عادل علي عبيد
الحوار المتمدن-العدد: 8062 - 2024 / 8 / 7 - 11:32
المحور:
الادب والفن
رسالة إلى البطل طالب خزعل
(سيمفونية عمارتليه) :
يوما كنت اعبر جسر العمارة ، كنت سارحا هائما منشغلا بذلك المرج المشتعل الذي يغازل الضفاف،وهو يصغي الى تلك المويجات المترددة، وهي تضرب الصخور بصفعات الحب ،مخلفة وشوشة وترانيم يفهمها اهل الشط والنهر والهور ..
انتبهت لنفسي لابصر رجلا يحث خطأه أملا ان يصل نهاية الجسر ، كانت اهتزازات عضلاته تحيلني الى مشهد لطالما استحضره . وبلا مقدمات ومن خلف ظهر الرجل صحت لعلي لم اخطىء القول انك علي الكيار، فالتفت الي مبتسما ليقول : وهو كذلك عزيزي ، امر خدمة . قلت: حرسك الله كابتن، ولكن الأكتاف المتحركة، والمثلث الهائج،و الترايسبس الذي يبحث عن مخرج ،والساعد الثائر اصاب حدسي وايقن توقعي.قال:ما شاء الله شعرية ومهنية.قلت:انها الرياضة كابتن التي لاتنفك تزاحمنا ونحن في نهاية العمر . قال:أظنك بصري ما دمت تردد هذه (الحبوبي) .قلت نعم .قال : ومن تتذكر من ابطال لعبة كما الاجسام من البصريين؟ قلت: جودي حسين وغسان عبود وناجي البياتي وزيارة المالكي وعلي الصراف وذكرتك وجعفر حنوفي وووو والقائمة طويلة عريضة ...تطرقنا الى طالب إسماعيل الدوري وعباس الهنداوي وسمير يزبك ونضير بعلبكي ومجلة نجوم الرياضة التي كانت تصله مجانا من رئيس تحريرها البطل مليح عليوان من لبنان ومهاتفته يوما للبطل والنجم السينمائي ارنولد شوازنيجر وسيرجو اوليفيا وروى لي بحرقة انه في الحصار الجائر ارسل له ارنولد شوازنيجر والذي كنا نسميه (ارنولد النمساوي) جهاز (الملتجم) قبل أن تعرفه الأندية والقاعات الحديثة ومضامير الجم المغلقة والمفتوحة ، على امل ان اشرف على قاعة لبناء الاجسام ،وكيف استولت اللجنة الأولمبية ورئيسها على هذا الجهاز .وشكا عوزه وحاجته وفاقته وتجاهل الحكومة ووازرة الشباب واتحاد كمال الاجسام له ،واعتز ايما اعتزاز برزقه وعمله في البالة والملابس المستعملة، وبين لي ان أندية ودول تطلب خبرته، ولكنه كان يكرر ان البلاد عزيزة والحال فقيرة ...صافحت هذه الكتلة العضلية التي يسميها البطل طالب خزعل (الجدمة) مودعا وانا احبس بعض دميعات فائرة...
الرحمة على روح البطل العراقي العالمي علي الكيار.
#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟