أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم - ما وراء الجدار-..يروي كابوس الدولة البوليسية الإيرانية















المزيد.....

فيلم - ما وراء الجدار-..يروي كابوس الدولة البوليسية الإيرانية


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 8056 - 2024 / 8 / 1 - 20:05
المحور: الادب والفن
    


يحسب للكثير من السينمائيين الإيرانيين اليوم شجاعتهم في إنجاز أفلام جريئة تتشابك مع السلطة القمعية في بلادهم، فرغم التضييق والمنع والحظر والتشويه وغيرها من الممارسات، هناك عدد من السينمائيين الذين يعيشون داخل إيران ممّن نجحوا في إبلاغ أصواتهم ورؤاهم للعالم بأفلام لا تقلل رسائلها من قيمتها الفنية، على غرار فيلم “ما وراء الجدار . فيلم "ما وراء الجدار" المعروف أيضا باسم “الليل، الداخلية، الجدار” دراما إيرانية فضحت قمع الدولة الإيرانية للمتظاهرين، من تأليف وإخراج وحيد جليلوند وإنتاج علي جليلفاند . تحت عنوان " ما وراء الجدار" شارك الفيلم الروائي الثالث لوحيد جليلفاند في الدورة 79 لمهرجان البندقية السينمائي الدولي بعد ترشيحه لجائزة الأسد الذهبي. ولم يتمكن المخرج من الحصول على ترخيص من السلطات الإيرانية لعرضه في إيران، وتم تهريبه عبر الإنترنت. أصبح التوزيع غير القانوني أو ما يسمّى بتهريب أعمال السينما الإيرانية روتينا وعادة. ويتم تداولها الآن على الهواتف المحمولة، لفضح قسوة الشرطة الإيرانية لمنع عرض هذا الفيلم، ولكن أتيحت للجمهور مشاهدتها من خلال الإنترنت .
يفتتح الفيلم بمحاولة انتحار علي (نافيد محمد زاده)، الشاب الثلاثيني شبه الأعمى الذي يعيش في حجرة متداعية أشبه بزنزانة، مستخدما قميصا مبلولا وكيسا بلاستيكيا، يجهد في لف القميص حول عنقه ووضع كيس البلاستيك على رأسه، ثم ربط معصميه بمقبض الدوش بشكل مؤلم. بينما يتنفس علي بتثاقل، ويتلوى، يزداد المشهد صعوبة بشكل متزايد، ويرسم في ذهن المشاهد صورا لأساليب الترهيب والتعذيب في معتقلات الدول القمعية على شاكلة الدولة الإيرانية . تفشل محاولة الانتحار عند سماعه لطرقات قوية على الباب. تدفعه غريزته والطرقات الهائلة، إلى تحرير نفسه، جسده كله مغطى بالجروح والكدمات، لأنه شبه أعمى، يتخبط بين الأثاث والجدران، عاجزا عن توجيه نفسه في شقته المظلمة التي يعيش فيها بمفرده، ولأنه لم يحفظ بعد تخطيط الشقة، نتعرف على رجل فقد كل ما كان يهتم به، وحيدا ويتوق إلى العائلة التي لم تعد تتحدث إليه، ويحاول الانتحار في الحمام، مشهد ألأنتحار الافتتاحي مؤلم ومرعب في نفس الوقت . الكاميرا، بشكل مؤلم، لا تبتعد أبدا ونحن مجبرون على مواجهة رعب هذا الفعل. مع بقائه على قيد الحياة، يسمع طرق مستمر على بابه الأمامي الذي يعيد علي من حافة الهاوية. يكسر الأنبوب ويمزق كفنه البلاستيكي، يلهث، يبلغه الرجال عند الباب أن امرأة مطلوبة لارتكابها جريمة بشعة قد هربت من الحجز وشوهدت آخر مرة أثناء الهروب من الحريق في مبنى العمارة. إنهم يشتبهون به في إيوائها. يطرد علي الرجال بعيدا، لكننا نعرف أن المرأة، ليلى (ديانا حبيبي)، قد تسللت بالفعل إلى منزله وهي ترتعش، ويداها مشبكتان على شفتيها النازفتين والمتشققتين لخنق تنهداتها . دخلت المرأة منزله عبر سلم الطوارئ. الرجل غير قادر على الرؤية وربما لا يلمس وجود المرأة في منزله وسبب هروبها من الشرطة غير واضح. لكننا سرعان ما ندرك أن هذا الموقف هو مجرد جزء واحد من قصة أكبر تحتاج إلى استكشاف بالمزيد من التعمق. علي لم يرها، لأنه لا يرى أي شيء. إن ضعف بصره ليس مجرد عرض مؤقت، ولكنه حالة ناجمة عن صدمة سابقة، وحالته تتدهور بشكل أسرع مما ينبغي، حيث يرفض استخدام العلاجات التي وصفها الطبيب المتعاطف ناريمان (أمير آغاي) في زياراته المنزلية المتكررة .
تتسلل ليلى (ديانا حبيبي) إلى شقته من باب خلفي مفتوح. الدم على ملابسها، والذعر في عينيها يثيران تعاطفا فوريا. تختبئ ليلى في شقة علي، محاولة البقاء من دون أنْ يكتشف وجودها. لكن رنين جهاز الموبايل يؤكد وجود ليلى في صباح اليوم التالي عندما يسمع صوت مكالمة هاتفية محمومة أجرتها في منتصف الليل تسأل رفيقتها عن ابنها المصاب بمتلازمة داون. وقد تم فصلهما في اليوم السابق خلال احتجاج إحدى العاملات خارج المصنع الذي تعمل فيه، وأدت الفوضى والعنف إلى وفاة أحد الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون، وتعتقد السلطات أنها مسؤولة عن الحادث، يتوق علي إلى رفقة تساعده على التكيف مع عالمه الجديد، ولا ينوي تسليمها إلى السلطات . ربما لأنه ليس لديه ما يخسره أو لأنه محتاج إلى صحبة وأمل. ليلى امرأة يائسة هاربة، تجد مأوى في شقة رجل شبه أعمى (علي). بينما تدوي صفارات الإنذار في الخارج وتغمر الشرطة المبنى، تتكوم تحت طاولة وتسد فمها في محاولة لخنق تنهداتها. ليلى مرعوبة لدرجة أنها بالكاد تستطيع حشد كلمة واحدة. عندما تثق أخيرا في علي بما يكفي لبدء الحديث تبدي قلقها على مصير ابنها المريض الذي فقدت أثره بعد تدخل رجال الشرطة في فض التظاهرة بالعنف. يشكل الاثنان رابطة مؤقتة، علي الخجول يحاول أن يقترب منها. بينما يأكل العشاء الذي أعدته جارته، يقسم الطبق بدقة إلى قسمين، ويصقل الطبق والملعقة ويتركه لها للاستمتاع به في وقت فراغها، ويكون ذلك مصدر ارتياح كبير للمرأة الهاربة .
الفيلم يحتوي على كل المقومات التي قد ترافق جمهورا إيرانيا سئم من الأوضاع وجمهورا أجنبيا مهتما بروايات مليئة بالألم ، فيلم " ما وراء الجدار" يكشف رعب الأنظمة القمعية والأساليب التي تمارسها في ترهيب مواطنيها للرضوخ والقبول بالواقع المرير . يبدأ المخرج باسترجاع الصور والمشاهد لنتعرف على أسباب مطاردة الشرطة للمرأة (ليلى موحد)، يعطي المخرج معلومات عن ليلى التي تعاني من الصرع وتم اعتقالها خلال مظاهرات لمجموعة من العمال والعاملات للمطالبة بحقوقهم بعد فصلهم التعسفي من وظائفهم. تهرب من قبضة الشرطة وتلجأ إلى شقة الرجل الأعمى علي بعد أن فقدت ابنها البالغ من العمر أربع سنوات. وبينما يتعاطف الاثنان، فإن الانقطاعات المستمرة من قبل بواب المبنى، والطبيب اللطيف، وفريق العمل الذي يبحث عن ليلى تبقيهما على حافة الهاوية. ببطء، تم الكشف عن وجود شيء أكثر تعقيدا يحدث في ما يتعلق بعلي، تلك الرسائل الغامضة التي يتلقاها باستمرار من امرأة مدينة له من الماضي. يشعل علي السيجارة بيد ترتعش وهو يمعن النظر إلى رسالة غامضة تلقاها .
تدريجيا، وعبر إسترجاع للأحداث المنصرمة ومن خلال الـ"فلاش باك”، تتضح قصة ليلى، المصابة بالصرع، كيف قبض عليها خطأ، مع زملاء لها يعملون في مصنع، بسبب شجار عمالي متعلق بالأجور المتأخرة، تحوّل إلى شغب هائل بسبب عنف الشرطة، ما أدى إلى فقدان ليلى ابنها طه المريض في الأحداث. لاحقا، بسبب اصطدام شاحنة الشرطة بشاحنة أخرى، نجحت ليلى في الفرار، نرى ليلى كما كانت قبل “الحادثة”، امرأة ترتدي ملابس سوداء أنيقة، تحتضن ابنها الصغير المحبوب بهدوء دافئ. إنها بالكاد تشبه المرأة التي ترتدي قميصا ملطخا بالدماء وحجابا ممزقا ترتجف من الخوف من دخول الشرطة إلى الشقة تشعر ليلى بقلق شديد على طفلها الذي تركته، وتتسبب بشكل غير مباشر في حادث وتهرب من الشرطة. تبدأ الشرطة في التطفل على المبنى وتطوقه. كيف ستخرج ليلى من هذا الحصار ويتمّ لمّ شملها مع ابنها الصغير؟ . علي وليلى مسجونان بسبب الظروف. ومع ذلك، من خلال علاقتهما، يمكنهما تحقيق شكل من أشكال التضحية . عندما كان جليلفاند يكتب سيناريو الفيلم، كتب على لوحة: “الشيء الوحيد الذي يمكن أن يساعدنا على تحمل هذا السجن هو الحب”.
فضح وحشية جهاز الأمن الأيراني
الفيلم ينتقد سلوك الشرطة التعسفي، وهذا سبب كاف لمنعه وحظره في إيران. الجزء الأكبر من الفيلم، يقضي علي المصدوم معظم وقته في التفكير في مصيره القاسي بينما يتصدى للشرطة الغازية التي تبقيه تحت المراقبة. ‏بينما تحاول ليلى العثور على مكان وجود ابنها المفقود .الموضوع الرئيسي للفيلم كان عنف الشرطة والظلم المنهجي،‏ وتبدو المشاهد التي تنطوي على سوء معاملة الشرطة للمتظاهرين مشابهة بشكل مخيف لمظاهرات ‏مهسا أميني التي حدثت لاحقا في نفس العام (توفيت أميني، وهي امرأة كردية تبلغ من العمر 22 عاما، في المستشفى بعد أن اعتقلتها في طهران وحدة الشرطة الخاصة التي تراقب ملابس النساء) وهتف النشطاء “الموت للدكتاتور” والشعار الكردي “المرأة، الحياة، الحرية” بينما اشتبكوا مع قوات الأمن، تحاول السلطات الإيرانية تضييق الخناق على المعارضين لمنع إحياء ذكرى وفاة مهسا أميني في الحجز، والتي أصبحت رمزا لقمع الحكومة الممنهج للنساء، والظلم والإفلات من العقاب . السلطات الإيرانية لا تستطيع محو الإحباط المتزايد، وتعالي الأصوات المطالبة بالتغيير الجذري، والمقاومة والتضامن في المجتمع الإيراني في مواجهة القمع المتزايد، وهو سبب كاف ليواجه الفيلم حصارا في إيران. من المؤكد أن المشاعر المناهضة للشرطة هي أهم رصيد في الفيلم وكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو التهمة المناهضة للاستبداد في هذا الفيلم، مشاهد كثيرة ولاسيما تلك المتعلقة بعنف الشرطة وقمعها وبطشها وعدوانيتها، المصممة على سحق أيّ مقاومة بأي وسيلة تستدعي، بشكل مخيف، معاملة الشرطة للمتظاهرات/المتظاهرين في التظاهرات اللاحقة على مقتل مهسا أميني.
بصرف النظر عن الرؤية الاستباقية للمخرج، فإن جرأته في تقديم مشاهد كهذه، غير مسبوقة في السينما الإيرانية، لافتة جدا للنظر، إذْ تتيح معاينة الاحتجاجات، والاشتباكات الحامية، وقذف الحجارة، والرد القاسي للشرطة بقمع التمرد بشتى الوسائل، كاستخدام قنابل مسيلة للدموع ورصاص حي، واعتقالات عشوائية، إلى حد يصعب معه تخيل كيفية موافقة السلطات الإيرانية على إجازة سيناريو المشروع، والسماح بإنتاجه، ناهيك باحتمال عرضه في ظل الأحداث التي مرت وتمر فيها إيران مؤخرا، فلا يمكن عرض الفيلم في إيران، على الرغم من أنه غير محظور رسميا . يقول المخرج " للأسف المسؤولون الثقافيون الحاليون في إيران ليسوا حتى شجعانا بما يكفي لحظر الفيلم" ، ويضيف :" إنهم ليسوا حتى شجعانا بما يكفي للجلوس ومشاهدة الفيلم، والعثور على النقاط التي يختلفون معها، أو الانتقادات التي قد تكون لديهم للفيلم. في الوقت الحالي، كل شيء يمضي قدما في صمت. إنهم لا يمنحون تصاريح لعرض الأفلام، ولا يحظرون الأفلام. هذا يدل على جبنهم بطريقة أو بأخرى. إنهم ليسوا شجعانا بما يكفي لقول أيّ شيء رسميا، لذلك رسميا لا يقال أيّ شيء عن الفيلم، لكنهم يرسلون رسائل عبر قنوات غير مباشرة مفادها أنه لا يمكن عرض هذا الفيلم الآن " .

‏حكاية روحين ضائعتين
يروي فيلم " ماوراء الجدار " قصة من الواقع تتمحور حول ( علي ) سائق سيارة قوات حفظ الأمن التي تم إرسالها إلى موقع الاحتجاجات والإضرابات العمالية. الشخصية الرئيسية الثانية في الفيلم، ليلى موحد، موجودة أيضا في نفس المكان. بسبب بعض الأحداث بعد مظاهرة سلمية ، يتم القبض على ليلى ونقلها إلى سيارة تقل المعتقلين والتي يقودها علي. في نهاية المطاف، تتوسل ليلى التي انفصلت عن طفلها نتيجة اعتقالها من ضابط الأمن النزول من السيارة والذهاب إلى ابنها الصغير طه وقوبل هذا الرجاء بمعارضة شديدة من الضابط، وفي النهاية، تدخل علي كسائق وطلب من الضابط السماح لليلى بالمغادرة. يؤدي هذا إلى قتال بين الاثنين ويؤدي في النهاية إلى حادث يموت فيه حارس الأمن ويفقد علي بصره . الآن مع فقدان بصره يقبع علي في زنزانة صغيرة، يخلق قصة خيالية في ذهنه. قصة بدلا من أن يكون سائق سيارة الحادث، يمتلك منزلا بالقرب من موقع الحادث، حيث تلجأ إليه ليلى بعد ذلك للاختباء. في بداية الفيلم، نرى صورة علي من خلال عدسة كاميرا مراقبة، وهو رمز لحقيقة أن هذه القصة تحدث في ذهن علي. وفي ذهنه يحوّل علي هذه الزنزانة الصغيرة إلى المنزل المذكور، والآن تريد ليلى إنقاذ نفسها من خلال اللجوء إلى هذا المنزل ويريد علي أيضا مساعدتها .
في هذه القصة، يبدو أن علي وكأنه يجد ارتباطا عاطفيا طفيفا بليلى. ليس لعلي هوية أخرى سوى شخص كفيف، وليس لدى ليلى هوية أخرى سوى الأم التي فقدت طفلها. علي هو سائق أمن يقرر مساعدة ليلى. يتورط كلاهما في صراع خانق من أجل البقاء، مما يكشف عن أعماق الاتصال البشري وسط العزلة. فيلم “ما وراء الجدار‏‏” دراسة عن الصدمة التي تتطرق إلى الموضوع الأكثر صلة في إيران اليوم: وحشية الشرطة .المشاعر المناهضة للشرطة هي أهم رصيد في الفيلم وكان الأمر الأكثر إثارة للدهشة هو التهمة المناهضة للاستبداد .
في البداية، يدور البناء السردي للحكاية الممتد حول روحين ضائعتين تخلى عنهما العالم، مع محاولة بطل الرواية الرئيسي البحث عن نوع من العزاء أو الخلاص من خلال عمل جيد وإيثاري على ما يبدو. إن الحمل الزائد الحسي للتحفيز السمعي يخدر جمهوره لمشاركة رعبهم بالوكالة بشكل فعال بما فيه الكفاية، لكن نوبات الصرع والتوتر التي تحدث بالكامل تقريبا في شقة واحدة لأرواح مضطهدة، صرخة امرأة من الغضب والألم أثناء هروبها عبر الحقول الإيرانية المشذّبة التي تولد على الأقل فسحة خضراء وسط جو الغرفة الخانق . بغض النظر عن كآبة وضعهم، فإن قسوة “ما وراء الجدار” لها سمة بارعة في كشف رعب الأنظمة القمعية والأساليب التي تمارسها في ترهيب مواطنيها للرضوخ والقبول للواقع المرير التي تعيشه الطبقات المسحوقة . حتى الهندسة المعمارية للمبنى الموحش، يخلق المخرج وحيد جليلفاند تأثيرا وجمالا. تبدو السلالم المعدنية البسيطة وكأنها تصل إلى السماء ويبدو أن الصنابير الصدئة المتساقطة تبكي من الوحدة. في نهاية هذا الفيلم، ندرك أن حياة هذين الشخصين مرتبطة ببعضهما البعض من الماضي، والقصة التي رأيناها هي وهم في عقل علي الفصامي. لقد رأى الاثنان بعضهما البعض على جانبين مختلفين من النضال: أحدهما سجينة والآخر سائق سيارة سجن لأن إنسانيته غلبت الواجب الوظيفي .
يحتوي الفيلم على كل المقومات التي قد ترافق جمهورا إيرانيا سئم من الأوضاع الاجتماعية وجمهورا أجنبيا مهتما بروايات مليئة بالألم والمعاناة والسجن والتعذيب النابع من داخل البلاد. نراقب محمد زاده، الذي لا يرى سوى بصيص ويتحدث وكأنه في حزن فلسفي عميق، إنه من كردستان، امرأة هاربة لم تحصل على راتب، امرأة فقدت طفلها واعتقلت ظلما ودمرت حياتها، تعاني من الصرع في البيئة أيضا قذرة . الفيلم الثالث للمخرج الثالث الذي عرض لأول مرة في ‏فينسيا ولكنه الأول الذي تنافس على الأسد الذهبي. المخرج وحيد جليلفاند تخرج في جامعة طهران في الإخراج المسرحي. بدأ حياته المهنية كممثل مسرحي وظهر لأول مرة على المسرح عندما كان عمره 15 عاما فقط .في عام 1996، بدأ العمل في القنوات التلفزيونية الحكومية الإيرانية كمحرر ثم كمخرج تلفزيوني. في وقت لاحق، أخرج أكثر من 30 فيلما وثائقيا في المجالات الاجتماعية والصناعية. أخرج ومثّل في العديد من المسلسلات التلفزيونية والمسرحيات. ‏‏حصل فيلم “الأربعاء 9 مايو” وهو أول فيلم روائي طويل له، على جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي) وجائزة إنتر فيلم لتعزيز الحوار بين الأديان في مسابقة أوريزونتي في البندقية 2015. حصل فيلمه الروائي الطويل الثاني ‏‏”لا تاريخ، لا توقيع‏‏”، على جائزة أفضل مخرج وأفضل ممثل في مسابقة أوريزونتي في البندقية 2017، بعد عرض “ما وراء الجدار‏‏” الفيلم الروائي الثالث صرّح المخرج الإيراني وحيد جليلوند “إن الاحتجاجات أدت إلى تغيير في الروح لا رجعة فيها، الناس يناضلون من أجل حقوقهم غير القابلة للتصرف ".
لعب الممثل محمد زاده دور شخص كفيف أو ضعيف البصر الذي تعرض للتعذيب بشكل رائع للغاية ورقيق ودقيق ومحترم للتفاصيل، على الرغم من أنه يبدو مبالغا فيه بعض الشيء في النبرة والتعبير. تحدث نافيد محمد زاده عن دوره “عندما قرأت السيناريو، أدركت أنه كان رائعا وشعرت أنني لم أر أبدا مثالا لهذا الفيلم في السينما الإيرانية. لقد فقدت 17 كيلوغراما في شهرين للعمل في هذا الفيلم وحافظت على هذا الوزن لمدة 7 أشهر مع اتباع نظام غذائي صارم. كان التمثيل في هذا الفيلم رحلة روحية بالنسبة إليّ وتمكن من تغيير حياتي ". الممثلة ديانا حبيبي التي جاءت من المسرح، قامت أيضا بعمل شاق في أداء نوبات الصرع والألم وهي التي فقدت طفلها في أول تجربة سينمائية لها .



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيلم الوثائقي السويدي - بليكس ليس قنابل - يستعيد حقيقة ما ...
- الدراما الإنسانية عن الاشخاص المصابين بطيف التوحد في الفيلم ...
- فيلم -المحاكمة- تحفة المخرج أورسون ويلز المنسية
- فيلم -عندما بكى نيتشه - تقييم أدبي لتاريخ الفلسفة وممارسة ال ...
- فيلم - أينشتاين والقنبلة - يتعمق في حياة العالم ألبرت أينشتا ...
- فيلم -الهارب العظيم - يحمل رسالة في مناهضة للحروب
- فيلم -عدّاء الطائرة الورقية- قصة التمييز العرقي ، والغزو الأ ...
- فيلم -عدّاء الطائرة الورقية- قصة التمييز العرقي ، والغزو الأ ...
- الرقابة على حرية التعبير في الأنظمة القمعية يكشفها الفيلم ال ...
- التميز والعنصرية في المجتمع الألماني يكشفها فيلم ( قاعة المع ...
- أبناء الدانمارك- يناقش أزمة تنامي اليمين المتطرف والنازيين ا ...
- ( قصة كيرالا ) فيلم هندي يكشف تجنيد الفتيات في تنظيم داعش ال ...
- أنا كوبا: فيلم يؤرخ نضال الشعب الكوبي من أجل الحرية
- الفيلم الكوري - عندما يأتي يوم 1987 - يوثق الشرارة الأولى لا ...
- - خيال أمريكي - نقد للمعايير التي يتم التحكم في تقيم الفن وا ...
- ( كربلاء) فيلم بولندي يوثق أحدى معارك جيش المهدي مع قوات الت ...
- فيلم ( قتلني عمر ) يفضح عنصرية النظام القضائي الفرنسي
- -الذاكرة الخالدة -فيلم إنساني وصورة مؤثرة بعمق عن الحب ومرض ...
- -محبة فنست - فيلم رسوم متحركة يحكي قصة فان كوخ من خلال لوحات ...
- فضح وحشية جنود الاحتلال الأمريكي في العراق في فيلم المخرج دي ...


المزيد.....




- تحويل مذكرات بريتني سبيرز إلى فيلم سينمائي.. هل ستشارك فيه؟ ...
- مصر.. فنانون ينعون 3 من المنتجين لقوا حتفهم في حادث سير
- كيف حققت أفلام أحمد عز وكريم عبد العزيز أعلى إيرادات بالسينم ...
- لقاء 175 ألف دولار.. بيع -بيكيني- من فيلم -حرب النجوم- بمزاد ...
- لأول مرة.. المتحف الروسي في بطرسبورغ يقيم معرضا عن تاريخ الم ...
- عبد الكريم بكار: التحرر الوطني وتفكيك إسرائيل ممكن وأدعو لإح ...
- شاهد أجواء زفاف الفنانة المصرية بشرى.. من يكون زوجها؟
- مصر.. الاستعداد لمحاكمة فنان مشهور
- العشاء الأخير: حكاية لوحة ليوناردو دافنشي -الملعونة-
- فنانة مصرية تثير الجدل بمنصات التواصل الاجتماعي بسبب فستانها ...


المزيد.....

- البحث عن الوطن - سيرة حياة عبدالجواد سيد / عبدالجواد سيد
- Diary Book كتاب المفكرة / محمد عبد الكريم يوسف
- مختارات هنري دي رينييه الشعرية / أكد الجبوري
- الرفيق أبو خمرة والشيخ ابو نهدة / محمد الهلالي
- أسواق الحقيقة / محمد الهلالي
- نظرية التداخلات الأجناسية في رواية كل من عليها خان للسيد ح ... / روباش عليمة
- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - فيلم - ما وراء الجدار-..يروي كابوس الدولة البوليسية الإيرانية