أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - ماتت النكتة يا طارق الجوزي ..














المزيد.....

ماتت النكتة يا طارق الجوزي ..


عادل علي عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 8062 - 2024 / 8 / 7 - 09:56
المحور: الادب والفن
    


... لعله تقليد يومي ، ان تمر القوافل العجلات السابلة الراجلة زرافات ووحدانا على ذلك الوجود المتكئ على ذلك الكرسي الذي تركبه النظاراة لتعلن عنه ، هذه الاسماء الصفات الموجودات المارة لا يمكن لها ان تجتاز ذلك الظل المزدحم ، اذا لم تأخذ حقها في السب والشتم واللعنة ، وجميع هذه الثلاث (السبوب / الشتائم / اللعنات) هي (وردية) الوقعة واللون ، مادامت معززة بطرفة او نكتة او قفشة .. ولا تعجب فلطالما شملت هذه الثلاثية حتى هم في درجة (عضو شعبة في الحزب ) فأتذكر ان رفيقا حزبيا زيتونيا كان يمر حاله والقوافل الزاحفة الراجلة السابلة على ذلك الوجود المتكئ على الكرسي ، الوجود الذي تركبه النظارة ، فينال حظه (ايضا) فيضحك ، بعدما يترجل من عجلته ، ويمضي صوب فرقته . نعم فمطلق السمفونية الثلاثية لا يميز بين حزبي ومستقل ، لان الجميع من العاملين الجيدين هم ابناء الثورة وان لم ينتموا .. تقربت منه ذات مرة وقلت : ( عمي استر علينا ، هذا سيد حطاب ) اجابني : لا تخاف هذا ابن الجمهورية !
الجلسة المسائية مع ذلك الوجود المتكئ على الكرسي الذي تركبه النظارة ، هو استذكار لأسماء ومسميات وكنى والقاب .. الرياضيون الشيوعيون البعثيون والقوميون والفاطميون الفنانون الشعراء القمرجية والمجانين المسيحيون والصابئة والبلوش والباعة المتجولون .. لعلي عاصرت بعضهم ، او سمعت او لم اسمع البتة . المهم ان الحديث ينصب بشغف ولوعة وحميمية في درابين ولواين وازقة هذه الفيصلية الجمهورية التي مات وهو يلهج باسمها ، وباهلها ، حتى ان مزاحي الثقيل معه كان ينفره فيطلق بعض ثلاثياته التي نوهت قائلا ( انعل ابو جمهورية افلاطون ، تغدي فدوة لجمهورية امهيدي ابو الهيعة ) واعزز مزاحي معه واقول : انك مبالغ في امرها هذه الفيصلية الجمهورية . ليعود ساخطا ورديا ويقول : ( يغدي فدوة قصر الشانزلزيه البيت الزبيري ) و( تغدي فدوة صوفيا لورين الماري الخياطة ) و(تغدي فدوة اليزابيث الثانية لحريشة ام الصمون ) و ( يغدي فدوة بيكن باور الصبيح عبد علي ) .. . يسترسل بابتسامته ذاكرا جاسب شند وقاسم وشاكر شند ، وعزيز عبد الزهرة ، ومسافر شنان ، وطارق الجوزي ، والكوبرا ، ومليحة ، وطارق الشبلي ، وكوكب حمزة ، ومهدي السوداني ، وبداي ، واصطيفان بادل ، وعلي عبد الامير ، وابو العيس ، وازكيو ، ومهدي ابو الهيعة ، وداود (يابو حمصه .. حتى الدجاجة ....) وكنو ، وتومان ، وابو رعيو ، وعبادي محسن ، وجاسب عناد (اعصيدة) وياسين ابو اللبن ، وضهد ، ومخبز حجي محمد العبيد ، وبتي السمين ، وهادي يدي عبد الجدي ، وسينما الجمهورية ، والتكتات التذاكر ابو ثلاثين والاربعين واللوج ، ومبنى حماية الاطفال الذين يمتطيه ممن لا يملك هذا المبلغ الزهيد ليشاهد عن بعد فلم (عنتر وعبلة) او (علية وعصام) او (هرقل قاهر روما) او (ماجستي في الجحيم) ومصلحة نقل الركاب وكراسيها الخشب والجلد وهيبة الجابي الذي يحمل محفظته السوداء ويقص البطاقات بكل جدية ، وسمبوسة الهندي، وبيض اللكلك ، وعلي ابو الليدي ، والعالوجة ، والعسلية ام العسل .. ويسهب لأجده مشاركا في موكب بني لام والكصابين وهو اليساري الذي يتوقف امام ادوار شهداء الطف ليقول : هنا لا مجاملة فيه سيدي !
ما دام هذا الوجود المتكئ على الكرسي الذي تركبه النظارة يرقب المارة (مع اعتزازي بالراحل حسين عبد اللطيف ) ، فثمة طرقات تأتي من خلف الباب : ابو حيدر كاستر / ابو حيدر تمر / ابو حيدر هريسة / ابو .... صحت بها من خلف الباب : ساعدك الله يا ام حيدر على هذا الطفل المدلل ، الم يكن ذلك السكري الحلوي ؟ لكنه ينتفض بابتسامة ليقول لها : لا يهمك من كلامه ، انما هو عاذل لا عادل ! ملحوظة : (ام حيدر) زوجه كانت تعمل معه في ذات الشركة . فاكرر عليها القول : ساعدك الله يا ام حيدر عليه !
هذا الوجود المتكئ على الكرسي الذي تركبه النظارة ، الذي يذوب في حب الآخرين ، تجده مبتسما حتى في اقسى الحالات واصعبها ، يطلق كلماته الجميلة ، وعباراته التي يحفظها جميع شباب محلة المربد القديم ، مثلما الفيصلية الجمهورية . حبه كحب (البيبية) (الحبوبة) (الجدة ) (الباجية) العراقية ، محمل بالحنين ، ومشبع بسلافة الحب ، وملتصق حد الالتصاق بمن يعرفه . عزز والدي (رحمه الله ) معرفتي به بعدما اشتغل بذات القسم الذي كان يعمل في شركة نفط البصرة فقد اشرف على ادارة استنساخ الكتب والملفات في قسم السلامة والاطفاء بأمر من (ابو السلامة ) في الشركة الاستاذ عبد حسن حمودي اللامي ، وعرفه كل مدراء الشركة واحبوه ، واصبح صديقا لهم بعد تقاعدهم او نقلهم الى بغداد وبقية المحافظات . الملة والدبوني وموجد العبيدي ورافد عبد الحليم وعبد الصاحب القطب و جبار اللعيبي والقائمة تطول ..
هذا الوجود المتكئ على الكرسي الذي تركبه النظارة خفتت ابتسامته بعض الشيء ، بعد ان فقد صديقه الحميم المرحوم مانع البيضاني ، واتبعه فقد صديقي الباقي في آخر القائمة ( حسبما يقول ) السيد ابو حيدر ، رافقهما كالظل في الحل والترحال ، فكانوا يسافرون الى عتبات ايران المقدسة سوية ، اما للعلاج او السياحة . كان مجلسه المسائي الذي بناه شخصيا ، وجعل له دكات من اسمنت محل اجتماع المتقاعدين الذين يجدون فيه سلوة وانتماء لتاريخهم .
بعد عملية بتر الاصبع التي تعرض لها ذلك الوجود المتكئ على الكرسي الذي تركبه النظارة ، نتيجة اصابته بالقدم السكري في ايران ، غابت تلك الابتسامة ، وغادرنا صاحب الوجود المتكئ على الكرسي الذي تركبه النظارة ، ليعلن عن عزلته ، فلم نره الا من خلال الاخبار التي نتسلمها من ولده (حيدر) الذي كان يعنى به ، وزوجته المخلصة المؤمنة وابنة عمه (ام حيدر)ِ .
بالأمس غادرنا عباس موسى السوداني الى الرفيق الاعلى ، كان الجميع يردد : ( ماتت الابتسامة اليوم ) .



#عادل_علي_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهد
- الحاج اديب نظرة في الكتاب الكريم
- التدبر سر المعرفة
- الفكر الموسوعي لدى الحاج محمد اديب كاظم
- من دير العاقول الى المفتول *
- ورقة نقدية احتفاء بادباء الزبير وابي الخصيب
- أخيرا رحل طائر السعف
- علاء المرقب ( الازميل والخشب الطري )
- الشاعر علي الياسري .. مظان التجلي
- (ريوق بروليتاري)
- النص والصورة
- فاروق عبود حمدي
- الليل طويل يا حمد
- الصالون الرياضي في البصرة (المنطلق والهدف )
- حب في درجة 50 مئوي
- خربشات
- عبدة الشيطان
- ما قالته الدموع الهوامل في رثاء (رعد هامل) :
- اخيرا .. سافر مسافر شنان للقاء ربه !
- (ناصر الكناني) الرجل الذي اخترق جدار العصامية


المزيد.....




- قريبه من مجموعك| الكليات المطلوبة في سوق العمل للشعبتين العل ...
- السعودية ترحب بمعلمي اللغة الصينية في المدارس
- استقبلها واتمتع بأحلى الأغاني والأفلام .. تردد قناة ميكي الج ...
- من الصيدلة إلى الكاريكاتير.. من هو أشرف عمر الذي تتهمه السلط ...
- رواية ثورية تواكب الحداثة الأدبية.. غسان كنفاني وتجسيد السرد ...
- رغم إصابته بـ-انتفاخ الرئة-.. المخرج الأميركي ديفيد لينش لا ...
- هذا الفيلم قد يساعدك على فهم تصرفات ابنك أو ابنتك المراهقة ع ...
- محج قلعة تستضيف مهرجان RT الدولي للأفلام الوثائقية -زمن أبطا ...
- وزير الداخلية: مواكب الأربعين أفضل فرصة لنشر الثقافة الحسيني ...
- -مأساة الكتاب العربي-.. ما الذي يدفع المؤلف إلى النشر خارج ب ...


المزيد.....

- البصرة: رحلة استكشاف ج1 كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- صليب باخوس العاشق / ياسر يونس
- الكل يصفق للسلطان / ياسر يونس
- ليالي شهرزاد / ياسر يونس
- ترجمة مختارات من ديوان أزهار الشر للشاعر الفرنسي بودلير / ياسر يونس
- زهور من بساتين الشِّعر الفرنسي / ياسر يونس
- رسالةإ لى امرأة / ياسر يونس
- ديوان قصَائدُ لَهُنَّ / ياسر يونس
- مشاريع الرجل الضرير مجموعة قصصية / كاظم حسن سعيد
- البحث عن الوطن - سيرة حياة عبدالجواد سيد / عبدالجواد سيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل علي عبيد - ماتت النكتة يا طارق الجوزي ..