أردوغان يعلن "أن الموصل كانت لنا" والجيش التركي يحتل مساحات واسعة حول الموصل وقرب كركوك وأقام 20 قاعدة عسكرية 4 منها قواعد استخباراتية، تضم جميعها أكثر من 5 آلاف جندي تركي! ناهيكم عن عشرات آلاف الدواعش الجاهزين للتحرك، وبالتالي لا يحتاج النظام التركي سوى كبسة زر للسيطرة على الموصل وكركوك والوصول الى حدود بغداد.!
وكانت إيران أول من دفع بإتجاه تقسيم العراق الى فيدراليات طائفية عنصرية، ولكنها توقفت عن الدعوة العلنية للفيدرالية الشيعية بعد أن أحكمت قبضتها بواسطة مليشياتها على الوسط والجنوب، جاعلة من سلوك مليشياتها الحاكمة الطائفي الاستفزازي المكشوف منصة لتجار الطائفية السنية في الموصل والمنطقة الغربية لإطلاق دعوات فيدرالية الأنبار وفيدرالية الموصل..
ودفعت بإتجاه انفصال السليمانية وكركوك وحلبچة كإقليم تحت سيطرتها مليشيا حليفها حزب الطالباني، بينما تقتصر فيدرالية حزب بارزاني حليف تركيا على أربيل ودهوك ..
كما تقوم دول الخليج بدورها الغادر بالتآمر مع ملك الأردن في مخطط تقسيم العراق وهدفها الأكبر فصل البصرة كفيدرالية، هذا الدور المتعدد الارتباطات، البريطانية والأمريكية والفرنسية والصهيونية رأس حربتها ..
أن ما يجري من صراع بين الحيتان والمليشيات على محاصصة السلطة والنهب قد تصاعد في كركوك الى مستوى خطير جداً يهدد بتفجير صراع مسلح بين إقطاعيتي أربيل والسليمانية على غرار حربهما في التسعينيات على موارد بوابة أبراهيم الخليل التي دامت سنوات طويلة وراح ضحيتها آلاف الكادحين الكرد، فكيف به إذا تفجر حول كركوك النفط والغاز ؟!
وعلينا أن نعيد للأذهان حقيقة عدم تورع عائلتي بارزاني وطالباني عن القيام بأكثر الخطوات إجرامية، والأدلة كثيرة نُذكر بما أعلنه مسعود بارزاني في الأيام الأولى لاجتياح داعش الموصل، فقد أعلن حدود الدم بين الإقليم ومناطق العراق بعد دخول مليشياته بالتزامن مع احتلال داعش وبالإتفاق الميداني مع هذا التنظيم الإرهابي ما يسمى ب " المناطق المتنازع عليها " فقد قال في مؤتمر صحفي بأربيل في 27 /حزيران 2014 ( أن المادة 140 قد أنجزت وانتهت، ولن نتحدث عنها بعد الآن) .
وقبل ذلك استنجاد كل من بارزاني وطالباني بالمقبور صدام حسين لنصرة أحدهما على الآخر ..
لقد كانت كركوك القنبلة الموقتة التي فجرتها في المرة الأولى المخابرات الأمريكية والصهيونية بوجه حكومة ثورة 14 تموز 1958 الوطنية التحررية والتي مهدت لانقلاب 8 شباط 1963 الذي شكل البعث الفاشي رأس حربته وشاركت فيه جميع القوى الدينية والإقطاعية الرجعية الحاكمة اليوم في العراق بعد 9 نيسان 2003 .
وكانت كركوك القنبلة الموقتة التي فجرتها في المرة الثانية ذات القوى باشراف شاه إيران هذه المرة عام 1974 التي أفضت الى صعود صدام حسين لقمة السلطة وتنازله عن نصف شط العرب لإيران الشاه وفق إتفاقية الجزائر عام 1975 وتسهيل تنصيبه دكتاتوراً في تموز 1979 أغرق البلاد بالحروب والحصار والقتل والجوع والإذلال حتى تخلص منه أسياده الأمريكان بعد استنفاذ حاجتهم الى خدماته القذرة ..
وها هي كركوك القنبلة الموقتة التي تسعى الإمبريالية الأمريكية وحلف الناتو العدواني والكيان الصهيوني الى تفجيرها للمرة الثالثة والأخيرة.. لإن تفجيرها في ظروف العراق والمنطقة والعالم الراهنة سيفضي حتماً الى حروب داخلية بالوكالة وتفتيت العراق الى أمارات مليشياوية تتحكم فيها عوائل دينية طائفية وقومية عنصرية…
وليس أمام الشعب العراقي الرافض للمنظومة العميلة والمقاطع لعمليتها السياسية البريمرية وانتخاباتها المعزولة المزورة والمنتفض شبابه في تشرين 2019 سوى طريق المواجهة المنظمة على جميع المستويات للحفاظ على وحدة العراق واستعادت استقلاله وسيادته ..
فلم يكن استشهاد شباب انتفاضة تشرين تحت شعار ( نريد وطن ) سوى تعبيراً عن وعي المخاطر التي تهدد الوطن فعمدوا طريق حرية الوطن بدمائهم الزكية..وتتجسد الأمانة لدمائهم وتضحيات الجرحى ومعاناة المعتقلين والمغيبين وتضحيات الصامدين بمواصلة طريق ( نريد وطن ) حتى النصر ولا خيار أمامنا فإما النصر أو النصر .
وكما أعلن أجدادنا الثوار ( ( لقد عُرف عراقنا منذ القديم بأنه أرض العزة والكرامة ووطن الأفذاذ من رجال الحرية ورواد الفكر، وعُرف شعبنا العراقي منذ القدم, بأنه الشعب الذي استعصى على طغيان الحكام، وبطش الولاة، وبربرية الغزاة.
فمنذ قرون, وثورات الجماهير وانتفاضات عبيد الأرض، تشتعل على أرض العراق..في سهول الجنوب وعلى ذرى كردستان.لقد هُزم الباطل في العراق مرة بعد أخرى، وأخفقت على مر الأزمان، كل السياسات التي أُريد بها لهذا الشعب أن يستكين ويخضع, ويحني هامته تحت وقع سياط الغزاة والمعتدين.
لقد ظل هذا الشعب أمينا لأمجاده التاريخية ولتقاليده النضالية.
ومن جيل الى جيل كانت راية النضال تنتقل, وحولها يتساقط الشهداء.
واليوم اذ يجهز الاستعمار الجديد بكل قوته وبمعونة أشر عملائه على الوطن والشعب, محاولاً أن يطفئ جذوة الحرية في عروقه ويسخر من تاريخه، تنبري من بين الصفوف,كما انبرت في السابق، طلائع الأحرار من أبناء العراق، فتنزل الى ساحة الصراع قوية واثقة من نفسها, أمينة على تاريخ الوطن وتقاليد الاسلاف, مصممة تصميماً لا رجعة فيه على دك صرح السياسة المعادية للشعب…….
أن عقرب الزمن يشير الى نهاية حكم الاحتلال وعملائه وشيكة لا محال وإن آفاق المستقبل القريب مفعمة بالأمل وأمام القوى الوطنية أن تعالج الموقف بيقظة تامة وبروح واثقة مقدامة..وأن اقصى ما يكافح حزبنا من أجله هو أن يحقق التزاماته التي قطعها لجماهير الشعب، وأن يبرر الثقة العظمى التي وضعتها فيه، وأن ينهض بقسطه في هذا الواجب التأريخي النبيل.)
وكما نفذ أجدادنا الثوار ما تعهدوا به وحرروا العراق من ربقة الاستعمار البريطاني..بعد أن قدموا التضحيات الجسام ..تنبري اليوم الآجيال العراقية الثائرة للدفاع عن العراق وتحريره من جميع الاحتلالات والحفاظ على وحدته واستقلاله وسيادته في دولة وطنية ديمقراطية تحقق العدالة الاجتماعية..فما أشبه اليوم بالبارحة ..
وليس أمام الشعب العراقي بجميع أطيافه المتآخية من طريق سوى طريق الكفاح الطبقي والوطني التحرري للخلاص من المنظومة العميلة وحيتانها ومليشياتها وأزماتها ..
طريق ( نريد وطن ) المعمد بدماء الشهداء وتضحيات الأبطال..
لنبعد كركوك ومواطنيها، مدينة التآخي والسلام، عن صراعاتكم السياسية ومصالحكم الضيقة فهي البركان إن تفجر لن يسلم منه أحد.
عاش الشعب العراقي الثائر وعاشت الإخوة بين أطياف الشعب
ولنصعد النضالات الطبقية والوطنية ضد الفاسدين المتسترين بلباس القومية والإسلامية ..
تلكم هي أرضية وقاعدة الدعوة لكل من يعلن نفسه شيوعياً ويسارياً ومدنياً وطنياً عراقياً سواء كان حزباً ومنظمة أو شخصية : لقد حانت ساعة معركة العراق الوجودية الطبقية والوطنية والأممية المتمثلة بحسم المواجهة مع المنظومة العميلة التدميرية الإرهابية اللصوصية..
فلنكن قوة واحدة فأما قوة يسارية ومدنية طنية موحدة تنتصر على العملاء أو صدور موحدة في مواجهة رصاص الأعداء..حيث سيقول التاريخ كلمته في الحالتين..‼
( جبهة {نريد وطن} للإنقاذ والتغيير )
13/8/2024
#جريدة_اليسار_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟