|
مفهوم التنمية يعني التغيير والتقدم والتطور يحتاج إلى دولة مدنية ديمقراطية لتنفيذه
محمد رضا كاظم الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 8061 - 2024 / 8 / 6 - 22:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني نشأ وترعرع في أحضان حزب الدعوة للمالكي منذ أكثر من خمسة عشر عاماً إضافة أنه من عائلة كانت تنتمي للأحزاب السياسية الدينية واستشهد والده بسبب انتمائه لهذه الأحزاب وقد تولى خلال فترة وجوده في حزب الدعوة عدة مناصب حكومية وقد عايش وشاهد وشارك مع هذه الأحزاب والحكومات المحاصصة والفساد الإداري وجميع سلبيات الأحزاب السياسية (الإطار التنسيقي) يقول علماء النفس أن أية إنسان ينشأ ويترعرع في بيئة معينة مدة من الزمن تنغرز في عقله الباطني تقاليد وعادات تلك البيئة. لقد جاء بالسوداني بعد فتوى السيستاني (المجرب لا يجرب) إضافة إلى حمله شهادة حسن السلوك من أجل تبرئة الأحزاب السياسية عن مدة حكم عشرون عاماً دمرت العراق صناعياً وزراعياً وجعلت منه سوقاً للسلع والبضائع الإيرانية وحولت اقتصاده الإنتاجي الصناعي والزراعي إلى اقتصاد ريعي يعتمد في غذائه وحاجياته على مورد النفط بعد تفكيك وإهمال المصانع العراقية والمعامل وبيع أجزائها في إيران وقطع رقاب أنهار العراق من قبل تركيا وإيران وتصحر الأراضي فأصبح العراق اقتصاده ريعي لا صناعة ولا زراعة مما أدى ذلك إلى تدمير الأسس التربوية (البيت والمدرسة وسلطة الحكم) والسبب الرئيسي هو سلطة الحكم الذي أصبح هو الدولة والسلطة الحاكمة المتكونة من الأحزاب السياسية الدينية التي جاءت على الدبابات الأمريكية بعد عام/ 2003 وتسلطوا على الحكم في العراق وكانوا فئة من الجهلة والأميين واللصوص فنهبوا ودمروا العراق باعتباره الدولة العراقية ودمرت العائلة العراقية التي انتشر فيها الفقر والجوع والبطالة وأصبح لا تربية ولا رعاية وإشراف من الوالدين لأن الجميع اتجهوا للعمل من أجل توفير لقمة العيش حتى ولي الأمر سحب أبنائه من على كراسي الدراسة ودفعهم للعمل في السوق لبيع أكياس النايلون أو عتالين لمساعدة الأب على توفير لقمة العيش وأصبحت المدارس لا تربية ولا تعليم لتفشي الفساد الإداري والمحاصصة والرشوة والجوع والفقر. السوداني عاش وكان جزء من هذه الكارثة التي استمرت عشرون عاماً ولا زال العراق يعاني منها إلى الآن حتى أصبحت الجامعات تخرج الآلاف من الخريجين وترميهم في مستنقع البطالة بعد سبب وخلق الإطار التنسيقي في بناء جهاز وظيفي من خلال الرشوة والفساد الإداري والمحسوبية والمنسوبية يقدر عدد موظفي ومستخدمي هذا الجهاز الوظيفي أربعة ملايين ونصف فسادت بينهم البطالة المقنعة والفضائيين وكان القصد والدوافع للجوع والبطالة جذبهم وعملهم في الحشد الشعبي والفصائل المسلحة والحشد الشعبي تأسس بفتوى من السيستاني ضد إرهاب داعش وبعد القضاء على داعش طالب الكثير بحله لأن الأسباب التي كانت وراء تأسيسه انتهت بالقضاء على داعش الإرهابية إلا أن أبو مهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي قال : (إن الحشد تأسس وتكوّن من أجل حماية الحكومات (الشيعية) وليس حماية الوطن). إن السوداني عاش وترعرع في وسط هذه الأجواء فليس من المعقول عدم تأثره من قريب أو بعيد بها كما أن الفاعل والمسبب لا يمكن أن يصلح مما شارك فيه وكان سببه وهو الآن يسلط الإعلام والأضواء عليه للدعاية والخداع وميزانية الدولة لا زالت تراوح في مجلس النواب ولذلك من المستحيل أن يتبنى ويعمل ويطبق (التنمية) لأن مفهوم التنمية مشروع ديمقراطي خدمي متقدم ومتطور يحتاج إلى دولة مدنية ديمقراطية أعضاءها من المثقفين والمفكرين والآن أشرح وأطرح للقراء الكرام مفهوم التنمية : إن مفهوم التنمية من أهم المفاهيم العالمية في القرن العشرين حيث أطلق عليه عملية تأسيس نظم اقتصادية وسياسية متماسكة فيما يسمى (عملية التنمية) وتبرز أهمية مفهوم التنمية في تعدد أبعاده ومستوياته وتشابكه مع العديد من المفاهيم الأخرى مثل التخطيط والإنتاج والتقدم والتطور وقد برز مفهوم التنمية بصورة أساسية منذ الحرب العالمية الثانية حيث لم يستخدم هذا المفهوم منذ ظهوره في عصر الاقتصادي البريطاني (آدم سمث) في الربع الأخير من القرن الثامن عشر وحتى الحرب العالمية الثانية إلا على سبيل الاستثناء فالمصطلحان اللذان استخدما للدلالة على حدوث التطور المشار إليه في المجتمع كانا التقدم المادي والتقدم الاقتصادي وقد برز مفهوم التنمية بداية في علم الاقتصاد حيث استخدم للدلالة على عملية إحداث مجموعة من التغيرات الجذرية في مجتمع معين بهدف إكساب ذلك المجتمع القدرة على التطور الذاتي المستمر بمعدل يضمن التحسن المتزايد في نوعية الحياة لكل أفراده ... بمعنى زيادة قدرة المجتمع على الاستجابة للحاجات الأساسية والحاجات المتزايدة لأعضائه بالصورة التي تكفل زيادة درجات إشباع تلك الحاجات عن طريق الترشيد المستمر لاستثمار الموارد الاقتصادية المتاحة وحسن توزيع عائد ذلك الاستثمار .. ثم انتقل مفهوم التنمية إلى حقل السياسة منذ ستينات القرن الماضي حيث ظهر كحقل منفرد يهتم بتطوير البلدان غير الأوروبية تجاه الديمقراطية وحقوق الإنسان وكافة الحريات التي تكفل للإنسان الحياة الحرة والكريمة والأمن والاستقرار والعيش الرغيد وعملية تغيير اجتماعي متعدد الجوانب غايته الوصول إلى مستوى الدول المتقدمة والمتطورة ويقصد بذلك إيجاد نظم تعددية على شاكلة النظم الأوروبية المتقدمة والمتطورة بحيث تحقق النمو الاقتصادي والمشاركة الانتخابية والمنافسة السياسية وترسيخ مفاهيم الديمقراطية والوطنية والسيادة والولاء لهيبة الدولة ... ولاحقاً تطور مفهوم التنمية ليرتبط بالعديد من الحقول المعرفية فأصبح هناك التنمية الثقافية التي تسعى لرفع مستوى الثقافة في المجتمع وترقية الإنسان وعياً وثقافة وكذلك برز مفهوم التنمية الاجتماعية التي هدف إلى تطوير التفاعلات المجتمعية بين أطراف المجتمع (الفرد والجماعة والمؤسسات الاجتماعية المختلفة والمنظمات الأهلية) بالإضافة لذلك استحدث مفهوم التنمية البشرية الذي يهتم بدعم قدرات الفرد وقياس مستوى معيشته وتحسين أوضاعه في المجتمع. ولذلك ومن خلال ما تقدم فلا السوداني ولا الإطار التنسيقي الذي يحضر اجتماعاته صامتاً ومطيعاً لجميع القرارات والتوجيهات والأوامر التي يجب عليه إطاعتها وتنفيذها ومن خلال ذلك إن مثل هكذا إنسان أصبح مدير عام يعمل في سلطة الإطار التنسيقي ويطيع وينفذ كل ما يؤمر به. ومشروع التنمية يحتاج إلى رئيس وزراء كفوء ومستقل وجهاز وظيفي من الأكفاء والمفكرين والمقتدرين وليس من المحاصصة والتوافقية أرضيك وارضيني .. أسكت عنك واسكت عني.
#محمد_رضا_كاظم_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السوداني والاقتصاد العراقي الفاسد وخطاب الإصلاح التضليلي
-
على رئيس الوزراء السوداني أن ينظر بعقل مدرك وعين ثاقبة إلى م
...
-
على رئيس الوزراء السوداني أن ينظر بعقل مدرك وعين ثاقبة إلى م
...
-
أيها العراقيون لا تتعجبوا ولا تستغربوا عن اختفاء 50 ألف باكس
...
-
تعليق على موضوع الحوار على فضائية (التغيير) بين مقدم البرنام
...
-
تعليق على موضوع الحوار على فضائية (التغيير) بين مقدم البرنام
...
-
الكارثة التي سببتها الأحزاب السياسية على مدى عقدين من الزمن
المزيد.....
-
-جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال
...
-
مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش
...
-
ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف
...
-
ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
-
حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك
...
-
الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر
...
-
البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
-
-أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك
...
-
ملكة و-زير رجال-!
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|