أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الفساد .














المزيد.....


مقامة الفساد .


صباح حزمي الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 8057 - 2024 / 8 / 2 - 02:23
المحور: الادب والفن
    


مقامة الفساد : تثنية على مقال الدكتور محمود الجاف .

كتب غسان كنفاني : ((في عام 1932 أنشأ في فلسطين "صندوق الأمة" لأنقاذ أراضي فلسطين من البيع لليهود , وهو الصندوق الذي أنشأته وقتذاك القيادة الأقطاعية الفلسطيية بحجة عدم تسرب أرض فقراء الفلاحين الى اليهود, ويقول الشاعر الفلسطيني الكبير ابراهيم طوقان : ان ثمانية من القائمين على صندوق الأمة كانوا سماسرة على الأراضي لليهود)) .

الباذخون , راكبوا الطائرات الخاصة , مبذروا أقوات الشعب , أغلبهم يتمتعون بعقد نفسية متنوعة , وشراهة لا حدّ لها من أجل المال أو الحصول على التقدير الزائف من التابعين , هذا النصب خطير, وله حديث قائم بذاته , انه نصب عصر المحتالين , أصدق وصف لما نحياه في عالم اليوم , احتيال على العقول والنفوس واحتيال على المال والجيوب , تراهم يؤسسون الأحزاب بأسم الله , ويدخلون الأنتخابات بأسم الله , وحين يصلون الى المجلس , يفضون الشراكة مع الله , فالسياسة لديهم فن الممكن , وفي الحكومة يتوافقون على تأليف الحكومة بأسم الله .

عندما تسقط ألأخلاق , وتمتهن المباديء , يكون طبيعيا ان تراهم يأكلون مع الذئب , وينبحون مع الكلب , ويبكون مع الراعي , يتكاثر الأراذل في المجتمعات المنكوبة بالفساد وإنحطاط القيم والأخلاق , وضياع المعايير والضوابط وقيمة الإنسان , وترى المرتكبون لفعل الرذيلة , في غاية العفاف الكلامي , فهم يتحدثون عن الحرام والحلال وعن القيم الرفيعة , وعندما تواجههم تجدهم إستحضروا ما لا يحصى من التسويغات والتبريرات من كتب الدين , ليحولوا البلد إلى مقبرة لوأد الأحلام , وأصابونا بمرض الاحتباس الحضاري بسبب تلوث الأخلاق وزيادة ثاني أكسيد الحماقة وارتفاع نسبة الجهل.

يعيش العقل العراقي جهلا مخيفا, الملفقات صارت حقائق , وما دسه الغلاة, صار هو الدين , هتك ممنهج من على المنابر, ومن أفواه الطائفيين , أدعياء الثقافة , ويتكاثر الخونة الذين إزدهرت أحوالهم يوم ضاعت أوطانهم , والذين جائونا بعللهم التي لم تخطر على بال أحد , بحيث اصبحت أنفاسنا محسوبة علينا حتى احتبس الشهيق واختنق الزفير, ولنتذكر قول عمرو بن ألأهتم :
(( لعمرك ماضاقت بلاد باهلها ولكن اخلاق الرجال تضيق
وكل كريم يتقى الدم بالقرى وللخير بين الصالحين طريق )) .

يعرف الفاسد جيدا أن ما يقوم به حرام , وليس من حقه , ويبقى في صراع داخلي , لكن هذا الصراع يهدأ عندما يجد مَن يفتي له بأن الإستحواذ على المال العام ومصادرة حقوق الآخرين , يعتبر غنيمة فهو حلال , وبعدها عندما تسأله عن مصادر الثراء السريع , يكون الجواب حاضرا ( إن الله يرزق مَن يشاء بغير حساب ), فالفاسد كما ترى عفيف كما يرى , وأن ربه قد رزقه , وفتح له خزائن الدنيا لأنه من الطيبين الصالحين , وما على الآخرين الا أن تخنع لهم وتتبارك بمقامهم الرفيع المعبر عن جوهر القيم والأخلاق , ويعمل الفاسدون على جعل العِراق دولةً كسيحةً , لتبقى غنيمةً لأمد بعيد , وكذلك عملت قوى خارجيّة الدّور نفسه , خوفاً مما صوره أبو العلاء المعريّ قبل ألف عام : (( وبالعِراقِ وَميضٌ يَستهلُ دَماً/ وراعدٌ بلقاء الشّرِ يرتجزُ/ وآخرُ الدَّهرِ يُلفى مثل أوّلهِ/ والصَّدرُ يأتي على مقداره العَجُزُ)) .

لأننا نؤمن ان مانمر به هو فصل من فصول الغزاة لابد ان نطويه يوما كما طوينا غيره , فأننا نجد مقابل جماعة الدبابة ألأميركية , أن ذوي الأصول الكريمة - مهما كان فقر جذورهم - يزدادون رفقًا ونبلاً كلما ترقوا في سلم الحياة, ونجدهم يحرصون على أن يقوا من هم أصغر منهم أشواك الرحلة وغبارها, المؤسف ان فرصة السيطرة والنفوذ قلما تتاح لهؤلاء, ولما كانت الأحجار الكريمة نادرة في هذا العالم , لذا هي ثمينة عالية القيمة.



#صباح_حزمي_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقامة الحروب 2 .
- مقامة الذكريات .
- مقامة الشيطان يجكم .
- مقامة البومبيلي .
- مقامة العرافة كوماي .
- مقامة المشحوف.
- مقامة العصافير .
- مقامة الليلة الكبيرة .
- مقامة الوهم .
- مقامة الحكمة .
- مقامة التطاول .
- مقامة قلم الكتابة الأحمر.
- مقامة ألأجازة .
- مقامة البلاغة .
- مقامة ألأيام التي لن تعود .
- مقامة الفجر الرصاصي .
- مقامة العطش ونقد النقد .
- مقامة الحسجة .
- مقامة الأمل و السعادة .
- مقامة ألأستشراق .


المزيد.....




- 80 ساعة من السرد المتواصل.. مهرجان الحكاية بمراكش يدخل موسوع ...
- بعد إثارته الجدل في حفل الغرامي.. كاني ويست يكشف عن إصابته ب ...
- مهندس تونسي يهجر التدريس الأكاديمي لإحياء صناعة البلاط الأند ...
- كواليس -مدهشة- لأداء عبلة كامل ومحمد هنيدي بفيلم الرسوم المت ...
- إحياء المعالم الأثرية في الموصل يعيد للمدينة -هويتها-
- هاريسون فورد سعيد بالجزء الـ5 من فيلم -إنديانا جونز- رغم ضعف ...
- كرنفال البندقية.. تقليد ساحر يجمع بين التاريخ والفن والغموض ...
- أحلام سورية على أجنحة الفن والكلمة
- -أنا مش عايز عزاء-.. فنان مصري يفاجئ متابعيه بإعلان وصيته
- ماذا نعرف عن غزة على مر العصور؟ ولماذا وصفت بـ-بنت الأجيال-؟ ...


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صباح حزمي الزهيري - مقامة الفساد .