مصطفى حسين السنجاري
الحوار المتمدن-العدد: 8064 - 2024 / 8 / 9 - 18:16
المحور:
الادب والفن
عُذراً لَكِ يا ليلى عُذراً
ولعلَّ جَزائِرَ تَعْذرُني
إذ أبكيتُ هناك عُيوناً
مثلَ عُيونِ غزالٍ شَدِنِ
كانت تمرحُ فرطَ دَلالٍ
شروى الحسّونِ على فَنَنِ
حتى جئتُ بنايي أعزفُهُ
فبكتْ وبكاها آلَمَني
لا أكْتُبُ حُزني يا " لَيْــلى"
أنا حُزْني هُوَ مَن يَكْتُبُني
فَأَصالَةُ كُلِّ عِراقيٍّ
تَكْمُنُ في مِقدارِ الحُزُنِ
لكنّي حينَ كَتَبْتُ هُنا
شَيئاً يُشْبِهُ دَمْعَ المُزُنِ
مِنْ وَحْي عُيُونِ "سُلافٍ"
هِيَ مَنْ للحَسْرةِ أرشَدَني
ما إنْ أُبْصِرُ عَيْنَيْها
تَجْري الرَّعْشَةُ في بَدَني
مَعَ إنّي لَسْتُ ببَكّاءٍ
دمعي أبداً لا يفضَحُني
أذكُرُ واقِعةً أبْكَتْني
أيّامَ حِصارٍ في وطَني
إذ أخَذَ المَوْتُ رَضيعاً
كانَ على صَدري يُبْهِجُني
طِبُّ بلادي لمْ يُسْعِفْهُ
أوْدَعَهُ عظْماً في كفَنِ
لكنَّ الأقْدارَ تَوالَتْ،
مُسْرِعَةً، مثلَ خُطَى الزَّمَنِ
فاعْتَدْنا كُلَّ مَصائِبِها
والتِّبْرُ غَدا مثلَ التِّبِنِ
حِيْنَ وَجَدْتُ عُيونَ "سُلافٍ"
،تَخْتَصِرُ عَذابَ الوَطَنِ،
لمْ أتَمالَكْ عنْ نزْفي دمعاً
غرقَتْ في لُجَّتِها سُفُني
عُذْراً سَيِّدَتايَ فإنّي
مُسْتاءٌ مِنْ ثَوْرَةِ شَجَني
لا أجْرَى، لكُما، مِنْ دَمْعٍ
رَبّي، فَعَسى أنْ يَسْمَعَني
24/4/2014
#مصطفى_حسين_السنجاري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟