بلقيس الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 8067 - 2024 / 8 / 12 - 11:19
المحور:
الادب والفن
حاسة الشم يمكن ان تحفز الذكريات بقوة اكبر من الحواس الاخرى مثل البصر او السمع، ويمكن للرائحة ان تثير ذكريات الماضي بقوة .
هناك روايح حين اشمها تعود بي الذاكرة الى مراحل متعددة من حياتي . حين اشم رائحة القير ( الزفت ) تصطحبني ذاكرتي الى مرحلة الصف الأول الابتدائي. ففي خمسينيات القرن الماضي انطلق في العراق برنامج التغذية المدرسية. فكنت بعد ان استلم حصتي من الغذاء، اهرع مع زميلاتي لنجلس على بقعة قير من مخلفات ترميم المدرسة ًونتناول طعامنا المكون في اغلب الايام من كوب حليب وبيضة مسلوقة و قطعة خبز وبرتقالة.
اما حين اشم رائحة الكرفس، فتاخذني هذه الرائحة الى ايام الصف السادس الابتدائي. كنا ثلاثة صديقات ندرس في شعبة واحدة، ويوميا في المساء كنا نذاكر دروسنا سوية في بيت احدانا . في ذلك الزمن كانت البيوت شرقية . ففي بيت اهل صديقتنا فردوس ، كانت هنا بقعة ارض مزروعة كرفس وبقربها تنور . وعندما تخبز أم فردوس كانت تناولنا خبزا ونحن الثلاثة نسارع لقطف قليل من الكرفس ونلفه بالخز وناكل .
اما رائحة الكزبرة وتسميها العدنيات كبزرة فتعيدني لايام الزمن الجميل في عدن الحبيبة واسرح في حواري الشيخ عثمان وسوق الخضار ودار سعد وثانوية الشهيد عبود حيث عملت سنوات هناك
وهناك عطر لم اكن اعرف اسمه في ذلك الوقت وعرفته موخراً اسمه. ( Love ) . تاخذني هذه الرائحة الى مرحلة الثانوية فقد كنت ادرس في ثانوية للبنين لعدم توفر ثانوية للبنات في مدينتنا . كنت الفتاة الوحيدة بين ثلاثين طالبا و كان محمد. ( ابو ظفر ) منهم . كان يعيرني احيانا ملازم في مادة الفيزياء كان قد لخصها اثناء عطلته الصيفية ، كنت اشم الملازم معطرة . وقبل سنة كنت في زيارة احدى صديقاتي وشممت هذه الرائحة في بيتها وسالتها عن اسمها وقالت. ( Love ) واعطتها لي
#بلقيس_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟