أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - ما بعد الثاني من اب














المزيد.....

ما بعد الثاني من اب


حسين علي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 8062 - 2024 / 8 / 7 - 16:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ستظل الذاكرة العراقية تحتفظ بما حدث في الثاني من آب 1990 من زاوية، تؤكد عدوانية النظام الصدامي كنظام فردي يتخذ القرارات المصيرية، وفق مزاجية فردية تعكس حجم ما كان يعيشه الشعب العراقي من مأساة في ظل نظام كهذا زج البلاد والعباد في حروب لا مبرر لها مما أفقد البلد فرصة التقدم أو على الأقل المحافظة على ما موجود من بنى تحتية وركائز اقتصادية وعلاقات دولية وعربية طبيعية جدا وهذا ما يجعلنا ندرك أن النظام آنذاك كان يهرب من الحلول نحو الأزمات الدولية. 

وهذا ما تجلى بوضوح في غزو الكويت، حيث مثل فائض القوة العسكرية الموجود لدى النظام بعد نهاية حرب الخليج الأولى، وجعله يتصور أن الفرصة متاحة للهيمنة والسيطرة والعبث بخرائط المنطقة. ووجد أن الحرب من شأنها أن تغطي على الكثير من الأزمات، التي يعيشها النظام وفي مقدمتها الأزمات الاقتصادية عن تكلفة الحرب العراقية – الإيرانية. 

إن ما حدث في الثاني من آب 1990 هز المنطقة والعالم بأسره، وضرب ثوابت كثيرة وشعارات كثيرة كان يرفعها النظام السابق بخصوص وحدة الصف العربي، وإن العدوان على أي بلد عربي عدوان على الأمة العربية وغيرها من الشعارات، التي تم تجاهلها من قبل إعلام النظام آنذاك، الذي بات يتغنى بما سمي (عودة الفرع إلى الأصل).

غزو الكويت لم يكن مفاجئا للشعب العراقي وحده، بل للكثير من أعضاء القيادة السياسية والعسكرية وأغلبهم سمع الخبر عبر المذياع، بما فيهم وزير الدفاع ورئيس الأركان، بل والكثير من الضباط والجنود، الذين شاركوا في هذا الغزو لم يعرفوا ذلك إلا لحظة دخولهم الكويت.

وهذا ما يعكس إن القرار فردي بامتياز ولكن ثمن ذلك دفعه شعب العراق وشعوب المنطقة، التي تحولت أراضيها لأكبر قاعدة عسكرية ضمت مئات الآف من الجنود من مختلف الجنسيات، وكانت النتيجة تدمير الجيش العراقي والبنى التحتية للبلد.

ونحن نمر بهذه المحطة التاريخية نتوقف كثيرا عن تداعياتها على الشعب العراقي، الذي دفع الثمن ورغم هزيمة النظام في حرب الكويت، إلا إن قرار الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك عدم إسقاطه والإبقاء عليه لفترة أخرى، وهذه جريمة كبيرة ارتكبت من قبل أمريكا بحق الشعب العراقي، والمتمثلة بإبقاء النظام بل والسماح له بقمع الانتفاضة الشعبانية، رغم إن اسقاط النظام آنذاك مبرر جدا ومقنع لكل العالم، خاصة إنه أظهر عدوانيته تجاه دول الجوار وعبث بأمن واستقرار العالم، وإن تركه يحكم مجددا يؤكد إن أمريكا لم تكن راغبة بإسقاطه واكتفت بتحرير الكويت كهدف رئيس لها. 

ولم تفكر أمريكا بحماية سكان جنوب العراق من قمع النظام لهم، وتركت الأمر يجري وفق ما مخطط له من قبل صدام وأعوانه، الذين تفننوا في قمع الشعب العراقي في الجنوب. لذا فإن الشعب العراقي دفع فاتورة الثاني من آب مضاعفة، مرة بقصف طائرات وصواريخ التحالف الدولي لكل العراق، والمرة الثانية ما فعلته الآلة القمعية للنظام بملايين العراقيين في الجنوب العراقي الذي انتفض ضد النظام.

والمرة الثالثة بفاتورة التعويضات المادية والتي قدرت بأكثر من خمسين مليار دولار، تم تسديها من موارد الشعب العراقي للمتضررين من الدول والشركات والأفراد جراء مغامرة فردية قادها رأس النظام.



#حسين_علي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد التربوي في العراق
- ثورة العشرين وتأسيس الدولة العراقية
- الفساد ضد التنمية
- وهم التفوق
- القطاع الخاص وصندوق الضمان
- محافظات بلا محافظ
- متسولون بلا حدود
- التعليم والتنمية
- مكافحة الفقر
- احلام عراقية
- ضحايا الاختفاء القسري
- جولة تراخيص زراعية
- التعليم والتطوير المطلوب
- صيف العراق الساخن
- نقاط القوة والضعف في الديمقراطية العراقية
- مسارات العمليَّة السياسية
- مدارس العراق بين مجانية التعليم والشراكة المجتمعية
- التاسع من نيسان بين سقوط نظام وتأسيس الدولة
- مدارس بلا كمامات
- إعلان حالة حب (١)


المزيد.....




- مصدران لـCNN: -حزب الله- يستعد لمهاجمة إسرائيل بشكل مستقل عن ...
- أولمبياد باريس: تباين في نتائج تحاليل مياه نهر السين..أمس مي ...
- البنتاغون يتحدث عن أسلحة الحوثيين ومصادرها
- بايدن: لست واثقا من انتقال السلطة بشكل سلمي إذا خسر ترامب ال ...
- روسيا تقدم احتجاجا لليابان بشأن مناوراتها قرب الحدود الروسية ...
- واجبات العطلة الصيفية.. ضرورة أم أعباء إضافية على الطلاب؟
- عاجل | بايدن: لست واثقا من حصول انتقال سلمي للسلطة إذا خسر ت ...
- الجدل المضلل بشأن هوية الجزائرية إيمان خليف.. روسيا تدخل على ...
- ماكرون يحضّ نتانياهو على -تجنّب دوامة أعمال انتقامية-
- حلقت فوقهم واستهدفت عربة مقاتلة.. فيديو لطائرات حربية تهاجم ...


المزيد.....

- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين علي الحمداني - ما بعد الثاني من اب