فريد بوكاس
(Farid Boukas)
الحوار المتمدن-العدد: 8064 - 2024 / 8 / 9 - 20:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن التشهير يعتبر جريمة تعاقب عليه كل القوانين الكونية ، لكن رغم ذلك تلجأ بعض الدول و أقصد هنا ، الأجهزة المخبراتية إلى تأسيس مواقع إخبارية لمثل هذا الغرض ، أو تمويل مواقع مبتدئة لخدمة أجندتها . في المغرب على سبيل المثال ، هناك عدة مواقع إخبراية تصرف عليها الدولة سنويا الملايين من الدراهم ، من أجل نشر أخبار زائفة ضد المعارضين أو منتقدي السياسة العامة للدولة .
و كما يعتبر التشهير سلاحا فتاكا في مجتمعنا العربي المبرمج على مثل هاته وسائل الإعلام التابعة للأنظة و الأجهزة الأمنية بكل تلاوينها ، و هذا ما حدث معي شخصيا ، حينما قمت بفضح أحد عملاء المخابرات الخارجية المغربية ، فكتب عني مقالا مطولا فيه كل أنواع التشهير و السب و القذف و حتى التجريح ، بل و الأكثر من ذلك ، و بما أن تحت سيطرته خلية ، قام بنشر المقال التشهيري على عدة صفحات رقمية ، حتى يعطي الشرعية لنفسه .
لما سقط هذا الشخص في قبضة يد العدالة الإيطالية ، بسبب جرائم متعددة ، قام فريقه بحذف المقال خوفا من تقديم شكاية ضده ، لكن من كانوا تحت إمرته لم يستطيعوا فعل ذلك ، لأنهم مجرد عملاء و لا يتقنون العمل الصحفي ، مثل موقع ما يسمى بالأمل العربي الذي تترأسه إحدى العميلات المقيمة بقبرص اليونانية و التي تدعي أنها حاصلة على شهادة الدكتوراه ، و لما سألت عنها ، اتضح لي أنها طردت من القسم الإبتدائي ، و كذلك موقعا آخرا يسمى بجالية بريس .
ولم يتوقف الأمر لهذا الحد ، بل لجأ أحد الأشخاص الذي يدعي أنه صحفيا و يملك موقعا إخباريا ، و أطلق عليه إسم كواليس الريف ، و هو معروف بالابتراز و سبق أن فر من المغرب للأسباب جنائية و لجأ إلى مدينة ليل الفرنسية حيث تقدم باللجوء السياسي ، لكن و للصدفة بعدها عاد إلى المغرب معززا مكرما في غضون مدة قصيرة و كأن شيء لم يحدث ، لأن الاستخبارات لا تستغني عن عملاءها الأوفياء. و هذا الأخير ، لجأ إلى التشهير بعدما أن كشفتت عن قضية بارون مخدرات تم إطلاق سراحه مقابل مليار و 200 مليون سنتيم مغربي ، ومن يدري قد يكون صاحب كواليس الريف يتم تمويله من طرف هذا البارون ؟
فكهذا تعمل المخابرات المغربية جاهدة من أجل التشهير بكل من ينتقد سياسة الدولة أو أي مسؤول ، بل و الأكثر من ذلك ، يتم اتهامهم بالخيانة و ....
#فريد_بوكاس (هاشتاغ)
Farid_Boukas#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟