أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان بديع - أرجوك لا تفعل (قصة قصيرة)














المزيد.....

أرجوك لا تفعل (قصة قصيرة)


حنان بديع
كاتبة وشاعرة

(Hanan Badih)


الحوار المتمدن-العدد: 8068 - 2024 / 8 / 13 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


كاد يغفو وهو على سرير المستشفى، أغلق عينيه في حين كنت انتهز اللحظة لتأمله، هذا الرجل الذي سرق من عمري أكثر من عشرين عاماً، ترى هل ما زلت أحبه؟ولم أنا إلى جواره الآن بكل ضعفي وعطائي وانتمائي؟ لماذا أرحل لأعود بعد كل قطيعة تطول لشهور أو سنوات؟؟
لماذا عجزت عن هجره رغم تمردي على مشاعري المبهمة وأبت روحي أن تكرهه رغم عيوبه الخطيرة؟ لا تفسير لدي..
على أثر مسكنات الألم التي يتناولها منذ خضوعه للعملية استسلم للنوم ويبدو أنه نسي وجودي تماماً، كنت وحدي على الكرسي المجاور له، أنظر إليه وأشعر كأني أنظر إلى أبي الراقد على فراش المرض قبل وفاته بسنوات،،
كم ندمت على أني لم أبقى إلى جواره طوال الوقت، لم تكن محاضراتي في الجامعة أو شهادتي الجامعية أهم من تلك اللحظات الثمينة التي ذهبت ولن تعود، روادتني مجدداً الفكرة التي تطاردني بين حين وآخر عندما أتذكره، ترى أي ألم شعر به وأي وحدة وأي يأس هذا الذي أحاول أن أتخيل تفاصيله، وربما تعمد إخفاء عذاباته عنا ليجنبنا عذاباً من نوع آخر،،
إنه الموت، النهاية الوحيدة المؤكده لطرق لا حصر لها يختارها لنا القدر، وها هو على وشك أن يختار لحبيبي هذه النهاية الموجعة!
كيف لي أن أتوقعها أو أحتملها؟ أنا التي استسلمت لوجوده مؤخراً في حياتي كما يستسلم الإنسان لقدره، لم لا فبعد كل هذه السنوات كيف لي أن أدعي أني مخيره.. نعم لا خيار ..
هناك أحداث وأشخاص يمرون كل في وقته وزمنه وتبقى ذكراهم باهته منزوية في مكان ما في الذاكرة، لكن آخرون يأبون الرحيل وإن رحلوا،، ويحتلون كل ما تبقى.
اقتربت منه، اشتهيت أن ألمس يده، بشرته تبدو بيضاء بجانب بشرة يدي القمحية، لكني ما زلت أشعر بأنه يشبه أبي مع فارق اللون، هي ذاتها الفكرة التي راودتني المرة الأولى التي رأيته فيها، لم تكن وسامته ما لفت نظري بل عينيه التي توحي بالذكاء، تسريحة شعره المميزة وبدلته الرسمية وتلك المسبحة التي يعبث بها بين أصابعه، هذا تماماً ما كان يفعله أبي عندما كان يخرج في زيارة رسمية.. نعم، وكأنه أبي،،
لكن لماذا أقارن الآن مجدداً؟
لا أعلم..
هل تكون نقطة ضعفي ليست إلا عقدة نفسية قابعة في عقلي الباطن، هل يكون أبي فتى أحلامي رغم أنه لم يكن صديقي وحضني الدافىء؟
هل كنت أبحث دون أن أعلم عن صورته في هذا الرجل؟
ربما، وربما لهذا لم أكن أرى أو أبحث في كل من صادفني من الرجال عن حبيب محتمل،، كان هو الرجل لكل احتمالاتي، لكل تقلباني، في النهاية أظنه تعودها أو ربما أحبني أو أدمنني بشكل أو بآخر .. وإلا لماذا يعود بعد كل غياب؟
لم أكن أطيق إلا رائحته ولم يخفق قلبي إلا على أعتاب بابه ولم أتحول إلى أنثى حقيقية إلا في أحضانه..
لا أجدني إلا مضطرة لأن أغفر كل خطاياه، حتى وإن لم أعد أحتملها؟
الزمن يفعل بنا هذا وأكثر..
ألم وجوده البائس أقل وجعاً وحدة من ألم فراقه الأبدي.. لا أحتمل الفكرة، اقتربت من وجهه،، "أرجوك لا تفعل" .
كم أخشى أن أكمل المشوار وحدي،، نعم كنت دائماً وحدي.. لكن في انتظارك؟ فلا تتركني بلا انتظار، إنه الشىء الوحيد الذي أتقنه معك، حتى إن لم تحبني حقاً.
طالت غفوته، قررت أن أغادر الغرفة لأعود مجدداًفي زيارة أخرى، اجتررت خطوتي الكئيبة إلى الخارج وأنا أردد، "حبك المستحيل كلفني الكثير لكن غيابك سيكلفني أكثر".



#حنان_بديع (هاشتاغ)       Hanan_Badih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظر للأعلى
- كيف يفكر البخلاء؟
- حركة ما بعد الإنسانية
- حكماء بعد فوات الأوان
- عن الكلاب أتحدث
- الوعي النباتي والحيواني
- لماذا نحتاج القانون؟؟
- متلازمة -الإنسان المعطاء-
- سيكولوجية الإبادة الجماعية
- عقيدة البشر الملائكيين
- -هكذا هي الحياة-!!
- لهذا نهرب إلى الضجيج
- النهايات السعيدة للقصص والحكايات
- هل نحتاج إلى بعض العزلة؟  
- الفأر كائن يستحق التكريم
- سر الشعب الجبار
- السفر عبر الزمن
- هل الحياة قصيرة حقاً؟
- لنعود بالزمن
- لنعود بالزمن ونتخيل 


المزيد.....




- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...
- -مين يصدق-.. أشرف عبدالباقي أمام عدسة ابنته زينة السينمائية ...
- NOOR PLAY .. المؤسس عثمان الموسم السادس الحلقه 171 مترجمة HD ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- بجودة HD مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بالعربي علي قص ...
- حالا استقبل تردد قناة روتانا سينما Rotana Cinema الجديد 2024 ...
- ممثل أميركي يرفض كوب -ستاربكس- على المسرح ويدعو إلى المقاطعة ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حنان بديع - أرجوك لا تفعل (قصة قصيرة)