أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس أدبية 250















المزيد.....


هواجس أدبية 250


آرام كربيت

الحوار المتمدن-العدد: 8059 - 2024 / 8 / 4 - 22:15
المحور: الادب والفن
    


بلوغ السعادة لا يكون بالبحث عنها، إما أن تكون جزء من التكوين النفسي للإنسان أو لا تكون.
الطبيعة دائما سعيدة.

يا أبتي أنا لم أقل يومًا أنني الله، لم أجدف، حاشاك يا رب.
ـ أهل قلت للناس بأنك ابن الله، وأنك الله؟
ـ لا تثقل علي يا أبتي، تحنن علي، خذني بحلمك وحنانك، من أنا حتى أقول أنا الله، فأنا مجرد إنسان أراد رحمتك وبركتك، يكفي أنك أخذتني من أيدي أولئك اليهود الملاعين الذين قرروا صلبي على الجلجثة، وأصعدتني إلى السماء إلى جوارك. الشكر لك يا ابتي.
ـ رأيتك في أورشليم تمشي في شارع الأباطرة وأمام قصر بيلاطس البنطي، ماذا كنت تفعل هناك، هل كنت مخبرًا للحاكم، وكان وراءك أرتال كثيرة من اليهود يسبحون بأسمك، وقد قيل أنك كنت تشفي المرضى بيدك اليسرى وتضحك، وتقول أن هذا هو يوم الدينونة والخلاص، لماذا تنكر يا يسوع ابن مريم، ألست أنا من صنعك، وصنع حكايتك مع والدتك، لأخلص والدتك من التهم المنسوبة إليها؟
ـ معاذ الله يا الله، أنهم يكذبون، أنا لم أشف المرضى ولم أوقظ الموتى من سباتهم الأبدي، أنت تعرف كلام الناس وتهويماتهم المريضة، يا ليتك يا رب تعود إلى قراءة الماضي لرأيت أن ما جاء على لسان الفريسيين كله هو للنيل مني ولقربي منك، ولأنهم حساد.
ـ لم تقل لي لماذا كنت تمشي أو تستعرض نفسك ومعك الجموع في شارع الحاكم الروماني بيلاطس، هل أرسلت له تقاريرك عن أبناء بلدك، وعني؟
ـ بيلاطس سمع بأسمي يا الله، بيد أن المسافة بيني وبينه كانت كبيرة، بصراحة مقامه لم يسمح له الاقتراب مني.
ـ وماذا بعد هذا؟
ـ أنا عبدك يا سيدي، ترءاف علي، أنت تعلم في قرارة قلبك وعقلك أن ما وصلك عني من أخبار مزيفة هي كذب في كذب.
ـ لقد سامحتك يا يسوع، أذهب من هنا ولا تكرر ما أنهيك عنه من أخطاء.
ـ تأمر يا سيدي، عفوك غمرني من رأسي إلى أخمص قدمي.
مشى يسوع في الجنة الباردة وحده، لا شريك له، لا امرأة تدفئ وحدته، ولا أصدقاء يلعبون معه النرد أو الشطرنج أو كرة القدم، لا شركاء في الثرثرة والحوارات السياسية ولا حيوانات، لا أب يكلمه ولا أم ولا أنبياء.
وقف بالقرب من شجرة خريفية حزينة مثل عينيه، قال لنفسه:
ـ لماذا جئت إلى هذا المكان الميت يا يسوع، أنت ميت، ما الهدف أو الغاية، ما هذه الجنة البايخة الخالية من الحزن والفرح، ماذا أفعل لاتخلص من نفسي والمكان؟
وبعد تفكير عميق، قال لنفسه:
سأرمي الله بحجر واشتمه عله يعيدني إلى الأرض، اتمنى أن أموت مثل الناس، ثم اتحلل وأذوب وأفنى واتحول إلى أرض وبحر وصخور وهواء وسماء وأغيب عن الوجود في ظل الوجود.

في ملحمة جلجامش يثيرنا السؤال:
لماذا تواطأت المرأة مع الرجل ضد ذاتها؟
لماذا فعلت المرأة، هذا الفعل الشنيع المخجل، أي أنها نقلت انكيدو من الطبيعة إلى الحضارة البطريركية أو المدنية؟
والسؤال المحير:
لماذا تنازلت طوعًا عن وجودها وقيمها ومبادئها وحضارتها، من أجل حضارة أبوية ذكورية متسلطة فيها سلطة وتراتبية اجتماعية، ومدنية شكلانية، خارج، ورجل حاكم متسلط، مريض بالدونية ولديه خصاء نفسي وعقلي؟
إن المرأة التي أخذها جلجامش معه إلى أنكيدو، امرأة المعبد، بغية المعبد أو المقدس له دلالاته الكثيرة، لأن الترويض ترافق مع قيم المقدس كالخضوع.
أليس إقحام المرأة في هذه النقلة النوعية فيه ظلم وحقد وكره لها ولتجربتها الأمومية الناجحة؟
أم أن الرجل روض المرأة سابقًا، حولها إلى مسخ من أجل الإيقاع بها وبالطبيعة والإنسان من أجل كسب حضارته وتسيده وتفوقه البدني؟
العقل، المرأة يختلف جذريًا عن العقل، الرجل


جلجامش يحتاج إلى قراءة وقراءة وقراءة، أنه منبع القراءات ولا يمكن للمبدع الوصول إلى قرار يقول فيها توقف وصلنا إلى قرار.

كانت تربطني صداقات جيدة في السجن مع جماعة الأخوان المسلمين.
حقيقة، كنت أفصل السياسة عن الصداقة، أترك مسافة كبيرة وواسعة لهذه العلاقة، أن أزورهم ويزوروني، بل عشت معهم في المهاجع، ولأمست عن قرب طريقة حياتهم.
أنهم حذرين جدًا، وهذا مبرر جدًا، أغلبهم جاء إلى عدرا قادمًا من مذبحة تدمر وقسوته وسادية السلطة اتجاههم. فأغلبهم تعرض لمحاكمة ميدانية ظالمة، وهم نتاج واقع سياسي اجتماعي على تفارق وتقاطع مع السلطة، عينة قريبة لها في السلوك والممارسة.
في العيد، بالرغم من أنني لم أكن احتفل به، إلا انهم جميعًا كانوا يأتون إلي، في مهجع الشيوعيين، يجلسون على سريري، الشيخ ابو سليم، ابا زيد، وعدد كبير من مريديه، وجميع أعضاء نقابة المهندسين، كون أغلبهم أخوان مسلمين.
إحدى المرات حدثت فتنة، لا أدري مدى صحتها، قام بها بعض الشيوعيين، نقلوا بعض الأخبار على لسان الأخوان في يوم عيد الفطر، قالوا ان الأخوان أثناء إلقاء خطبة العيد كفروا الشيوعيين.
هذا وارد جدًا، فنحن في نظرهم كفار أو ملحدين، فأين المشكلة، لكن
السجناء الشيوعيين ضجوا في صباح ذلك العيد واخذوا على خاطرهم، إلى أن انبرى أحدنا، وهو عضو المكتب السياسي لأحد الأحزاب، برجم الأخوان بأقسى العبارات.
كلامه هيمن على الجميع، وهيمن علي أيضًا، منعني من زيارة أصدقائي الأخوان المسلمين.
هذا التصرف من قبلنا وضع حجر الزاوية لقطع العلاقة بيننا وبينهم نهائيًا، البعض منهم لم يعد يسلم علي، والبعض الاخر كان يسلم، ويتحدث.
ولكن ابو سليم لم يعد يأتي لزيارتي أو التحدث الي.
الحقيقة، لم أملك الشجاعة في الذهاب إليهم، لأن الضريبة كانت ستكون قاسية جدًا، وكانت ستحدث تفسيرات عجيبة غريبة لهذه العلاقة، لأن جميع السجناء أيديولوجيين، لا يفصلون السياسة عن الصداقة أو العلاقة في السجن السياسي.
وجميعنا يعرف ماذا يعني أيديولوجي.
نحن أميين في السياسة والممارسة والسلوك

كان الله ماشيًا في الجنة بالكلاش الديري يغني ويصفر، سعيدًا بالهواء الطلق، يلتقط حبة كرز من هنا وحبة مشمش من هناك، انتبه لصوت غريب، وشوشات نابعة من صدر مجروح، أكثر الإصغاء، ثم اتجه إلى مصدر الصوت، ليعرف ماذا يجري في جنته العصماء.
اقترب أكثر فأكثر، رأى أدم فوق حواء، يهز ويلز، كلاهما يصرخان من الوجع اللذيذ، قال بصوت متقطع، متهدج:
ماذا تفعلان مع بعضكما، لماذا تضربها يا أدم حتى تصرخ هذه الصرخات الموجعة، ولأن أدم لم يستطع الوقوف أو الرد عليه بسبب انتصاب عضوه، وبسبب النشوة، أكتفى بالصمت وخفض رأسه، عاد الله لسؤاله:
ـ يا أدم ماذا تفعل بحواء، لماذا تضربها يا وحش؟
ـ إنها سعيدة يا الله، ومبسوطة، أسألها؟
ـ هل تخفيان شيئًا عني يا أدم وحواء؟
ـ لا يا سيدنا الله، كنا نلعب الغميضة ودون انتباه منّا التصقنا ببعضنا ولم نرغب في الانفصال.
ـ أليس هناك سبب أخر.
ـ لا.
ـ قف على قدميك يا أدم لأراك عن قرب.
وعندما وقف أدم على قدميه، وقف معه الأخر، صرخ به:
أتلعب بزبك يا ديوث، هل هذا لعب يا منحوس، الم أنبهك سابقًا أن لا تلعب به؟
انقلع من وجهي، أنت مطرود من وظيفة الجنة إلى أبد الأبدين، وخذ معك حواء لا اريد أن أراكما بعد اليوم.
فسقط أدم إلى الأبد بسبب حبة الكرز أو المشمش.

ما زال التكوين النفسي للإنسان المعاصر هو تكوين بدائي
لهذا نستطيع القوال إننا نعيش في عصر والبناء النفسي لنا يعيش في موضع آخر، في البدء

الزمن المعاصر تجاوز الربا والفائدة وربما البنوك.
إننا في زمن بيزوس صاحب أمازون، وصاحب الفيس بوك أو الانستغرام، تويتر، يوتيوب، آبل، هوتميل، ياهو، النت فلكس أو غيرهم، الذين يجنون المليارات المليارات دون إنتاج حقيقي، بل إنتاج وهمي لا يلمس باليد أو النظر وليس صلبًا أو سائلًا.
إنها شركات فوق وطنية، مرابحها هائلة أكثر بكثير من الفائدة او الربا التي نعرفها من خلال الأديان.
السؤال:
لماذا التركيز على الربا وإهمال بقية المرابح التي تأتي دون عمل يذكر.
بل أن الفائدة أوالربا، فيها عمل كثير، خدمة مالية مقابل خدمة، أما بقية الشركات الحديثة التي تقدم التسلية والترفيه وتضييع الوقت، ماهي المرابح التي تقدمها قياساً إلى الفائدة أو الربا؟
أليس الأجدى بنا أن نغير طريقة تفكيرنا، وانغلاقنا على أنفسنا، وكأن الزمن لا يمر علينا.
الزمن يطرح علينا أسئلة شديدة القسوة ونحتاج إلى إجابات كثيرة بعيدة عن المدارس القديمة.
جميعنا ندفع أثمان هذه التسلية المجانية، وننخرط فيها، ونستمتع ونفرح ونتواصل، كل شيء بثمن.
وربما الفائدة أو الربا أقل خسارة أو كلفة من التغيير الذي تحدثه التكنولوجية الحديثة في عقولنا وأفكارنا
نحن نتغير بسرعة النت.

جوهر الحب هو الصدق والبراءة.
الكذاب لا يستطيع أن يحب. ومن ليس لديه نكران الذات والقدرة على العطاء لا يستطيع أن يتوازن ويمنح.
الأناني، الكذاب، المخادع الفاقد الثقة بالنفس، لا يستطيع أن يحب أو يعطي.
الحب هو عطاء كامل، فيه نقاء كامل وتضحية.
دائمًا يأخذني السؤال إلى السؤال:
ـ كيف يستطيع الجلاد أن يقبل وجه أطفاله، ويده القذرة مغموسة في دم أطفال أبرياء قتلهم للتو؟
كيف يستطيع أن يفرح الأشرار أو يستمتعون بأوقاتهم وعلى الضفة الثانية هناك من يموت من الجوع؟
هل هذا العالم المدني، مدني؟
هل المدنية هي العمران، خارج، أبنية جميلة ومساحيق، ووجوه نضرة وشعر ملمع وأحذية ملمعة وقوانين ومؤسسات، وخضوع؟
أي مدنية هذه التي نعيشها دون حب؟

تعلمتَ أن الحب فيض، كمشة رياح مجنونة لا يمكن القبض عليه.
كنتَ تنتظر أن تأتي، لتزرع حديقتك بالأزهار والورود، وما زالت الأرض جرداء تقف وحدها في وجه الضباب والريح.
ثم رميت كل شيء جانبًا.
تعلمت كيف تمسك المحراث، وتفلح الأرض، وتزرع أيامك بالأمل بذرة وراء آخرى.
الأن لم يعد قلبك نقيًا رقيقًا طيبًا كالسابق، فالتجارب القاسية قتلت البراءة والجمال في قلبك.
وتعلمت أن تكون قاسيًا على نفسك قبل غيرك.
أنت الأن قاسيًا جدًا، جافًا، كل خلية فيك صلبة كعود الرمان أو السنديان.
الهزائم هي التجارب العظيمة التي تهز كل خلية فيك وتعيدك إلى نقطة البدأ أو الصفر، ومنها تعلمت ما معنى الحياة أن تكون حياة حقيقية.

ديالا أكثر امرأة حرة قابلتها في حياتي. امرأة واضحة كعين الشمس، لا تجامل ولا تكذب على نفسها ولا تساوم على نفسها ولا على أنوثتها.
إنها صادقة مع نفسها مئة بالمئة.
ديالا صعب العريكة، لا تنكسر. قاسية على نفسها قبل أن تكون قاسية على الآخرين.
ولا تخاف على موضوع السمعة الحسنة أو السيئة كما يفعل أغلب الناس. وخاصة هؤلاء اللواتي يدعين العفة والرقة والذكاء.
عندما تحب، تعلن عن حبها دون لف أو دوران، ولا تخشى لوم لائم من هذا الموضوع.
أغلب النساء اللواتي قابلتهن كن مهزوزات الشخصية، يصرحن غير ما يبطن. مخادعات. خدعن أنفسهن قبل أن يخدعوني. كاذبات.
أما عن ديالا، كنا زوجين اختلفنا وتخاصمنا كالفرسان، وانفصلنا بإرادتنا، وما زلنا نتخاصم ونتفق.
ما يجمعنا صداقة حقيقية. لا علاقة حب بيننا، كالحب بين الحبيب والحبيبة، ولا جنس.
جمعنا الزمن، قسوة الغربة والمكان الخالي من الأصدقاء.
نحن أصدقاء فقط

الكثير من المستلبين يحتاجون إلى حماية الأب السياسي ليحمي عجزهم وضعف ثقتهم بأنفسهم.
لا يستطيعون أن يقفوا على أقدامهم إلا بوجود هذا الأب الضامن لهم، ليرضعهم حليبه ويقدم لهم الحماية والسند.
يجلسون في حضرته عند مدخل الباب، بالقرب من القنادر، ويصغوا له بدقة شديدة وكأنهم في الروضة ليتلقوا الدرر من فمه ليحولوها إلى قوانين يفتوا بها للآخرين.
مدرسة الاستبداد منتجة للشخصيات المستلبة الضعيفة الذليلة التابعة.
وإذا لا تصدقوا أنظروا إلى أي رئيس أو قائد سياسي وشوفوا الأطفال كيف ينظرون إلى قائدهم أو أبوهم السياسي بشبق وكأنهم يريدون أن يأكلوه عشقًا.
وإذا أراد منهم ان يديروا مؤخرتهم له فلن يمانعوا.


في الأزمان السابقة على الرأسمالية كانت الأبعاد السياسية والايديولوجية يحددان الواقع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي، وتحول هذا الأخير إلى مجرد أداة طيعة في يد السلطة، تتكيف وفق إرادتها وشروطها.
وكان الفائض المالي يجنى من خلال الغزو والاحتلال، وما يرافق ذلك من قتل وذبح وسبي للنساء وبيعهم في الأسواق مع أطفالهم وقتل للرجال أو أخذهم أسرى إذا اقتضت الضرورة.
ما فعلته الرأسمالية أنها عكست الآية تمامًا عبر تعبئة السلعة حمولة ثقافية واجتماعية واقتصادية وما رافق ذلك من استلاب وتشيّء للإنسان.
أي أن آليات عمل النظام الرأسمالي حول الإنسان إلى مغتصب لحريته نفسه بنفسه دون قدرة على أخذ زمام المبادرة.

عندما خرجت من السجن زارني بعض الأصدقاء حاملين معهم هدية, قميص أو علبة شوكولاه.
أحدهم, عضو منطقية الحسكة للحزب الشيوعي فرع بكداش, جلب معه قميصاً, في تلك اللحظة لم أكن موجوداً في البيت, وعندما هم بالخروج أخذ قميصه معه, قال لأبي:
ـ عندما يعود آرام سأجلب معي هذا القميص, الهدية.
ذهب ولم يعد.
بالمناسبة, لم يكن سعر القميص وقتها سوى مئتي ليرة سورية.

دولة الاستبداد لا تستطيع امتصاص التناقضات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لأنها جزء منها, ومنتجة بنيويا له, بله تترك هذه التناقضات تكبر وتستفحل إلى أن تتعفن أو تقمع بشدة لإعادة إنتاج نفسها من جديد.
الاستبداد ثقافة, عرف قائم بذاته منذ آلاف السنين يجري أرواء شرايينه من الدين والعشيرة والمذهب, وكل المخلفات الماضوية.
الاستبداد يتكئ على نفسه بنفسه عبر منظومة متكاملة يسري في شرايين المجتمع من تحت, من الماضي, ليصل إلى القمة. ودولة الاستبداد تأخذ من ثقافة المجتمع تكوينها, هرميتها, تراتبية القوة وتستقر عليه.

أوباما, من المنبت الوضيع إلى رئاسة أقوى دولة عسكرية واقتصادية في العالم, يخرج من عبه, عب أبوه وجده, كومات الذل والقهر الذي شربوه في ذكرياتهم المرة, ويفرغها في البلدان الصغيرة, كبلدنا, يتلذذ, يتفنن في إطالة عمر اوجاع الناس وآلامهم وخراب عمرانهم وحياتهم, وموتهم.
كلما أراك, أشعر بالقرف منك ومن إدارتك ونظامك. أنتم عار, وسيسجل التاريخ أنكم لطخة سوداء في صفحاته, لا تقل سوءة عن إبادة الهنود الحمر.

أنا واثق أن أغلب أفراد القطيع, يرغبون في قراراة أنفسهم أن لا يخرج كائن واحد عن رأي الملة.
قطيع واحد, عقل واحد. ومن يخرج عنه فهو خائن.
هذه هي العقلية في بيئة الاستبداد. المخالف يجب أن يرجم.

نعم, حتى الوطن يسيج الدماغ ويغلفه بطبقة سميكة من الوهم والتقوقع والإنغلاق على الذات. ويجعل المرء مجرد دوغما.
الوطن دون دولة للجميع, جامع للروح والعقل والقلب, هو مجرد كابوس, كارثة, وجع فائض عن اللازم, جائم على القلب والرأس.

بلوغ السعادة لا يكون بالبحث عنها. إما أن تكون جزء من التكوين النفسي للإنسان أو لا تكون.
الحيوان دائما سعيد.

الشيء الجميل الذي يحدث في القرن الحالي, أن أغلب الناس, لم يعد يحترموا رؤوساء الدول والحكومات. ثقافتهم ضحلة, أحاديثهم سطحية وسلوكهم يبعث على الاشمئزاز.
لقد قللوا من شأن أنفسهم كثيرا, عبر تصريحات مخجلة, متناقضة, غير متوازنة. كل يوم تصريح يناقض الذي قبله أو الذي بعده.
أصبحوا يثيرون القرف عندما يتكلمون أو يقفون على المنابر.

الدين مفهوم متكامل, موجه نحو أهداف محددة, ضمن أطر مقيدة, له حاضنة, مكون اجتماعي, قائم تاريخيًا وفق خصائص اجتماعية اقتصادية, ينشطر أو ينقسم إلى مذاهب, طوائف وفقًا لتطور القوى المنتجة أو كبحها. وتطور الواقع الاجتماعي الاقتصادي, وبقدرة حوامله الاجتماعية على التعبير الدقيق عنه.
إنه نتاج تفاعل اجتماعي اقتصادي, تكثيف لعلاقة المجتمع بنفسه, بالتحولات الذي يحدث في داخله. وينتج أخلاق وقيم يكون انعكاسا للواقع الاجتماعي, بالمكان والزمان المحددين, وشروطه.

الرضا الامريكي واضح جدًا عن تحركات داعش, وقبولها التام, باستيلاءها على أراضي واسعة لدول عضو, سوريا والعراق, في المؤسسات العالمية, كالأمم المتحدة.
الخطة الأمريكية تقتضي, أن تلغى فكرة الدولة من المنطقة, لصالح الفوضى, اقتتال عابر للحدود, دون أن يكون هناك هدنة أو وقف لاطلاق النار. ويتجمع الناس في كانتونات طائفية, قبلية, عشائرية, مذهبية, ونعود إلى المربع الأول, إلى بداية التاريخ البشري, إلى التجمعات, أو المحميات الطبيعية.
وكأنك يا أبو زيد ما غزيت

لا يمكن بناء وطن معاصر, بقوى اجتماعية حاف, دون دولة, دون تمثيل سياسي معاصر.
ما يحدث في منطقتنا, قفز قوى إلى الواجهة السياسية, عبر التعويم, ليس لديها مشروع وطن, دولة, مؤسسات. شيء خليط من فكر البداوة, الغزو, وعدم الاعتراف بحدود أو احترام قوانين الامم المتحدة ومجلس الأمن.
إنهم يعتمدون على القوة الحاف. وتأييد العقول البسيطة والساذجة التي لا تفهم في السياسة وأبعادها الداخلية والأقليمية والعالمية.

السبي البابلي, ترك في نفوس اليهود ندبة, لا يمكن أن تمحوها السنين. وكرس في نفوسهم شعور عميق بالمهانة والذل, والدونية والاضطهاد, من ذلك الزمن وإلى اليوم, وسيستمر. وولد لديهم رغبة عائمة مرضية عميقة, في التخلص من هذا الحظ العاثر الذي التصق بهم.
لقد حفلت مرثياتهم بقصص الخلاص, والقفز فوق الواقع الأليم, لحل مشكلتهم في الأسر. لقد تم تمازج ذلك, بين فكرة الخلاص على يد المخلص مع ما كان متداولا في بلاد ما بين النهرين, وحل التناقضات الأرضية القائمة على الصراع والمصالح إلى عالم ما فوق أرضي.
العجز, يولد في داخل الإنسان الضعيف رغبة في الهروب عبر الخيال إلى عالم الوهم.

أتالم من أجلك يا أبي. آه, ارهقنا حلمك. لا معنى لمسرحك, ما دام هناك سيف. أراك لا تكل أو تمل أو تتعب!
غرق قبل الأوان بين الأوراق والكتب. وراح يفكر طويلاً. بقيت أغالب النعاس لأجلس معه, أبقى إلى جانبه. أرى عينيه, وحيدًا على ذلك الكرسي الخشبي الصلب. الكانون يرقص, يضرب الحطب. وجه والدي يتمايل مع تمايل النار والضوء. صافرات السفن تشفق علينا وتبدد الخوف عن جفوننا.

أقسى معاناة عاشته أوروبا هو الانقطاع الحضاري عن ماضيها، عندما تبنت المسيحية، الوهم، كنهج للحياة وتخليها عن العقل.
إن التخلي عن العقل يعني ما يعنيه أنك تضع نفسك ومكان ممارسة حياتك في حالة الضياع، تستخدم الخرافات والغيب في تفسر الحياة وشؤون الحياة وإدارة الدولة والمجتمع.
عندما عادت هذه الأوروبا إلى العقل، الأغريقي الروماني الفلسفي والفكري، عادت إلى أصلها الحقيقي، شقت طريق العلم والاكتشافات وتحطيم الغيب والكذب.
إن البلدان التي تعيش في ظل خرافات الدين، ستبقى تعيش في الماضي تجتر منه بقايا حياة. وستبقى عبئًا ثقيلا على الكرة الأرضية في مختلف المجالات، خاصة الانجاب دون قيود مما يهدد بجفاف الحياة.
أغلب شعوب العالم لا تفكر في التخلص من عبء الدين، والفكر الميت، الدين، وإزاحته من التداول، لهذا تفكر في حل مشاكلها المعقدة في الهجرة إلى البلدان اللادينية، أو العلمانية، أو التي رمت الله في أقرب مصح عقلي.
بدك تتغير، دع الوهم جانبًا، وأنطلق إلى العقل، إلى الحرية والتفكير الحر.
إن الله قيد، حاجز للحرية، قامع داخلي للحب، معاد للحياة والجمال والتعدد.
الله أكبر كارثة حلت في الشعوب، وآن الآوان للتخلص منه لأنه مضر.
عاشت أوروبا في ظل الدين المسيحي كارثة لمدة ألف سنة من الذل والقهر، ودخلت في حروب بينية داخلية وخارجية حول من سيربح معركة اكتساب الغيب والخراب والخرافات.



#آرام_كربيت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هواجس أدبية 249
- هواجس أدبية وفكرية 248
- هواجس عامة 247
- هواجس ثقافية وسياسية 246
- هواجس متنوعة 245
- هواجس متعددة 244
- هواجس عامة 243
- هواجس وتأملات 242
- تأمألات 241
- هواجس الديمقراطية والعبودية ــ240 ــ
- هواجس وتأملات 239
- قراءة في كتاب آرام كرابيت 238
- تأملات ثقافية وسياسية 237
- تأملات في الثقافة ــ 236 ــ
- هواجس وتأملات في الشأن العالمي ـ 235 ـ
- هواجس الديمقراطية 234
- هواجس فكرية وأدبية 233
- هواجس ثقافية وفكرية ـ 232 ـ
- هواجس ثقافية وسياسية ــ 231 ــ
- هواجس ثقافية ـ 230 ـ


المزيد.....




- الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية
- مقتبسا كلمات الفنانة فيروز.. ماكرون يحيي الذكرى الرابعة لانف ...
- كيف أرخ الشعر لحقبة الجاهلية ووقائعها وحركة المجتمع فيها؟
- -لا شيء أسود بالكامل-.. رواية الموت والحرب والاختبارات الفني ...
- متاحف قطر تفتتح معرض -الفكر الأولمبي: قيَمٌ وقمَم-
- بعد غياب 6 سنوات.. كاظم الساهر يشعل مسرح قرطاج
- ما مستقبل العلاقة بين الغرب الإمبريالي والثقافة الدينية؟
- “لينك فعال” نتيجة الثانوية العامة قسمي العلمي والأدبي 2024 ف ...
- نادي الترجمة في اتحاد الأدباء يخرج بتوصيات لتفعيل نشاطه
- درنة بين البحر والسدين.. حكايا ذاكرة مبللة لمدينة رماها الما ...


المزيد.....

- ديوان قصَائدُ لَهُنَّ / ياسر يونس
- مشاريع الرجل الضرير مجموعة قصصية / كاظم حسن سعيد
- البحث عن الوطن - سيرة حياة عبدالجواد سيد / عبدالجواد سيد
- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - آرام كربيت - هواجس أدبية 250