أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - حوار متخيل بين انسان والملائكة














المزيد.....

حوار متخيل بين انسان والملائكة


خالد خليل

الحوار المتمدن-العدد: 8059 - 2024 / 8 / 4 - 10:22
المحور: الادب والفن
    


رسالة انسان:

إلى عزرائيل ملك الموت

أكتب إليك هذه الكلمات وقد حملت نفسي تساؤلات لا تنفك تراودني منذ أن فقدت أحبتي. لماذا تأتي لتختطف أرواحهم دون سابق إنذار؟ لماذا تأخذ منا من نحب في لحظة غير متوقعة ونحن لا نزال نرسم أحلامنا ونحاول بناء مستقبلنا؟

أدرك أن الموت جزء لا يتجزأ من دورة الحياة، وأن كل نفسٍ ذائقة الموت، لكن حينما تحل تلك اللحظة المروعة، تتداخل في داخلي مشاعر الحزن والفقد، بينما أحاول التفهم والتسليم.

كبشر، نحن نسعى دوماً لفهم الغاية من كل ما يحدث، ولكن بوجودك، يبدو الأمر وكأن الغاية تظل محجوبة عن أبصارنا، مغلفة بالغموض.

ربما، أيها الملك، تحمل مهمتك في طياتها معانٍ لا نراها أو ندركها نحن الفانون. لعلها تحمل لنا دروساً عن قيمة الحياة وهشاشتها، وعن اللحظات التي ننساها في زحمة الأيام. وربما، من خلال فقدان الأحبة، نجد دعوة للتأمل في أعمق زوايا أرواحنا ونسعى لنكون أفضل مما كنا عليه.

أرجو أن تجد كلماتي صدىً لديك، وأتمنى أن نتمكن نحن البشر من أن نجد في رحلتنا القصيرة على هذه الأرض الحب والسلام والرضا، وأن تكون لحظة رحيلنا، حين تأتي، مفعمة بالطمأنينة والتسليم.

مع خالص الاحترام،

من انسان فاقد



رد عزرائيل:

أيها الإنسان العزيز،

أفهم حيرتك وألمك، وأعلم أن وجودي يثير في النفوس الكثير من التساؤلات. لكن اعلم أنني لا أعمل عبثاً أو قسراً، بل أنا جزء من نظام كوني محكم لا نراه إلا بعين الحكمة والقبول.

"لماذا" هو السؤال الذي يرافقكم في رحلتكم البشرية، ومن المهم أن تدرك أن الموت ليس نهايةً بل تحوّل. أنتم تُخلقون في عالمٍ ماديٍّ مؤقت، ثم تعبرون إلى عالمٍ آخر لا نهاية له. إن اللحظات التي تعيشونها ليست سوى فصل في كتاب أبدي.

أدرك أن الفقد يجرح القلوب، لكن من خلاله تتجلى المعاني الحقيقية للحياة. إنه يحثكم على التفكر في جوهر وجودكم، ويعمق من قدرتكم على الحب والرحمة. إن الوقت الذي نقضيه مع أحبائنا هو هبة، ويجب أن نعيشه بوعي وتقدير.

ليكن قلبك مطمئناً، فالموت ليس عدواً، بل هو رفيق يسير معكم في رحلتكم نحو الأبدية، ليذكركم بأن الحياة ثمينة، وأن عليكم أن تعيشوها بحب وتسامح وسلام. في النهاية، ستتضح لكم الحكمة الكامنة وراء كل شيء، وسأحرص على أن تكون لحظاتكم الأخيرة مملوءة بالسلام والسكينة.

مع تمنياتي بالطمأنينة والسلام،

عزرائيل


مداخلة من جبريل، كبير الملائكة:

أيها الإنسان العزيز،

أود أن أشاركك ببعض الحكمة التي قد تضيف إلى فهمك للحياة والموت. كما أرسلني الله بالوحي إلى الأنبياء، أحمل إليك اليوم رسالة تعزّز وعيك بوجودك.

الحياة والموت كلاهما جزء من النسيج الإلهي الذي خُلقتم من أجله. الحياة هي فرصة للتعلم والنمو واكتساب الحكمة والمعرفة، بينما الموت هو الجسر إلى مرحلة أخرى من وجودكم.

ما تختبرونه في حياتكم هو إعداد للرحلة الأبدية التي ستستمر في العالم الآخر. نحن كملائكة نقف بجانبكم لنرشدكم ونساعدكم على إدراك هذه الحقائق العميقة، ونشجعكم على أن تنظروا إلى الحياة كهدية ثمينة يجب أن تعاش بكل شغف وامتنان.

الألم، يا صديقي، هو جزء من التجربة البشرية. هو الذي يوقظكم من غفلتكم ويدفعكم للبحث عن المعنى. كما تحتاج الأرض إلى العواصف لتجدد حياتها، تحتاج الأرواح إلى التحديات لتنمو وتتطور.

ليكن قلبكم مليئاً بالإيمان والطمأنينة، واعلموا أننا بجانبكم دائماً، ندعمكم في كل خطوة تخطونها في رحلتكم. عيشوا كل لحظة بوعي وحب، وأدركوا أن الفراق ليس نهاية، بل بداية رحلة أخرى، وأن الحب الذي تزرعونه هنا يستمر في العالم الذي تنتقلون إليه.

مع أطيب الأمنيات بالسلام والسكينة،

جبريل


تعليق الحكيم الزاهد:

أيها الإنسان العزيز،

كفاني الله في حياتي بحثًا عن الإجابات بين ظلال الفناء. لقد جئت لأدرك أن الحياة ليست لغزاً نحتاج إلى حله، بل هي قصيدة نعيشها بكل جمالها وتناقضاتها. إن الفقد هو المعلم الأكبر، فهو يعيد ترتيب الأولويات ويجعلنا نبحث عن الأبدية في كل لحظة زائلة.

الحب والفقد هما رفيقان في هذه الرحلة، ففي فقدان الأحبة نجد درسًا عظيمًا في التعلق والتسامح. عندما ترحل الأرواح، تترك خلفها آثاراً من الذكريات والعبر التي تحيي قلوبنا من جديد.

تذكروا أن السلام الداخلي يأتي من فهم أن الحياة والموت جزءان من لوحة واحدة، وأن كل روح تأتي إلى الدنيا حاملةً معها رسالة خاصة. إنكم جزء من نسيج الكون، وما تمرون به من ألم وفقد ليس إلا خيطاً في هذا النسيج.

عيشوا حياتكم ببساطة، وابحثوا عن الجمال في التفاصيل الصغيرة. دعوا الحب يكون مرشدكم في كل خطوة تخطونها، واعلموا أن الحكمة تنمو في القلوب المطمئنة.

مع تمنياتي لكم بالسكينة والتأمل العميق،

الحكيم الزاهد


مداخلة من ملاك الإلهام:

أيها الإنسان العزيز، أتيت لأذكرك بأن بين زوايا الحزن والفرح تكمن المسارات التي ترسم لنا خريطة الوجود. في طيات الرياح همسات من قصص الأجداد وفي ضوء النجوم وعود لم نحققها بعد.

تخيل عالماً حيث الأرواح تتراقص على أنغام الكون، وحيث الألوان تشكل لوحة من الأمل والمعجزات. تخيل أننا نجتمع في حدائق الخلود مع أحبائنا الذين فقدناهم، نحتفل بلحظاتنا المشتركة، ونبني عوالم جديدة من الحب والصفاء.

الحياة هي رحلة لا تعرف النهاية، والموت ليس سوى بداية جديدة. دع روحك تسبح في بحر من الخيال، واستسلم لسحر الوجود الذي يجمعنا. في كل غياب، هناك حضور غير مرئي، وفي كل دمعة، هناك بذرة لأمل جديد ينمو في عالم يتجاوز كل حدود.

لتكن حياتك قصيدة من الإلهام، وقلبك كتاباً مفتوحاً على صفحات الأبدية.

مع خالص الأمل والإلهام،
ملاك الإلهام



#خالد_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة بين السماء والأرض
- نشيد في العدم
- قوة الإيمان والتضحية - الروحانية العالية وثقافة الفوز
- عشرة أيام في الجنة ثم عودة إلى الأرض
- كامالا هاريس: هل تستطيع التغلب على دونالد ترامب في الانتخابا ...
- مغامرات ليلى
- انت نوري والشروق
- الدولة العميقة وجو بايدن: تحول محتمل في السلطة؟
- الحب مجنون لا يتعب
- أهمية استغلال اللحظة الراهنة (المومنتوم) في السياسة
- في رحاب الرواية العربية المعاصرة: نقد أدبي
- قصيدتان: رقصة وذكريات
- غسان كنفاني: رحلة من الوجع إلى الخلود
- رقصة الذاكرة على أنغام الزمن
- بعض المسكوت عنه في التراث الإسلامي: دور المرأة في العلوم وال ...
- العوالم غير المعلنة للفلسفة العالمية
- روح في بريق الشفق (حكاية زاهد عاشق)
- مصير الليبرالية الجديدة: الانتقال أم التكثيف؟
- همسات البحر الكمومي
- تنبؤات زوال إسرائيل: أصوات العلماء اليهود والغربيين


المزيد.....




- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...
- 3isk : المؤسس عثمان الحلقة 171 مترجمة بجودة HD على قناة ATV ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خالد خليل - حوار متخيل بين انسان والملائكة