زبيده هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 8059 - 2024 / 8 / 4 - 00:06
المحور:
الادب والفن
تأملات في النفس البشرية والوجود
إن أجمل ما فيك إنسانيتك، وإنسانيتك هي روحك، وروحك نفحة استوت في جسدك. فما بالك وما غرك بنفسك؟ هل هو ضعفك في أوج قوتك، أم فقرك وشتات أمرك، أم سعيك لقمة عيشك؟ عجزك عن فهم ذاتك، عشوائيتك، حبك وكرهك، عطاؤك ومنعك، قبولك ورفضك، ذكاؤك وجهلك، علمك؟
هل حاولت يوماً وتأملت ذاتك؟ هل استطعت أن تملك قلبك أو أن تختار عائلتك؟ نخاطب العالي والداني، ونأنس بكل فاني، نكذب ونتجمل، نبصر وننكر، نعلم ونتجاهل، نستحي من الحق، ننافق، نقول زوراً. من أنت أيها الإنسان؟ كم انطوت فيك علوم وأسرار؟ أَيُعقل أن الإنسان بكيميائيته يجعله مفسداً وإنساناً في آن واحد؟ إنه لإعجاز صنع وعلم وسخر له.
الفكر يفتح باب العلم، والعلم يفتح باب المعرفة، والمعرفة تفتح لك الأفق لتسمو النفس. حديث النفس والروح يكشف الحجب في بث وجذب، حينها يتقلص العالم من حولك وتطوى المسافات لتصبح روحك أمام جسدك وتصطف جوارحك على عتبات الحضرة الإلهية.
وكالطير، كلما ارتفعت صغر المدى واتسعت الرؤى، فإن أردت البصيرة أبصرت، وكلما كنت كالطير ارتقيت. سر وجودك بين حرفين “ك” و”ن”. كم أنت غني أيها الإنسان وأنت تريد الغنى، وكم أنت عليم وتتغافل، وكم من نعمة أنت لها منكر. كم وكم من الأشياء البسيطة تسعدنا، وإن لم نسعَ لها خلقنا كما نحن، مفطورين على الشهوات والغرائز، نريد كل شيء ونتذمر على كل شيء. نحسب أننا نعلم كل شيء ونقدر على كل شيء، ونسينا أن لكل إنسان ما سعى، وأن سعيه سوف يرى.
#زبيده_هاشم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟