أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العبيد .














المزيد.....


مقامة العبيد .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8066 - 2024 / 8 / 11 - 10:39
المحور: الادب والفن
    


مقامة العبيد :

عزيزي المندلاوي الجميل , الحس او الوعي لعنة مُزمنة , كارثة مَهولة , إنهُ منفانا الحقيقي , فحين يكون الجهل وطنا , يصبح الوعي منفى , ولاشك انك قرأت كافكا حين يقول : (( إذا كان هناك ما هو أشد خطورة من اﻹفراط فى المخدرات , فمن دون شك هو اﻹفراط فى الوعى والأحساس باﻷشياء )) , والحزن يصيب فقط أولئك الذين يستوعبون .

ذكرتني عبارة صموئيل بيكيت (العادة تقتل الحس ) , التي صدرتها صفحتك بعبارة أخّاذة مرّت بي ذات قراءة , تقول : ((الغموض بالنسبة للعلم تحدٍّ , وبالنسبة للخرافيين... فرصة)) , وهذا صاحبك عبد الرحمن منيف يقول : (( إن الكتابة عن مدينة الماضي التي يحبها الإنسان تحوّل هذه المدينة إلى كلمات والكلمات ذاتها , مهما كانت بارعة زلقة , خطرة , ماكرة , وغالباً لا تتعدى أن تكون ظلالاً باهتة لحياة , أو في أحسن الحالات ملامسة لها من الخارج , أو مجرد اقتراب , علماً بأن الحياة ذاتها كانت أغنى أكثر كثافة ومليئة بالتفاصيل التي يصعب استعادتها مرة أخرى)) .

كل ما فعله الأقدمون , أنهم زرعوا أمراضهم في عقولنا, أمراض البقاء على الأرض , واجترار ذواتنا المتحجرة دون أمل بالخروج من النفق , علمونا أن نخاف من التحليق في السماء, من السباحة في هذا الفضاء الواسع , أن لا نطير في هذا العالم المترامي الأطراف, من القيد الثقافي , الخوف من الموت, من الحياة, كل هذه التعاليم التي ترسخت في ذاكرتنا جاءت من أجل أن يتسيد الظلاميون والمنافقون هذا العالم , وليتمتعوا به وحدهم.

من اصداء السيرة الذاتية لنجيب محفوظ انه كتب عن مشاعر جنين يوشك ان يغادر رحم أمه قائلا : يطاردني الشعور بالشيخوخة رغم إرادتي وبغير دعوة , لا أدري كيف أتناسى دنوّ النهاية وهيمنة الوداع تحيةً للعمر الطويل الذي أمضيته في الأمان والغبطة , تحية لمتعة الحياة في بحر الحنان والنمو والمعرفة , الآن , يأْذنُ الصوت الأبديّ بالرحيل : (ودِّع دنياك الجميلة واذهب إلى المجهول , وما المجهول يا قلبي إلا الفناء, دع عنك ترهات الانتقال إلى حياة أخرى , كيف ولماذا وأي حكمةٍ تبرّر وجودها ؟‍ أمّا المعقول حقّاً فهو ما يحزن له قلبي , الوداع أيّتها الحياة التي تلقيتُ منها كل معنى ثمّ انقضت مخلّفةً وراءها تاريخاً خالياً من أيّ معنى ) .

كاتبة أسمها حنة آرنت, كتبت : (( إنَّ أكثر الناس الذين قد تقابلهم إبداعًا هم الأطفال , وإن رغبت في أن تعرف جوهر الإبداع , فراقبهم وهم يلعبون هذه هي الحالة التي يحتاج البالغون إلى العثور عليها مرة أخرى )) , وهكذا كلُّ موهبة حقيقية مثل الأرض الخصبة , يمكنها أن تثمر ويمكنها أن تزهر, لكن الأمر يعتمد دومًا على ماذا ستضع من بذور, ربما ستضع فيها القمح وربما ستضع فيها الأفيون , والعبقرية أو الحس وألأبداع , موهبة أضرمت فيها النار من قبل الشجاعة ,فمع موهبة عادية ومع مثابرة غير عادية , كل الأشياء تغدو قابلة للتحقيق .
فلنتجاوز العادات التي تطفيء نور العقول ,حيثُ لا أخطر على العقل من الشبهات , ولا أذهب لراحة الإنسان من الحيرات , ولا أفخر نسبًا من تنسب العلم , ولا أعدل من التأكد قبل الحُكم , ولا أسمى من الفهم , ولا أحلى عذوبة من الإيمان , ولا راحة بلا اطمئنان , ولا اعتزاز بجهالة , ولا نبوغ في شيء .



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة نجيب محفوظ .
- مقامة البعث .
- مقامة فن الحكم .
- مقامة الشتيمة .
- مقامة الفردوسي ونصر بن سيار .
- مقامة الشوارد .
- مقامة الفساد .
- مقامة الحروب 2 .
- مقامة الذكريات .
- مقامة الشيطان يجكم .
- مقامة البومبيلي .
- مقامة العرافة كوماي .
- مقامة المشحوف.
- مقامة العصافير .
- مقامة الليلة الكبيرة .
- مقامة الوهم .
- مقامة الحكمة .
- مقامة التطاول .
- مقامة قلم الكتابة الأحمر.
- مقامة ألأجازة .


المزيد.....




- -الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
- فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
- أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
- إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
- الكاتبة ريم مراد تطرح رواية -إليك أنتمي- في معرض الكتاب الدو ...
- -ما هنالك-.. الأديب إبراهيم المويلحي راويا لآخر أيام العثمان ...
- تخطى 120 مليون جنيه.. -الحريفة 2- يدخل قائمة أعلى الأفلام ال ...
- جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تكرِّم المؤسسات الإع ...
- نقل الموناليزا لمكان آخر.. متحف اللوفر في حالة حرجة
- الموسم السادس: قيامة عثمان الحلقة 178 باللغة العربية على ترد ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة العبيد .