هدى زوين
كاتبة
(Huda Zwayen)
الحوار المتمدن-العدد: 8065 - 2024 / 8 / 10 - 21:17
المحور:
الادب والفن
في لحظة الصمت يتجلى إصغاء جليل، وتتكون رؤية تنير الفكرة في ذهن الصامت لسد الثغرات وتصويب الأخطاء، او تبيان الاختلاف بجدواه وفعاليته التي تديم حركة الحياة، حياتنا. كلنا ندعي ونعلن قبولنا بالرأي الآخر، ولكننا نرفض الإصغاء إليه، ونتوهم إن الحقيقة تكمن في الأصوات العليا والضاجة، الأصوات التي تستغل الزمان والمكان. واعتقد إن كل واحد منا باستطاعته أن يتأكد ويثبت انه لا يمكن أن يكون محاورا فاعلا ورصينا، لبقا إذا لم يحسن استخدام أذنيه قبل استخدام لسانه، فكلما أصغى احدنا بعمق لكلام الآخر، كلما منحه الثقة في الاستعداد لصياغة الأفكار، ومنح نفسه اللحظة الأكثر براعة في الرد والحوار، ومن يصمت ويصغي طويلا يتفوه بقوة، ألم يؤكد اغلب الفلاسفة إن من يريد طريق المعرفة والحكمة عليه أن يتعلم الصمت قبل ذلك بعشر سنوات، وما أرادوا بهذا الا الإصغاء لحركة الحياة ومحاورة الآخرين، عبر السؤال الذي يصوغ فلسفة الديمقراطية وحكمتها التي هي ليست في حرية الصخب العويل، بل حريتها وقوتها في جوهر الصمت والإصغاء قبل الكلام الذي قال: فيه الشاعر رسول حمزاتوف: في سنتين تعلمت الكلام وبقيت ستين سنة أتعلم الصمت.
#هدى_زوين (هاشتاغ)
Huda_Zwayen#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟