أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - الرد الايراني لن يكترث بمتلازمة الحرب الاقليمية














المزيد.....

الرد الايراني لن يكترث بمتلازمة الحرب الاقليمية


هاني الروسان
(Hani Alroussen)


الحوار المتمدن-العدد: 8058 - 2024 / 8 / 3 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هناك من سؤال آخر تردده وتتناقله السن الناس منذ فجر يوم الأربعاء الماضي غير السؤال المتعلق في الكيفية التي سيكون عليها الرد الايراني على التحدي الاسرائيلي السافر والوقح للهيبة والسيادة الايرانيتين اللتين اراد الاطاحة بهما نتنياهو من خلال اقدامه على اغتيال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الذي حل ضيفا على الحرس الثوري الايراني للمشاركة في مراسيم تنصيب الرئيس الايراني الجديد، والذي لم يفصله عن اغتيال العقل العسكري لحزب الله فؤاد شكر في قلب حارة حريك المربع الأمني للحزب في ضاحية ببروت الجنوبية سوى ساعات قليلة.
وفي هذا السياق يعيد الناس إلى الاذهان الرد الملتبس لايران في افريل الماضي على قصف القنصلية الايرانية في سوريا، والذي لم يقنع حتى الإيرانيين انه جاء بالمستوى المتوقع، او انه يتصف باي من خصائص الرد الاستراتيجي النتائج، ويتوقع الناس انه للفرق الضخم في المقارنة بين اعتداء افريل واغتيال هنية وشكر من حيث نوعية وحجم الأهداف والمكان، فإن الرد الايراني هذه المرة سيكون ردا مختلفا ونوعيا، يعيد على الاقل قواعد الاشتباك إلى ما كانت عليه من حيث التوازن بين قوى الصراع.
وحتى خطاب الشيخ حسن نصر الله في مراسم تشييع فؤاد شكر لم يخفف من وطأة الحيرة التي تجثم على صدور الناس خاصة في ظل ضخ اعلامي غير مسبوق يركز على حجم الضغط على العاصمة الايرانية لتقبل بتفعيل معادلة الرد الرمزي وتجنيب المنطقة حرب واسعة النطاق.
صحيح ان الشيخ حسن نصر قد أعاد رسم خارطة الطريق ووضع النقاط على اهم الحروف واعاد توصيف الاشياء وتسميتها واكد على حاسمية كلمة غزة في وقف التصعيد في المنطقة، وانه فصل بين دور جبهة الشمال الروتيني في دعم صمود غزة وبين الرد على جريمة اغتيال القائد العسكري فؤاد شكر والاطار الذي سيتم به هذا الرد، وأن رئيس هيئة اركان الجيش الايراني الجنيرال محمد باقري قد أكد حتمية الرد الايراني الذي قال انه سيجعل إسرائيل تندم على ما اقدمت عليه، وأن رئيس السلطة التشريعية محمد باقر قاليباف أكد هو الاخر على حق إيران بالرد على جريمة اغتيال هنية، وقبلهما قالها المرشد الاعلى للثورة الايرانية علي خامنئي الذي نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن ما قالت انهم ثلاثة مسؤولين إيرانيين مطلعين أن خامنئي أصدر امره خلال اجتماع طارئ للمجلس الأعلى للأمن القومي بضرب إسرائيل مباشرة ردا على الاغتيال، غير ان كل ذلك لم يبدد تلك الحيرة او الخوف من رد لا يكون بالمستوى المأمول الذي من شأنه ان يلجم نتنياهو ويضع حدا لجرائمه.
وسيبقى السؤال مطروحا إلى أن يقع الرد، لان الإجابة الحاسمة عليه تبقى في عقول قادة إيران، غير ان ذلك لا يمنع محاولة استشراف الافق الذي سيكون عليه هذا الرد، إذ ان نتنياهو الذي تجاوز كافة الخطوط الحمراء قد وضع إسرائيل وكافة الأطراف بما فيها واشنطن امام اللاخيار سوى المضي قدما والقبول بنتائج واقع القوة واتجاهها في الاقليم الذي سيتمخض عنه واقع جديد سيكون واقع مستقبل المنطقة وربما ما هو اوسع من ذلك ولزمن سيطول هذه المرة. واكثر الظن ان هذا ما بات يدفع بالبيت الأبيض للعمل بوتيرة عالية على مسارين متوازيين اولهما الضغط الدبلوماسي لحمل طهران على قبول مبدأ الرد الرمزي، وثانيهما التهديد باستخدام القوة من خلال تأكيد الدفاع عن إسرائيل من اجل ردع إيران عن القيام باي عمل نوعي او افشال هذا العمل لناحية النتائج التي سوف تنتج عنه وذلك للابقاء على الكلمة الاخيرة في حوزة اسرائيل دائما والحيلولة دون استدعاء رد منها قد يدفع الاشتباك إلى حرب واسعة، لن تكون بكل المقاييس في مصلحة الولايات المتحدة.
وفي المقابل تدرك طهران ان اي طريق غير الرد الذي يؤكد على تآكل هيبة الردع الإسرائيلي واستمرار تضاؤل دورها الإقليمي وانتهاء وظيفتها الأمنية في إستراتيجية الولايات المتحدة داخل المنطقة والمحافظة على زخم نتائج هجوم السابع من أكتوبر الماضي، فإنه سيعني انهيارا كاملا للاستراتيجية الايرانية في الاقليم والانكفاء الى الخلف وربما انهاء محور المقاومة كدور، اذ ليس من الضروري ان يكون انهاء مادي وبالتالي انتهاء الدور الايراني كلاعب اقليمي.
وهنا اذا استثنينا نتنياهو فان إسرائيل الدولة والولايات المتحدة وحلفائهما داخل المنطقة وخارجها هم من لهم من الأسباب اكثر بكثير مما لدى طهران للخشية من اندلاع حرب شاملة، والحرص على تجنبها وهو ما يوفر لايران فرصة نادرة للضغط من اجل إعادة رسم قواعد الاشتباك في الاقليم، وتوسيع دائرة نفوذها الرسمي والشعبي، ووضع حد نهائي للتكتيك الامريكي بتفكيك جبهة الاعداء والانفراد بمكوناتها واحدا تلو الاخر، واكثر الظن ان هذا الحراك الأمريكي المحموم لمنع إيران من رد نوعي بزعم تجنيب المنطقة كارثة حرب واسعة، مرده القناعة الأمريكية بانه لن يكون بمقدورها ان تفعل على الأرض في حال تدحرج الاشتباك إلى نطاق اوسع اكثر من توجيه ضربات تدميرية لا تغير او تحرك في واقع المعركة قيد انملة وأن نموذجي غزة والحوثي يؤكدان على محدودة اثر القوة الأمريكية على سير معارك اي حرب قد تندلع، وهذا على الأرجح ما تدركه طهران ويدفع بها للمضي إلى الأمام رغم ما قد يحمله لها ذلك من خسائر مادية في حال اندلاع حرب شاملة، غير انها ستكون بدون وزن مقابل ما ستجنيه من مكاسب إستراتيجية لن تفرط بها ان هي ذهبت لتأديب اسرائيل.
ومما بعزز او يرجح احتمال ذهاب طهران وحلفائها إلى توجيه ضربة نوعية إلى اسرائيل وعدم الاكترات بمتلازمة الحرب الاقليمية هو قناعة القيادة الايرانية ان الحرب الاقليمية قائمة بالفعل وأن الولايات المتحدة تريد ادارتها حتى نهايتها على مراحل وبايدي "نظيفة"، وهذا ما لن تقبل به ايران وحلفائها، بل وستذهب ومعها المحور بالاتجاه المعاكس له، وتلقن اسرائيل درسا مؤلما.
هاني الروسان/استاذ الاعلام في جامعة منوبة



#هاني_الروسان (هاشتاغ)       Hani_Alroussen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيستغل نتنياهو صاروخ مجدل شمس ؟
- هل سينهي تفعيل المجابهة في المتوسط الحرب على غزة؟
- انهيار ثقافة التعالي الصهيوني وراء العنف الوحشي على غزة
- هل يطيح اليمين الاسرائيلي بالدولة؟؟
- بعد موافقة حماس هل سترغم واشنطن اسرائيل على وقف الحرب؟؟
- اصرار واشنطن على وقف اطلاق النار وحدود المغايرة في الاستراتي ...
- الرد الايراني ولو بالذهاب الى حافة الهاوية
- وقف اطلاق النار وترتيب المنهزمين
- ما لا يمكن لواشنطن استدراكه بعد قرار وقف إطلاق النار
- هل توقف واشنطن الحرب قسرا؟؟
- لتجاوز الحرد السياسي إلى المراجعة العميقة
- كامالا هاريس تخاطب نتنياهو كما لو كان جونغ اون!!!
- تساوي الفرص
- جراحات امريكية تجميلية لترحيل الازمة
- ماذا وراء التلويح باجتياح رفح؟
- انقاذ الدور الاسرائيلي على حسب الدور السعودي
- البعد السياسي في قرارت لاهاي
- هل تعني السعودية ما تقول؟
- إسرائيل أصغر حجما من دورها
- ايران والحرب على غزة: الدولة بين واقعها وخيال حكامها


المزيد.....




- وسط بهجة كبيرة.. الملكة رانيا تنشر لحظة تقديم الأمير الحسين ...
- الأردن يدعو مواطنيه إلى عدم السفر إلى لبنان والمغادرة -في أق ...
- دعم أمريكي لإسرائيل.. إيران تهدد برد كبير
- المجتمع الإيزيدي في العراق يحيي الذكرى العاشرة لجريمة سنجار ...
- فلوريان فيليبو: كييف مضطرة إلى الاستسلام بسبب الأوكرانيين ال ...
- الأردن يطلب من مواطنيه مغادرة لبنان في أقرب وقت
- شاهد.. منظومة دفاع جوي روسية تدمر صاروخا أمريكيا
- هيئة التجارة البريطانية تتحدث عن واقعتين بحريتين قرب عدن
- التوتر في الشرق الأوسط: واشنطن وباريس تدعوان إلى -أقصى درجات ...
- محللون: نتنياهو وضع المنطقة على حافة الهاوية وواشنطن لا تفعل ...


المزيد.....

- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هاني الروسان - الرد الايراني لن يكترث بمتلازمة الحرب الاقليمية